رسم جاكو سيليرز، الممثل الخاص للمدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأراضي الفلسطينية، صورة قاتمة للأوضاع في قطاع غزة بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أن ما شاهده خلال زيارته الأخيرة يعكس حجما غير مسبوق من الدمار والمعاناة الإنسانية.

ووصف سيليرز في حديثه للجزيرة القطاع بأنه "أكثر مكان مدمر على وجه الأرض"، مشيرا إلى أن مشاهد الركام المنتشر في كل مكان تجسد حجم الكارثة التي حلت بالمدنيين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مؤسسة إنسانية: نقص التمويل يهدد 56 ألف لاجئ أفريقي بمخيم دزاليكاlist 2 of 2أقل من ألف شاحنة مساعدات دخلت غزة منذ بدء وقف إطلاق النارend of list

وأوضح أن الأهالي يبحثون وسط الأنقاض عن بقايا من ممتلكاتهم، في حين يقف الأطفال في طوابير طويلة للحصول على الغذاء والماء.

وأكد أن سكان غزة يواجهون تحديات إنسانية هائلة تتعلق بتأمين المأوى والغذاء والمياه، في وقت تقدر فيه الأمم المتحدة حجم الركام المتراكم في القطاع بنحو 25 مليون طن من الأولويات إزالتها قبل أي عملية إعادة إعمار.

ورغم هذا الواقع الصعب، شدد المسؤول الأممي على أن الأهالي "ما زالوا يحاولون العودة إلى حياتهم الطبيعية"، مضيفا أن روح الصمود التي لمسها خلال زيارته تبعث الأمل بإمكانية النهوض مجددا رغم جسامة الخسائر.

وضع بالغ الصعوبة

وأوضح أن الوضع الصحي والبيئي في القطاع "بالغ الصعوبة"، مشيرا إلى أنه زار منشآت في المنطقة الوسطى للتخلص من النفايات ووجد أنها تعمل في ظروف قاسية، وسط مخاوف من انتشار الأمراض نتيجة ضعف البنية التحتية للإصحاح والنظافة العامة.

وأضاف أن عشرات الآلاف من العائلات تعيش في أماكن مكتظة لا تتوفر فيها الشروط الصحية الملائمة، مما يفاقم مشكلات المياه والصرف الصحي ويزيد من معاناة السكان في ظل ضعف الإمدادات الغذائية والدوائية.

وتحدث سيليرز عن التحديات البيئية التي تواجهها غزة، لافتا إلى أن تراكم النفايات وغياب إدارة فعالة للموارد يشكلان تهديدا إضافيا للسكان، خصوصا مع محدودية الوصول إلى الكهرباء والمياه الصالحة للشرب.

إعلان

وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أوضح أن الكميات التي تصل إلى القطاع "لا تواكب حجم الاحتياجات الهائل"، لافتا إلى أن القيود المفروضة على نوعية وكميات المواد التي تدخل إلى غزة تؤثر بشكل مباشر على جهود التعافي.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تبذل أقصى طاقاتها لتلبية الحاجات العاجلة للسكان، لكن ذلك يبقى مرهونا بتسهيل دخول المساعدات عبر المعابر ورفع القيود المفروضة من الجانب الإسرائيلي.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قال إن 986 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، من أصل 6600 شاحنة يفترض دخولها حتى مساء أمس الاثنين وفق الاتفاق.

تكثيف عمليات الإغاثة

وأعرب عن أمله في أن يتيح وقف إطلاق النار "ظروفا أكثر استقرارا" تسمح بتكثيف عمليات الإغاثة وتوسيع نطاقها لتشمل مختلف مناطق القطاع، مؤكّدا استعداد المجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل للفلسطينيين إذا ما توفرت البيئة المناسبة لذلك.

وشدد سيليرز على ضرورة أن يترافق وقف إطلاق النار مع خطوات عملية لتسهيل إيصال المساعدات وتمكين المؤسسات الأممية من أداء مهامها بشكل كامل، بما في ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية المدمرة.

وأوضح أن الأمم المتحدة تعمل حاليا على "زيادة حجم المساعدات والخدمات" الموجهة إلى غزة، معربا عن أمله في أن تسمح السلطات الإسرائيلية بتسريع هذه الجهود لتخفيف المعاناة الإنسانية الهائلة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن قرابة ثلث الأسر في القطاع، محرومة من وجبات الطعام لأيام متتالية.

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن 39% من سكان القطاع لا يتناولون الطعام لأيام، كما أن 320 ألف طفل تحت سن الـ5 معرضون لسوء التغذية الحاد. فضلا عن حاجة 290 ألف طفل دون الـ5، و150 ألف حامل ومرضع إلى التغذية والمكملات.

وبالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي شنتها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل سياسة تجويع ممنهجة بالقطاع مما تسبب في إزهاق أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات غوث وقف إطلاق النار الأمم المتحدة فی القطاع إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المحتدة: احتياجات غزة تفوق قدرة الاستجابة الإنسانية

الثورة نت /..

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الاحتياجات المتزايدة للسكان تفوق بكثير قدرة المجتمع الإنساني على الاستجابة، في ظل القيود والعراقيل التي تفرضها السلطات “الإسرائيلية” على عمل الوكالات الدولية.

وأوضح المكتب، في تقرير نقلته وكالة (شهاب) اليوم الثلاثاء، أن الأوضاع الإنسانية في القطاع لا تزال بالغة السوء، لافتاً إلى أن إيصال المساعدات يواجه تحديات كبيرة، أبرزها انعدام الأمن، وتعقيدات إجراءات التخليص الجمركي، والتأخير المتكرر أو رفض إدخال البضائع عبر المعابر، إضافة إلى محدودية الطرق المتاحة لنقل الإمدادات داخل غزة.

وأشار إلى أن القيود المفروضة على الحركة والوصول داخل القطاع تمثل عائقاً جوهرياً أمام قدرة الأمم المتحدة وشركائها على تنفيذ برامجهم الإنسانية والاستجابة للاحتياجات المتصاعدة.

وكشف أن سلطات العدو الإسرائيلي منعت، خلال الفترة الممتدة من 13 أكتوبر الماضي وحتى 4 ديسمبر الجاري، 295 متعاقداً أممياً، و28 موظفاً من الأمم المتحدة، و21 من العاملين في قطاع الرعاية الصحية من المشاركة في بعثات أممية داخل القطاع، ما أدى إلى إرباك وتعطيل العمليات الإنسانية الميدانية.

وشدد المكتب الأممي على ضرورة ضمان وصول إنساني آمن ودون عوائق للعاملين في المجال الإنساني، والسماح بدخول السلع والخدمات الإغاثية، ورفع جميع الإجراءات التي تعرقل جهود الإغاثة.

وأكد أن تمكين الوكالات الدولية من العمل بحرية شرط أساسي لتوسيع نطاق الاستجابة والوصول إلى مئات آلاف المدنيين المحتاجين إلى مساعدات عاجلة.

مقالات مشابهة

  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • الأمم المحتدة: احتياجات غزة تفوق قدرة الاستجابة الإنسانية
  • 738 خرقا إسرائيليا وتأكيد أممي على تردّي الوضع الإنساني بغزة
  • نداء أممي لمساعدة 135 مليون شخص في 3 دول بينها السودان خلال 2026
  • مسؤول باتحاد الغرف يتوقع أكثر من 2 مليون وظيفة يوفرها القطاع الصناعي بحلول عام 2035
  • تحذير أممي: نازحات ولاجئات في ‎السودان يتعرضن للعنف
  • مسؤول أميركي يبدأ زيارة أمنية مكثفة إلى إسرائيل ويلتقي نتنياهو
  • أونروا: إسرائيل طرف في اتفاقية امتيازات الأمم المتحدة التي تنص على حرمة المقار الأممية
  • نداء أممي لجمع 33 مليار دولار من أجل 135 مليون محتاج
  • مدير عام الفاو: الملايين يواجهون الجوع حول العالم.. ومصر داعم رئيسي لجهودنا في الشرق الأوسط