»اﻟﻨﱡﺺ ٢« ﻓﻰ رﻣﻀﺎن ٢٠٢٦.. رﻫﺎن ﺟﺪﻳﺪ وﻟﻴﺲ اﺳﺘﺜﻤﺎرا ﺗﺠﺎرﻳا
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
بعد النجاح الكبير الذى حققه مسلسل «النُّص» فى رمضان 2025، لم يكن الإعلان عن جزء ثانٍ مجرد استثمار تجارى لعمل ناجح، بل خطوة محسوبة تحمل رهانات فنية وإنتاجية، فالعمل الذى أعاد تقديم أحمد أمين بصورة درامية تاريخية بعيدة عن الكوميديا التقليدية التى اشتهر بها، فتح الباب أمام تجربة درامية جديدة تجمع بين الواقعية التاريخية والتشويق الممزوج بالكوميديا السوداء.
وتقرر بدء تصوير الجزء الثانى من مسلسل «النص» فى أكتوبر 2025 تمهيدًا لعرضه فى رمضان 2026، يأتى محمّلًا بتوقعات جماهيرية عالية، فالجمهور بات ينتظر معرفة ما سيحدث لشخصية «عبدالعزيز النُص»، النشال الشهير الذى جسّد أحمد أمين ملامحه ببراعة.
وفى ذات السياق يتعين على صناع العمل المحافظة على عناصر القوة التى صنعت نجاح الجزء الأول، وتقديم إضافات درامية جديدة تسرد الحكاية وتبعدها عن التكرار.
وتقع المسئولية الكبيرة على الإخراج، حيث يتولى حسام على قيادة الجزء الثانى، وهو مخرج له خبرة فى الأعمال التاريخية والدرامية الثقيلة، ما يعنى أن الرؤية البصرية ستكتسب عمقًا أكبر، خاصة فى تصميم المشاهد التاريخية والاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالأزياء والديكور، والتى كانت إحدى نقاط قوة الجزء الأول.
أما على مستوى الكتابة يواصل الفريق المكون من شريف عبدالفتاح، عبدالرحمن جاويش، ووجيه صبرى العمل على صياغة أحداث متصاعدة، تستند إلى كتاب «مذكرات نشال» للباحث أيمن عثمان، ما يعزز الطابع التوثيقى للمسلسل مع جرعة درامية محسوبة.
ويتوقع أن يشهد الجزء الثانى زيادة فى الميزانية، وهو ما قد ينعكس على جودة التصوير واستخدام تقنيات أحدث فى إعادة خلق أجواء القاهرة التاريخية، فيما يجعل استمرار مشاركة نجوم مثل أسماء أبو اليزيد، حمزة العيلى، عبدالرحمن محمد، وميشيل ميلاد بجانب أحمد أمين، يعزز الاستقرار الفنى ويوفر فرصة لتطوير العلاقات الدرامية بين الشخصيات.
الجدير بالذكر أن الساحة الدرامية شهدت نجاح الجزء الأول من مسلسل «النص» خلال شهر رمضان 2025 بعد أن استطاع لفت الأنظار، بعدما قدم حكاية مستوحاة من أحداث تاريخية عن شخصية «عبدالعزيز النص»، النشّال الشهير الذى تحوّل إلى بطل شعبى فى ثلاثينيات القرن الماضى.
بدأت الأحداث بمحاولة النص، الذى جسّده النجم أحمد أمين، الابتعاد عن ماضيه والعيش بعمل شريف «كمسرى». لكن إصابة شقيقه محمود بطلق نارى، وحاجته الملحّة للمال من أجل العلاج، تدفعه إلى العودة إلى النشل، وهو ما يضعه على مسار جديد يقوده لاحقًا إلى مواجهة الاحتلال البريطانى والانخراط فى العمل الوطنى.
