مشروع رؤية واحد من أهم المشروعات العلمية والثقافية والتثقيفية فى حياتى، وليس ذلك فحسب بل أراه أهم مشروع تثقيفى فى الفكر الدينى فى القرن الحادى والعشرين حتى الآن على أقل تقدير، سواء من حيث ما أنجز فيه من الإصدارات التى أربت على مائتين وعشرين إصدارا ما بين عربى ومترجم ورؤية للنشء بإصداراتها العربية والمترجمة، وقد شرفت بالمشاركة فى هذه السلسلة تأليفا ومراجعة وتدقيقا وإشرافا نحو سبع سنوات، بدءا باختيار اسمها والإعداد لها حتى صدور عددها الأول فى أكتوبر ٢٠١٩م إلى صدور عددها العشرين بعد المائتين فى يونيه ٢٠٢٤م، وهى تصدر بالتعاون بين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والهيئة المصرية العامة للكتاب، وشاء الله عز وجل أن يكتب لها النجاح وطنيا ودوليا، فبلغت مبيعات بعد إصدارتها ما بين خمسين ألف نسخة وسبعين ألف نسخة، ومن أهم هذه الإصدارات: الأدب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكليات الست، هذا الكتاب الذى أصّل لقضية الوطن وضرورة إدراجه فى عداد الكليات التى أحاطها الشرع الشريف بسياجات عظيمة من الحفظ والصيانة، فمصالح الأوطان من صميم مقاصد الإسلام، والحر الشريف يفتدى وطنه بنفسه وكل ما يملك، فمن لا خير لوطنه لا خير فيه أصلا، ومنها كتاب فلسفة الحرب والسلم والحكم، وكتاب فقه الدولة وفقه الجماعة، والفهم المقاصدى للسنة النبوية المشرفة، ومفاهيم يجب أن تصحح فى مواجهة التطرف، وخطورة التكفير والفتوى بدون علم، وضلالات الإرهابيين وتفنيدها، وهويتنا الواقية فى زمن العولمة، والنبى القدوة صلى الله عليه وسلم وشهادات غير المسلمين له، والمختصر المفيد فى علم التجويد، ودراسات فى علوم القرآن، ودراسات فى علوم الحديث، وفى رحاب السيرة النبوية المشرفة، والتيسير فى الحج، وقواعد الفقه الكلية، وذلك بمشاركة نخبة عظيمة من العلماء والكتاب والمفكرين بروح علمية تجمع بين أصالة المنهج وفقه الواقع، تحافظ على الثوابت وتراعى المتغيرات المعتبرة، فى واحد من أعظم مشرعات التجديد المنضبط بضوابط الشرع الشريف.
وفى رحاب هذه السلسلة صدرت رؤية للنشء بمشاركة نخبة متميزة من كتّاب أدب الطفل، وكان من أهم إصدارتها العربية والمترجمة: أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وآية وحكاية، ومن وحى السنة المشرفة، وتعلمت من السنة النبوية، وأعلام الصحابة، ومن أعلام التابعين، ونساء فى القرآن، وقصص الحيوان فى القرآن، والنباتات فى القرآن، وأعلام العرب، وشخصيات مصرية، ومن ألقاب النساء، وقطار الأخلاق، والقفز فوق الصعاب، والحقيقة والخيال، وأغرب من الخيال، والحروب الوهمية.
وتوجت هذه السلسلة العظيمة القيمة بموسوعة رؤية لكاتب هذه الذكريات، تلك الموسوعة التى جاءت فى ست وأربعين وستمائة صفحة من القطع الكبير، وضمت بين دفتيها قضايا فى غاية الدقة والأهمية، بُدئت بالمختصر الشافى فى الإيمان الكافى فى علم العقيدة، ثم بكتاب الكمال والجمال فى القرآن الكريم، ثم كتاب الأدب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم متضمنا نماذج من الفهم المقاصدى لسننته المشرفة، ثم تناولت الكليات الست، وفلسفة الحرب والسلم والحكم، وعددا من قضايا التجديد والشأن العام، وفن الخطابة بين الماضى والحاضر وختمت بالحديث عن معانى أسماء الله الحسنى، ثم فن المقدمات والخواتيم.
وختاما:
أضع هذه السلسلة بين يدى كل من يبحث عن زاد علمى وثقافى رصين كتب بأسلوب سهل سلس أيسر، وأنصح أولياء الأمور بتزويد أطفالهم بسلسلة رؤية للنشء، وآمل من الهيئة المصرية العامة للكتاب إعادة طبع ما ينفد من إصدارات هذه السلسلة وتزويد فروعها بما ينفد منها، فى ظل الإقبال الكبير على إصدارات هذه السلسلة وسرعة نفاد بعضها من فروع الهيئة.
وللحديث بقية
الأستاذ بجامعة الأزهر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أول فى أكتوبر هذه السلسلة فى القرآن
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: مسابقة القرآن تجسّد مكانة مصر العالمية ودورها في خدمة كتاب الله
أعرب الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، عن سعادته بالمشاركة في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي نظّمتها وزارة الأوقاف اليوم، مشيدًا برعاية الدولة المصرية لهذه المسابقات وإيمان القيادة السياسية بأهمية دعم حفظة القرآن وتوسيع نطاق المنافسات القرآنية.
