إمبراطورية مصاصي الدماء.. سرية إسرائيلية متورطة بمجازر قطاع غزة
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
سرية ضمن الكتيبة 52 المدرعة التابعة للواء 401 في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليس لها اسم رسمي باللغة العبرية، لكنها تُعرف بين أفرادها بلقب "الوحوش" أو "إمبراطورية مصاصي الدماء". ويقود السرية الرائد شون غلاس، وتضم عناصر من جنسيات متعددة.
كانت السرية في طليعة كتائب المدرعات الإسرائيلية التي توغلت في قطاع غزة، وشاركت في عمليات مسح وتدمير أحياء مدينة غزة أثناء العدوان الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى.
وكشف تحقيق برنامج "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2025 عن صور ووثائق سرية وبيانات رقمية تضم تفاصيل دقيقة عن هذه السرية، بما في ذلك مشاركتها في اقتحام مستشفى الشفاء وارتكاب مجازر داخله.
الكتيبة التي تتبعها السريةكشف تحقيق برنامج "ما خفي أعظم" عن صور ووثائق سرية وبيانات رقمية أدت إلى الكشف عن تفاصيل دقيقة حول الوحدة العسكرية التي نفذت جريمة قتل الطفلة الفلسطينية هند رجب وعائلتها، وهي السرية المعروفة باسم "إمبراطورية مصاصي الدماء".
وهي جزء من الكتيبة 52 المدرعة التابعة للواء 401 في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويقودها الكولونيل دانيال إيلا، وتُعد من أكثر الوحدات العسكرية الإسرائيلية نشاطا ودموية في الميدان.
وتُعرف الكتيبة 52 داخل الجيش باسم هبوكيم (المقتحمون)، وكانت أول كتيبة مدرعة تدخل إلى قطاع غزة مع بداية الاجتياح البري في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتحركت الكتيبة عبر محور بيت حانون باتجاه جباليا، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023 كانت ضمن القوات التي اقتحمت مستشفى الرنتيسي للأطفال في مدينة غزة.
ومع اتساع رقعة العمليات انتقلت الكتيبة لاحقا إلى حي الشيخ رضوان ثم إلى المنطقة الشمالية من القطاع، ووثقت تقارير ميدانية تدمير مستشفى حمد مطلع عام 2024.
وفي 18 مارس/آذار 2024 قادت الكتيبة اقتحام مستشفى الشفاء، الذي صُنف بأنه واحد من أكثر الأحداث دموية في تلك الحرب.
جرائم حرب ارتكبتها السريةكشف دياب أبو جهجه، رئيس مؤسسة "هند رجب" الحقوقية، عن تفاصيل استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب، مؤكدا المسؤولية المباشرة لقائد اللواء المدرع 401 في جيش الاحتلال الإسرائيلي بني أهارون.
إعلانوقعت الحادثة يوم 29 يناير/كانون الثاني 2024 بحي تل الهوا بقطاع غزة، حين استهدف الجيش الإسرائيلي سيارة مدنية تقل الطفلة هند وعائلتها، مما أدى إلى إصابة هند بجروح بالغة، وظلت على قيد الحياة عدة ساعات، وتواصلت مع المسعفين عبر الهاتف، لكنها استشهدت قبل وصول المساعدة الطبية.
ولم تكتفِ الوحدة المتمركزة في المكان بقيادة أهارون بقتل أسرة هند، بل استهدفت أيضا سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني أرسلت لإنقاذ الطفلة، مما أسفر عن مقتل المسعفين الذين كانوا بداخلها.
أبرز أفراد سرية "مصاصو الدماء"لم يقتصر تحقيق الجزيرة على أفراد السرية المنفذة للجريمة، بل تتبع خيوطا أوصلت إلى قادة آخرين، من بينهم قائد اللواء الكولونيل بني أهارون وقائد الكتيبة 52 الضابط دانيال إيلا، إضافة إلى عشرات الجنود الذين تم تحديد هوياتهم عبر صور الأقمار الصناعية والمقاطع الصوتية والمعلومات الميدانية المسرّبة.
وكشف التحقيق أيضا عن أحد الجنود المشاركين في الجريمة، وهو إيتاي شوكيركوف، ضابط في سلاح المدرعات الإسرائيلي، وأحد أفراد طاقم الدبابات في السرية المشاركة في العملية العسكرية.
الكولونيل بني أهارونانضم إلى الجيش الإسرائيلي عام 2001، وشغل سابقا منصب قائد كتيبة ونائب قائد لواء في الألوية النظامية ولواء التدريب في سلاح المدرعات. وقاد عددا من وحدات كتيبة المدرعة بما فيها الفوج 198 والفوج 75 والفوج 196.
وفي مايو/أيار 2022، تسلّم قيادة اللواء المدرع 401، وأثناء حرب الإبادة الجماعية في غزة (2025/2023) ترأس اللواء في المعارك داخل قطاع غزة، وأنهى مهمته برتبة قائد اللواء في يونيو/حزيران 2024، وتم تعيينه في سبتمبر/أيلول 2025 قائدا للفرقة 146 المدرعة الاحتياطية.
