جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-07@23:16:24 GMT

الغرب لا يواجه الإرادات

تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT

الغرب لا يواجه الإرادات

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

في أكتوبر عام 1985، قام الكيان الصهيوني باستهداف مقر القيادة الفلسطينية بمنطقة حمامات الشط (1) بالجمهورية التونسية، بعد انتقالها إلى هناك بتوافق وضمانات دولية لخروجها من بيروت، وكان مقررًا لها أن تجتمع يوم 1 أكتوبر، وتم تأجيل الاجتماع في آخر لحظة بأوامر من القائد ياسر عرفات، فنجت القيادة من القصف وأصيب عدد من الكوادر الفلسطينية والطواقم التونسية العاملة في المقر.

حين علم الرئيس الحبيب بورقيبة بعملية قرصنة العدو، بلغ به الغضب مداه، فاستدعى وزير خارجيته حينها الباجي قائد السبسي على عجل وطلب منه السفر إلى نيويورك وتقديم طلب انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة العدو وعمليته. وفي نفس الوقت استدعى السفير الأمريكي بتونس واستقبله واقفًا وقال له: وزير خارجيتي في طريقه إلى نيويورك الآن لإدانة إسرائيل وإرهاب الدولة الذي مارسته بحق سيادتنا، وإذا استخدمت بلدك أمريكا حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن، فعليك أنت وطاقمك مُغادرة تونس خلال 48 ساعة.

عقد مجلس الأمن جلسة طارئة بطلب من تونس وأدان بالإجماع عدوان العدو على تونس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وامتنعت أمريكا- ولأول مرة- عن التصويت.

قام الرئيس القُمُرِي علي صويلح (2) بقطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا بعد أن أخلفت بوعودها لجُزر القُمُر بمنح مساعدات تنموية وعدم ضم جزيرة مايوت (المصدر الرئيس للفانيليا)، وتوجه نحو الصين، فأُصيبت فرنسا بالصدمة والشلل التام إزاء هذا الموقف الصادم، إلى أن أوعزت للمرتزق الفرنسي بوب دينار للقيام بعملية اغتيال للرئيس القُمُري ونفَّذ ذلك تحت ستار انقلاب عسكري.

عام 1965، أعلن الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو انسحاب بلاده من الأمم المتحدة احتجاجًا على ترشيح ماليزيا لعضوية مجلس الأمن، في سياق تنافس سياسي محموم حينها بين البلدين.

وتدهورت العلاقات بين فرنسا وأمريكا (3) بسبب رؤية البلدين لوضع حلف الناتو، فقرر الرئيس الفرنسي شارل ديجول خفض القوات الفرنسية في الحلف وسحب فرنسا من قيادته.

حين قامت ثورة الفاتح من سبتمبر 1969م بقيادة العقيد معمر القذافي أصيبت القواعد الأمريكية والبريطانية بالاتكالية والشلل تجاه الثورة، فقرروا استثمار موقفهم السلبي هذا في اعتبار ما حدث شأنا ليبيا داخليا لم يتدخلوا فيه لعله يشفع لهم لدى قيادة الثورة كي يعودوا ويتسللوا عبر النافذة، ولكن رهاناتهم خابت بفعل صلابة الثورة وحاضنها الشعبي الكبير.

حين قامت ثورة يوليو 1952 في مصر، بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر ورفاقه الضباط الأحرار، أُصيبت إنجلترا بالصدمة والذهول رغم نفوذها الكبير ورغم وجود أكثر من 70 ألف جندي بريطاني على أرض مصر، رحلوا جميعهم في اتفاقية الجلاء عام 1954، وكان الموقف البريطاني غزلًا مُبطنًا لقيادة الثورة؛ باعتبار ما حدث شأنًا داخليًا مصريًا، ولكن ذلك لم يشفع لهم.

ما تقوم به فصائل المقاومة ومحورها اليوم من مواجهة للعدو والمُخطط الإمبريالي الصهيوني للأمة، يبرهن بأنَّ فعلها من أفعال الكبار ممن يسطرون التاريخ ويجعلون العدو يفكر ألف مرة قبل كل مواجهة، لأن الإرادة أقوى من أي سلاح مادي وهي النصر والظفر معًا.

