التوأم الرقمي.. شرارة جديدة تشعل سباق الذكاء الاصطناعي حول العالم
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
في زمنٍ تتسارع فيه خُطى التحوّل الرقمي، يظهر "التوأم الرقمي" كأحد أكثر الابتكارات ثورية في عالم التكنولوجيا، إذ يمثّل المرآة الذكية التي تعكس الواقع بدقّة رقمية مذهلة، وتتيح مراقبته وتحليله في الزمن الحقيقي.
هذه التقنية المدهشة تقوم على إنشاء نسخة افتراضية مطابقة لأي كيان مادي، سواء كان محرك طائرة، أو جسراً معمارياً، أو حتى جسماً بشرياً، بحيث تتواصل النسختان باستمرار في دورة لا تنقطع من البيانات والتحليل والتعلّم.
ما هو التوأم الرقمي؟
الفكرة الجوهرية في التوأم الرقمي هي الدمج الكامل بين العالمين المادي والافتراضي، حيث تنقل أجهزة الاستشعار المتصلة بالإنترنت (IoT) كل تفاصيل الأداء والتغيرات البيئية إلى النموذج الرقمي، الذي بدوره يترجمها إلى رؤى وتحليلات دقيقة تساعد المؤسسات على التنبؤ بالأعطال قبل وقوعها، وتحسين الكفاءة التشغيلية، واتخاذ قرارات مبنية على المعرفة لا على الحدس. إنه نظام تعلّم حي، يتطور مع كل معلومة جديدة، ليصبح أكثر دقة وذكاء مع مرور الوقت.
التوأم الرقمي لا يقتصر على كونه محاكاة هندسية، بل هو بيئة متكاملة تسمح باختبار السيناريوهات المستقبلية دون مخاطرة. في مصانع السيارات مثلاً، يمكن للمصممين اختبار مواد جديدة أو تعديلات على خطوط الإنتاج داخل النسخة الافتراضية قبل تنفيذها على الأرض، لتجنّب أي توقف أو خسارة محتملة. وفي مجال الطاقة، تُستخدم التوائم الرقمية لمراقبة أداء التوربينات ومحطات الكهرباء والتنبؤ بأعطالها قبل أن تؤثر على الشبكات.
أما في المدن الذكية، فهي تُحوّل المدن إلى كيانات رقمية حيّة ترصد الحركة المرورية والاستهلاك الطاقي والتغيرات المناخية لحظة بلحظة، مما يمكّن المسؤولين من اتخاذ قرارات فورية لتحسين جودة الحياة.
حتى في عالم الطب، تفتح هذه التقنية أفقًا جديدًا لعصر "الطب الشخصي"، إذ يمكن إنشاء توأم رقمي لجسم الإنسان يعكس وظائف أعضائه بدقة، ليختبر الأطباء تأثير العلاجات قبل تطبيقها فعليًا على المريض. إنها قفزة تجعل من المستحيل قابلًا للتجربة، ومن المجهول مساحة يمكن استكشافها ببيانات وذكاء.
النتائج الاقتصادية
ووفقاً لـ "ibm"تشير الدراسات إلى أن ثلاثة أرباع الشركات حول العالم تبنّت بالفعل هذه التقنية، وأن أكثر من 90 في المئة منها حققت عائدًا يفوق 10 في المئة من الاستثمار، وفقًا لتقرير Hexagon لعام 2025. ورغم ما تتطلبه من موارد وتكاليف في البداية، إلا أن فوائدها في التنبؤ، والتحكم، والتطوير، تجعل منها حجر الزاوية في الثورة الصناعية الرابعة، حيث لم يعد العالم يكتفي بمراقبة الواقع، بل بات يصنع له نسخة ثانية تتعلّم منه وتطوره باستمرار.
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا التوأم الرقمی
إقرأ أيضاً:
صحيفة أميركية: سباق عالمي لتطوير تقنيات جديدة لمواجهة المسيّرات
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الغرب يشهد طفرة من الابتكارات في مجال مكافحة الطائرات المسيّرة، إذ تتسابق الشركات الناشئة من وادي السيليكون في الولايات المتحدة إلى أوروبا لتطوير أنظمة دفاعية منخفضة التكلفة وموثوقة ضد التهديدات الجوية المتزايدة.