وأكد وكيل الأزهر، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يوجّه دائمًا بتوفير مختلف أوجه الدعم لتطوير مسابقات القرآن الكريم، انطلاقًا من إيمانه بأن رعاية القرآن هي رعاية للهوية المصرية، وتحصين للوعي، وترسيخ لقيم السلام والبناء، مؤكّدا أن المجتمع المصري «يجتمع اليوم على مائدة القرآن، النور الذي لا يخلو منه زمان ولا مكان».
وأضاف الضويني، أن مصر بلد الأزهر الشريف تواصل اهتمامها بحَمَلة القرآن في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن المسابقة العالمية في دوراتها المتتابعة تثبت المكانة التي تتمتع بها مصر، بما تجمعه من معطيات التقدم، وسعيها لتخريج جيل قادر على حمل رسالة القرآن للعالم كله، جيل يجمع بين دقة الإتقان ونبل الأخلاق.
وأكد وكيل الأزهر، أن مصر «دولة القرآن ودولة التلاوة»، وهي الأرض التي تجلّى الله تعالى عليها وكلم فيها نبيه موسى عليه السلام، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم كرّم مصر بذكرها صراحة خمس مرات، ووصْفها بأنها أرض الأمن والبركة.
وأوضح الضويني، أن الأزهر الشريف حمل عبر تاريخه أمانة تبليغ القرآن ونشر تلاوته وتقويم أدائه، من خلال هيئاته ومعاهده وجامعاته، فضلًا عن إشرافه على أكثر من عشرة آلاف مكتب لتحفيظ القرآن على مستوى الجمهورية، إضافة إلى برامج التحفيظ عبر الإنترنت التي يقدّم من خلالها الأزهر رسالته الروحية والعلمية.
وأشار إلى أن الأزهر يتبنى مشروع «الكتاب الحضاري» الهادف إلى بناء شخصية متوازنة مفكرة تجمع بين حفظ ألفاظ القرآن وفهم مقاصده، مؤكّدًا أن مصر—التي قدّمت للعالم أعظم قرّاء القرآن—تشهد اليوم بزوغ جيل جديد يواصل الرسالة.
وكشف وكيل الأزهر، أن الأزهر قدّم 30 صوتًا من طلاب معاهده لتسجيل «المصحف الطلابي الأزهري»، في مبادرة تربط بين الماضي والحاضر وتجدد أمجاد دولة التلاوة المصرية بثوب جديد، ليظل صوت القرآن خالدًا تتوارثه الأجيال.
وقال الضويني، إن المشاركة الواسعة في المسابقة من مختلف دول العالم تمثل شهادة جديدة على مكانة مصر القرآنية والعلمية، وتجسّد حدثًا يجمع القلوب على كلمة سواء، يتنافس فيه الشباب في ميدان الخير، وتتوحّد فيه الألسن على تلاوة كلام الله تعالى.
وأكد وكيل الأزهر الشريف، أن القرآن الكريم جعل الإنسان خليفة في الأرض ومسؤولًا عن عمارتها، استنادًا لقوله تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم»، موضحًا أن هذا التكريم الإلهي جاء مقرونًا بإرساء مبدأ المساواة بين البشر، وجعل الرحمة روحًا تسري في سلوك الإنسان وتعاملاته.
وأضاف أن القرآن قدّم منهجًا شاملًا للهداية والتفكر، وفتح أمام البشرية أبواب القيم الرفيعة القائمة على العمل والأمانة والمسؤولية والإعمار والتقدم والأخلاق. وأشار إلى أن عطـاء القرآن امتد في حضارة الإنسان عبر نموذج حضاري متوازن يقوم على التعايش بين المسلمين وغيرهم، واحترام الإنسان وصون كرامته، وترسيخ ثقافة التعاون، وهو ما انعكس في العديد من المبادئ الإنسانية المعاصرة التي استمدت جذورها من التعاليم القرآنية.
وشدّد وكيل الأزهر على أن عالم اليوم، بما يحمله من أزمات فكرية وأخلاقية وإنسانية، وتحديات متلاحقة وصراعات متصاعدة، يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الالتفاف حول القرآن الكريم، واستلهام مقاصده في بناء الإنسان. فهذه المقاصد قادرة على صنع إنسان متوازن، وحضارة رشيدة تجمع بين الإبداع والمسؤولية والأخلاق، وهي الرسالة الخالدة التي يحملها القرآن ما دامت السماوات والأرض.
وأكد أن مصر «تجدد عهدها» بأن تبقى في خدمة كتاب الله، معربًا عن أمله في أن تكون المسابقة العالمية للقرآن الكريم بابًا متجددًا لتعلّم القرآن، ليبقى للمصريين «حبلًا متينًا وصراطًا مستقيمًا» يهتدون به إلى العزة والرشاد.
وختم مرحبًا بضيوف مصر من أنحاء العالم، مؤكّدًا أن القرآن الكريم مشروع حضاري متكامل نقل الإنسانية من الفوضى إلى نور الاستقرار، ومن منطق الغلبة إلى ميزان العدل، ومن ضيق الأهواء إلى سعة العقل والنظام.
اقرأ أيضاًوزير الأوقاف: المسابقة العالمية الـ 32 للقرآن الكريم تُعد حدثا دوليا عظيما
عاجل.. انطلاق فعاليات المسابقة العالمية للقرآن الكريم بمسجد مصر