العنف الجامعي مسؤولية مشتركة تتطلب حلولًا جذرية
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
صراحة نيوز-النائب الدكتور أيمن أبو هنية*
يُعدّ العنف الجامعي من الظواهر الخطيرة التي تهدد سلامة البيئة الأكاديمية وتمسّ صورة مؤسساتنا التعليمية التي لطالما كانت منابر للعلم والتنوير والوعي إن ما تشهده بعض الجامعات من مشاجرات أو تجاوزات لا يعكس حقيقة الطلبة الأردنيين بل هو نتاج تراكمات اجتماعية وثقافية وتربوية تحتاج إلى معالجة شاملة لا تقتصر على الحلول الأمنية المؤقته
إن العنف لا يولد في قاعات الجامعات بل يبدأ من ضعف منظومتنا التربوية في غرس قيم الحوار والتسامح مرورًا بتراجع دور الأسرة والمدرسة في بناء الشخصية الواعية وصولًا إلى غياب البرامج الجامعية التي تُعزز الانتماء الوطني الحقيقي والمواطنة الفاعلة.
التصدي للعنف الجامعي مسؤولية تقع على عاتق الجميع الحكومة والإدارات الجامعية والأحزاب السياسية والطلبة أنفسهم لا بد من خطة وطنية متكاملة تعيد للجامعة دورها الطبيعي كحاضنة للفكر والإبداع، لا كساحة صراع.
وهنا يأتي دور البرلمان في سنّ التشريعات والسياسات التي تدعم بيئة جامعية آمنة وفي الوقت ذاته لا تُقيّد حرية التعبير ولا تهمّش النشاط الطلابي السلمي.
إننا في كتلة حزب عزم نؤمن أن الحل يبدأ من الوقاية لا من ردّ الفعل ومن الحوار لا من الإقصاء.
ولذلك نقترح:
1.إدماج مساقات جامعية إلزامية حول ثقافة السلم المجتمعي والقيادة والمسؤولية.
2.تفعيل مجالس الطلبة كمؤسسات ديمقراطية تُتيح للشباب التعبير عن آرائهم بشكل منظم.
3.إطلاق مبادرة وطنية مشتركة بين الجامعات والأحزاب والمجتمع المدني تحت شعار “جامعات بلا عنف”.
4.دعم الأنشطة الرياضية والثقافية باعتبارها متنفسًا إيجابيًا يحدّ من التوتر والعنف.
إن الجامعة ليست فقط مكانًا لتحصيل المعرفة بل فضاءً لبناء الإنسان الواعي والمسؤول علينا أن نحميها من مظاهر العنف وأن نعيد الاعتبار لقيم الحوار والعقل والانتماء الوطني فمستقبل الوطن يبدأ من مقاعد الدراسة وأي تقصير في حماية هذا المستقبل هو تقصير في حق الأردن كلّه.
إننا ونحن نتحدث عن ظاهرة العنف الجامعي وضرورة التصدي لها نستذكر دائمًا توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي يؤكد في كل مناسبة أن الشباب هم طاقة الوطن ومحرك نهضته وأن الجامعات يجب أن تكون منارات للوعي والإبداع لا ساحات للخلاف والانقسام.
لقد شدّد جلالته على أن الاستثمار الحقيقي هو في العقول الشابة وأن التعليم الجامعي يجب أن يُخرّج قادة فكر وريادة لا أن يتحول إلى مساحة للتوتر أو الفوضى كما دعا جلالته إلى ضرورة تعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر باعتبارها الأساس المتين لبناء مجتمع متماسك ومتقدم.
واستلهامًا من رؤية جلالته الحكيمة فإننا نؤكد أن الطريق إلى الحدّ من العنف الجامعي يبدأ من تجسيد قيم الانتماء والمسؤولية والمواطنة الصالحة التي يدعو إليها جلالته دومًا فالشباب هم أمل الوطن وإذا صلح فكرهم واتحدت كلمتهم صلح الوطن وارتقى.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن العنف الجامعی یبدأ من
إقرأ أيضاً:
خبير أمني: التنمية تتطلب تخطيطًا متكاملًا واستغلالًا للذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية
قال اللواء عبد الحميد الشورى، الخبير الأمني والسياسي، إن المشاكل العامة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالموازنة وميزانية الدول، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد، من جائحة كورونا والحروب في المنطقة وعدم الاستقرار الإقليمي.
وشدد “الشورى”، خلال لقائه مع الإعلامي حسام محيي الدين، ببرنامج “برلمان مصر 25”، المذاع على قناة “الشمس”، أن على أهمية مشاركة المواطن في التخطيط، موضحًا أن الدولة والحكومة تضع خططًا واضحة في قطاعات حيوية مثل الطرق والمرافق والبنية التحتية، وهو ما يخدم المواطن بشكل مباشر.
وأوضح أن المواطن يشارك في هذه المعادلة التنموية عبر دعم الاستثمار والمشاركة تأتي عبر تشجيع الاستثمار، حيث يحتاج أي استثمار لتوفر البنية التحتية والمرافق “طرق سليمة، كهرباء، كباري”، وكل يوم يوجد جديد في إنشاء المحاور والطرق والكباري يخدم مشروعات المواطن ويخفض تكاليف الإنتاج، فضلًا عن الاستفادة من التكنولوجيان حيث أشار إلى أهمية استغلال التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية الاقتصادية، وخاصة في مجال التجارة الإلكترونية التي أصبحت تحتل مكانة كبيرة في تسويق المنتجات.
ولفت إلى أنه يجب أن يكون دور النائب همزة الوصل، حيث يكمن دور النائب في أن يكون همزة الوصل التي تنقل مطالب الناس إلى الحكومة، وعلى ضوء هذه المطالب، تستطيع الحكومة أن تُخطط وتُعيد النظر في التشريعات والقوانين لخدمة المواطنين وحل مشكلاتهم في مختلف القطاعات الخدمية كالصحة والتعليم.
وأكد على أن التنمية لا يمكن أن تتحقق دون تخطيط متكامل يواكب التطورات التكنولوجية ويضع في اعتباره الموارد المتاحة، وأن مشاركة المواطن الفعالة هي الضمانة لنجاح هذه الخطط.