فلاحو مصر فى عيدهم.. نطالب الحكومة بالاهتمام بالفلاح واعادة التصدير وتوفير الاسمدة
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
تحتفل مصر فى 9 سبتمبر من كل عام بـعيد الفلاح واليوم تمر الذكرى73 لعيد الفلاح المصري، والذى يوافق يوم إصدار قانون الإصلاح الزراعي عام 1952، عقب ثورة يوليو بإعادة توزيع الأراضي التى تمت مصادرتها على صغار الفلاحين، في محاولة من ثورة يوليو لإعادة الحقوق الضائعة إلى الفلاح ، الذي عاش أجيرًا يعاني السخرة.
في هذا اليوم كانت العقود تُسلم مباشرًة من يد الزعيم إلى صغار الفلاحين، لتمر السنوات، ليورث الفلاح مشكلات وإهمال وديون لا تنقطع. 'ننتظر آمال كبيرة أن تتحقق للفلاح المصرى رمز العطاء والشقاء المستمر منذ العصور الفرعونية حتى اليوم، تعاقبت عليه حكومات بعضها أنصفته وبعضها قهرته ،وفرضت عليه الضرائب والاحتكار.
رغم ذلك يواجه الفلاح العديد من التحديات فى السنوات الأخيرة، من ارتفاع أسعار البذور والأيدى العاملة والأسمدة، إلى درجة اختفائها فى بعض الأحيان، بجانب تأثير التغيرات المناخية على الزراعة، تلك التحديات تجعل الحياة اليومية للفلاح المصرى أكثر صعوبة، ويتعين عليه التأقلم مع ظروف مناخية غير مستقرة تؤثر على حياته، وننتظر أن تهتم الجهات المعنية به''
فى السطور التالية ترصد " الوفد " معاناة الفلاح يوم عيدهم
"الاعباء تتراكم على كاهل الفلاح "
قال سعيد عبد الحى مزارع يواجه الفلاح المصرى فى الآونة الأخيرة تحديات كثيرة تهدد حياته التى تعتمد على الزراعة، ومنها التغيرات المناخية، التى أصبحت أشد قسوة، وتزايد أسعار البذور والمبيدات بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى نقص الأسمدة والأيدى العاملة، حتى أصبحت الأعباء تتراكم على كاهل الفلاح. هذه الأزمات أدت إلى تراجع حاد فى إنتاجية المحاصيل الزراعية، وارتفاع ملحوظ فى أسعارها داخل الأسواق المحلية، ما يعكس واقعًا معقدًا، فى يوم يُفترض أن يكون احتفالًا بدور الفلاح المصرى فى دعم المجتمع وتنميته.
" وقف الصادرات يسبب خسائر فادحة "
وأضاف عمرو السيد مزارع إن تغيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة تسببت فى خسائر كبيرة لمحصول الطماطم بالاضافة الى وقف الصادرات تسبب ان محصول الطماطم والبطيخ انضرب فى الاسواق مما تسبب فى خسائر فادحة بالمحصول وخسائر الالاف الجنيهات غير ان التجار استغلوا الموقف وقاموا بشراء المحصول مننا بارخص الاسعار ليقوم ببيعها باسعار عالية فى الاسواق .
كما أن الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة تسبب أيضًا فى زيادة أعداد الآفات الحشرية التى هاجمت محصول الطماطم، ما أدى إلى خسائر فى المحصول وتقلبات الطقس وارتفاع حركة الرياح المفاجئة أثرت سلبًا على محصولى البطيخ والخيار هذا العام، "عرش البطيخ والخيار ضعيف جدًّا، ويتحرك مع الرياح، فتتساقط أزهار الثمار فى مراحلها الأولى، وبالتالى انخفض المحصول، وارتفعت أسعاره هذا الموسم
كما اننا نعانى ايضا من ارتفاع أسعار الأسمدة، ونقص الأسمدة، ويقول: «فى السابق، كنت أستطيع الحصول على خمس شكاير من الأسمدة لكل فدان، لكن الآن لا أحصل إلا على شيكارتين فقط، والأسعار ارتفعت بشكل كبير. ما يجعل من الصعب علينا الاستمرار فى الزراعة
" تقاعس الحكومة "
وقال " عزوز عبيد " مزارع نحن نعيش معاناة كبيرة ولم احد يشعر بنا ورغم ان الرئيس السيسى يطالب الحكومة بالاهتمام بالفلاح الا اننا لم نرى شئ ملموس من الحكومة ولم احد يشعر بالفلاح الذى يعيش حياته كلها مصاعب سؤ من ارتفاع الاسعار الاسمدة التى كل يوم فى زيادة وايضا عدم الحصول عليها لاختفاءها بالجمعيات الزراعية مما فتح الابواب لبيعها بالسوق السوداء .
