العين (وام)
كشف عمر سالم الكعبي، مدير متحف العين، أن مشروع إعادة تطوير وتأهيل المتحف أدى إلى اكتشاف مواقع أثرية هامة موجودة تحت حرم المتحف، تشمل أفلاجاً ومدفناً يعود لفترة قبل الإسلام، مؤكداً أن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي حرصت على الحفاظ عليها ليعيش الزائر تجربة مشاهدة المواقع الأثرية داخل قاعات المتحف.

وقال الكعبي على هامش جولة تعريفية نظمتها الدائرة لوسائل الإعلام مساء اليوم، إن المتحف بعد توسعته (ليصل إلى 8000 متر مربع) يعرض أكثر من 1800 قطعة أثرية وتاريخية، أقدمها «تعود إلى 300,000 عام من العصر الحجري القديم»، وتستعرض قصة العين بطريقة سردية عبر وسائط تفاعلية.ووصف الكعبي متحف العين بأنه «النقطة التي يجب على كل زائر لمدينة العين أن يتوقف فيها» قبل الانطلاق إلى المواقع الثقافية الأخرى، مؤكداً أن المتحف سيكون حافلاً ببرامج متنوعة للطلاب والعائلات والزوّار الدوليين.
من جانبه، كشف السيد بيتر شيهان، رئيس قسم المباني التاريخية، عن تفاصيل الاكتشافات، موضحاً أنه عند بدء التجديد عُثر أولاً على بقايا «حارة الحصن القديمة» التي هُدمت في الفترة الماضية وتم توثيقها، وبدأت تظهر على عمق حوالي متر ونصف المتر تحت الأرض، معالم مقطوعة (حفريات مملوءة بالرمل أو مواد أخرى)، مشيرا إلى أنه تم الكشف عن حوالي 200 معلم، تبيّن أن معظمها «آبار أفلاج يرجع تاريخ أقدمها إلى العصر الحديدي، قبل 3000 عام».
وأشار شيهان إلى أن أحد الاكتشافات الرئيسية الأخرى هو «قبر حجري ضخم» يُعثر عليه لأول مرة في العين، ويعود أيضاً إلى فترة ما قبل الإسلام المتأخرة، ووُجدت حوله قبور فردية احتوت على «مقتنيات جنائزية أولية سليمة» تُعرض الآن في القاعة. بدوره، أكد السيد عبد الرحمن النعيمي، رئيس قسم مواقع التراث العالمي في الدائرة، أن متحف العين، وهو أقدم متحف في الدولة، شهد إضافة مرافق جديدة تشمل قاعات عرض أكبر، ومختبرات للحفاظ والترميم، ومركزاً للبحوث مواكبة للتطورات الحاصلة في مجال المتاحف لوضعه في مصاف المتاحف العالمية. وأوضح النعيمي أن استمرار الكشف الأثري أثمر «لقى أثرية» معروضة الآن في المتحف، مثل الفخاريات ورؤوس السهام والأدوات الحجرية، مشيراً إلى أن مركز البحوث الذي سيضاف يهدف إلى جمع مصادر مهمة عن التراث الثقافي لدولة الإمارات للباحثين في هذا المجال، ما يسهل عليهم الحصول على المعلومة في مكان واحد والتعرف على الكتابات الخاصة بهذا المجال ورؤية اللقى الأثرية المعروضة ومعاينتها ودراستها بطلب التعاون مع المتحف.
وأوضحت عالمة الآثار في الدائرة، نورة المرزوقي، أن الفريق استخدم تقنيات متقدمة كـ«الطائرات من دون طيار (الدرونز) والنماذج ثلاثية الأبعاد» خلال التنقيب للحفاظ على المواقع وإتاحتها للزوار.
 

