متوجسة من المستقبل وما يخبئه لي القدر.. معاناتي في تسويف خطيبي لتحديد موعد زفافنا
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
متوجسة من المستقبل وما يخبئه لي القدر
معاناتي: في تسويف خطيبي لتحديد موعد زفافنا
سيدتي الفاضلة قراء ركن آدم وحواء الكرام، أتمنى أن اجد التفهم لما سأقول، فأنا حقا أعاني من ضغط كبير لكنني لم أصرح عنه لأحد، و قد بقي حبيس صدري وهو سبب معاناتي.
أنا فتاة في الـ21 من عمري، دخلت الفرحة إلى حياتي يوم تقدم لخطبتي الشاب الذي أحبه قلبي وبارك خطبتنا كل من أهله وأهلي، بعد أن كان والديه معارضان لفكرة ارتباطه بفتاة ليست من العائلة، لكن الأمور تمت بسلام والحمد لله، الأيام التي تلت خطبتي كانت تحمل أجمل شعور على الوجود، فقد كنت اطفو فوق السحاب وشعرت أنني نلت من الدنيا نصيبي من الفرح إلى جانب رجل الكل يشهد له بالخير، ليس هذا فحسب، بل مع الوقت تعرفت عليه أكثر وصرنا أقرب إلى بعضنا بعض، وصارت بيننا مودة واحترام كبيرين، أجرينا كل الخطوات التي تنص عليها الشريعة الإسلامية، وكما هو معروف في تقاليدنا الطيبة، ولم يبقى سوى العقد المدني، حددنا موعدا للزفاف في البداية، ولـــمّــا اقترب أجله لموعد آخر، صار خطيبي يؤجله في كل مرة، فوق هذا بدأت أحس أن مشاعره بدأت بالفتور، صار قليلا ما يهاتفني، حتى في زيارة عائلته لبيتنا لا يكون معهم، فبدأ الخوف يتسلل إليّ والشكوك تراودني، وكلما سألته يتحجج بالعمل، فوجدت نفسي في متاهة كبيرة وسط أسئلة لا أجد إجابة لها، هل تغيرت مشاعره اتجاهي؟ أم صرت لا أروق له؟ وهل أنا أظلمه.
أختكم ف.ليندة من الغرب الجزائري.
=====================
عزيزتي، مرحبا بك على صفحتنا، ونتمنى التوفيق من الله في الرد عليك، أظن أنك أجبتي على نفسك في آخر الرسالة، ولو أنني أفهم جيدا ما تمرين به، فأنت طالتك فرحة كبيرة وأحلام كثيرة، لكن كلها لازالت قيد الانتظار، الرجل الذي أحبه قلبك صار أقرب، لكن في نفس الوقت بعيد.
نعلم جميعا أن الخطوبة مرحلة مهمة ليتعرف الخطيبين على طباع بعضهما، وحتى تصبح تلك العلاقة متينة أكثر وتحقق لهما السعادة، لكن طول فترة الخطوبة، قد ينتج عنه الكثير من المشاكل، ولربما تأجيل موعد للزفاف لأكثر من مرة هو فرصة لتقييم هذه العلاقة بكل أدق، لهذا كوني ناضجة في طريقة تفكيرك، وتخلّي عن الأفكار الطفولية التي تجعلك ترين في الخطوبة والزواج فقط الجانب الرومنسي والكلمات المنمقة المتبادلة بينكما.. إلخ، حددي رؤيتك لمستقبل هذه العلاقة وهذا يساعدكِ على فهم المشكلة والعثور على أسبابها، وإعادة تصحيح المسار، وتقبّل النتائج أيّا كانت.
هذا من جهة، من جهة أخرى أظن أن الفراغ حقا قد لعب لعبته بينكما، أو على الأقل تمكن منك أنت، وأدخله في دوامة أنت في غنى عنها، فالرجل الذي تحدى أهله من أجلك لا أظن أنه من السهل أن يفرط فيك، خاصة أنه برر ابتعاده بالعمل، وأضيفي إلى ذلك أن أهله الذين كانوا يرفضون فكرة ارتباطه بفتاة غريبة عن العائلة فرحون بك ويزرونك من الحين إلى الآخر، لهذا أنصحك بان تفكري مليا ولا تقدمي على خطوة لن تكون في صالحك.
