​​​​​الثروة السمكية في حوار لـ"اليوم": صادرات السعودية من "الاستزراع" تتجاوز مليار ريال

الطاقة الإنتاجية السنوية بالمملكة تتخطى 140 ألف طن من الأسماك والربيان
حجم الصادرات السعودية من الثروة السمكية يتجاوز مليار ريال
أخبار متعلقة الرياض.. تسليم 91 منفذًا لرواد الأعمال لعرض وتسويق المنتجات الزراعية"الأرصاد": أمطار متوسطة على منطقة نجران ورياح نشطة على تبوك70% من التكاليف التشغيلية لمشاريع الاستزراع تذهب للأعلاف والتغذية
المملكة بها تنوع بيولوجي من الأسماك لا يتوفر في كثير من الدول
الأنواع ذات سرعة النمو من أسس نجاح الاستزراع السمكي
جودة الإنتاج السعودي الأفضل عالميًا ويصل إلى أكثر من 35 دولة
المملكة حققت 55% من الاكتفاء الذاتي بالمنتجات السمكية
أكد مدير عام المركز الوطني للثروة السمكية في وزارة البيئة والمياه والزراعة، المهندس رياض الفقيه، أن المملكة العربية السعودية حققت قفزات نوعية في صناعة الاستزراع السمكي، إذ تجاوزت الطاقة الإنتاجية 140 ألف طن سنويًا، يُصدر جزء منها إلى الأسواق العالمية بما يفوق المليار ريال، فيما يغطي الجزء الآخر احتياجات السوق المحلية.

جاء ذلك في حوار لـ صحيفة "اليوم" على هامش لقاء نظّمته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت: بعنوان “الاستثمار في الاستزراع السمكي” ، إلى نص الحوار :بداية، كيف تقيّمون واقع صناعة الاستزراع السمكي في المهندس رياض الفقيه مدير عام المركز الوطني للثروة السمكية المملكة اليوم؟المملكة حققت خطوات متقدمة جدًا، إذ تجاوزت الطاقة الإنتاجية السنوية 140 ألف طن من الأسماك والروبيان، يُصدر جزء منها إلى الأسواق العالمية بعوائد تفوق المليار ريال، بينما يُخصص الجزء الآخر لتلبية الطلب المحلي المتزايد.ما الذي يميز الإنتاج السعودي من الأسماك والروبيان عن غيره في الأسواق العالمية؟لدينا تنوع إنتاجي كبير بفضل الدعم الذي تقدمه وزارة البيئة والمياه والزراعة، حيث ننتج أكثر من أربعة أنواع من الأسماك ونوعًا واحدًا من الروبيان، تشمل: السالمون، السيبريم، السيباس، البلطي، الكارب، إضافة إلى الربيان الفانمي. هذا التنوع لا يتوفر في كثير من الدول، ويمنح المملكة ميزة تنافسية قوية.ما أبرز أنماط مشاريع الاستزراع السمكي في المملكة؟لدينا نوعان رئيسيان: الأول الاستزراع البحري الذي يقام على سواحل وشواطئ المملكة، خاصة على امتداد البحر الأحمر من تبوك وحتى جازان.
والثاني الاستزراع في المياه الداخلية، وهو منتشر في مختلف مناطق المملكة، وقد جذب اهتمام المستثمرين ورواد الأعمال لما يتمتع به من إنتاجية عالية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المهندس رياض الفقيه مدير عام المركز الوطني للثروة السمكيةهل يتأثر الاستزراع السمكي بدرجات الحرارة ؟تؤثر درجات الحرارة الباردة سلبًا على الدورة الإنجابية لبعض أنواع الأسماك، وقد يقلل ذلك من مراحل وتيرة التفريخ ونجاحها و يؤثر على كمية الانتاج، كما يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلإجهاد أسماك البلطي، مما يؤدي إلى تغيرات في السلوك الطبيعي لها لذلك قد تصبح الاسماك خامله وأقل نشاطًا وتبحث عن مناطق أكثر دفئًا داخل الجسم المائي، مما يؤثر على فسولوجية الأسماك في أنماط التغذية الخاصة بهم. كما أن مدة التعرض للبرودة والصقيع و لأكثر من 24 ساعة متتالية يزداد معدل النفوق في الأسماك.كيف يساهم الارشاد السمكي في تعزيز الانتاج و زيادة الدخل؟الإرشاد السمكي يحمل العديد من الأهداف منها أهداف تعليمية: يمكن تحقيقها على المدى القريب من خلال توعية مزارعى الأسماك وأسرهم وتثقيفهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات التى تقابل احتياجاتهم واهتماماتهم.
وأهداف اقتصادية: يمكن تحقيقها على مدى أبعد نسبيًا نتيجة للتغير الذي يحدث نتيجة لتحقيق الاهداف التعليمية مما يؤدى إلى زيادة الدخل عن طريق الاستخدام السليم للموارد الطبيعية والبشرية والمالية الامر الذى ينعكس على زيادة الانتاج مع تقليل التكاليف.
وأهداف اجتماعيـة: والتي تتمثل في تنمية القيادات المحلية من مزارعى الأسماك، وتشجيع دائرة المشاركة في العمل التعاونى والجماعى والذي يهدف الى تحسين مستوى الحياة الأسرية.ماذا عن التكاليف التشغيلية لهذه المشاريع؟التكاليف التشغيلية تتوزع بشكل أساسي على الأعلاف التي تستهلك نحو 70% من إجمالي التكلفة، بينما يذهب 30% لتغطية الطاقة ورواتب الكوادر الفنية وأعمال الصيانة.حدثنا عن أهم أسس نجاح الاستزراع السمكي؟من أسس نجاح استزراع الأسماك هو اختيار الأنواع ذات سرعة النمو، حتى يتمكن المستثمر من حصاد إنتاجه وبيعه في الأسواق في أقصر فترة زمنية مما يقلل من التكلفة الكلية للمشروع الاستثماري، ولضمان عدم فقد المحصول من جراء أي إصابة فطرية أو بكتيرية أو طفيليةكيف يمكن للمستثمرين ورواد الأعمال الدخول إلى هذا القطاع؟الأمر ميسر جدًا، حيث يمكنهم التقديم عبر منصة “نماء”، بدءًا من الترخيص الإنشائي وحتى الحصول على الترخيص التشغيلي لمزاولة النشاط.في ظل المنافسة العالمية، كيف يتم دعم الإنتاج السمكي المحلي وتأهيله للتصدير؟المركز يساهم من خلال برنامج مخصص لدعم منتجي الأسماك المحليين، إضافة إلى وضع معايير صارمة للمنتجات المستوردة من تربية الأحياء المائية، بما يضمن بقاء المنتج السعودي في صدارة المنافسة.
الإنتاج السعودي يعد من الأفضل عالميًا من ناحية الجودة، وقد وصل إلى أكثر من 35 دولة، من بينها الصين وكوريا الجنوبية وروسيا وأستراليا واليابان.
كما أن المركز يتولى إصدار الشهادات الصحية البيطرية للتأكد من خلو المنتجات من مسببات الأمراض وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وهذه خطوة أساسية قبل التصدير.
العينات المسحوبة من الشركات المصدرة تخضع لفحوصات مخبرية دقيقة، وفق معايير المنظمة العالمية لصحة الحيوان، للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات المطلوبة.
وماذا عن دور المركز في تشجيع الاستثمار وتسهيل التراخيص لمشاريع الاستزراع المائي؟نحن نعمل بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على تهيئة البيئة الاستثمارية لهذا القطاع الواعد، عبر توفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين، ودعم المشروعات القائمة. صناعة الاستزراع المائي في المملكة تقوم على الاستخدام السليم للموارد الطبيعية المتاحة، من خلال سياسات وخطط واضحة تضمن الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
نحرص كذلك على تخطيط وتطوير وإدارة مواقع الاستزراع بما يتوافق مع أعلى معايير الرعاية للكائنات المائية المستزرعة، وتشجيع المستثمرين على تبني أحدث التقنيات وأفضل الممارسات العالمية لتحقيق معدلات نمو مثالية. وتتنوع مشاريع الاستزراع لدينا بين البحرية والداخلية والأنظمة المغلقة، وكلها تستهدف إنتاج أنواع مختلفة من الأسماك. ومن عوامل نجاح هذه المشاريع اختيار الأنواع ذات سرعة النمو، بما يتيح حصادًا أسرع ويقلل التكاليف، مع تطبيق برامج وقائية تقلل من المخاطر المحتملة كالأمراض الفطرية أو البكتيرية أو الطفيلية.
ما مستوى الاكتفاء الذاتي من المنتجات السمكية في المملكة حاليًا؟وصلنا إلى 55% من الاكتفاء الذاتي، ونعمل على تعزيز هذه النسبة خلال السنوات المقبلة، من خلال جذب مزيد من الاستثمارات وتوسيع نطاق المشاريع.ماذا عن تراخيص مشاريع الاستزراع السمكي وأنواعها ؟هناك أنواع لتراخيص مشاريع الاستزراع المائي، فمنها التراخيص الإنشائية، والتراخيص التشغيلية، وإصدار التراخيص يتطلب زيارة مبدئية للمشروع من قبل المختصين بالمركز للتأكد من مدى مناسبة الموقع لإقامة المشروع والحصول على الترخيص الانشائي اولاً.
كما يتم زيارة نفس الموقع مرة أخرى بعد الانتهاء من الإنشاءات للتأكد من مطابقته للاشتراطات الفنية للحصول على الترخيص التشغيلي، وهناك تطور واعد بمجالات وانشطة الاستزراع المائي، فقد دعت الحاجة إلى مواكبة هذا التطور من خلال وضع ضوابط وآليات حديثة تنظم عمليات إصدار تراخيص مشاريع الاستزراع المائي وتراقب أنشطتها، ويتم ذلك أولا بكل يسر وسهولة عبر منصة ”نما“ الإلكترونية، إذ تسعى الوزارة إلى توفير واجهة ووصول موحد لجميع الخدمات الإلكترونية لمنظومة الوزارة عبر تحقيق تجربة مستفيد مبتكرة وموحدة تعزز أهداف التنمية المستدامة.أخيرًا.. ما أهداف المركز الوطني للثروة السمكية في المرحلة القادمة؟نركز على تطوير استدامة ونمو صناعة الاستزراع السمكي، وتنفيذ برامج بحثية تغطي الأنواع الملائمة للزراعة من الأسماك البحرية والربيان. كما نعمل على توطين الصناعات المرتبطة بهذا القطاع وتدريب الكوادر الوطنية بما يضمن تحقيق رؤية المملكة في الأمن الغذائي.

المصدر: صحيفة اليوم