وزارة العدل: تعديلات قانون المحاماة نقلة نوعية في تطوير المهنة ودعم القطاع الخاص
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
أكدت وزارة العدل أن التعديلات التي تضمنها القانون رقم (19) لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام قانون المحاماة الصادر بالقانون رقم (23) لسنة 2006، تمثل نقلة نوعية في تطوير مهنة المحاماة وتعزيز دورها كشريك رئيسي في حماية الحقوق وصون الحريات.
وأوضحت الوزارة، في بيان اليوم، أن التعديلات الجديدة جاءت مواكبة للتطورات التي تشهدها مهنة المحاماة، وانعكاسا لالتزام الدولة بدعم القطاع الخاص وتوفير بيئة جاذبة لممارسة المهن الحرة، بما ينسجم مع مستهدفات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة ويدعم تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
وفيما يتعلق بأبرز التعديلات، بينت الوزارة أن القانون الجديد قد أعاد تنظيم صلاحيات محامي الدولة بوزارة العدل والتي تشمل تمثيل الجهات الحكومية أمام الجهات القضائية على نحو يسهم في توحيد الجهود القانونية الحكومية وتعزيز كفاءة التمثيل القانوني، حيث أجاز القانون المعدل لإدارة قضايا الدولة، بعد موافقة الوزير أو من يفوضه، التعاقد مع محامين قطريين أو الاستعانة بغيرهم في الدعاوى خارج الدولة إذا تطلبت طبيعة الدعوى ذلك، بما يضمن توفير الخبرات المتخصصة لخدمة المصلحة العامة للدولة.
وعلى الصعيد المؤسسي، أعاد القانون تنظيم تشكيل لجنة قبول المحامين لتكون برئاسة وزير العدل وعضوية قاضيين من محكمة الاستئناف، ومحام عام من النيابة العامة، وثلاثة من المحامين، إضافة إلى ممثلين اثنين عن الوزارة. ويعكس هذا التشكيل شراكة متوازنة بين السلطات القضائية والتنفيذية في تنظيم شؤون المهنة وضمان الشفافية في إجراءات قبول المحامين.
كما أوضحت الوزارة أن القانون الجديد قد وسع من نطاق الأعمال التي يجوز الجمع بينها وبين ممارسة مهنة المحاماة، حيث سمح للمحامين بالقيد في السجل التجاري وامتلاك الأسهم أو الحصص في شركات الأموال، شريطة ألا يتولوا إدارتها أو يباشروا بأنفسهم الأنشطة التجارية. وتمثل هذه الخطوة توازنا بين تمكين المحامين من الاستفادة من الفرص الاستثمارية والحفاظ على استقلالية المهنة ونزاهتها ومكانتها.
وفيما يخص الإعـلان والدعاية، أجاز القانون الجديد للمحامين التعريف بخدماتهم عبر الوسائل التقليدية والإلكترونية وفق ضوابط تحددها لجنة قبول المحامين، مع تحديد الجزاءات التأديبية بحق من يخالف أحكام القانون أو يخل بآداب المهنة وتقاليدها.
أما فيما يخص تحديد أتعاب المحاماة، فقد أصبحت خاضعة للاتفاق المباشر بين المحامي وموكله مع جواز الاتفاق على نسبة لا تتجاوز 25 في المائة من قيمة ما قد يحكم به في الدعوى لصالح الموكل.
كما أقر القانون تشكيل لجنة المساعدة القضائية بالمجلس الأعلى للقضاء، وتختص هذه اللجنة بتعيين محامين يتولون الدفاع عن المتقاضين غير القادرين على دفع أتعاب المحاماة، بما يرسخ مبدأ تكافـؤ الفرص أمام العدالة وضمان توفير حق الدفاع.
واختتمت وزارة العدل بيانها بالتأكيد على أن هذه التعديلات تهدف إلى تعزيز مكانة مهنة المحاماة باعتبارها شريكا محوريا في تحقيق العدالة الناجزة وترسيخ سيادة القانون، بما يواكب تطلعات الدولة نحو تنمية شاملة ومستدامة وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار وممارسة المهن الحرة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة مهنة المحاماة
إقرأ أيضاً:
مستشار المفتي: مبادرات ندوة الإفتاء نقلة نوعية في أدوات العمل الإفتائي
تعقد دار الإفتاء المصرية، الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والمقرر عقدها يومَي الإثنين والثلاثاء 15–16 ديسمبر 2025 بالقاهرة، وذلك برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتحمل عنوان: «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة».