الضابط دانيال إيلاشغل دانيال إيلا منصب قائد الكتيبة 52 التابعة للواء 401 ضمن سلاح المدرعات، وقد أثبت تحقيق الجزيرة أنه المسؤول الميداني عن جريمة قتل هند رجب وعائلتها.
أصيب بجروح متوسطة في منطقة رفح جنوب قطاع غزة أثناء قيادته معارك وحدته.
شون غلاسقائد السرية، شغل رتبة رائد في سلاح مدرعات الجيش الإسرائيلي، وهو من أعطى الأوامر بإطلاق النار على السيارة التي كانت تقل هند رجب وعائلتها، وعلى سيارة الإسعاف التي استجابت لنداء النجدة، إضافة إلى العبث في مسرح الجريمة.
إيتاي شوكيركوفأحد جنود السرية الذين ثبتت مشاركته في مسرح جريمة هند رجب، وهو ضابط في سلاح المدرعات خدم في اللواء 401 ضمن الكتيبة 52. يحمل الجنسية الأرجنتينية إلى جانب الإسرائيلية، قدمت ضده مؤسسة هند رجب دعوى قضائية في الأرجنتين باعتباره جزءا من طاقم الدبابات الذي نفّذ العملية العسكرية ضمن سرية "مصاصو الدماء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات سلاح المدرعات قطاع غزة هند رجب فی سلاح
إقرأ أيضاً:
إصابة قائد اللواء الخامس حرس رئاسي، ومقتل اثنين من مرافقيه في تعز
في تصعيد جديد يُبرز هشاشة الوضع الأمني في مدينة تعز، أصيب العميد الركن عدنان رزيق، قائد اللواء الخامس حرس رئاسي، الأربعاء، في هجوم بعبوة ناسفة استهدفت موكبه أثناء مروره في شارع الحصب غربي المدينة، ما أسفر عن مقتَل اثنين من مرافقيه وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأكد مصدر أمني أن الانفجار وقع أثناء مرور موكب القائد العسكري، مشيرًا إلى أنه تم نقل العميد رزيق إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، وأن حالته الصحية مستقرة. وأوضح المصدر أن فرق الأدلة الجنائية باشرت جمع العينات ومخلفات الانفجار، لافتًا إلى أن التحقيقات الأولية تُشير إلى أن العبوة تم زرعها مسبقًا على جانب الطريق وتفجيرها عن بُعد لحظة مرور الموكب.
وفي أول تعليق رسمي، أصدر محور تعز العسكري بيانًا أكد فيه نجاة العميد الركن عدنان رزيق من محاولة اغتيال فاشلة، متهمًا ميليشيات الحوثي الإرهابية بالوقوف وراء الهجوم. وأشار البيان إلى أن الهجوم أعقبه قصف مدفعي مكثف بقذائف الهاون استهدف مواقع القوات الحكومية في الجهة الغربية للمدينة، في محاولة لإرباك الموقف وإخفاء آثار الجريمة.
وأضاف البيان أن الهجوم بدأ بانفجار عبوة ناسفة استهدفت الموكب، أعقبها قصف متزامن من مواقع الحوثيين شمال غرب المدينة، ما يؤكد – بحسب البيان – وجود تنسيق مسبق بين الخلايا الحوثية النائمة داخل المدينة والقوات المتمركزة خارجها.
وتُعد هذه الحادثة الأحدث في سلسلة من الهجمات التي استهدفت قيادات عسكرية وأمنية في تعز خلال الأشهر الأخيرة، في ظل استمرار حالة الانفلات الأمني وتعدد مراكز النفوذ المسلحة داخل المدينة الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح (الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين).
ويرى مراقبون أن محاولة اغتيال العميد رزيق تمثل رسالة تهديد مباشرة إلى القيادات الميدانية التي تقود المواجهات ضد ميليشيا الحوثي في الجبهات الغربية لتعز، مشيرين إلى أن العملية تحمل بصمات اختراق أمني خطير داخل البنية الأمنية والعسكرية للمدينة.
وتعكس هذه العملية – وفقًا لمحللين عسكريين – تصاعد حالة التنافس والصراع داخل تعز بين الأجنحة المسلحة المتعددة الولاءات، ما جعلها بؤرة توتر أمني دائم تُستغل من قبل الميليشيات الحوثية لتنفيذ عمليات نوعية تستهدف القيادات الفاعلة.
كما أن تزامن الهجوم مع القصف الحوثي المباشر يُشير إلى مستوى من التنسيق الميداني والاستخباري، الأمر الذي يُهدد بتقويض الجهود الحكومية الهادفة إلى إعادة ضبط الأمن واستعادة مؤسسات الدولة داخل المدينة.
ودعت شخصيات سياسية وعسكرية إلى تحقيق عاجل وشفاف في الحادثة، ومراجعة آليات التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية في تعز، مؤكدين أن استمرار هذا النمط من العمليات يضعف الثقة العامة ويهدد بانهيار ما تبقى من المنظومة الأمنية في المحافظة.