قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته أمس أمام القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء فى تجمع «البريكس» أن المشهد الدولى بات غارقًا فى ازدواجية فاضحة للمعايير، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولى، دون أدنى اكتراث أو مساءلة، فى ظل إفلات ممنهج من العقاب، وتصاعد مقلق للنزعات الأحادية والتدابير الحمائية.
الرئيس قال كلامًا مهمًا حذر فيه من تقويض أسس السلم والأمن الدوليين بسبب هذا الانحدار الذى يعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللا قانون، ويكرس استخدام القوة، كوسيلة لفرض الإرادة وتحقيق المآرب، على حساب الشرعية والعدالة.
كلمة الرئيس تمثل الموقف الرسمى المصرى مما يحدث فى المنطقة والإقليم الذى يتعرض لأكبر تهديد لأمنه وسلامته منذ يوم 7 أكتوبر 2023، وهى كلمة سياسية وأخلاقية تقرأ المستقبل القريب، وهى فى نفس الوقت تحذير واضح من نتائج البلطجة الإسرائيلية فى المنطقة وتنبيه لردود الأفعال الناتجة عن الحماية التى تتلقاها تل أبيب من الولايات المتحدة، لتنفيذ مشروع الإبادة الجماعية والتهجير القسرى للفلسطينيين فى غزة كمرحلة أولى، قبل الاتجاه لطرد سكان الضفة الغربية الذين يمثلون مع سكان غزة مجموع أصحاب الأرض الأصليين، وهى تصرفات همجية تأتى فى إطار تقويض مشروع الدولة الفلسطينية والقضاء عليه.
إذن.. التحذير الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس هو الموقف الجامع الرسمى الأهم للدولة المصرية التى تعبر دائمًا عن موقف وطنى تاريخى قديم لا يقبل– أبدًا– طرد السكان الأصليين من أراضيهم لحساب دولة اعتداء واحتلال واستعمار، تقوم استراتيجيتها على سلب ونهب أراضى الغير بالقتل والسفح والتهجير.
التحذير الذى أطلقه الرئيس السيسى.. ليس مجرد تحذير ولكنه قراءة لما سيحدث فى الأسابيع والشهور المقبلة إذا أقدمت إسرائيل على احتلال غَزة بهدف طرد سكانها.. فهذا التصرف الأحمق كفيلٌ بإشعال المنطقة، واحتراق الأخضر واليابس، وعندها لن تنجو إسرائيل نفسها، فقد تشتعل حربًا إقليمية شاملة، سيكون هدفها– عند معظم أطراف الإقليم– الوصول إلى تل أبيب وضربها، فهى لن تكون حربًا دفاعية من بعض المشاركين فى حرب الإقليم ولكنها ستكون حربًا هجومية، وعندها ستسيطر الفوضى التى لن تستطيع أقوى قوة فى العالم إيقافها، لأنها ستشهد اختلاطًا بين الحابل والنابل، وسيكون التدمير عشوائيًا،وبدلًا من أن تقوم إسرائيل بالعدوان لحماية نفسها، ستجد نفسها متقوقعة داخل حدودها هربًا من جحيم قادم إليها دون تمييزٍ لمصدره وقائده واتجاهه!
حتى الداعمون لهذه الحرب المُدمرة سيتجه بعضهم لحماية إسرائيل.. وسيتجه البعض الآخر لإيقاف سطوة الولايات المتحدة فى المنطقة والعالم من خلال مساعدة أعداء إسرائيل بالمال والسلاح.. وعندها ستتغير الخريطة وستشهد المنطقة زيادة فى نفوذ بعض البلدان الكبرى.. فهى اللحظة التى تولد فيها القوى العظمى من رحم الحروب الشاملة!!
الحديث لم يعد مجديًا مع تل أبيب.. ولكنه أصبح واجبًا مع من يحمى إسرائيل.. فالبيت الأبيض يجب أن يفهم أن الخريطة الدولية قد تتغير إذا استمر دعمه لنتنياهو بلا حساب، فالخضوع لسيطرة (أصحاب عقلية العدوان يحمى إسرائيل) لم تعد كافية لتحقيق المصالح الأمريكية فى المنطقة!!
الفوضى التى تحدث عنها الرئيس لن تشمل المنطقة فحسب.. لأن هذه السياسة الخاطئة ستؤدى إلى تفجير منابع الإرهاب واتجاهها إلى أى مكان فى العالم.. ولا يجب أن ينسى أحدًا أن مصر حذرت فى مطلع التسعينيات من استمرار دعم الغرب للتنظيمات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط، وأن هذه الجماعات سوف تتجه لحرق البلدان التى قامت برعايتها والإنفاق عليها، وقد تبين صحة هذا التحذير فى يوم 11 سبتمبر 2001 وأفاقت الولايات المتحدة وأوربا على كارثة مؤلمة.
اليوم مصر تحذر من الفوضى.. والتحذير قائم على دراسة وتقدير موقف ودراية بطبيعة المنطقة.. ولكن إسرائيل تُصر على الاستمرار فى سباق فرض الفوضى إما غرورًا وغطرسة أو جهلًا بما يدور فى نفوس الشعوب المحيطة بها!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نور الرئيس عبدالفتاح السيسي سكان غزة مشروع الإبادة الجماعية الولايات المتحدة فى المنطقة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل اليوم: رسالة إلى تل أبيب من قلب الاحتجاج العلوي في سوريا
قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "المتظاهرين العلويين في سوريا عرضوا بطاقة مطبوع عليها علم إسرائيل وعبارة - من أجل دولة إسرائيل العظيمة، نطلب الدعم والحماية-",
وأوضحت الصحيفة، أنه من قلب الاحتجاج، أرسل المتظاهرون في سوريا الثلاثاء رسالة إلى القدس على بطاقة مطبوعة عليها علم دولة إسرائيل "إلى دولة إسرائيل الكبرى، نطلب الدعم والحماية للعلويين من جماعة الجولاني الإرهابية والفصائل والعشائر ومضطهديها. الساحل العلوي".
في وقت سابق الثلاثاء، اندلعت مظاهرات في عدة مواقع غرب سوريا ، استجابةً لدعوة رجل الدين العلوي غزال غزال. وشهدت مدن اللاذقية وجبلة وطرطوس، من بين مناطق أخرى، تجمعات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سوري قوله إن "التظاهرة كانت سلمية، وكان من المفترض أن ترفع ثلاثة مطالب إقامة نظام فيدرالي ولامركزية سياسية في سوريا ووقف التطهير العرقي والقتل والخطف والاستعباد وجميع أنواع الانتهاكات وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين من السجون".
وأوضح المصدر، وفق زعم الصحيفة أن "الاحتجاجات السلمية قوبلت بردٍّ همجي من عصابات الجولاني، مما أدى إلى مقتل خمسة علويين، لم يكن أيٌّ منهم مسلحًا، وإصابة العشرات".
وفي وقتٍ سابق، أفاد المركز السوري لحقوق الإنسان بقيام سائقين بدهس المتظاهرين، واعتقال قوات الأمن عددًا منهم.
وبحسب المصدر السوري، يدعو الشيخ غزال، الذي دعا إلى المظاهرات، إلى إقامة "علاقات ممتازة" مع إسرائيل والولايات المتحدة، مع الحفاظ على التواصل المباشر معهما.
كما زعم أن غزال "قادر على إقامة علاقات سياسية ودينية وشعبية مع إخواننا في دولة إسرائيل". كما يزعم معارضته لإيران وحزب الله وتركيا.