حزب "رمح الأمة" (أومكونتو وي سيزوي-إم كيه) حزب سياسي جنوب أفريقي، دعم تأسيسه الرئيس السابق جاكوب زوما ثم تزعمه، ويضم العديد من السياسيين المنشقين والمطرودين من حزب المؤتمر القومي الأفريقي.

يعود اسمه إلى الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي أسسه الزعيم نيلسون مانديلا ورفاقه مطلع الستينيات من القرن الـ20 إبان النضال ضد نظام الفصل العنصري (الأبارتايد)، مما جعل حزب المؤتمر يرفع دعوى قضائية بعدم أحقية هذا الاستخدام.

وفي أول مشاركة له بالانتخابات حصل حزب أومكونتو وي سيزوي على 14.7% من أصوات الناخبين، في حين تقلصت نتائج حزب المؤتمر الوطني الذي لم يتمكن من الحصول على أغلبية أعضاء البرلمان، في سابقة من نوعها منذ وصوله إلى الحكم عام 1994.

النشأة والتأسيس

تأسس الحزب أواخر عام 2023 تزامنا مع الذكرى الـ62 لتأسيس الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي "أومكونتو وي سيزوي" في 16 ديسمبر/كانون الأول 1961.

مؤتمر صحفي لقيادات من حزب أومكونتو وي سيزوي وفي الخلفية صورة جاكوب زوما (غيتي)الفكر والأيديولوجيا

يتبنى حزب أومكونتو وي سيزوي إرث النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ويرفع شعارات الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

وتحمل برامجه وعودا بتحقيق التنمية المستدامة والأمن والرخاء لجميع المواطنين، من خلال سياسات شاملة تقوم على الابتكار والنزاهة والتفاني من أجل الصالح العام، والتصدي للتحديات التي يواجهها الاقتصاد والتعليم والصحة.

الأعلام والرموز

يضم حزب أومكونتو وي سيزوي العديد من الشخصيات السياسية الوازنة، بعضها علق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي عضويتها، في حين انشق آخرون احتجاجا على سياسات الرئيس سيريل رامافوزا.

ويمثل الرئيس السابق لجنوب أفريقيا جاكوب زوما أبرز رموز الحزب، ويقدمه أنصاره باعتباره زعيما موجها، فقد كان دعمه للحزب يوم انطلاقته الرسمية منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023 بمثابة هزة في المشهد السياسي بالبلاد، وكان رد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن قرر تعليق عضوية زوما الذي سبق أن كان رئيسه.

وعلل الأمين العام لحزب المؤتمر القرار بأن "دعم زوما حزبا سياسيا آخر بدون الخروج رسميا من حزب المؤتمر الوطني يناقض النظام الداخلي للحزب".

إعلان

وإضافة إلى زوما ضم الحزب الجديد العديد من الشخصيات السياسية التي كانت تشغل عضوية حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، كما حظي بمناصرة بعض قدامى المناضلين ضد نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا.

مناصرون لحزب أومكونتو وي سيزوي يتظاهرون أمام المحكمة الدستورية في مايو/أيار 2024 (الفرنسية)الصراع على "رمح الأمة"

يعتبر مؤسسو "أومكونتو وي سيزوي" أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي قد "حاد عن المسار الذي رسمه الزعيم نيلسون مانديلا ورفاقه"، ويحمّلون الرئيس رامافوزا ومقربيه المسؤولية عن ذلك.

ومن هنا كان اختيار الاسم "أومكونتو وي سيزوي" الذي يعني "رمح الأمة" تعبيرا عن العودة إلى المبادئ، فهو شعار الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الذي تأسس مطلع الستينيات من القرن الـ20، وأُعلن عن حله مطلع التسعينيات تزامنا مع إنهاء نظام الفصل العنصري في البلاد.

وقد تقدم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بدعوى قضائية بعدم أحقية أي طرف استخدام اسم "أومكونتو وي سيزوي" ورايته بوصفهما إرثا وطنيا.

كما رفع دعوى أخرى اتهم فيها الحزب الجديد بأنه لا يستوفي معايير التسجيل الرسمية، وذلك بغرض منعه من المشاركة في الانتخابات البرلمانية.

وبينما أجازت المحكمة المختصة بالنظر في قضايا الانتخابات بجنوب أفريقيا للحزب خوض الانتخابات البرلمانية نهاية مايو/أيار 2024 أرجأت المحكمة العليا النطق بالحكم في قضية اسم وراية "أومكونتو وي سيزوي".

انتخابات مايو 2024

تمكن الحزب الجديد من تحقيق المرتبة الثالثة بعد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم وحزب المعارضة الرئيسي "التحالف الديمقراطي" في أول انتخابات يشارك فيها، وهي الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في أواخر مايو/أيار 2024.

بالمقابل، أظهرت النتائج خسارة حزب المؤتمر الذي لم يتمكن للمرة الأولى منذ وصوله إلى السلطة عام 1994 من الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان، إذ حصل على 159 مقعدا فقط من أصل 400 مقعد، مقابل نتيجته في الانتخابات السابقة، والتي بلغت 230 مقعدا.

