أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد»، بأشد العبارات جرائم الإبادة والعدوان المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العُزّل والبنية التحتية في مدينة غزة وسائر محافظات القطاع، والتي تقوم على القصف الهمجي بمختلف أنواع الأسلحة، وحرمان السكان من الغذاء والدواء، فرض التهجير القسري، وتدمير المساكن والأبراج السكنية، حيث رصد فريق الباحثين في الهيئة خلال 24 ساعة الماضية مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر عبر القصف العنيف والروبوتات المفخخة في أحياء النصر، الصبرة، تل الهوى، الدرج، ومحيط بركة الشيخ رضوان ومناطق غرب مدينة غزة.

وكان أخطر هذه الحوادث قصف منازل عائلتي بعلوشة والنمر في حي الشيخ رضوان، ما تسبب في استشهاد وإصابة وفقدان العشرات، بينهم أطفال ونساء، فيما لا يزال العديد منهم تحت الأنقاض، كما وثقت الهيئة استهداف وحرق خيام للنازحين في مدينة غزة، وقصف مقر جمعية عايشة لحماية المرأة والطفل، ما ادي الي مقتل واستشهاد أحد موظفيها، وسيدة حامل وطفل، إضافة إلى إصابة العشرات.

كما وأسفر القصف عن مقتل و استشهاد (67) مواطنًا وإصابة (320) آخرين وفقا لوزارة الصحة بما يرفع حصيلة العدوان والابادة الجماعية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى (64.522) شهيدًا و(163.096) إصابة، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال. كما يحرم آلاف الجرحى من العلاج والدواء جراء تدمير المستشفيات ومنع إدخال المساعدات الطبية، ما يفاقم من معدلات الوفيات والإعاقات الدائمة.

وقالت: «إن الاحتلال صعّد خلال الأيام الثلاثة الماضية من جرائم استهداف الأبراج السكنية، حيث دمّر (5) أبراج تضم (209) شقق كانت ملاذًا لآلاف العائلات، إلى جانب تدمير (350) خيمة للنازحين، ما تسبب في نزوح وتشريد أكثر من (7.600) مواطن، بينهم كبار سن وأطفال ونساء حوامل، ليُترَكوا في العراء بلا مأوى أو غذاء أو ماء في مشاهد تهدف لقتل و ترويع المدنيين واجبارعم على النزوح القسري من مدينة غزة التي يواصل الاحتلال إحكام الطوق عليها وتدمير ما تبقي من منازال ومعالم أثرية وتاريخية ومنشآت مدنية فيها.

وأكد «حشد»: أن قوات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين المجوعين أمام مراكز توزيع المساعدات الإنسانية الأمريكية والإسرائيلية، إضافة إلى مواصلة منع وعرقلة إدخال الغذاء والماء والدواء، ما أدى إلى استمرار تفشي المجاعة وانعدام الأمن الغذائي لدى أكثر من 80% من سكان القطاع، في ظل انهيار المنظومة الصحية بشكل شبه كامل. تؤكد الهيئة أن الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح حرب ممنهج، في إطار جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.

وتدين الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني بشدة عرقلة قوات الاحتلال المتعمدة وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى المدنيين المحاصرين تحت الأنقاض، حيث وثّقت الهيئة تسجيل (10) نداءات استغاثة رسمية عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال أغسطس دون أي استجابة، ما يكشف عن سياسة منظمة لمنع إنقاذ الضحايا وتركهم للموت.

وأوضحت أن التهجير القسري بات سياسة معلنة يتفاخر بها قادة الاحتلال، وعلى رأسهم مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، الذي يهدد المدنيين صراحة بترك منازلهم «وإلا تعرضوا للقصف»، وهو ما يؤكد النوايا الإسرائيلية المبيتة لمواصلة جريمة التهجير القسري لسكان غزة وفرض واقع ديمغرافي جديد.

كما أدانت «حشد» أيضا الاعتداء الإجرامي الذي تعرضت له السفينة «فاميلي» التابعة لأسطول الصمود قبالة سواحل تونس بطائرة مسيّرة حارقة، في جريمة إرهابية تمثل محاولة إسرائيلية واضحة لتدمير السفينة الرئيسية وترويع المشاركين ومنعهم من مواصلة رحلة التضامن إلى شواطئ غزة.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة فعلت صيغة متحدون من أجل السلام لضمان تدخل دولي جبري لوقف الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين والمنشآت الإنسانية والمدنية في قطاع غزة، وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لإدخال الغذاء والماء والدواء، ووقف استخدام التجويع كسلاح حرب.

وطالبت «حشد» بفتح تحقيق دولي عاجل في استهداف مركب فاميلي، وضمان حماية المتضامنين والناشطين الدوليين، وإحالة هذه الجريمة وسائر جرائم الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين وشركائهم، إضافة إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية شاملة على دولة الاحتلال لوقف جرائم الإبادة الجماعية وحماية الشعب الفلسطيني من خطر التهجير القسري.

