مسؤول أممي: عمل كبير يجب القيام به لانتشال الجثث في غزة
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر من أن حجم المهام المطلوبة لانتشال الجثث من تحت أنقاض الدمار في قطاع غزة "هائل ويفوق قدرة أي جهة بمفردها"، مؤكدا أن آلاف المباني والمنازل المدمّرة تخفي تحتها جثامين لعائلات بأكملها تنتظر من ينتشلها.
وقال فليتشر، في مقابلة من مدينة غزة، إن هناك "عملا كبيرا وعملاقا أمامنا"، موضحا أن انتشار الأنقاض في كل مكان يجعل عمليات البحث والانتشال معقدة للغاية وتحتاج إلى معدات ثقيلة وتجهيزات متخصصة لا تزال إسرائيل تمنع دخول كثير منها.
وأضاف أن كثيرا من الأسر ما تزال تنتظر استعادة جثامين ذويها، مشددا على أن هذا الملف يمثل "قضية إنسانية بحتة" يجب أن تُدرج ضمن الالتزامات الميدانية لاتفاق وقف إطلاق النار، داعيا جميع الأطراف إلى التعاون لتسهيل المهمة.
وأكد أن الحاجة إلى المعدات الخاصة بالبحث والإنقاذ تمثل أولوية ملحّة ضمن خطة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن حجم الركام الهائل يجعل من الصعب الوصول إلى الضحايا دون تدخل هندسي وتقني كبير، وأن الاستجابة الإنسانية يجب أن تشمل هذه العمليات إلى جانب الإغاثة الغذائية والطبية.
وفي حديثه عن المشهد العام في القطاع، وصف فليتشر الوضع الإنساني بأنه "صعب للغاية"، قائلا إن المدن التي زارها "سُويت بالأرض" وإن مستوى الدمار "يتجاوز كل تصور"، وأوضح أن ما شاهده خلال جولاته في غزة يعكس معاناة هائلة تحتاج إلى تضامن دولي واسع.
وأشار إلى أن الجهود تتواصل لإزالة الركام وإعادة فتح الطرق وتسهيل إيصال المساعدات، مؤكدا أن الأمم المتحدة تحتاج إلى آلاف الشاحنات أسبوعيا لتوزيع المساعدات الغذائية والصحية والتعليمية، وأن نحو مليون وجبة توزع حاليا على السكان، رغم النقص الكبير في الإمكانات.
وأوضح أن القطاع الصحي يواجه ضغطا شديدا، وأن المستشفيات بحاجة ماسة إلى الوقود والأدوية والمعدات، في حين يظل مئات الآلاف من الأطفال في انتظار العودة إلى مدارسهم ضمن خطة أوسع لإعادة إطلاق العملية التعليمية.
خطة الستين يوماوتطرق فليتشر إلى خطة الأمم المتحدة الممتدة لـ60 يوما عقب اتفاق وقف إطلاق النار، قائلا إنها "خطة واسعة النطاق" تشمل إدخال آلاف الشاحنات من الإمدادات خلال الأسابيع المقبلة، إلى جانب دعم تشغيل المخابز المحلية التي بدأت إنتاج مئات آلاف أرغفة الخبز يوميا بفضل وصول الخميرة والطحين والوقود.
إعلانوأضاف أن الخطة تتضمن كذلك إدخال آلاف الخيام استعدادا للشتاء، وتوفير الوقود اللازم للطهي والتدفئة وتشغيل محطات الصرف الصحي، إلى جانب إعادة تأهيل المستشفيات والمدارس وتزويدها بالكتب والمستلزمات التعليمية.
وشدد على أن "التحدي أمامنا كبير"، وأن إعادة بناء غزة تحتاج إلى جهود طويلة المدى، مؤكدا أن الوقت قد حان لأن يتحرك العالم بشكل جاد لدعم القطاع بعد سنوات من الإهمال والعزلة.
وحول تنسيق دخول المساعدات، قال فليتشر إن الجانب الإسرائيلي التزم بالسماح بعبور الشاحنات، وإن الأمم المتحدة بدأت ترى أثرا ملموسا بعد فتح معبر رفح وبدء دخول الإمدادات فعليا، لكنه أكد ضرورة فتح جميع المعابر أمام تدفق المساعدات بشكل دائم.
كما دعا إلى تمكين المنظمات غير الحكومية الدولية والفلسطينية من العمل جنبا إلى جنب لتوزيع المساعدات، مشيرا إلى أن الأسواق بحاجة إلى عودة المواد الأساسية مثل البيض والمنتجات اليومية الضرورية للحياة.
وفي ما يتعلق بمقتل أكثر من 100 موظف أممي خلال الحرب، عبّر فليتشر عن "حزن عميق لفقدان الزملاء"، مؤكدا التزام الأمم المتحدة بمبدأ المساءلة والاستمرار في أداء مهامها "وفاء لذكراهم"، ومشددا على أن المنظمة ستواصل حضورها الإنساني في القطاع رغم التحديات.
وشدد فليتشر على ضرورة عدم ترك غزة وحدها في مواجهة هذا الدمار، داعيا المجتمع الدولي إلى التضامن الحقيقي والمستدام، لأن "إعادة الحياة إلى هذا المكان المنكوب ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل واجب إنساني عالمي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً: