يستعد قادة الاتحاد الأوروبي لإقرار الحزمة الـ19 من العقوبات ضد روسيا خلال القمة التي تُعقد اليوم الخميس في بروكسل، وفق ما كشفه تقرير بلومبيرغ.

ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من المفاوضات والاعتراضات الداخلية بين الدول الأعضاء، قبل أن تتراجع سلوفاكيا في اللحظات الأخيرة عن موقفها المعارض، مما مهّد الطريق أمام تمرير الحزمة التي تُعدّ من أوسع وأشد العقوبات الأوروبية منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا.

وتهدف الإجراءات الجديدة إلى حرمان الكرملين من موارد الطاقة وتقويض قدرته على تمويل الحرب، عبر فرض قيود على الغاز الطبيعي المسال الروسي وتوسيع نطاق الاستهداف ليشمل شركات آسيوية متهمة بدعم موسكو.

حظر الغاز الروسي وتسريع التنفيذ

تستهدف الحزمة الجديدة، بحسب بلومبيرغ، خنق إيرادات موسكو من الطاقة والضغط على الرئيس فلاديمير بوتين للعودة إلى طاولة المفاوضات، من خلال فرض حظر على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2027، أي قبل عام من الموعد المخطط له سابقا.

كما تشمل العقوبات تجميد أنشطة عدد من البنوك الروسية والمصارف في آسيا الوسطى، إضافة إلى منصات تداول العملات الرقمية المتهمة بالمساعدة في الالتفاف على القيود السابقة.

وقال توماس بيرن، وزير الشؤون الأوروبية الأيرلندي، في مقابلة مع بلومبيرغ: "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق. من المهم أن يواصل الاتحاد الأوروبي استخدام قوته الاقتصادية ضد روسيا لمساندة الشعب الأوكراني".

الحزمة تشمل حظر واردات الغاز الروسي المسال بدءا من 2027 (غيتي)اعتراضات محدودة وانقسامات داخلية

وشهدت المداولات تعثرا استمر لأسابيع بسبب اعتراضات من النمسا والمجر وسلوفاكيا، فقد طالبت فيينا بالإفراج عن أصول تخص رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا لتعويض بنك رايفايزن الدولي عن الغرامات التي دفعها في روسيا، لكنها تراجعت بعد فشلها في حشد الدعم.

إعلان

وقال جوزيف شيلهورن، وكيل وزارة الخارجية النمساوية "نحن نظهر تضامنا ونسعى للتحدث بصوت واحد، وهذا هدفنا الأساسي".

أما المجر، التي اعتادت تأخير تمرير العقوبات، فقد أعلنت على لسان وزير خارجيتها بيتر سييارتو أنها "لن تعترض هذه المرة لأن مصالحها الوطنية لم تُمس"، مضيفا مع ذلك أن "العقوبات لم تكن ناجحة حتى الآن".

وفي سلوفاكيا، أوضح رئيس الوزراء روبرت فيتسو أنه سيوافق على الحزمة بعد إدراج بند في بيان القمة يتعلق بـ"معالجة ارتفاع أسعار الطاقة في الاتحاد الأوروبي"، وهو ما تم الاتفاق عليه بالفعل.

توسيع العقوبات لتشمل شركاء آسيويين

وتتضمن الحزمة الجديدة أيضا قيودا تجارية على كيانات صينية وهندية ساعدت موسكو في الالتفاف على العقوبات السابقة، إضافة إلى حظر تصدير سلع بقيمة تتجاوز 46.9 مليار دولار تُستخدم في الصناعات العسكرية الروسية، من بينها المعادن والسيراميك والمطاط.

كما أضاف الاتحاد الأوروبي أكثر من 100 ناقلة نفط جديدة إلى قائمة السفن السوداء المتهمة بالمساعدة في تجارة الطاقة الروسية غير المشروعة، لترتفع القائمة إلى نحو 550 ناقلة.

وبعد إقرار القادة للحزمة في القمة، سيُطلب من وزراء حكومات الدول الأعضاء المصادقة الرسمية عليها في اجتماع لاحق، بحسب التقرير.