أخبار ذات صلة متحف العين.. رحلة متجددة في ذاكرة الوطن هزاع بن زايد يشهد حفل إعادة افتتاح متحف العين بعد عملية الترميم والتطوير

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: متحف العين متحف العین

إقرأ أيضاً:

محمد خليفة المبارك: متحف زايد الوطني منارة ومرآة لسردية الإمارات

أكد معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أن متحف زايد الوطني يعد منارة ومرآة لسردية دولة الإمارات؛ فهو ليس معنيا بالماضي وحده، بل هو أيضا رمز للاستمرارية والتواصل، وفضاء للتعلم والحوار وتبادل الأفكار، ونقطة التقاء للباحثين والأسر والطلاب والزوار من جميع أنحاء العالم.
وقال معاليه، في تصريحات صحفية، إن "المتحف يشكل محطة محورية في مسيرتنا، وسيستضيف معارض تربط دولة الإمارات بالإنسان أينما كان، مستكشفا موضوعات تمتد من علم الآثار إلى الاستدامة، ومن العلوم إلى الفنون، كل ذلك من خلال منظور يحمل قيم دولتنا ورؤيتها".
وأضاف أن المتحف، من قلب المنطقة الثقافية في السعديات في أبوظبي، يروي قصة الوطن وقيم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وهي قيم الوحدة والرؤية والحفاظ على التراث والإنسانية والطموح والاحترام والعطاء التي تعكس مكانة هذه الأرض وأصالة تاريخها العريق.

وأكد معاليه أن "رؤية أبوظبي الثقافية تستمد جوهرها من إيمان قيادتنا الرشيدة بأن الثقافة جسر حيوي يربط بين المجتمعات، وأن الأمم تزدهر عندما تصون وتحافظ على تراثها وتواكب المستقبل في آن واحد".
وأشار إلى أن متحف زايد الوطني، الذي يقع في المنطقة الثقافية إلى جانب متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، وتيم لاب فينومينا أبوظبي، ومتحف جوجنهايم أبوظبي الذي سيفتتح لاحقا، وغيرها من المؤسسات العالمية العريقة في المنطقة الثقافية في السعديات، سيظل ذا دور متفرد، مستمدا خصوصيته من تاريخ دولة الإمارات وقيم شعبها الراسخة.
وأوضح أنه "داخل قاعات المتحف، سيجد الزوار سردا قصصيا يجمع بين قصص ذات طابع شخصي عميق وصدى عالمي واسع، تبدأ من الأرض وأهلها، متتبعة الجذور العميقة لتراثنا الثقافي، وتاريخ هذه الأرض الذي يعود إلى نحو 300 ألف عام، وصولا إلى الإنجازات الجريئة في عصرنا الحديث".

أخبار ذات صلة «إمستيل» تزود «متحف زايد الوطني» بـ 24 ألف طن من حديد التسليح متحف زايد الوطني يفتح أبوابه للزوّار في المنطقة الثقافية بالسعديات

ولفت إلى أنه "من بين أبرز كنوز المتحف تبرز لؤلؤة أبوظبي، إحدى أقدم اللآلئ الطبيعية المكتشفة في العالم، إلى جانب قارب ماجان المعاد بناؤه، الرمز الخالد للتبادل التجاري والحوار الثقافي عبر العصور، حيث تعرض هذه الكنوز جميعا إلى جانب وسائط متعددة مبتكرة، ومقتنيات أرشيفية نادرة، وعروض تفاعلية غامرة تسهم في حفظ تاريخنا وصون موروثنا الثقافي، بما يضمن انتقاله حيا ونابضا إلى الأجيال القادمة".
وأضاف أنه في إطار هذه السردية الوطنية، يستعرض المتحف سيرة وقيم المغفور له الشيخ زايد، مجسدا إيمانه بالوحدة، وشغفه بالبيئة، والتزامه بالتعليم، وانفتاحه على العالم.
وأكد أن "الهندسة المعمارية للمتحف، التي صممتها شركة "فوستر أند بارتنرز ليمتيد" الحائزة على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية، تعكس هذه القيم بوضوح؛ فالأبراج الفولاذية الخمسة الشاهقة، المستوحاة من أجنحة الصقر لحظة التحليق، تجسد أصالة تراثنا، كما تمثل إنجازا لافتا في الهندسة المعاصرة، ويرسخ تصميم المتحف مفهوم الاستدامة في جوهره، مستفيدا من التبريد الطبيعي ومبادئ أبراج الرياح، أو كما نسميها في الإمارات "البراجيل"، ليكرم بذلك إبداع عمارتنا الإماراتية التقليدية، محتفيا بروح الابتكار، ومجسدا إرث المغفور له الشيخ زايد في الحفاظ على البيئة، وقد صممت مساحات المتحف للتشجيع على التأمل والحوار على حد سواء".