هذا بجانب الى تغيرت درجة الحرارة وأصبحت تشهد ارتفاعا متزايدا يصل إلى ثلاث وأربع درجات، وهو بالطبع يؤثر بشكل كبير على المحصول فسنابل القمح وسيقانه تصبح أكثر تعرضا لقصر موسم النمو كما تنخفض عدد السنبلات ووزنها وبالتالى تنخفض إنتاجية المحصول، فضلا عن غزو بعض الحشرات التى تنشط يرقاتها وتفقس بويضاتها مع درجات الحرارة المرتفعة مثل دودة الخريف التى تتغذى على الأوراق السفلية للنبات. مشيرا إلى أن أغلب الفلاحين يعتمدون على فطرتهم وخبرتهم المتوارثة من الآباء فى التعامل مع التغيرات الجوية ويؤكد أن مقاومة المحصول للحرارة تعتمد على نسبة كافية من الأسمدة الزراعية إلا أن أغلب الجمعيات الزراعية لاتوفرها مما يجعلنا نشتريه من السوق السوداء بأضعاف سعره، وللأسف فإن صغار الفلاحين ومستأجرى الأرض هم الأكثر معاناة فيتعرضون لضغوط مافيا الأسمدة، فضلا عن تقاعس الحكومة عن وضع سعر عادل لتوريد القمح مما يجعلهم لا يحققون أرباحا تذكر.
" خسائر المزارعين "
وكشف عبدالله محمد مزارع أن التغيرات المناخية، وتغير فصل الشتاء العام الماضى إلى شهر ديسمبر بدلًا من أكتوبر، تسببت فى خسائر للمزارعين فى زراعة الشعير بسبب غياب الأمطار خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر، ما أدى إلى تأخر زراعة الشعير، الذى كان موسمه يبدأ عادة من أول أكتوبر حتى مايو من كل عام. وأضاف أن التغيرات المناخية غيرت حياة الفلاح موضحًا أن العام الماضى شهد تساقط الأمطار فى شهرى إبريل ومايو، بينما غابت فى شهرى أكتوبر ونوفمبر، وهو ما أربك حسابات الفلاحين فى زراعة الشعير، الذى يعتمد بنسبة ٩٠٪ على الأمطار الشتوية و١٠٪ فقط على الآبار والمياه الجوفية.
" الفلاحون تواجه صعوبات كبيرة "
وأكد طه اسماعيل أحد مزارعى البطيخ أنه اضطر إلى التوقف عن زراعة البطيخ بشكل كامل بسبب ارتفاع أسعار البذور والمبيدات والأسمدة، وقال كانت الأرض التى ورثتها مصدر رزق لى ولعائلتى، لكن مع ارتفاع التكاليف، أصبح من الصعب الاستمرار فى زراعتها يواجه الفلاحون صعوبات كبيرة فى تأمين المياه اللازمة للرى. كما اننا نواجه نقصًا حادًّا فى مياه الرى، ، ما يؤثر سلبًا على جودة المحصول
كما اننا نعانى أيضًا نقصًا شديدًا فى اليد العاملة، بعد أن ترك عدد كبير من الشباب مهنة الزراعة، وهجروا إلى المدن للبحث عن وظائف أخرى، ما أثر على قدرتنا على جنى المحاصيل
" ازمة الاسمدة "
وقال ابراهيم عاصى مزارع لم أعد أملك الأموال اللازمة لشراء الأسمدة، ما اضطرنى إلى تأجير أرضى، وزراعتها بالبرسيم بدلًا من المحاصيل الرئيسية. هذا التوجه لتأجير الأراضى يعكس مدى الضغوط التى يواجهها الفلاحون، الذين يتجهون إلى زراعات أقل تكلفة وأقل احتياجًا للأسمدة.
