مستشار سابق بالبرلمان الأوروبي: فرنسا مقبلة على فراغ سياسي وماكرون في أزمة
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
قال عبد الغني العيادي، المستشار السابق في البرلمان الأوروبي، إن فرنسا تواجه استمرارًا للأزمة السياسية التي بدأت بقرار الرئيس إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية، دون أن تسفر الانتخابات اللاحقة عن أغلبية واضحة.
وفي مداخلة مع الإعلامية داليا نجاتي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح العيادي أن فرنسا ستكون غدًا، بعد جلسة التصويت على الثقة برئيس الوزراء الجديد فرانسوا بايرو، أمام مشهد معقد يتمثل في غياب الأغلبية وغياب رئيس حكومة فعّال، ما قد يفتح الباب أمام فراغ سياسي غير مسبوق.
وأشار العيادي إلى أن البرلمان الفرنسي اليوم منقسم إلى ثلاثة أقطاب رئيسية: الائتلاف الرئاسي (المكرونيون)، اليسار (بأطيافه المختلفة)، اليمين المتطرف.
وأضاف أن "لا مجال لتحالف فعّال بين هذه الأطراف"، باستثناء احتمال توافق محدود مع الحزب الاشتراكي وبعض أحزاب الخضر، لكنه لن يكون كافيًا لتشكيل أغلبية مستقرة.
وحول التوقعات للتصويت المرتقب، قال العيادي "هناك شبه إجماع على أن فرانسوا بايرو سيخسر ثقة النواب، وفي هذه الحالة، ستكون فرنسا في مواجهة فراغ سياسي فعلي، حيث لا توجد أغلبية، ولا رئيس حكومة بديل جاهز، وسط تحديات داخلية وخارجية جسيمة".
وأضاف أن الرئيس ماكرون، المعروف بتمكنه من أدوات الدستور، "قد يلجأ إلى تفعيل مادة دستورية جديدة للخروج من الأزمة، دون اللجوء إلى حل الجمعية الوطنية مجددًا أو الانسحاب من الرئاسة، وهو ما تعهد بتجنبه حتى نهاية ولايته".
وتابع العيادي: "حتى في حال نجاح ماكرون في تأمين توافق جزئي مع مكونات يسارية مثل الحزب الاشتراكي أو حزب الخضر، فالمعضلة تكمن في غياب شخصية سياسية تحظى بالإجماع لتولي رئاسة الحكومة، لا من اليسار، ولا من اليمين، ولا حتى من اليمين المتطرف، الذي لا يُبدي رغبة في قيادة الحكومة أو الدولة في المرحلة الحالية".
وختم العيادي بالقول إن تحدي الموازنة هو الأصعب الذي يواجه فرنسا اليوم، إلى جانب تحديات دولية كالأزمة الأوكرانية، وتداعيات الحرب على غزة، والشرخ المتزايد داخل المجتمع الفرنسي بين التيارات السياسية والثقافية المختلفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ماكرون فرنسا البرلمان الأوروبى
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي فرنسي سابق: الانقسامات الحزبية تعرقل تشكيل حكومة مستقرة في البلاد
أكد الدبلوماسي الفرنسي السابق باتريك باسكال، أن الأزمة السياسية التي تشهدها فرنسا في الوقت الراهن ما زالت تراوح مكانها.
وتابع “باسكال” خلال تصريحاته عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، اليوم الإثنين، أن المشهد الحزبي المعقد والانقسام الواضح بين التيارات السياسية جعل من الصعب تشكيل حكومة مستقرة.
وأضاف أن فرنسا، التي كانت تُعرف بالاستقرار منذ تأسيس الجمهورية على يد شارل ديجول، باتت تعاني اليوم من ارتباك سياسي وتشتت في موازين القوى داخل البرلمان.
وأوضح باسكال ، أن تخفيض فترة الرئاسة من 7 إلى 5 سنوات، إلى جانب تراكم الديون الداخلية والأزمات الاقتصادية والمالية، كان من بين الأسباب التي ساهمت في زيادة حدة التوتر داخل النظام السياسي الفرنسي.
وأشار، إلى أن هذه العوامل أضعفت فعالية الحكومات المتعاقبة، وجعلت مهمة رئيس الوزراء أكثر تعقيدًا في ظل برلمان منقسم بشدة.
وذكر، أن الدولة الفرنسية أصبحت منقسمة إلى 3 تيارات رئيسية يصعب التوفيق بينها، إذ يسعى كل حزب إلى تحقيق مصالحه الخاصة دون وجود أرضية مشتركة تجمعهم، مما أدى إلى فشل محاولات عديدة لتشكيل حكومة تحظى بأغلبية برلمانية مستقرة، مؤكدًا، أن هذا الانقسام لا يقتصر تأثيره على الداخل فقط، بل يمتد إلى تراجع الدور الفرنسي على الساحة الدولية.