قبل اللقاء.. العدو لم يتسلل عبر حدودنا، بل عبر عيوبنا

وبالشكر تدوم النعم

****

1- مجزرة حمام الشط: غارة جوية لسلاح الجو الإسرائيلي وقعت يوم 1 أكتوبر 1985 ضد مقر القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط (تونس)، استُهدف خلالها أحد أهم اجتماعات منظمة التحرير الفلسطينية، مما أوقع عشرات القتلى من التونسيين ومن القيادات الفلسطينية السياسية والعسكرية. (ويكيبيديا).

2- علي صويلح (7يناير 1932 - 29 مايو 1978)، سياسي وثوري اشتراكي من جزر القُمُر، شغل منصب الرئيس الثالث لها من سنة 1977 إلى سنة 1978. وأصبح رئيسًا بانقلاب في شهر أغسطس من سنة 1977 وأدخل بلده في الأفكار الشيوعية. (ويكيبيديا)

3- العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا تدهورت بسبب رفض دمج الردع النووي الفرنسي مع قوى شمال الأطلسي الأخرى أو قبول أي سيطرة جماعية على قواتها المسلحة، فخفض الرئيس الفرنسي شارل ديجول عضوية فرنسا في حلف شمال الأطلسي "ناتو" وسحب فرنسا من القيادة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة بحثًا عن نظام دفاعي مستقل، وسحبت فرنسا قيادتها العسكرية سنة 1966، ومنذ ذلك العام وحتى عام 1993 كانت منفردة عن البنية السياسية لحلف الناتو. وقد قرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عام 2009 عودة فرنسا لقيادة حلف الناتو عسكريًا بعد انقطاع 43 عامًا. (ويكيبيديا)

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: السلام الحقيقي فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، كلمة بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة 1973.

وقال الرئيس السيسي: في هذا اليوم المجيد، نقف جميعاً وقفة عز وفخر، نُحيى فيها ذكرى يوم خالد في تاريخ ووجدان الأمة، يوم السادس من أكتوبر عام 1973، ذلك اليوم الذي أضاف لمصر والعرب جميعاً.. فخراً ومجداً.. إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احتراماً وإجلالاً، لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربى.

وأضاف: وفي هذه الذكرى العطرة، نتوجه بتحية خالصة، إلى روح القائد العظيم الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. بطل الحرب والسلام.. صاحب القرار الجريء، والرؤية الثاقبة.. الذي قاد الأمة بحكمة وشجاعة، نحو النصر والسلام.

وتابع: ونحيى قادة القوات المسلحة.. وكل ضابط وجندي.. وكل شهيد ارتقى إلى السماء.. وكل جريح نزف من أجل الوطن.. وكل من لبى نداء مصر، فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخها.. لتظل راية مصر خفاقة شامخة.

وقال السيسي: إننا إذ نستحضر هذه الذكرى العظيمة.. فإننا لا نحييها لمجرد الاحتفال.. بل لنستلهم منها الدروس والعبر، ولقد علمتنا ملحمة أكتوبر.. أن النصر لا يمنح، بل ينتزع.. وأن التخطيط المحكم، والعمل المخلص الدءوب، والتنسيق بين مؤسسات الدولة، وتماسك الجبهة الداخلية، واليقين بنصر الله.. هي مفاتيح النصر والمجد.. قال تعالى: ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾.. بهذا اليقين، انتصرت مصر.. وبهذا اليقين، ستظل منتصرة بإذن الله، إلى يوم الدين.

ومن روح أكتوبر.. نستمد عزيمتنا اليوم فى بناء مصر الجديدة.. مصر الحديثة.. مصر التى تليق بمكانتها وتاريخها.. وتستحق أن تكون فى مصاف الدول الكبرى.

إننا نعمل بكل جد وإخلاص.. على بناء دولة قوية، عصرية، متقدمة، تعبر عن وزن مصر الحقيقى، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية، فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.

نبنى مؤسسات راسخة.. ونطلق مشروعات تنموية عملاقة.. ونعيد رسم ملامح المستقبل.. لتكون مصر كما يجب أن تكون.. رائدة، ومتقدمة، ومؤثرة.

وإذا كانت تلك المبادئ، قد قادتنا إلى النصر فى أكتوبر 1973.. فإننا اليوم، فى ظل ما تمر به منطقتنا من أزمات متلاحقة.. أحوج ما نكون إلى استدعائها واسترجاعها، وتطبيقها كنهج راسخ، فى حياتنا السياسية والاجتماعية.

فالأوضاع الإقليمية، لم تعد تحتمل التراخى، والظروف التى نعيشها، تتطلب منا أن نكون على قدر المسئولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدم إلى الأمام.

لقد خاضت مصر وإسرائيل حروباً ونزاعات عسكرية ضارية، دفع فيها الطرفان أثمانا فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر، لولا بصيرة الرئيس السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك.. والوساطة الأمريكية، التى مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع.. أنهى دوامة الانتقام.. وكسر جدار العداء.. وفتح صفحة جديدة من التاريخ.

وإن السلام، كى يكتب له البقاء.. لابد وأن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف.. لا أن يفرض فرضا، أو يملى إملاء.

فالتجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل.. لم تكن مجرد اتفاق.. بل كانت تأسيساً لسلام عادل.. رسخ الاستقرار.. وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم.. إنها نموذج تاريخى.. يحتذى به فى صناعة السلام الحقيقى.

ومن هذا المنطلق، نؤمن إيمانا راسخا.. بأن السلام الحقيقى فى الشرق الأوسط.. لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.. وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية.. وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.

إن السلام الذى يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقانا.. أما السلام الذى يبنى على العدل، فهو الذى يثمر تطبيعا حقيقيا، وتعايشا مستداما بين الشعوب.

وفى هذا السياق، لا يسعنى إلا أن أوجه التحية والتقدير.. للرئيس الأمريكى "دونالد ترامب".. على مبادرته، التى تسعى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.. بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار.

وإن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة.. وبدء مسار سلمى سياسى، يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها تعنى أننا نسير فى الطريق الصحيح.. نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ.. وهو ما نصبو إليه جميعا.

فالمصالحة، لا المواجهة.. هى السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا.

وأشدد هنا، على أهمية الحفاظ على منظومة السلام.. التى أرستها الولايات المتحدة، منذ سبعينيات القرن الماضى.. والتى شكلت إطارا استراتيجيا، للاستقرار الإقليمى.

وإن توسيع نطاق هذه المنظومة.. لن يكون إلا بتعزيز ركائزها.. على أساس من العدل، وضمان حقوق شعوب المنطقة فى الحياة، والتعاون بما ينهى الصراعات.. ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار، فى ربوع المنطقة.

شعب مصر العظيم، وفى ختام كلمتى.. أطمئنكم أن جيش مصر.. قائم على رسالته، فى حماية بلده والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات، جيش وطنى، من صلب هذا الشعب العظيم.. وأبناؤه، يحملون أرواحهم على أكفهم.. ويقفون كالسد المنيع، أمام كل الصعاب والتهديدات.

أجدد التحية لقواتنا المسلحة الباسلة.. ولشهدائنا الأبرار.. الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة.. ولجنودنا الأبطال.. الذين يسهرون كى تنام مصر آمنة مطمئنة.

كل عام وأنتم بخير.. ودائمــا وأبـــدا وبالله: تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

اقرأ أيضاًرئيس البرلمان العربي يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة

الرئيس السيسي: ملحمة أكتوبر علمتنا أن النصر لا يمنح بل ينتزع

عاجل.. الرئيس السيسي: ملحمة أكتوبر علمتنا أن النصر لا يمنح بل ينتزع

مقالات مشابهة

  • منتخب مصر للناشئين يواجه تونس وديًا استعدادًا لكأس العالم تحت 17 عامًا
  • المقاومة الفلسطينية تدكّ تجمعات جنود وآليات العدو الصهيوني في غزة
  • الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي يبحثان تطورات غزة وتفعيل اتفاقات الشراكة الثنائية
  • الإفراج عن ناشط تونسي محكوم بالإعدام بسبب تدوينات تنتقد الرئيس
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تصدر بياناً بمناسبة الذكرى الثانية لمعركة “طوفان الأقصى”
  • 23 عملاً للمقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة خلال 48 ساعة
  • من صنعاء إلى غزة .. قرار سيادي يواجه الهيمنة الصهيوأمريكية ويتحدى الحصار والتآمر
  • استشهاد الصحفية الفلسطينية إيناس رمضان في قصف صهيوني بغزة
  • الرئيس السيسي: السلام الحقيقي فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة