أبوظبي في الأول من سبتمبر / وام/ تجري دولة الإمارات ونيوزيلندا مناقشات مبدئية لاستكشاف إمكانية إطلاق محادثات ثنائية بهدف التوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة ترتقي بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين الدولتين الصديقتين إلى مستويات جديدة تحقق المصالح البينية وتوفر المزيد من فرص النمو المشترك لاقتصاد البلدين.

جاء ذلك خلال استقبال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، معالي داميان أوكونور وزير التجارة ونمو الصادرات النيوزيلندي خلال زيارته إلى الدولة على رأس وفد رفيع المستوى، حيث تبحث الدولتان الصديقتان سبل تعميق العلاقات الثنائية في العديد من المجالات والقطاعات ذات الأولوية.

وخلال اللقاء تبادل الوزيران الرؤى حول آخر مستجدات الاستعداد للمؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة الدولية الذي تستضيفه دولة الإمارات مطلع العام المقبل. وأشاد معالي ثاني الزيودي بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الإماراتية النيوزيلندية، مؤكداً أن الدولتين الصديقتين تجمعهما إرادة مشتركة لتعزيز التعاون في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والرعاية الصحية.

وقال معاليه: "تعد نيوزيلندا أبرز شركاء دولة الإمارات في منطقة أوقيانوسيا، والدولتان تجمعهما رؤية مشتركة حول أهمية التجارة المفتوحة القائمة على القواعد كمحفز للنمو الاقتصادي المستدام، ولذا فإن الإمارات تسعى لاستكشاف سبل تعميق العلاقات مع نيوزيلندا ضمن خطط توسيع شبكة الشركاء التجاريين للدولة، بهدف إتاحة أسواق جديدة وفرص استثمارية واعدة لمجتمع الأعمال في الدولة، وذلك عبر إطلاق مناقشات مبدئية لاستكشاف إمكانية إطلاق محادثات للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة تجمع الدولتين الصديقتين".

من جانبه، قال معالي داميان أوكونور إن المناقشات الرامية إلى إطلاق محادثات ثنائية للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة تعد خطوة أولى مهمة نحو إبرام اتفاقية استراتيجية محتملة مع دولة الإمارات التي تعد إحدى وجهات التصدير الرئيسية، وشريكاً ثنائياً مهما لنيوزيلندا في المنطقة." .

وترتبط الإمارات ونيوزيلندا بعلاقات تجارية مزدهرة، حيث بلغت التجارة البينية غير النفطية 805 ملايين دولار أمريكي خلال عام 2022، بنمو قدره 7 في المائة مقارنة بعام 2021 و23 في المائة مقارنة بعام 2020 ، وأصبحت الإمارات الشريك التجاري الأول لنيوزيلندا في العالم العربي منذ عام 2021.

وتأتي زيارة الوفد النيوزيلندي إلى الدولة، ضمن الزيارات الرسمية المتبادلة والتي جرى خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، بما في ذلك مذكرة تفاهم بين "الاتحاد لائتمان الصادرات" ووكالة ائتمان الصادرات النيوزيلندية، ومذكرة تفاهم بخصوص الأمن الغذائي موقعة بين وزارة التغير المناخي والبيئة ووزارة الشؤون الخارجية والتجارة في نيوزيلندا.

وضم وفد نيوزيلندا الذي ترأسه معالي داميان أوكونور كلا من سعادة الدكتور ريتشارد كاي سفير نيوزيلندا لدى الدولة، وسعادة ويندي ماثيوز المديرة العامة لشعبة السياسات التجارية والمفاوضات في وزارة الشؤون الخارجية والتجارة، وسعادة جوناثان كور المدير العام لقسم الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة الشؤون الخارجية والتجارة، وشون أوبراين السكرتير الصحفي لوزير التجارة ونمو الصادرات، وريبيكا غود السكرتيرة الخاصة لوزير التجارة ونمو الصادرات؛ وسامي أوهارا مسؤولة السياسات في وحدة السياسات التجارية والمفاوضات في وزارة الشؤون الخارجية والتجارة، وجيسيكا مينيهان فيتزجيرالد من سفارة نيوزيلندا في الدولة.

يشار إلى أن دولة الإمارات تواصل تنفيذ خططها لتوسيع شبكة شركائها التجاريين حول العالم، وذلك من خلال برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، وقد أبرمت الدولة بالفعل 5 اتفاقيات مع كلا من الهند وإسرائيل وإندونيسيا وتركيا وكمبوديا، فيما سيتم لاحقاً توقيع اتفاقيات مثيلة مع مجموعة أخرى من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية على خريطة التجارة الدولية.

