3 جولات احترافية لتعزيز مهارات المرشدين السياحيين في الأحساء
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
أطلقت الجمعية التعاونية السياحية في الأحساء "ملفانا"، أمس، ثلاث جولات ميدانية احترافية ضمن برنامجها التدريبي النوعي "تعزيز القدرات للمرشدين والمرشدات السياحيين"، الذي يستمر حتى 6 نوفمبر 2025م، بتنظيم من الجمعية وبشراكة مع غرفة الأحساء ومجموعة الجبر القابضة وشركة أيكون للتدريب.
وتهدف الجولات، التي تمتد لثلاثة أيام متتالية، إلى التطبيق العملي لما يتلقاه المشاركون من معارف نظرية، من خلال زيارات ميدانية لعدد من المواقع التاريخية والسياحية والريفية في محافظة الأحساء.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية شاكر بن سلمان العليو أن الجولات تتضمن ورش عمل ونقاشات تفاعلية عقب كل جولة، لبحث أبرز الملاحظات الميدانية وتبادل الخبرات واستعراض الدروس المستفادة.
وأفاد أن الجولة الأولى – المسار التاريخي، تحمل عنوان "نروي حكاية تجربة استثنائية من تاريخ الأحساء الغني"، وتشمل زيارة قصر إبراهيم التاريخي وسط الهفوف، وفندق الكوت التراثي (أول فندق بوتيك في بيت أحسائي)، والمسجد الجبري، وعددًا من المعالم التاريخية المجاورة، إضافة إلى بيت البيعة، وسوق القيصرية، وسوق الحرفيين.
أما الجولة الثانية – المسار الزراعي، تركز على عناصر الجذب في واحة الأحساء المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتشمل زيارة جبل الشريدية لمشاهدة أجزاء من الواحة الزراعية، وقناة الري الرئيسة، ودوغة الغراش، وجبل القارة، والمخبز الحساوي.
في حين تهدف الجولة الثالثة – المسار الترفيهي إلى إثراء التجربة السياحية وتلبية تنوع اهتمامات الزوار، وتشمل زيارة مزرعة تقليدية، وقناة الصرف الرئيسة، ومتنزّه الملك عبدالله للمغامرات، ومسجد جواثا التاريخي، ومدينة جواثا السياحية.
الأحساءالسياحةالمرشدين السياحيينالمصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الأحساء السياحة المرشدين السياحيين
إقرأ أيضاً:
الفجوة بين الأجيال في الدورة التاريخية
ماجد المرهون
majidomarmajid@outlook.com
يرى كُل جيلٍ واقعهُ من منظورين مُختلفين، فينظُر للجيل الذي سبقه بأنَّه الأفضل من زاوية القِيَم والعادات والتربية مع شيء من الحنين للماضي رغم قساوته، ويمكن الإشارة لهم بجيل (x) أو جيل طفرة المواليد، كما ينظُر لجيلِ (y) الذي بعده، بنوعٍٍ من الاستصغار أو الازدراء من حيث الأخلاق العامة والمُمارسات الحياتية مع القلق من مجهول المُستقبل.
ولذلك نجد أنَّ كُل جيل يعتقد نفسهُ بأنه الأحسن حالًا من سابقه وممن سيعقبه، ونجد في كل مرحلةٍ وبشكل دائم ثلاثة أجيال تتعايش معًا وفيما بينها ضرورة الاتصال الوشائجي وسطوة الانفصال المعنوي لتبدأ الفجوة بين الأجيال بالاتساع مع جيل (z)، وقد أشار عبدالرحمٰن بن خلدون إلى ذلك في نظرية "الدورة التاريخية" لعمر الدولة باعتماد 3 أجيال؛ فالأول جيل البُناة المُؤسسون الذين توسعوا، ثم جيل المحافظين وهم على صِلةٍ بالجيل المؤسس وقد تبدو عليهم بوادر الترف، وأخيرًا جيل المُقلدين الذين ينسون عهد المؤسسين في فُسحةٍ واسعة من التطور.
هذه الأجيال الثلاثة دائمة الوجود ومستمرة في كل لحظة من عمر كل دولة وشعب، وقد يطغى أحدها على الآخر لوقوعها بين مد تيارات الظروف وجزرها، وقوى شد الأحوال المعيشية وجذبها، حسب تقلبات العدل والرفاه والظلم والفقر. وليس بالضرورة هنا التقيُّد المُطلق بعمر كُل جيلٍ في قالب عقودٍ ثلاثة أو أربعة، فقد يكون أحد تلك الأجيال أكثر حظًا من غيره وأطول عمرًا بحيث تُعتبر مرحلته هي العصر الذهبي للدولة، إلّا أن تقييد الأجيال في تراتُبيَّتها التاريخية هو الأقرب تأكيدًا.
ولطالما تحدث الخبراء والمختصون عن أن كُل جيلٍ يأتي، سيكون أضعف وأهون من سابقه، دون الإشارة الصريحة والمُفصَّلة إلى اعتماد ما يقع عليه نتيجة السياسات الخاطئة السابقة والتي لم تضع في اعتبارها مساراتٍ ورؤى مستقبلية للأجيال القادمة، بقدر ما كانت تنظر معظم المُجتمعات إلى المرحلة الآنية التي تعيشها فقط، كأولوية لا تؤصل لما سيأتي في المستقبل عمليًا وعلميًا، إلّا ما جاء نظريًا في سياق حديث مُنمَّق أو على سبيل النصح والإرشاد بأهمية الهُوية والثقافة التقليدية، وعلى الجيل الجديد من صغار السن الاستماع والإنصات له، ثم الانصياع والتقيد والعمل به، وهذا لن يحدث في معظم الأحيان؛ لأن المُتغيرات هي التي ستُملي على كُل جيل أسلوب حياته ومعيشتهِ وطريقة تفكيره وتعامُله.
وقد يأتي جيلٌ جديد لا تهُمه سرديات الماضي العريق ولا قِصصه التاريخية الأقرب للخيال ولا حتى شخصياتهُ العظيمة أو التي استُعظمت، وربما يلجأ إلى السخرية منها أو تكذيب بعضها، وسيذهب إلى أبعد من ذلك في اللامُبالاة بالفوارق بين المراحل، ولن يهتَّم بسنوات الضعف والفقر الماضية التي عاشها أجداده؛ باعتباره تاريخًا قديمًا لا يعنيه أصلًا، وقد يعتبرها مراحل مليئة بالأخطاء وأفرزت ما هُم فيه اليوم؛ ذلك لأنه جيلٌ شديد الانفتاح، ويعيش حالة من المقارنات مع الكثير من المجتمعات حول العالم، ويعتقد يقينًا بأنه ليس أقل من غيره من الشعوب التي تحظى بحياةٍ موسرة مليئة بالترف والبذخ. ومع كثرتهم وأهميتهم التي لا تشفع لهم عند الجيل الذي سبقهُ ممن يتحكم بالموارد وصناعة القرار، فقد يعتقدون أنه حجر عثرة في طريقهم ويجب التخلص منه، وهنا مَكْمن الخطر الذي قلَّما تتنبه له سياسات بعض الدول.
سوف تتعاظم الفوارق بين الأجيال مع ظهور تقسيم المجتمعات الى ثلاث شرائح طبقية، لا سيَّما في حالة عدم مُراعاةٍ معيارية حقيقية لتلك الطبقات، بحيث تبقى المتوسطة من كل مُجتمع هي العظمى؛ لأنها تشكِّل الملاذ الآمن بين طبقتي الأغنياء والفقراء، وهي -الطبقة الوسطى- المُعَّول عليها في تسيير معظم شؤون المجتمع، والقادرة على امتصاص السياسات والقوانين بالتعاطي والتعامل معها. لكن تبقى قدرتها على الاحتواء محدودة مع استمرار السياسات بالضغط عليها وستتوقف في مرحلة من المراحل عن استيعابها. وبمرور الوقت تبدأ بالتآكل في تحول تدريجي لجزء منها إلى طبقة الفقراء. ومن المُرجَّح ان استمرار هذه العملية في نفس الدورة، سيُسهم في اتساع طبقة الفقراء؛ وهي نتيجة تكاد تكون حتمية وتصبح هي الأكبر من حيث عدد السكان، ومنها يخرج الجيل الجديد عماد القوة العاملة، ويقابلهم تضخُّم طبقة الأغنياء ليس كمًا بالعدد؛ بل كيفًا من حيث التحكم بصناعة القرار والنفوذ في تمرير السياسات التي غالبًا ما تصب في مصلحة تغولها وزيادة ثرواتها، ولعلنا نلاحظ في هذا المقياس نشوء اختلال ديموغرافي عميق وغير مُبشِّر.
لا يُمكن استبعاد تشكُّل فكرة الكراهية الطبقية في هذه المرحلة؛ إذ يظهر مقت الفقراء للأغنياء وازدراء الأغنياء للفقراء جليًا؛ لأن الظروف سارت باتجاه صناعة حاضنةٍ عنصرية خفيةٍ غير مُعلنة، وهي قابلة للانفجار في أي لحظة دون إمكانية التنبؤ بوقتها وكيفيتها. لكن يمكن التأكيد أن من سيشعل شرارتها هو جيل المُقارنات الجديد والذي يعتبِر الجيلين السابقين مُسببًا رئيسًا ولم يعد قادرًا على فهمهم، ولعل ما نراه اليوم حول العالم من تظاهرات ما يُعرف بجيل (z) خير مِثالٍ للتراكمات والترسُبات التي أفضت إلى سقوط حكومات وقيادات كانت تعتقد إلى وقتٍ قريب أنها ممسكةٌ بزمام الأمور.
إنَّ جيل الشباب هو ما تُعوَّل عليه كل الأمم والشعوب والمجتمعات وهو صمام الأمان إذا ما كان صالِحًا ويحظى بالرعايةِ والاهتمام، من خلال توفير كل سُبل الحياةِ الكريمة له، وبتفهُّم رغباته وتوفير احتياجاته فإنه سيُكمل المسيرة ويقودها إلى الرِفعة والتقدم والازدهار، والعكس صحيح.
رابط مختصر