واضاف أن أزمة الأسمدة تنعكس بشكل سلبى على المزارعين بسبب التلاعب فى توزيع الأسمدة من قِبَل الجمعيات الزراعية، حيث يتم تخصيص كميات أكبر لبعض الأفراد على حساب الآخرين، ما يؤدى إلى نقص حاد فى التوريدات للفلاحين. وأشار إلى أن الأسمدة التى تصل إلى السوق تتجاوز أسعارها الألف ومائة جنيه للشيكارة، وهو ما يعكس ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالأسعار السابقة، بالإضافة إلى ذلك، تواجه الجمعيات الزراعية صعوبات فى توزيع الأسمدة بسبب نقص الموارد البشرية، وعدم كفاية الإشراف على عمليات التوزيع.
" الرى بمياه المصارف "
وأضاف هشام الصياد مزارع يعتمد نضج سنابل القمح على درجات الحرارة المعتدلة إلا أن الارتفاع المتزايد والمفاجئ فيها يهدد النمو ويصيب المحصول بأمراض خطرة كالصدأ الأصفر والمن الدقيقى وتعمل على موت الأوراق وتآكل السنابل وهى كلها أمراض تستوجب رش المبيدات بشكل دورى، وبالطبع فإن ذلك يؤثر على إنتاجية المحصول ويصيبه بالضعف، وقد يصل إنتاج الفدان الواحد لستة أرادب فقط وهى خسارة كبيرة لا يتحملها سوى الفلاح وحده.
ويشير إلى أن درجة الحرارة المرتفعة تؤدى لجفاف المصارف وترع الرى مما يجعلهم يعتمدون على مياه الآبار وبالطبع فإن تكلفة حفرها عالية وتكبدهم أموالا جمة. مضيفا أن بعض الفلاحين يلجأون للرى بمياه المصارف الصحية والزراعية وهو مايعرض صحة المصريين للخطر.
" التحديات التى تواجه الفلاح "
وصرح حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين،
أن عيد الفلاح مناسبة للاحتفاء بالفلاحين وتكريمهم، وقال إن هذا اليوم يتزامن مع ذكرى وقفة الزعيم أحمد عرابى الشهيرة عندما قال: «لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارًا، ولم نُخلق تراثًا أو عقارًا، ولن نُستعبد بعد اليوم .،وأضاف «أبوصدام» أن نقابة الفلاحين تنظم كل عام احتفالية تكريمية لأعضائها أصحاب الإنتاجية العالية وكبار السن، ويتم عرض إنجازات الفلاحين خلال العام والتحديات التى يواجهونها،
وأوضح «أبوصدام» إن عيد الفلاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات التى تواجه الفلاح المصرى، مثل نقص الأسمدة، وارتفاع أسعار التكاليف، وتقديم الدعم المطلوب لزيادة الإنتاجية. ويُعد فرصة لتبادل الخبرات بين الفلاحين من خلال تنظيم معارض وورش عمل تهدف إلى تطوير أساليب الزراعة وزيادة المعرفة الزراعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية تغيرات المناخية من ارتفاع الاسعار للفلاح المصري تحتفل مصر التغيرات المناخية السوق السوداء التغیرات المناخیة درجات الحرارة ارتفاع أسعار ارتفاع ا
إقرأ أيضاً:
طفرة فى الإنتاج وتوفير فرص عمل.. كيف غير مشروع البتلو خريطة الثروة الحيوانية فى مصر؟
حقق المشروع القومي لإحياء البتلو نتائج بارزة في دعم إنتاج اللحوم الحمراء والألبان في مصر ، وذلك في إطار جهود الدولة متمثلة فى وزارة الزراعة لتنمية الثروة الحيوانية وتعزيز الأمن الغذائي .
