صراحة نيوز:
2025-10-18@11:11:15 GMT

المعادن النادرة .. سلاح صيني يغيّر وجه العالم

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

المعادن النادرة .. سلاح صيني يغيّر وجه العالم

صراحة نيوز– راشد فريحات

هدوء بكين وضجيج العالم

بينما تُغرق العواصم الكبرى نفسها في حسابات الأمن والسلاح والطاقة، تمضي بكين بخطى هادئة، واثقة، في مسرحٍ مختلف، حيث تُعاد كتابة موازين القوة من باطن الأرض لا من فوقها.
قراراتها الأخيرة، الصادمة والحازمة، حملت عنوانًا واضحًا: معادن نادرة ستغيّر قواعد اللعبة، وتعيد ترتيب موازين النفوذ لعقودٍ وعقود.

من باطن الأرض تُكتب القوة

في الأعماق الصينية حراكٌ صامت، يشبه نبضًا تحت التراب، حيث تختبئ المعادن النادرة، روح التكنولوجيا الحديثة وجوهرها، من السيارات الكهربائية، إلى الصواريخ الدقيقة، مرورًا بالتوربينات، والرقائق الذكية التي تُسيّر عالمنا المعاصر.

هيمنة الأرقام وقلق القوى

التقارير الدولية تكشف أن الصين تُنتج أكثر من سبعين بالمئة من المعادن النادرة، وتُكرّر تسعين بالمئة منها.
تلك الأرقام ليست مجرد مؤشرات اقتصادية، بل إعلان هيمنة جديدة على مفاصل الصناعة والتقنية في العالم.
الولايات المتحدة، اليابان، كوريا الجنوبية، والاتحاد الأوروبي هم الأكثر تضررًا من أي قرارٍ صيني يقيّد التصدير، لأن صناعاتهم جميعها تقوم على ما يخرج من باطن الأرض الصينية.

العرض العسكري ولغة المناجم

العرض العسكري الأخير في بكين، لم يكن استعراضًا للقوة بقدر ما كان رسالة مشفّرة من تحت الأرض.
فالصواريخ والمناجم تنطق بلغة واحدة: من يملك الموارد يفرض المعادلة، ومن يحميها يرسم المستقبل.

الاقتصاد كأداة نفوذ

تدرك العواصم الغربية أن الصين لم تعد مجرد مصنعٍ كبير، بل مركز قرارٍ عالميٍّ جديد.
ومع كل خطوة تتخذها لتقييد صادراتها من المعادن، تتزايد مخاوف الغرب من تحوّل الاقتصاد إلى أداة ضغطٍ جيوسياسي، وسلاحٍ لا يُرى لكنه يُغيّر الموازين بهدوءٍ بالغ.

ما بعد النفط .. يبدأ من باطن الصين

لم تعد القضية أرقامًا في سوقٍ عالمية، ولا مجرد تنافسٍ على الموارد.
إنها معركة خفيّة تُدار في صمت الأرض، حيث تصوغ الصين ملامح قوةٍ جديدة لا تعتمد على برميلٍ يُستخرج، بل على عنصرٍ حاسم من أعماق الجبال يُستولد.
هنا، تتحول المعادن النادرة إلى جوهر النفوذ الحديث، وإلى السلاح الذي يعيد رسم موازين العالم دون طلقةٍ واحدة.
أما الغرب، الذي اعتاد أن يُمسك بخيوط اللعبة، فيدرك اليوم أن الملعب تغيّر، وأن من يملك باطن الأرض، يملك ما فوقها أيضًا.

سباق البدائل بطيء ومتأخر

تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا بناء منظومات إنتاج وتكرير بديلة، لكن الجهود ما تزال في بداياتها.
فالصين سبقت الجميع بعقودٍ من الاستثمار الهادئ، والتخطيط العميق، لتصبح سلاسل التوريد تحت قبضتها، والعالم تحت إيقاعها.

حرب بلا دخان

العالم اليوم يعيش بدايات حرب المعادن، حربٌ بلا مدافع، تُستبدل فيها القوة بالنُّدرة، والمعارك بالمصانع، والضجيج بالصمت.
حيث تُعاد صياغة النفوذ من باطن المناجم، لا من ساحات القتال.

الصين .. حين تُعيد الأرض تعريف القوة

وفي خلفية المشهد، تقف الصين بلونها الأصفر، لون الأرض والسلطة والخلود، تمارس نفوذها بصمتٍ مهيب، وتُعيد تشكيل التوازنات دون أن تطلق رصاصة واحدة.
قراراتها الأخيرة تُظهر أن القوة لم تعد في السلاح فقط، بل في من يملك عناصر تصنيعه.

الأردن والعرب .. فرصة قبل أن تُغلق المناجم

وهنا يقف الأردن والعالم العربي أمام اختبارٍ جديد.
فالثروات موجودة، والمعادن متوفرة، لكن ما ينقص هو الرؤية والاستثمار الذكي.
التجربة الصينية تُثبت أن القيمة لا تكمن في المادة الخام، بل في من يُحسن إدارتها، ويحوّلها إلى نفوذٍ اقتصادي واستراتيجي متكامل.
قد لا نملك الوقت الكثير، فالعالم يُعاد تشكيله من الأعماق، ومن يتأخر عن المناجم، يتأخر عن المستقبل.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام المعادن النادرة باطن الأرض من باطن

إقرأ أيضاً:

أميركا تأمل ألا تطبق الصين قيودا تصديرية جديدة

الثورة نت /..

أعلن الممثل التجاري الأميركي ، جيمسون غرير ،اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تأمل ألا تطبق الصين قيودا تصديرية جديدة وتواصل الإمداد بالمعادن الأرضية النادرة.

ويشار إلى أن وزارة التجارة الصينية أعلنت في 9 أكتوبر الجاري أنها ستفرض رقابة على الصادرات على مجموعة من السلع المتعلقة بعناصر الأرض النادرة المتوسطة والثقيلة، وبطاريات الليثيوم، ومواد الأنود من الجرافيت الاصطناعي، ومعدات تعدين ومعالجة المعادن الأرضية النادرة، والمواد الخام والمواد الفائقة القوة اعتبارا من 8 نوفمبر القادم،وفقا لموقع روسيا اليوم .

وفي المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 10 أكتوبر أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية بنسبة 100% على السلع القادمة من جمهورية الصين الشعبية اعتبارا من 1 نوفمبر أو قبل ذلك، متجاوزة المستوى الذي تدفعه الصين حاليا، مبررا ذلك بـ”الموقف العدواني” للصين في مجال التجارة.

وأعلن وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت يوم الاثنين الماضي أن الولايات المتحدة قد تنتظر وتؤجل فرض رسوم جمركية جديدة بغية إتاحة الفرصة لقادة البلدين للقاء ومناقشة القضايا التجارية.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض ،كيفن هاسيت، أن الرئيس الأمريكي ،دونالد ترامب ،ونظيره الصيني ،شي جين بينغ ،يحافظان على علاقات قوية، على الرغم من تفاقم الوضع المتعلق بمعادن الأرض النادرة.

مقالات مشابهة

  • تحليل.. باستخدام المعادن النادرة والدبلوماسية البارعة والكثير من الإطراء.. باكستان تظهر كيفية التعامل مع ترامب
  • الصين والولايات المتحدة تتفقان على محادثات تجارية جديدة
  • قيادي في حماس بشأن التخلي عن السلاح: لا أستطيع قول نعم أو لا
  • ما هي استراتيجية الصين طويلة المدى للضغط على واشنطن؟
  • مغردون: السلاح الأميركي في خطر بعد قيود بكين الجديدة
  • واشنطن: ضوابط بكين على تصدير المعادن النادرة تسيء إلى العالم بأسره
  • أميركا تأمل ألا تطبق الصين قيودا تصديرية جديدة
  • صناعة السيارات تدق ناقوس الخطر مع تشديد الصين لقواعد تصدير المعادن النادرة
  • قيود الصين الجديدة على المعادن النادرة تُشعل سباق الإمدادات العالمي