وأضاف معاليه "يحمل افتتاح المتحف، بالتزامن مع احتفالات عيد الاتحاد، دلالات رمزية عميقة؛ فعيد الاتحاد مناسبة مهمة نسترجع فيها الأسس والركائز التي قادت إلى قيام دولتنا، والإنجازات التي حققناها معا، والرؤية المشتركة التي تقود خطواتنا نحو المستقبل، وقد أضاف افتتاح متحف زايد الوطني فصلا جديدا إلى هذه الاحتفالية السنوية، بوصفه فضاء دائما تصان فيه تلك القيم على مدار العام".
وقال معاليه إن "المتحف يعد ركيزة أساسية في مهمتنا ومساعينا الأوسع نطاقا لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز ثقافي رائد على الساحة العالمية؛ فالمنطقة الثقافية في السعديات باتت تستقطب بالفعل اهتمام الباحثين والفنانين والزوار من جميع أنحاء العالم. وبوجود متحف زايد الوطني في قلبها، ستتوافر وجهة ثقافية عالمية ترتكز على سرد وطني رؤيوي راسخ وأصيل في ترحيبه بالآخرين".
وأكد معاليه أن "المتحف يسهم في تعزيز روابطنا مع العالم أجمع، بما يشكله من مرجع يمكن الأجيال الشابة من رؤية أنفسهم متجسدين في إنجازات وحياة ومبادئ أسلافهم التي يستلهمون منها قيمهم. أما بالنسبة للزوار، فيعد المتحف بمثابة دعوة لاكتشاف وفهم جوهر دولة الإمارات من الداخل، وتجربة ثقافتنا".
وقال معاليه "استرشدنا بأعلى معايير البحث العلمي والتصميم في متحف زايد الوطني، وتمت الاستعانة بخبرات أمناء المتاحف والمؤرخين والمهندسين المعماريين والحرفيين من جميع أنحاء دولة الإمارات والعالم، وقد تم اختيار كل قطعة، وكل عرض، وكل تفسير بعناية دقيقة لضمان الدقة والأصالة".
ودعا معالي محمد خليفة المبارك جميع أفراد المجتمع المحلي والعالم أجمع لزيارة المتحف والتجول في قاعاته، والمساهمة في بناء مستقبل مشترك قائم على التقدم والتعاون والحفاظ على الهوية الإماراتية الأصيلة.
واختتم قائلاً "نلتزم بمواصلة جهودنا لسرد قصة دولة الإمارات بما يعكس مسيرة حافلة من التطور والإنجازات، وسيكون متحف زايد الوطني من أبرز المعالم التي تروى فيها هذه القصة الغنية، حيث سيعمل على حفظ التراث الوطني وتوثيق الهوية الثقافية، ليكون منارة تضيء الطريق للأجيال القادمة".

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • إضراب بمتحف اللوفر بعد سرقة أكتوبر وتضرر 400 وثيقة بمكتبة الآثار المصرية
  • حكاية طائرة ورشة تعليمية في متحف مطار القاهرة صالة 2
  • كارثة وفضيحة.. عمرو أديب يعلق على غرق مكتبة الآثار المصرية بمتحف اللوفر
  • فضيحة في متحف اللوفر.. تسرب مياه يغرق مكتبة الآثار المصرية
  • فضـ.يحة في متحف اللوفر.. غرق مكتبة الآثار المصرية بسبب تسرب مياه
  • من قلب المتحف الأشهر عالميا.. انهيار منظومة الأمان يغرق آثارا مصرية لا تقدر بثمن
  • كارثة تضرب مكتبة الآثار المصرية بمتحف اللوفر.. تلف 400 كتاب ووثيقة أثرية
  • محمد خليفة المبارك: متحف زايد الوطني منارة ومرآة لسردية الإمارات
  • أسورة أثرية ذهبية | القصة الكاملة لـ محاكمة المتهمين بسرقتها من المتحف المصري
  • اليوم.. محاكمة المتهمين في واقعة سرقة أسورة أثرية من المتحف المصري