وأشارت إلى أن التوسع السريع باستخدام المسيّرات في التجسس والتخريب والهجمات إلى إطلاق سباق تكنولوجي لإنتاج وسائل اعتراض متنوعة، منها الطائرات التي تصطدم بالهدف أو تنفجر عند ملامسته، وأجهزة تشويش الاتصالات، وأشعة الليزر التي تحرق الأهداف، وطائرات تطلق شِباكاً لاصطياد المتسللين في الجو.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: هكذا حوّل ترامب إسرائيل إلى جمهورية موزlist 2 of 2باحث بريطاني: لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في هزيمة حماسend of listوعزت الصحيفة -في تقرير مشترك لمدير مكتبها بألمانيا برتراند بينوا، ونظيره في بلجيكا دانيال مايكلز- السبب في هذا السباق التكنولوجي إلى تسارع وتيرة الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقالت "وول ستريت جورنال" أيضا إن تلك الحرب أجبرت أوكرانيا على ابتكار دفاعات متعددة الطبقات تجمع بين الطائرات الاعتراضية والحرب الإلكترونية ووحدات الدفاع الجوي.
وأضافت أن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدأت الآن تستقي الدروس من التجربة الأوكرانية، إذ أطلق الجيش الأميركي مشروع "فلاي تراب". في وقت عززت بولندا دفاعاتها، وأعلنت بريطانيا تعاونها مع أوكرانيا لإنتاج طائرات اعتراض من طراز "أوكتوبوس".
وفي ألمانيا، التي شهدت اضطرابات متكررة في مطاراتها بسبب المسيّرات، تم تعديل القوانين لتوسيع صلاحيات الجيش والشرطة في إسقاط الطائرات المعادية، كما كُلِّفت شركة "تايتان تكنولوجيز" في ميونخ بتصميم طائرات اعتراضية شبه ذاتية التشغيل قادرة على التعامل مع عدة أهداف في وقت واحد.
وتعمل شركة "نوردك إير ديفنس" السويدية على تطوير طائرات صغيرة وسريعة منخفضة الكلفة، في حين تطوّر شركة "مارا" في سان فرانسيسكو طائرات اعتراضية رخيصة لحماية البنى التحتية.
أما شركة "إلكترو أوبتيك سيستمز" الأسترالية فتُسوق أنظمة ليزر عالية الإمكانيات قادرة على تعطيل نحو 20 طائرة بالدقيقة، في حين يجري تطوير أنظمة ميكروويف بالولايات المتحدة وأوروبا لإبطال أسراب الطائرات عبر حرق إلكترونياتها.
إعلانوتمضي الصحيفة إلى القول إن أوكرانيا تظل ميدان الاختبار الأبرز، إذ جمع الناشط سيرهي سترينينكو تبرعات لشراء آلاف الطائرات الاعتراضية المحلية الصنع التي أظهرت نسبة إصابة 70% بكلفة تقارب 2200 دولار للطائرة الواحدة.
كما اختبرت شركة "كوانتوم سيستمز" الألمانية طائرة "ياغر" الاعتراضية القادرة على الصعود إلى 15 ألف قدم في 5 ثوانٍ.
ويؤكد الخبراء -بحسب الصحيفة- أن جوهر الدفاع الفعّال يكمن في منظومة القيادة والسيطرة والاتصال والحوسبة "سي 4" (C4) التي تحدد المتسللين وتختار الاستجابة الأنسب.
وفي المناطق المدنية، تُفضَّل الوسائل الأقل تدميراً، مثل طائرة "أرغوس إنترسبشن" الألمانية التي تلتقط الطائرات المعادية بشبكة وتُعيدها سليمة إلى القاعدة.
وتخلص الصحيفة الأميركية إلى أنه مع ازدياد قدرات الطائرات المسيّرة وتراجع كلفتها، يتسابق الغرب لتطوير منظومات مضادة سريعة ومرنة وفعّالة تواكب هذا التهديد المتطور.