خطاب ديني رشيدوأوضح الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن انعقاد هذه الندوة يأتي في توقيت بالغ الأهمية؛ نظرًا لتصاعد التحديات العالمية وتزايد الحاجة إلى خطاب ديني رشيد قادر على التعامل مع تعقيدات الواقع الإنساني، قائلًا "إن الندوة الدولية تمثل منصة علمية كبرى تجمع نخبة من كبار العلماء والمفتين والباحثين من مختلف دول العالم الإسلامي، لمناقشة قضايا تمس حياة الناس مباشرة، وإبراز دور الفتوى في خدمة الإنسانية وتحقيق السلم المجتمعي".
حكم الدعاء بقول: «اللهم بحق نبيك» .. يسري جبر يوضح
دعاء الشفاء .. 10 كلمات لمن أصابه تعب أو ألم في جسده
وأكد المفتي أن موضوعات الندوة ستتناول محاور وثيقة الصِّلة باحتياجات المجتمعات، مثل: الفقر والصحة والأمية والغزو الثقافي والقضية الفلسطينية والانحراف السلوكي، إضافة إلى ملفات بناء الإنسان والتنمية المستدامة، موضحًا: "نحن نعمل على تطوير اجتهاد شرعي مؤسسي قادر على الاستجابة لمتغيرات العصر، وترسيخ منهج وسطي يحقق مقاصد الشريعة ويحفظ كرامة الإنسان".
إطلاق عدد من المبادرات الدوليةوأضاف مفتي الجمهورية، أن الندوة ستشهد إطلاق عدد من المبادرات الدولية والمشروعات التطبيقية، من بينها: "ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية"، و"مدونة المعايير الإفتائية للتنمية المستدامة"، و"منصة الفتوى من أجل الإنسانية"، مؤكدًا أن هذه المبادرات تأتي "ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تحويل العمل الإفتائي من مجرد إصدار للفتاوى إلى منظومة متكاملة من التأثير المجتمعي، تقوم على البحث العلمي والقياس الموضوعي للأثر".
وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون بين دُور وهيئات الإفتاء في العالم من أجل بناء شبكة دولية موحدة لمواجهة الفتاوى المتشددة والشاذة، مؤكدًا: "إننا ماضون في ترسيخ العمل الإفتائي المؤسسي القائم على المنهج الوسطي الأزهري، وبناء قدرات العلماء والمفتين، من أجل حماية الوعي العام ومنع الفوضى الفكرية التي تهدد استقرار المجتمعات".
تطوير العمل الإفتائيواختتم المفتي تصريحاته بالتأكيد على أن الندوة الدولية الثانية ستكون محطة فارقة في مسيرة تطوير العمل الإفتائي عالميًّا، مضيفًا: "إننا نطمح إلى دفع العمل الإفتائي نحو آفاق أرحب، والانطلاق من مصر إلى العالم برسالة تجمع بين العلم والرحمة، وبين الاجتهاد والانضباط، بما يخدم الإنسان في كل مكان".
حدث عالميوفي السياق ذاته، أكد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الندوة الدولية الثانية تأتي امتدادًا لنجاح النسخة الأولى وتعكس المكانة الدولية التي وصلت إليها دار الإفتاء المصرية باعتبارها مركزًا دوليًّا لصناعة الوعي الإفتائي الرشيد، قائلًا "نحن أمام حدث عالمي يجمع خبراء ومؤسسات إفتائية من مختلف دول العالم لوضع رؤية مشتركة للعمل الإفتائي في مواجهة تحديات العصر".
الفتاوى المبتسرةوأشار د. نجم إلى أن اختيار عنوان الندوة يعكس رؤية تربط بين الاجتهاد الشرعي ومتطلبات الواقع الإنساني، موضحًا أن العالم يشهد تحولات سريعة تتطلب خطابًا إفتائيًّا رصينًا يعتمد على البحث العميق ويبتعد عن الفتاوى المبتسرة التي تزيد من مشكلات المجتمع.
وأوضح أن المبادرات التي ستطلق خلال الندوة تمثل نقلة نوعية في أدوات العمل الإفتائي، وستسهم في تعزيز وصول الخطاب الإفتائي الوسطي الرشيد إلى الناس في كل مكان.