كما شدني في رسالتك عبارة “أم انا التي صرت لا أروق له..؟”، توقفي عن هذا الشعور بالذنب، ولا تقومي بجلد ذاتك أكثر، حتى لا تثقلك المشاعر السلبية، وربما لست أنت السبب، وإلا واجهك بالأمر وصارحك به، فاطمئني.
أعلم أن شعورك الداخلي ورغبتك في التمسك بخطيبك ولإتمام فرحتك هي التي تدفعك إلى طرح كل هذه الأسئلة لتجدي حلال مناسبا، لكن هذا شخص بالغ ومسؤول عن قراراته ولا يمكن التحكّم به أو توجيهه، لذا لا تضغطي عليه، وامنحيه حرية اتخاذ قراره دون أي ضغط، فربما يتراجع عن قراره إذا شعر أنه غير مضغوط، أو ربما المسألة متعلقة بأمور مادية، لهذا لابد أن تبدي تفهمك وتقديرك.
أما إذا تأكدتِ حقيقة أنه يتهرب منك، أعيدي أنت تقييم مشاعرك، وامنحي أنت أيضا فرصة لنفسك حتى لا تتورّطي في زواج لا يحقّق لكِ الحياة التي تتوسمينها.
هذا ما يمكنني قوله والله أعلى وأعلم، كما لا تنسي استخارة المولى بركعتين، وأتمنى لك كل التوفيق إن شاء الله.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
25 عاماً من «الخرافات».. كيف كذّب الواقع نبوءات المستقبل في كرة القدم؟!
معتز الشامي (أبوظبي)
في مطلع الألفية الجديدة، سُئل رئيس الفيفا آنذاك جوزيف بلاتر عما سيحدث لكرة القدم خلال القرن المقبل، أجاب بحذر: «لا أستطيع التنبؤ بمئة عام، لكن يمكنني التطلع إلى 25 عاماً فقط». واليوم، بعد مرور ربع قرن، تُظهر الوقائع أن معظم ما تنبأ به العالم الكروي حينها لم يتحقق، بل جاءت الاتجاهات مغايرة تماماً لما تخيّله الخبراء والمسؤولون.
وهو ما رصدته صحيفة «ذا أتليتك» عبر 8 نبوءات في كرة القدم لم تتحقق حتى الآن، فبعد ربع قرن من التوقعات «الطموحة»، أثبتت كرة القدم أنها أكثر وفاءً لطبيعتها من خيال محلليها، فلا القارات الجديدة كسرت الهيمنة، ولا التقنية غيّرت روح اللعبة، لأن الكرة ببساطة، كما كانت دائماً، لعبة البشر لا المستقبل.
1️- احتكار لم ينكسر
ظنّ كثيرون أن توسيع كأس العالم إلى 32 منتخباً منذ 1998 سيمنح آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية فرصة كسر الهيمنة التقليدية، لكن الواقع بقي كما هو، ومازالت المنتخبات التسعة الكبرى (إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، هولندا، البرتغال، الأرجنتين، البرازيل) تتصدر قوائم الترشيحات كما في 2006، دون أي ثورة كروية جديدة من الخارج، وحتى الإنجاز الأفريقي التاريخي لم يأتِ إلا مع المغرب في نصف نهائي 2022، بمنتخب وُلد نصفه في أوروبا، فيما تراجعت قوى مثل نيجيريا والكاميرون وغانا عن الواجهة.
2- لندن بقيت في مكانها
توقّع كثيرون في تسعينيات القرن الماضي أن تغادر أندية لندن العاصمة المزدحمة إلى الضواحي أو تتشارك الملاعب لتقليل التكاليف، كما فعلت أندية تورينو وروما وميلانو. لكن العكس تماماً هو ما حدث، أرسنال، توتنهام، وستهام، برينتفورد، جميعها بنت ملاعب حديثة في نطاق المدينة دون أن تتخلى عن هويتها.
ورغم محاولات سابقة لجعل ملعب ويمبلي مشتركاً بين أرسنال وتوتنهام، بقيت الفكرة مجرد «ورق»، واليوم، 92 نادياً في الدوريات الإنجليزية الأربعة يمتلكون 92 ملعباً مختلفاً، في انتصار للهوية على الاقتصاد.
3- أسطورة «الاعتزال الدولي المبكر»
كان يُعتقد أن ارتفاع أجور اللاعبين سيدفعهم إلى الاعتزال الدولي مبكراً للحفاظ على مسيرتهم مع الأندية، كما فعل شيرر وبيركامب في 2000، لكن الجيل الحديث أثبت العكس، فنجوم مثل ميسي ورونالدو وزلاتان عادوا بعد الاعتزال، وواصلوا اللعب حتى الأربعين، مدفوعين بشغف القميص الوطني أكثر من المال.
4- وسط الملعب و«ميدان حرب»
في مطلع القرن، ظنّ المدربون أن كرة القدم ستصبح أكثر عنفاً في الوسط، وأن زمن «المايسترو» انتهى، لكن مدرسة جوارديولا، التي منحت العالم بوسكيتس وتشافي وإنييستا، غيّرت المفهوم كلياً، وأثبتت أن الذكاء والتمرير أهم من العضلات، وحتى اليوم، يستمر مودريتش وبيرلو مثالين خالدين على انتصار المهارة على القوة.
5- الحلم الأميركي الكبير لم يتحقق
كان الاعتقاد السائد أن الولايات المتحدة ستصبح قوة كبرى في كرة القدم بعد مونديال 1994 وإطلاق الدوري المحلي. لكن رغم طفرة 2002 ووصولهم إلى ربع النهائي، لم ينجحوا في تكوين جيل ذهبي حقيقي. لم يحصل أي لاعب أميركي حتى الآن على صوت في تصويت الكرة الذهبية، وحتى «فريدي آدو» الذي وصفوه بـ«ميسي أميركا» اختفى قبل أن يبلغ نضجه، واليوم يظل كريستيان بوليسيتش استثناء محدوداً، فيما تراجعت حتى صناعة حراس المرمى التي كانت تميزهم.
6- الملاعب المسقوفة لم تغزُ العالم
عندما افتُتح ملعب «أمستردام أرينا» عام 1996 بسطحه المتحرك، تخيل الجميع أن مستقبل الملاعب سيكون مغلقاً بالكامل. لكن بعد 25 عاماً، لا يوجد في إنجلترا ملعب واحد بسقف متحرك، باستثناء تغطية المدرجات فقط، وتكلفة هذه التقنية العالية أوقفت الحلم، باستثناء أمثلة قليلة في ألمانيا والسويد والدنمارك وروسيا.
7- البث المدفوع لم ينتصر
في عام 1999، كانت تجربة «البث المدفوع مسبقاً» تبدو مستقبل البث الرياضي في بريطانيا، خاصة بعد نجاحها في الملاكمة. لكن مقاومة الجماهير حالت دون تحولها إلى ثقافة عامة، وانتهت التجربة في 2007، وانهارت محاولات إحيائها في موسم الجائحة 2020 بعد سخط واسع، واليوم لا يزال نظام الاشتراك الشهري التقليدي هو المسيطر، رغم كل التطور التكنولوجي.
8- غزو المدربين الأكاديميين
في مطلع الألفية، اعتُقد أن المستقبل للمدربين غير اللاعبين، على خطى فينجر ومورينيو وبينيتيز، لكن الواقع عاكس التوقعات، فالغالبية العظمى من كبار المدربين الحاليين كانوا نجوماً في الملاعب، جوارديولا، أنشيلوتي، زيدان، سيموني، ديشامب، لويس إنريكي، وحتى الجيل الجديد بقي على النهج ذاته (تشافي، ألونسو، أرتيتا)، بينما النتيجة مقولة أريجو ساكي القديمة «لست بحاجة أن تكون حصاناً لتصبح فارساً» بقيت جميلة أدبياً، لكنها لم تصمد عملياً.