كما دعت الهيئة الدولية «حشد» أحرار وشعوب العالم، والحركات الشعبية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني الدولية، إلى التحرك العاجل والواسع عبر التظاهر والضغط الشعبي لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف الإبادة الجماعية، وضمان وصول أسطول الصمود إلى شواطئ غزة. كما تدعو الهيئة إلى تطوير هذه التحركات وصولاً إلى فرض عصيان مدني عالمي يجبر الحكومات على القيام بواجباتها القانونية والأخلاقية وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

اقرأ أيضاًعاجل| قطر تدين الهجوم الإسرائيلي الجبان الذي استهدف قادة حماس في الدوحة

«حشد» تدعو إلى فرض عقوبات شاملة على إسرائيل وتطالب الجنائية الدولية بملاحقة قادة الاحتلال

«حشد»: العقوبات الأمريكية على المؤسسات الحقوقية الفلسطينية جريمة دولية وتثبيت لشريعة الغاب

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي غزة الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني حشد التهجير القسري التهجیر القسری قوات الاحتلال مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

«صمود» يدين القصف في دارفور ويرحب بتمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق الدولية

التحالف دعا المنظمات الإنسانية والإغاثية والحقوقية الدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين المتضررين من الحرب، خاصة في مناطق النزاع بدارفور.

نيروبي: التغيير

أدان التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” بشدة القصف الجوي والمدفعي المتبادل بين طرفي الحرب في السودان، وما خلّفه من خسائر فادحة في صفوف المدنيين بمناطق عدة من البلاد، خاصة في إقليم دارفور، كما رحّب في الوقت ذاته بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة للسودان لعام إضافي، مؤكداً أن القرار يمثل انتصاراً جديداً للضحايا ودعماً لمسار العدالة الدولية.

وقال التحالف، في بيان صادر عن لجنته الإعلامية اليوم الاثنين، إن القصف الجوي بطائرات مسيّرة تابعة للقوات المسلحة استهدف مواقع مدنية في عدة مناطق من دارفور، أبرزها منطقة بلبل تمبسكو بجنوب دارفور، حيث طال الهجوم موقع مناسبة اجتماعية وأدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، إلى جانب قصف سوق مكتظ في منطقة الزرق تسبب في مقتل مدنيين وإحراق ممتلكات المواطنين.

وفي السياق، أدان التحالف قصف قوات الدعم السريع بالمدفعية والطائرات المسيّرة لمناطق مدنية في الفاشر والأبيض، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وتدمير البنية التحتية الحيوية، واصفاً ذلك بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني في وقتٍ تعاني فيه هذه المناطق من تجويع ممنهج وحصار خانق.

ودعا التحالف المنظمات الإنسانية والإغاثية والحقوقية الدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين المتضررين من الحرب، خاصة في مناطق النزاع بدارفور، مطالباً طرفي الصراع بالتحلي بالمسؤولية والإرادة السياسية لوقف إطلاق النار فوراً، والاستجابة لمطالب الشعب السوداني بسلام شامل وعملية سياسية يقودها المدنيون.

وفي جانب متصل، رحّب تحالف “صمود” بقرار مجلس حقوق الإنسان تمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة للسودان، مشيراً إلى أن القرار يدين الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين، ويدعو إلى تحقيقات مستقلة وشفافة بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي الجرائم منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.

وأكد التحالف أن الإشادة التي وردت في القرار بجهود التحالف المدني الديمقراطي تمثل دعماً معنوياً للجهود الوطنية الساعية لإنهاء الحرب واستكمال مسار ثورة ديسمبر المجيدة، مشدداً على دعمه الكامل لعمل البعثة وتمكينها من أداء مهامها في جميع أنحاء البلاد.

كما ثمّن التحالف الدول التي قدمت مشروع القرار وصوتت لصالحه، مشيراً إلى أن تزايد التأييد الدولي يعكس انكشاف فظائع الحرب أمام المجتمع الدولي، داعياً إلى تحقيق دولي عاجل في الاتهامات المتبادلة بشأن استخدام أسلحة محرّمة دولياً، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في انتهاك القانون الدولي الإنساني.

وأكد البيان على أن العدالة ستلاحق الجناة، وأن تحقيق السلام العادل والمستدام هو السبيل الوحيد لإنقاذ السودان من جحيم الحرب وإعادة بناء الدولة على أسس مدنية ديمقراطية.

الوسومإقليم دارفور الأمم المتحدة التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)

مقالات مشابهة

  • حماس: الاحتلال فشل في محاولاته بالتهجير القسري في غزة
  • 11 شهيد في غزة بنيران العدوان منذ الفجر
  • فيديو.. لبنانيون يتظاهرون ضد استمرار القصف الإسرائيلي والتهجير
  • «صمود» يدين القصف في دارفور ويرحب بتمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق الدولية
  • “العفو الدولية”: تصعيد حرب الإبادة على غزة أدّى لمرحلة جديدة من التهجير القسري
  • اللبنانية الاولى: نجاح خطة عمل الهيئة الوطنية يعتمد على شراكات قوية ومستدامة مع الوكالات الدولية
  • الهيئة الدولية حشد توجه مذكرة إحاطة شاملة للأمم المتحدة توثق عامين من إبادة غزة
  • الفاشر تحت القصف: مدينة محاصرة وغازات كيميائية تهدد المدنيين
  • 7 شهداء بنيران جيش الاحتلال في غزة
  • 19 شهيدا في غزة بنيران الاحتلال منذ فجر اليوم