دبي (الاتحاد)
 دعت «مالية دبي» الجهات الحكومية في الإمارة إلى قَصر التعاقدات الخاصة بالخدمات والاستشارات المعتمِدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي على الشركات الحاصلة على شهادة اعتماد الذكاء الاصطناعي (Dubai AI Seal)، التي أطلقها «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي»، الذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، وذلك تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل.

ويأتي هذا التوجيه في إطار جهود حكومة دبي لتطبيق مبادرة تصنيف الشركات الموثوقة في مجال الذكاء الاصطناعي واعتمادها، بما يعزز الثقة في الحلول والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ويضمن توظيفها وفق أعلى معايير الشفافية والحوكمة، انسجاماً مع رؤية دبي بأن تصبح المدينة الأكثر استفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في العالم.

أخبار ذات صلة «فورد» و«جنرال موتورز» تحققان زيادة 8% في مبيعات السيارات الأميركية "المنتدى الاقتصادي العالمي": الإمارات ضمن الدول الأكثر استعداداً لوظائف المستقبل

وفي هذا السياق، أكد معالي عبدالرحمن صالح آل صالح، المدير العام لـ «مالية دبي»، أن دعوة الجهات الحكومية للتعاقد مع الموردين الحاصلين على شهادة اعتماد الذكاء الاصطناعي في التعاقدات الخاصة بالخدمات والاستشارات المعتمِدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تأتي في إطار حرص الدائرة على مواءمة سياسات الإنفاق الحكومي مع التوجهات المستقبلية للإمارة، بما يعزز الاستخدام المسؤول والفعّال لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن اشتراط الحصول على شهادة اعتماد الذكاء الاصطناعي للتعاقدات «يعكس التزام حكومة دبي بضمان جودة الحلول التقنية المستخدمة في أعمالها، وموثوقيتها، وتوجيه الإنفاق العام نحو الجهات التي تطبق أعلى معايير الكفاءة والحوكمة والابتكار».
وأضاف: «يمثل الذكاء الاصطناعي اليوم عنصراً رئيساً في منظومة الإنفاق الذكي لحكومة دبي، ونعمل على تكامل دوره في تعزيز كفاءة الأداء المالي الحكومي، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية، بما يدعم مستهدفات رؤية دبي المستقبلية».
من جانبه، أكد خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن مبادرة تصنيف الشركات الموثوق بها في مجال الذكاء الاصطناعي واعتمادها، تشكل خطوة محورية نحو بناء منظومة رقمية أكثر أماناً وشفافية، وتُسهم في تعزيز مكانة دبي وجهةً عالميةً لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المسؤول واستخداماتها، مؤكداً أن التعاون مع «مالية دبي» لتطبيق هذه المبادرة على مستوى الجهات الحكومية، يسهم بضمان توافُق الحلول الذكية المستخدمة في العمل الحكومي مع أعلى معايير الجودة والأمان والحوكمة التقنية.
وقال: «يأتي هذا التعاون في إطار تنفيذ توجيهات القيادة بتسريع تبنّي التقنيات المستقبلية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان، وتحسين جودة الحياة في دبي من خلال الاستخدام الآمن والمستدام للتقنيات الرقمية».
وأكدت «مالية دبي» أن هذا الإجراء يتوافق مع القانون رقم (12) لسنة 2020 بشأن العقود وإدارة المخازن في حكومة دبي، ولا سيما المادة (15) منه، التي تشترط حصر التعاقدات الحكومية على الشركات المرخصة والمسجلة داخل الدولة، والمصرح لها بتقديم المشتريات والخدمات المطلوبة.
وأوضحت الدائرة أن على الجهات الحكومية إخطار الشركات الاستشارية والمتخصصة في تقديم الخدمات المعتمِدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي بضرورة الحصول على شهادة اعتماد الذكاء الاصطناعي المتاحة مجاناً لجميع الشركات التكنولوجية التي تمتلك رخصة لممارسة الأعمال في دبي وتقدم خدمات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي أو تستخدم تطبيقاته في خدماتها في الإمارة، وذلك عبر الموقع الإلكتروني www.dub.ai/en/ai-seal.
 ويتم تقييم طلبات المشاركة والتحقق من صحتها لتصنيفها ضمن 6 تصنيفات رئيسة بناء على نوعية أنشطتها وخدماتها، وعدد موظفيها المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، ومشاريعها الحالية والمستقبلية، ونوعية شركائها من القطاعين الحكومي والخاص.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التعاون المستمر بين مالية دبي ومركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي لتعزيز حوكمة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي، وضمان توافق عمليات الشراء والتعاقد مع التوجهات الاستراتيجية لحكومة دبي نحو التحول الذكي المستدام والاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تقنیات الذکاء الاصطناعی الجهات الحکومیة مالیة دبی فی إطار

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية

برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.

يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".

مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".

يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".

بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.

وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات

كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.

أخبار ذات صلة "أوبن إيه آي" تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديدا الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة

يقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.

يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".

كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.

ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".

يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".

ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.

ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • مفوضية الانتخابات تدعو المرشحين لتقديم بيانات مالية دقيقة
  • هل يهدد الذكاء الاصطناعي التعليم والجامعات ؟
  • أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟
  • “مياه سوهاج” تعلن اعتماد الضوابط الجديدة لتقنين أوضاع العاملين الحاصلين على مؤهلات أعلى أثناء الخدمة
  • أوبن أيه آي تطلق نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-5.2 بعد تحسينات واسعة
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
  • %76 نسبة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية
  • حمدان بن زايد يستقبل عدداً من كبار المواطنين والمسؤولين وموظفي وموظفات الجهات الحكومية في قصر الظنة
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه