شمسان بوست / متابعات

أثارت وفاة الشاعر والفنان كريم العراقي (كريم عودة)، فجر اليوم الجمعة، حزنا ونعيا عربيا وعراقيا، وأشار الناعون إلى ما خلفه في قلوب العراقيين ومحبيه في العالم العربي، واستدعوا أبياتا من قصائده، بينها قوله:

بيتٌ من الشعر أذهلني بروعتِهَ … توسّدَ القلب مذ أن خطَّه القلمُ
أضحى شِعاري وحفّزني لأُكرِمَهُ … عشرينَ بيتاً لها من مِثلِهِ حِكَمُ
لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبُهُ … لا يؤلم الجرح إلا من به ألمُ
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاسِ مَنْقَصَةٌ … وَمَنْ مِنَ النَّاسِ صَاحٍ مَا بِهِ سَقَمُ

وقال عارف الساعدي، مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية -في منشور عبر صفحته بموقع فيسبوك صباح اليوم- “أنعى لكم الشاعر كريم العراقي الذي رحل فجر هذا اليوم في أحد مستشفيات أبو ظبي”، وذلك عقب رحلة علاجه من مرض السرطان.

وأعرب المعلقون عن حزنهم لوفاة الشاعر – الحائز على جائزة الأمير عبد الله الفيصل العالمية عام 2019- عن عمر ناهز الـ 68 عاما، ورثوه واستذكروا كلماته عبر وسم #كريم_العراقي، التي كان لها بصمة لا تمحى في ذاكرتهم.

غادر كريم العراق إلى تونس مطلع التسعينيات، وتنقل بين عدة بلدان عربية، وعمل محررا فنيا لمجلة فنون العراقية، وكان عضوا بجمعية المؤلفين وناشري الموسيقى العالمية.

وتداول نشطاء أبرز ما علق في ذاكرتهم من أبيات له ومنها “لا تشك للناس جرحا أنت صاحبه”، و”الشمس شمسي والعراق عراقي”، مشيدين بإبداعه ولغته السهلة الممتنعة، وأنه كان شاعرا للوطن والحب.

وأشار معلقون إلى مسيرته المهنية مع الفنان كاظم الساهر ورفقته له، إذ استمرت الرحلة منذ العام 1987 وحتى الآن، حيث كتب للساهر أكثر من 70 أغنية، وكانت الانطلاقة الحقيقية لكريم العراقي مع الساهر في مصر، بحسب ما أوردت وسائل إعلام عراقية.

وفي نعيه له، قال الفنان كاظم الساهر بمنشورات عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي: “الصديق ورفيق الدرب الأستاذ كريم العراقي في ذمة الله رحم الله الفقيد وألهمنا وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون”.

في حين قال الفنان حاتم العراقي، في منشور عبر فيسبوك: “إنا لله وإنا اليه راجعون.. الأخ والصديق الشاعر الكبير كريم العراقي في ذمة الله.. الرحمة والمغفرة لروحك الطيبة النقية الطاهرة.. وداعا أبا ضفاف”.

ونعته صفحة متحف الإعلام العراقي بقولها: “ينعى متحف الإعلام العراقي الفنان كريم العراقي الذي أسعدنا بفنه لسنوات عديدة”.
ووصفه الصحفي جاسم الشمري خلال نعيه له بأنه “شاعر النقاء والصفاء”.

من جهته، اعتبر رئيس مؤسسة بغداد للدفاع عن ضحايا الرأي في العراق، عزيز الربيعي، أنه بفراق كريم العراقي “صار العراق خارج العراق”، مردفا “لروحك السلام والرحمة”.
وغردت الإعلامية ريما نعيسة بقولها: “رحل من حمل العراق في شعره واسمه.. وداعاً نخلة الفردوس.. وداعاً #كريم_العراقي..”.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: کریم العراقی کریم العراق

إقرأ أيضاً:

وداعاً نغوجي واثيونغو

وداعاً نغوجي واثيونغو

عمر الدقير

عمر الدقير

أعلنت عائلة الأديب الكيني نغوجي واثيونغو وفاته، أول أمس الأربعاء ٢٨ مايو ٢٠٢٥، بعد معاناة مع مشاكل صحية في الكلى.

لم يكن نغوجي واثيونغو مجرد روائي بارع ظل اسمه يتردد خلال مواسم الترشيح لجائزة نوبل للأدب، بل كان صوتاً قوياً في بريّة الهيمنة الثقافية واللغوية، مُشهِراً قلمه سيفاً في مواجهة هذه الهيمنة، ومعتصماً بالمسرح خندقاً لمقاومتها.

هو الذي أعلن المقاومة من رحم الأدب، معتبراً اللغة ساحة المعركة الأولى للتحرر ومؤكداً أن “اللغة ليست مجرد وسيلة تواصل، بل وسيلة تفكير وتصوّر للعالم. حين نُقصَى عن لغتنا، نُقصَى عن ذواتنا”، فكان أنْ هجر الكتابة باللغة الإنجليزية وكتب بلغته الأم “الكيكويو” معتزاً بها، ومبرهناً على قدرتها على حمل الأفكار والرؤى، ومُصرّاً على أن تُترجم أعماله منها لا إليها.. كما ألّف العديد من المسرحيات وأنشأ مسرح “كمريثو” وسط القرى الكينية النائية ليشعل شموع الوعي في مناطق التهميش والنسيان، لكن ذلك لم يكن بلا ثمن؛ ففي عام ١٩٧٧ اعتُقِل على إثر مشاركته، مع عمالٍ ومزارعين من قريته، في عرض مسرحية “سأتزوج عندما أريد” التي كانت دفاعاً عن حقوق المزارعين والعمال والنساء في مواجهة السلطة والكنيسة.. وفي داخل المعتقل – حيث ينعدم الورق – استخدم لفافات مناديل الحمّام لكتابة رواية “الشيطان على الصليب” بلغة “الكيكويو”.

لم تكن قضية نغوجي محلية كينية، بل كان من أنصار الأفروعمومية (Pan-Africanism)، داعياً إلى إحياء اللغات والثقافات الإفريقية وربطها برؤية مشتركة، وموقناً بأن نهضة أفريقيا يجب أن تكون على أساس قاري جماعي.

منذ أن نشر روايته الأولى “لا تبكِ أيها الطفل”، مروراً بـ “حبة قمح” و”بتلات الدم” وكتاب “تصفية استعمار العقل” – الذي يمثل زبدة مشروعه الثقافي، والذي ترجمه للعربية الشاعر العراقي سعدي يوسف – سَخّر نغوجي قلمه لمقاومة “الاستعمار الجديد” بكل تجلياته. جسّد بأعماله العديدة والمتنوعة النسخة الأكثر نضجاً من أدب الهوية الأفريقية، متخذاً من اللغة أداةً للتحرر، ومن الأدب منصةً للكرامة.

رغم أن نغوجي لم يقتفِ آثار تيار “الزنوجة” في الأدب الفرنكفوني الذي أطلقه ليوبولد سنغور وإيمي سيزير وليون داماس في ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أن مشروعه الأدبي والثقافي تلاقى مع هذا التيار في صرخة الاعتراف بالذات والاعتزاز بالهوية الأفريقية. لكنه سرعان ما تجاوز ذلك، مؤمناً بأن التحرر لا يكتمل بمجرد الاعتزاز بالذات، بل أيضاً بلغة الذات ومعارفها وثقافتها وبيئتها، دون أن يعني ذلك الانغلاق والقطيعة مع المعارف والثقافات الإنسانية الأخرى.. لم يتحمّس نغوجي لميل تيار “الزنوجة” للرمزية، وانحاز إلى أدب شعبي ثوري مباشر يخاطب الناس بلغتهم ويحرض على التحرر.

برحيل نغوجي واثيونغو تفقد أفريقيا أحد أعظم المدافعين عن ذاتها الثقافية وحقها المشروع في التقدّم من موقع الندية لا التبعية.. سيحتضن الأسلاف ابنهم التحرري ويحتفون به؛ أما الأحياء، فقد ترك لهم إرثه المعرفي والأدبي مساهمةً منه في السعي من أجل كرامة ونهضة أفريقيا الأم.

لروحه السلام.

 

الوسومأفريقيا الأديب الكيني نغوجي واثيونغو الأفروعمومية الكيكويو اللغة الإنجليزية جائزة نوبل للأدب عمر الدقير ليوبولد سنغور ليون داماس

مقالات مشابهة

  • قدر الله وما شاء فعل.. تامر عبدالمنعم يعلن انفصاله عن زوجته بعد 6 سنين زواج
  • انا اول عراقي اطالب بحل البرلمان العراقي ؟
  • وداعاً للعقم الذكوري.. تقنية جديدة لإنتاج حيوانات منوية في المختبر
  • 20 مليون دولار هبة من العراق لإعمار لبنان.. والرئيس عون: نشكر الدعم العراقي
  • أعلنت الاستسلام
  • عون الى العراق اليوم وحزب الله بنتقد مواقف بعض الحكومة
  • البروفيسور نوري المحمدي.. وإسهامه في تصنيع “المدفع العملاق” العراقي
  • وداعاً نغوجي واثيونغو
  • محافظ الدقهلية داخل المركز التكنولوجي بأجا: لن نقبل بتعطيل أي خدمة للناس
  • بعد الاحتفال بخطوبته على فتاة من خارج الوسط الفني.. من هو كريم خالد النبوي؟