وتستهدف الدولة من خلال هذه الاتفاقيات تحفيز تجارتها الخارجية مع العالم والمساهمة في مضاعفتها إلى 4 تريليونات درهم ومضاعفة قيمة الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى 800 مليار درهم، تنفيذاً لرؤية "نحن الإمارات 2031".

دينا عمر/ أحمد النعيمي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الإمارات صوت الحكمة والعقل.. والحوار خيارها في الأزمات

الشارقة: «الخليج»

يقود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، جهوداً كبيرة وحثيثة مع قادة الدول الشقيقة والصديقة لبحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الخطرة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بعد الاستهداف العسكري الإسرائيلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودعوته اليومية لأجل تكثيف جهود خفض التصعيد وتغليب لغة الحوار وحل الخلافات بالوسائل الدبلوماسية لتجنيب المنطقة مزيداً من الأزمات.
تبذل دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، وسموّ الشيخ عبدالله بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، جهوداً دبلوماسية كبيرة لاحتواء التوترات، وحذر سموهما من خطوات متهورة، داعين الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ إجراءات عاجلة، والالتزام بالحوار الهادئ يعكس رؤيتها لتجنب التصعيد وتعزيز السلم الإقليمي.
وتمثل دولة الإمارات منذ تأسيسها صوت الحكمة والعقل في جميع أوقاتها، وتغلّب ذلك دوماً في أوقات الصراعات والأزمات، ولعبت أدواراً تاريخية في تقريب وجهات النظر، كوسيط موثوق في المنطقة. من خلال استضافة مشاورات سياسية، ودعم مبادرات السلام، أثبتت دولة الإمارات التزامها بالحوار الهادئ. هذا الإرث يعزز دورها الحالي في دعوة الحلول الدبلوماسية للأزمة الحالية.

اتصالات مكثفة


ويقوم صاحب السمو رئيس الدولة باتصالات مكثفة منذ اليوم الأول من الاستهداف الإسرائيلي لإيران من أجل المساعدة في وقف الحرب ومنع اتساعها لما يمثله هذا التصعيد من خطر على الاستقرار إقليمياً ودولياً.
يأتي ذلك في إطار حرص سموه على تغليب الدبلوماسية والحوار كخيار وحيد بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد، وضمن أسس شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة لشعوب المنطقة.
شمل الحراك صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، إجراء مباحثات واتصالات مع قادة ومسؤولين حول العالم، إيماناً من الإمارات بأن ما تشهده المنطقة يحتّم تحركاً إقليمياً ودولياً منسّقاً لوقف التصعيد.

خفض التصعيد


ومنذ اندلاع المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل يوم الجمعة الماضي، لايكاد يمر يوم دون أن يجري صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اتصالات مع قادة ومسؤولين حول العالم لبحث خفض التصعيد وتجنب اتساعه.
ضمن أحدث تلك المباحثات أجرى صاحب السمو رئيس الدولة اتصالاً هاتفياً مع الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تناولا خلاله مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الخطرة على الأمن والسلم الإقليميين، وتطرق الاتصال إلى الاستهداف العسكري الإسرائيلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث أعرب سموه عن تضامن دولة الإمارات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها خلال هذه الظروف.
وشدد سموه على أن دولة الإمارات تواصل الاتصالات والمشاورات المكثفة مع الأطراف المعنية بهدف تهدئة الأوضاع وخفض التصعيد بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.. مؤكداً سموه دعم الدولة لأي خطوات تصب في هذا الاتجاه.
جاء هذا الاتصال بعد ساعات من تلقي صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جرى خلاله استعراض القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتداعيات الاستهداف العسكري الإسرائيلي لإيران على أمن المنطقة واستقرارها.

مشاورات مكثفة


وخلال اتصالات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع القادة والزعماء حول العالم تواصل المشاورات المكثفة مع الأطراف المعنية بهدف تهدئة الأوضاع وخفض التصعيد، بحث سموه، والرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، الأربعاء، مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الخطرة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، إضافة إلى الجهود المبذولة لاحتواء الموقف ووضع حد للتصعيد.
وأكد الجانبان خلال الاتصال ضرورة ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار لتفادي تعريض الأمن الإقليمي والعالمي إلى مزيد من التهديدات مشددين على دعم كل ما من شأنه تحقيق التهدئة عبر الوسائل الدبلوماسية.
جهود صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، متواصلة خلال الأيام الماضية، لإيجاد مقاربة دبلوماسية تقود الطرفين إلى التهدئة وإنهاء هذه «المواجهة العسكرية الخطرة» المستمرة لليوم الثامن على التوالي.
وبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع كير ستارمر رئيس وزراء المملكة المتحدة التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها على أمن المنطقة واستقرارها.
واستعرض سموه تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية في اتصال هاتفي مع نيكوس خريستودوليدس رئيس جمهورية قبرص، مع التأكيد على أهمية تكثيف الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع وتجنب اتساع الصراع في المنطقة.