العمل مكون من 15 حلقة جاء بتوقيع المخرج حسام على، وبسيناريو مشترك لثلاثة كتّاب هم شريف عبدالفتاح، عبدالرحمن جاويش، ووجيه صبرى، واعتُبر واحدًا من أبرز الأعمال الدرامية الرمضانية التى جمعت بين التشويق، والتاريخ، والكوميديا السوداء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمد أمین
إقرأ أيضاً:
الاقتباس العلمي.. حين يصبح النقل صناعة معرفية
خميس بن سعيد الحربي **
في زمنٍ تتسارع فيه المعرفة وتترابط فيه مصادر المعلومات، لم يعد الباحث قادرًا على بناء دراسته بعيداً عن الآخرين، ولا يمكنه التقدم في ميدان البحث دون الرجوع إلى ما نشره الباحثون قبله، وهنا يظهر الاقتباس العلمي بوصفه أداة دقيقة، لا يقصد منها تكرار الأفكار، بل تقديم قراءة واعية للبحث وإعادة توظيفه بما يخدم الفكرة الجديدة للباحث.
لكن ما يلفت الانتباه اليوم هو أن بعض الباحثين، وخاصة في بداية كتابة البحوث، يتعاملون مع الاقتباس بوصفه ملاذًا للنسخ أو وسيلة لتطويل الصفحات، بينما هو في أصله اعتبره فن منضبط يحتاج إلى أسلوب منضبط وبصيرة، وقدرة على الربط، لا مجرد مهارة في النقل.
متى يصبح الاقتباس ضرورة؟
لا يلجأ الباحث إلى الاقتباس عبثاً، بل يستخدمه في لحظات مُحددة لا يملك فيها خياراً آخر، منها نقل مصطلحات علمية ثابتة، أو بيانات إحصائية دقيقة، أو نصوص قانونية وتاريخية لا تتحمل التغيير. كما يلجأ إليه عندما يستشهد بآراء باحثين وخبراء، أو حين يفسر ويوضح مفاهيم لا يمكن إعادة صياغتها دون أن تفقد معناها. فالاقتباس يصبح هنا ليس لتزيين النص، بل لإسناد الحقيقة، وتوثيقها، وتحقيق الأمانة العلمية.
ضوابط تحمي الباحث من الوقوع في فخ النسخ
ومع أن الاقتباس جزء مهم من منهج البحث، إلا أنه ملزم بضوابط واضحة، أبرزها ألا يتجاوز 20% من حجم الدراسة، وأن يبقى أسلوب الباحث هو الغالب في التحليل والتفسير، كما يجب توثيق كل معلومة تنقل، والابتعاد عن "حشو" النص باقتباسات طويلة لا قيمة لها؛ فالاقتباس الصحيح هو الذي يضيف معنى، ويعطي الباحث فرصة ليظهر فهمه للنص، لا الذي يحجب شخصيته خلف كلمات الآخرين.
أنواع الاقتباس.. ومرونة الباحث
لا بُد أن يتعامل الباحث مع أربعة أنواع رئيسية من الاقتباس: الاقتباس المباشر عندما تنقل العبارة حرفيًا، وغير المباشر الذي يعكس فهم الباحث للنص، وهناك الاقتباس الطويل المتضمن لحذف (…) من أجل تخفيف النص، والاقتباس الوصفي الذي يذكر فيه الباحث الفكرة بأسلوبه دون نقل حرفي.
وهذه الأنواع تمنح الباحث مساحة واسعة للتحرك بين الدقة والمرونة، وبين الأمانة العلمية وإبراز أسلوبه الخاصة.
الاقتباس ليس عبئًا ثقيلًا على الباحث، بل أداة قوة إذا أحسن توظيفها. وهو ليس تكرارًا لما قاله الآخرون، بل إعادة قراءة واعية تظهر القدرة على التحليل والتأمل وإنتاج المعرفة من جديد.
ولهذا، فإن الباحث الذي يتقن فن الاقتباس يعرف تمامًا كيف يوازن بين الاستفادة من جهود الآخرين، وبين حضور أسلوبه العلمي المستقل… وهو ما تحتاجه البحوث اليوم أكثر من أي وقت مضى.
** مشرف مصادر التعلُّم