فلكية جدة: رصد بقعة شمسية هائلة في النصف الجنوبي للشمس
تاريخ النشر: 28th, August 2025 GMT
جدة
رُصدت صباح اليوم الخميس، بقعة شمسية ضخمة في النصف الجنوبي من الشمس تحمل الرقم 4197، تبلغ مساحتها نحو ثلث حجم البقعة التاريخية التي تسببت في “حادثة كارينغتون” في العام 1859م، غير أنها تبدو أكبر حجمًا نتيجة إحاطتها بعدد من البقع الشمسية الأصغر.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن البقعة تتميز بحقل مغناطيسي معقد يرفع احتمالية حدوث توهجات شمسية قوية من الفئة (X)، وهي من أشد أنواع التوهجات التي قد تتسبب في نشاط جيومغناطيسي على الأرض إذا ما وُجهت مباشرة نحو كوكب الأرض.
وبين أن البقع الشمسية تُعد جُزرًا مغناطيسية مؤقتة على سطح الشمس المعروف بـ”الفوتوسفير” أو “كرة الضوء”، وتبدو مظلمة مقارنة بالمناطق المحيطة بها نتيجة انخفاض حرارتها، وتتكون هذه البقع عندما يتركز الجريان المغناطيسي بشكل يعيق عملية الحمل الحراري، مما يؤدي إلى نشوء مناطق أقل حرارة على سطح الشمس، وغالبًا ما تظهر البقع الشمسية ثنائية القطبية باحتوائها على أقطاب مغناطيسية متعاكسة، وقد تستمر من عدة أيام إلى بضعة أسابيع قبل أن تتلاشى تدريجيًا.
وأشار أبو زاهرة إلى أن حجم البقعة الحالية يسمح برصدها بسهولة عبر تلسكوب مزوّد بفلتر شمسي خاص، أو باستخدام تلسكوب شمسي صغير، حيث يمكن مشاهدة عدة نوى مظلمة داخلها، مع إمكانية متابعة تطورها خلال الساعات والأيام المقبلة.
يُذكر أن حادثة كارينغتون التي وقعت عام 1859م، تُعد أقوى عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ، وأسفرت عن ظهور الشفق القطبي في مناطق قريبة من خط الاستواء، كما تسببت في تعطل أنظمة التلغراف في تلك الفترة.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الشمس بقعة شمسية فلكية جدة
إقرأ أيضاً:
أقوى موجه صوتية سجلتها البشرية.. تفاصيل
في وقتٍ يمكن أن تصل فيه بعض الأصوات إلى مستويات خطيرة تُلحق ضررا دائما بالسمع، يبرز سؤال: ما هو أعلى صوت سجل على كوكب الأرض؟
طاقة العواصف تجوب الكوكب.. رصد أعنف اضطرابات بحرية في التاريخ
الإجابة تختلف حسب المعايير، لكن معظم السجلات التاريخية تشير إلى أن انفجار بركان كراكاتاو عام 1883 في إندونيسيا كان الأعلى صوتا في التاريخ. فقد سُمعت موجة الانفجار على بُعد 3,000 كيلومتر، ورصدت أجهزة قياس الضغط حول العالم الصدمة الهائلة. وعلى بُعد 160 كيلومترًا فقط، قُدر الصوت بـ 170 ديسيبل، وهي شدة كافية لإحداث فقدان دائم للسمع، فيما تمزقت طبلة أذن بعض البحارة الذين كانوا على بعد 64 كيلومترا.
وتُظهر الدراسات أن الأصوات التي تتجاوز 140 ديسيبل تصبح مؤلمة، بينما يمكن أن يبدأ الضرر السمعي عند 85 ديسيبل فقط بعد التعرض المطول، أما صوت محرك الطائرة النفاثة فيبلغ نحو 140 ديسيبل.
وتشير التقديرات الحديثة إلى أن موجة كراكاتاو وصلت إلى 310 ديسيبل، وهو مستوى تتحول عنده الموجة الصوتية إلى موجة صدمية هائلة، وقد كانت قوية بما يكفي لتدور حول الأرض سبع مرات. ومع ذلك، يؤكد خبراء الصوتيات أن القياسات تبقى تقديرية لأن أحدا لم يكن قريبا بما يكفي لقياس الانفجار عند مصدره.
والمرشح الآخر للمركز الأول هو انفجار نيزك تونغوسكا عام 1908 فوق سيبيريا، والذي دمر مساحات شاسعة من الغابات، وقدر العلماء شدته بحوالي 300 إلى 315 ديسيبل.
أقوى صوت في العصر الحديث
عند الاقتصار على التسجيلات العلمية الحديثة، يتفق الخبراء على أن انفجار بركان هونغا تونغا تحت الماء في يناير 2022 هو الأقوى على الإطلاق.
فقد سجل أقرب مرصد علمي للانفجار، على بعد 68 كيلومترا، قفزة ضغط بلغت 1,800 باسكال، وهي موجة صدمية هائلة وصلت إلى آلاف الكيلومترات، وسمعها الناس في ألاسكا وأوروبا.
ويؤكد العلماء أن الانفجار كان كبيرا جدت بحيث لا يمكن قياسه "كديسيبل" بالمفهوم التقليدي، إذ تجاوز مرحلة الصوت الطبيعي وتحول إلى موجة ضغط ضخمة تتحرك بسرعات هائلة.
تجارب بشرية "صامتة"المثير للدهشة أن أقوى موجة ضغط صنعها الإنسان كانت غير مسموعة تماما، لأنها حدثت داخل غرفة مفرغة أثناء تجربة ليزر أنتجت موجة ضغط تقدّر بـ 270 ديسيبل، أعلى من ضجيج صاروخ «ساتورن 5» الشهير، ولكن لعدم وجود هواء، لم يكن هناك أي صوت.
إذن، فوفقا للخبراء، فإن بركان تونغا عام 2022 هو صاحب أعلى موجة صوتية أو ما يشبه الصوت، سجلتها الأجهزة الحديثة، بينما يظل كراكاتاو الأشهر والأعنف تاريخيا من حيث الصوت الذي سُمع عبر القارات.