قائمة السفن الخاضعة للعقوبات ارتفعت إلى نحو 550 ناقلة (أسوشيتد برس)العقوبات الأميركية والبريطانية

وأمس الأربعاء، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات على روسيا تتعلق بأوكرانيا لأول مرة في ولايته الثانية مستهدفا شركتي النفط لوك أويل وروسنفت، وذلك في ظل تنامي استيائه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب الحرب.

وأبدت وزارة الخزانة الأميركية استعدادها لاتخاذ المزيد من الإجراءات، ودعت في الوقت نفسه موسكو إلى الموافقة الفورية على وقف إطلاق النار في حربها على أوكرانيا التي بدأت في فبراير شباط 2022.

وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت في بيان "نظرا لرفض الرئيس بوتين إنهاء هذه الحرب العبثية، تفرض وزارة الخزانة عقوبات على أكبر شركتي نفط روسيتين تمولان آلة الكرملين الحربية".

وتمثل هذه العقوبات تحولا كبيرا في سياسة ترامب، الذي لم يسبق أن فرض عقوبات على روسيا بسبب الحرب، بعدما كان يعتمد على اتخاذ تدابير تجارية.

وجاء إجراء ترامب الأربعاء في أعقاب فرض بريطانيا عقوبات على شركتي روسنفت ولوك أويل الأسبوع الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الاتحاد الأوروبی عقوبات على

إقرأ أيضاً:

"الخزانة الأميركية" تفرض عقوبات على قطاع النفط الروسي

قالت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، إنها فرضت عقوبات على روسيا مرتبطة بقطاع النفط.

وأضافت الوزارة أن إجراءاتها تستهدف أكبر شركتين للنفط في روسيا وهما "روسنفت" و"لوك أويل"، وشملت عقوبات على عدد من المؤسسات التابعة لهما.

وأبدت الوزارة استعدادها لاتخاذ المزيد من الإجراءات الإضافية، داعية موسكو إلى الموافقة فورا على وقف إطلاق النار في حربها في أوكرانيا.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في بيان أعلن فيه العقوبات "نشجع حلفاءنا على الانضمام إلينا والالتزام بهذه العقوبات".

وأضاف: "الآن هو الوقت المناسب لوقف القتل ووقف إطلاق النار الفوري".

وتابع قائلا: "نظرا لرفض الرئيس فلاديمير بوتين إنهاء هذه الحرب العبثية، تفرض وزارة الخزانة عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين روسيتين تمولان آلة الحرب الخاصة بالكرملين. وتستعد وزارة الخزانة لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر لدعم جهود الرئيس دونالد ترامب لإنهاء حرب أخرى".

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية: "فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة اليوم المزيد من العقوبات نتيجة لعدم التزام روسيا الجاد بعملية السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. تزيد إجراءات اليوم من الضغط على قطاع الطاقة الروسي وتضعف قدرة الكرملين على زيادة الإيرادات لآلته الحربية ودعم اقتصاده الضعيف".

وشدد البيان على أن الولايات المتحدة "ستواصل الدعوة إلى حل سلمي للحرب، ويعتمد السلام الدائم كليا على استعداد روسيا للتفاوض بحسن نية".

وفي سياق متصل، قالت الرئاسة الدورية الدنماركية للاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، إن دول الاتحاد وافقت على الحزمة التاسعة عشرة للعقوبات على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، وتشمل فرض حظر على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يقر الحزمة الـ19 من العقوبات ضد روسيا
  • أسعار النفط تحلق بعد قرارات أمريكية بتشديد العقوبات على قطاع الطاقة الروسي
  • الاتحاد الأوروبي يقرّ حزمة عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا تشمل الغاز والعملة الرقمية
  • إقرار حزمة عقوبات أوروبية وأمريكية على روسيا بسبب حرب أوكرانيا
  • إقرار الحزمة 19 من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب حرب أوكرانيا
  • أول تعليق من الصين على العقوبات الأمريكية ضد روسيا
  • رسمياً..الاتحاد الأوروبي يقر الحزمة 19 من العقوبات ضد روسيا
  • الاتحاد الأوروبي يوافق رسميا على الحزمة العقوبية التاسعة عشرة ضد روسيا
  • "الخزانة الأميركية" تفرض عقوبات على قطاع النفط الروسي