وشارك زعيم الحزب والرئيس السابق جاكوب زوما بقوة في التعبئة أثناء الحملة الانتخابية، لكنه لم يتمكن من الترشح بموجب قرارات قضائية ضده على خلفية اتهامات بالفساد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات حزب المؤتمر الوطنی الأفریقی نظام الفصل العنصری لحزب المؤتمر جاکوب زوما

إقرأ أيضاً:

ندوة في صنعاء بعنوان اليمن والقرن الأفريقي.. الأواصر التاريخية ومآلات التحولات الراهنة

الثورة نت /..

عقدت اليوم بصنعاء، ندوة بعنوان “اليمن والقرن الأفريقي.. الأواصر التاريخية ومآلات التحولات الراهنة”، نظمها مركز دار الخبرة للدراسات والتطوير .

وفي الافتتاح أشار نائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي إلى أهمية هذه الندوة لتسليط الضوء على الجذور التاريخية للعلاقات بين اليمن ودول القرن الأفريقي وتوحيد الرؤى لتوجيه بوصلة العداء إلى العدو الحقيقي للأمة.

وأكد أهمية كشف المؤامرات الدولية التي يتعرض لها اليمن ودول القرن الأفريقي وسبل مواجهتها، وضرورة التصدي لحرب المصطلحات التي ينتهجها العدو لتغيير الوعي لدى شعوب المنطقة.

وثمن مشاركة أبناء الجاليات الأفريقية في اليمن في المسيرات الجماهيرية الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني.

وتطرق نائب وزير الإعلام إلى الدور المحوري لوسائل الإعلام لفتح آفاق ومسارات فكرية وثقافية واقتصادية واجتماعية لتعزيز العلاقات بين الشعب اليمني وشعوب دول القرن الأفريقي.

وفي الندوة التي حضرها وكيل وزارة الخارجية للشؤون المالية والإدارية السفير محمد حجر وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وسفراء اليمن السابقين في دول القرن الأفريقي وأساتذة الجامعات والأكاديميين ورؤساء الجاليات الإفريقية، استعرض نائب رئيس مركز دار الخبرة الدكتور أحمد العماد أهداف الندوة وأهميتها في مناقشة الأبعاد التاريخية، والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعلاقات بين اليمن ودول القرن الأفريقي.

وحث على الخروج بتوصيات عملية بما من شأنه كسر الحواجز الرسمية في العلاقات بين الشعوب وتعزيزها وصولا إلى ما يجب أن تكون عليه .

وأكد اهتمام القيادة الثورية والسياسية بتعزيز وتطوير العلاقات والروابط الإنسانية مع شعوب دول القرن الأفريقي والتكامل وتحقيق المصالح المشتركة.

فيما أشار المدير العام التنفيذي للمركز الدكتور محمد جزيلان إلى أهمية الندوة في مناقشة آفاق العلاقات الاستراتيجية بين اليمن ودول القرن الإفريقي بحكم الترابط الجغرافي والتاريخي وتأثيرها المباشر على الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.

ولفت إلى أن التحولات الجيوسياسية التي يشهدها الإقليم من توترات إقليمية وصراعات داخلية وتنافس دولي والأزمات الإنسانية وقضايا الهجرة غير الشرعية والأمن البحري، تجعل من الحوار العلمي وتبادل الرؤى أمراً ضرورياً لفهم الواقع وصياغة حلول بناءة تخدم استقرار المنطقة وازدهارها.

وناقشت الندوة أوراق عمل حول العلاقات اليمنية الأفريقية.. شراكات استراتيجية وتحديات راهنة، والعلاقات الاستراتيجية الإفريقية مع دول العالم وأفريقيا من الداخل.. واقع معقد وآفاق واعدة.

مقالات مشابهة

  • مشاورات مصرية صينية حول القرن الأفريقي
  • 63 يوما في الظلام… كيف أعاد رجل واحد تعريف الزمن داخل كهف جبال الألب؟
  • «الاتحاد الأفريقي»: تحقيق مكاسب ملموسة ضد حركة «الشباب»
  • 420 مليون دولار منحة من بنك التنمية الأفريقي ومبلغ إضافي جديد لمشروعات السودان
  • المبعوث الخاص لـ النرويج إلى القرن الأفريقي: الوضع في السودان كارثي والفاشر تشهد جرائم مروعة
  • السودان يسعى للحصول على دعم مالي جديد من بنك التنمية الأفريقي
  • تاريخ مواجهات ليفربول وإنتر ميلان يعود للواجهة قبل صدام دوري أبطال أوروبا
  • الاتحاد الأفريقي يجدد دعمه لفلسطين خلال زيارة وزيرة خارجيتها
  • أحمد سعد بتصريح صادم عن شيرين يعيد قصتها للواجهة.. وعمرو مصفى يرد بإعلان كبير
  • ندوة في صنعاء بعنوان اليمن والقرن الأفريقي.. الأواصر التاريخية ومآلات التحولات الراهنة