ومن جانبها ، كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن أن المشروع القومى لاحياء البتلو، يعد من المشروعات القوميه التى ساهمت فى زيادة الناتج المحلى من اللحوم الحمراء والألبان الطازجه، حيث من المتوقع زيادة إنتاج مصر من اللحوم الحمراء بنهاية هذا العام، إلى نحو 600 ألف طن مقابل 555 ألف طن العام الماضي، وزيادة الإنتاج المحلى من الألبان الطازجه إلى 7 مليون طن مقابل فقط 6,5 مليون طن عام 2024.
ووفقا للاحصائيات الأخيرة، الخاصة بالمشروع القومي لإعادة إحياء البتلو، فقد تجاوز اجمالي ما تم تمويله واقراضه ضمن المشروع، بشقيه المحلى والمستورد من العجول والعجلات حوالي 10 مليارات و53 مليون جنيه، استفاد منها أكثر من 45,100 مستفيد من صغار المربين وشباب الخريجين والسيدات في قرى مبادره فخامه الرئيس "حياه كريمه" لتنميه الريف المصري، وذلك لتربية وتسمين حوالي 522,500 رأس ماشية.
ومن جهته أكد المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، على أهمية هذا المشروع، والذي أحدث تأثيرًا ملموسًا على مستوى المنتج والمستهلك وعلى الاقتصاد القومي، مع زيادة الناتج المحلى من اللحوم الحمراء والألبان وتوفير المزيد من فرص العمل، لافتا إلى أن المشروع يهدف أيضا للحفاظ على الثروة الحيوانية، من خلال تربية وتسمين العجول البتلو، لافتا إلى أن المشروع أتاح أيضا المزيد من فرص العمل للشباب، وصغار المربين وفي الريف، والمرأة المعيلة.
واضاف نائب وزير الزراعة أن المشروع قد ساهم أيضا في زيادة دخل ودعم صغار المزارعين وتوفير المزيد من فرص العمل حيث يوفر قروضًا ميسرة بفائدة بسيطه متناقصه، مما يساعد صغار المربين على التوسع فى تربية رؤوس الماشيه سواء لإنتاج اللحوم الحمراء أو لإنتاج الألبان، وزيادة العائد الاقتصادي من مشروعاتهم مع توفير المزيد من فرص العمل.
وأكد الصياد، إن المشروع بشقيه المحلي والمستورد، يستهدف توفير التمويل اللازم لشراء رؤوس الماشية أو تمويل إحتياجات التغذية، كما أنه لا يضطلع بمهمة تدبير وشراء الماشية للمربين مباشرةً، إذ تقع هذه المسؤولية على عاتق المستفيد.
وتابع ان المشروع يضمن للمربين المتابعة الميدانيه والإشراف البيطري المستمر على رؤوس الماشية لضمان صحتها، بالإضافة إلى تقديم كافة سبل الدعم الفني والإرشادي لتمكينهم من تحقيق أقصى إستفادة من المشروع ورفع كفاءة عمليات الرعايه والتغذية والتربية.
وحول آليه الاستفادة من المشروع القومي للبتلو، أكد الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، أنه على الراغبين من الشباب أو صغار المربين التوجه إلى أقرب إدارة زراعية، أو فرع للبنك الزراعي، أو البنك الأهلي، للتقدم بطلب، حيث يتم على الفور إجراء معاينة ثلاثية على الحظيرة. وأشار إلى أنه تُجرى هذه المعاينة بواسطة ممثلين من مديريتي الزراعة والطب البيطري والبنك الممول، وذلك للتأكد من توافر مكان مناسب للتربية والإيواء.
وأضاف أنه فور توريد رؤوس الماشية إلى حظيرة المستفيد من قبل المورد، يتم التأمين عليها بنسبة مخفضة في صندوق التأمين على الثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن المشروع يضمن تكثيف المتابعات الميدانية من قِبل مديريات الزراعة والطب البيطري لدراسة أي مشكلة قد تواجه المستفيد على أرض الواقع والعمل على تذليلها في مهدها، لضمان نجاح المشروع واستدامته.