رسائل القيادة


بحث صاحب السمو رئيس الدولة، خلال اتصالين هاتفيين، مع إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية وجورجيا ميلوني رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية، التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الأمن والاستقرار الإقليميين..مشددين على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف الجهود لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية بما يحفظ أمن المنطقة واستقرارها.
وأكد سموه في محادثة هاتفية مع كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء جمهورية اليونان ضرورة تكثيف الجهود المبذولة من أجل التهدئة وتسوية الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية.
وبحث سموه مع محمد شياع السوداني رئيس وزراء جمهورية العراق مساعي وقف التصعيد وضبط النفس لحفظ الاستقرار الإقليمي.
وتشكل الحرب بين إيران وإسرائيل تهديداً حقيقياً لاستقرار المنطقة المصدر الرئيسي للنفط، لذا كثف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاتصالات مع طهران وواشنطن وحلفاء إقليميين وغربيين من أجل الضغط الدبلوماسي لوقف التصعيد.

جهود دبلوماسية


ضمن أحدث الجهود، على الصعيد الدبلوماسي أجرى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مباحثات هاتفية مع كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، بحث التطورات المتسارعة في المنطقة، في أعقاب الاستهداف العسكري الإسرائيلي لإيران.
وتناولت الاتصالات أهمية تكثيف الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى خفض التصعيد، وتجنب اتساع رقعة الصراع.
كما أجرى سموه مباحثات مع كل من الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في قطر، ونواف سلام رئيس مجلس الوزراء اللبناني، وتناول الاتصال مساعي دولة الإمارات لوقف الحرب باعتبارها تهدد المنطقة التي تعتبر قلب العالم، في هذه المرحلة الحساسة والخطرة، لا تتحمّل المزيد من التوترات والمواجهات، وتحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الحكمة، وتعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول، حيث أرهقتها الصراعات المتواصلة.
كما أجرى سموه مباحثات مع نظرائه في عدد من دول العالم من بينهم الإيراني عباس عراقجي، والسعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، والأردني أيمن الصفدي، والعراقي فؤاد حسين، والمغربي ناصر بوريطة، والكويتي عبدالله علي اليحيا والعماني بدر بن حمد البوسعيدي والبحريني عبداللطيف بن راشد الزياني.
كما أجرى سموه مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والألماني يوهان فاديفول والهندي سوبرامنيام جايشانكار، والفرنسي جان نويل بارو، والبريطاني ديفيد لامي، واليوناني جورجوس جرابيتريتيس والقبرصي كونستانتينوس كومبوس.
وحذر سموالشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، من مخاطر أي خطوات متهورة تتعدى حدود إسرائيل وإيران، داعياً إلى الحكمة وتحرك منسق عاجل إقليمياً ودولياً لتجنب مخاطر توسيع الصراع واحتواء انعكاساته على سلم وأمن المنطقة والعالم.

خريطة طريق


وضمن جهودها الدبلوماسية لحل الأزمة أصدرت دولة الإمارات بياناً تضمن خريطة طريق شاملة لحل الأزمة الإيرانية الإسرائيلية ووقف التصعيد بين البلدين، وإرساء الأمن والسلم الدوليين.
ورسم البيان خريطة طريق لحل الأزمة، تضمنت إطاراً شاملاً لحل الأزمة وفق أسس وقواعد محددة، إضافة إلى آليات تحدد أدوار الأمم المتحدة ومجلس الأمن في حل الأزمة، وسط تحذيرات من تداعياتها على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
يأتي البيان الإماراتي غداة إصدار بيان مشترك صدر عن وزراء خارجية 20 دولة في مقدمتها دولة الإمارات أعربوا فيه عن قلقهم البالغ حيال التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران.

مقالات مشابهة

  • الإمارات صوت الحكمة والعقل.. والحوار خيارها في الأزمات
  • «الخارجية» تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير كازاخستان
  • «الخارجية» تتسلّم نسخة من أوراق اعتماد سفيرة سريلانكا
  • دبلوماسيون: محادثات ويتكوف وعراقجي سعت للتوصل لنهاية سياسية للأزمة
  • فائض التجارة الخارجية في سويسرا ينخفض خلال مايو الماضي
  • الإمارات.. إنجازات نوعية في قطاع الإسكان بقيمة دعم تجاوزت 50 مليار درهم
  • عبدالله بن زايد: حريصون على بناء شراكة اقتصادية مع المكسيك
  • سفير الإمارات في بيرو يستعرض جهود الدولة في الأمن المائي
  • الإمارات وباكستان تطلقان شراكة استراتيجية في تحديث العمل الحكومي
  • مدبولي: اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وصربيا سيتم بموجبها إلغاء الرسوم الجمركية