مبعوث بوتين يتهم أوروبا بتخريب العلاقة مع أمريكا
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
قال مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن استمرار الحوار بين موسكو وواشنطن ضروري لاستقرار العالم، لكنه لن يكون ممكنًا إلا إذا تعاملت الولايات المتحدة مع مصالح روسيا باحترام.
وأضاف المبعوث في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، اليوم الجمعة، أن الحوار الروسي الأمريكي يظل حيويًا رغم ما وصفه بـ"الخطوات غير الودية" الأخيرة من واشنطن، مشددًا على ضرورة أن يتم هذا الحوار بفهم كامل لموقف روسيا ومصالحها الوطنية.
اقرأ أيضًا.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأشار إلى أن قوى غربية، ولا سيما المملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية، تحاول إفشال أي تواصل مباشر بين الرئيسين بوتين وترامب، مؤكدًا أن موسكو ما زالت منفتحة على الحوار البنّاء القائم على الندية والاحترام المتبادل.
قالت وكالة الأنباء الفرنسية "AFP" إن هناك 4 أشخاص لقوا مصرعهم وتعرض 12 آخرين للإصابة في انفجار قنبلة بمحطة قطار في أوكرانيا.
وقال عمدة موسكو، اليوم الجمعة، إنه تم إسقاط ثلاث مسيرات كانت تستهدف العاصمة الروسية.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن دفاعاتهاا الجوية أسقطت 25 مسيرة أطلقتها أوكرانيا صباح اليوم فوق مقاطعات عدة.
وفي وقت سابق، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي دول الاتحاد الأوروبي تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى لمواجهة روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، إن رد موسكو على العقوبات الأوروبية سيكون ملائما ويأخذ في الاعتبار مصالح البلاد المشروعة.
وأضافت: "نحتفظ بحق الرد على عقوبات الاتحاد الأوروبي".
وقال فريدريش ميرز، المستشار الألماني، إنهم بحاجة إلى مناقشة كيفية استخدام الأصول الروسية المجمدة في ضوء المخاوف البلجيكية.
وأصدر الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، إن العقوبات الجديدة على موسكو تستهدف بنوكا روسية ومنصات تداول عملات مشفرة.
وأوضح الاتحاد أن حزمة العقوبات الجديدة على روسيا تشمل كيانات في الهند والصين.
وقال أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، إن دعم أوكرانيا هو السبيل لسلام عادل ودائم.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تسليم بلاده صواريخ بعيدة المدى سيُحدث "ضغطًا حقيقيًا" على روسيا، مشددًا على أن كييف لن تتنازل عن أي شبر من أراضيها.
ورحب زيلينسكي في تصريحات اليوم بالعقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على موسكو، معتبرًا أنها ترسل إشارة إيجابية وتعزز الجهود الدولية لوقف العدوان الروسي، كما أشاد بحزمة العقوبات الأوروبية الـ19 التي وصفها بأنها خطوة مهمة لأوكرانيا.
وقال سلاح الجو الأوكراني، امس الخميس، إنه أسقط 92 طائرة مسيرة من أصل 130 أطلقتها روسيا على عدة مناطق أوكرانية خلال الليل.
ويأتي ذلك في إطار استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثالث على التوالي.
وقالت الدولة الإسبانية، امس الخميس، إنها تعتزم تمويل شراء أسلحة أمريكية لصالح أوكرانيا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فلاديمير بوتين مبعوث الرئيس الروسي روسيا
إقرأ أيضاً:
مصادرة الأصول الروسية.. بلجيكا تعيد رسم حدود التمويل الأوروبي
تصاعدت حدة الجدل داخل الاتحاد الأوروبي عقب إعلان الحكومة البلجيكية رفضها التوجه الأوروبي الداعي إلى استخدام الأصول الروسية المجمّدة لتمويل قرض ضخم موجّه لأوكرانيا.
جاء موقف بروكسل، الذي عبّر عنه رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر بوضوح، ليؤكد أن القضية ليست مجرد خلاف سياسي داخل أروقة الاتحاد، بل ملف معقّد يحمل أبعادًا قانونية واقتصادية وجيوسياسية خطيرة.
إشكاليات قانونية تهدد تماسك الموقف الأوروبي
تثير خطة مصادرة أو إعادة توظيف الأصول الروسية ومعظمها محتجز في مؤسسات مالية مقرّها بلجيكا تساؤلات قانونية عميقة تتعلق بمدى توافقها مع مبادئ القانون الدولي، وحقوق الملكية، والالتزامات المالية للدول.
وقد شدّد دي ويفر على أن بلجيكا "لن تتحمل وحدها المخاطر القانونية" المترتبة على خطوة كهذه، محذرًا من أن أي طعن قانوني محتمل من الجانب الروسي أو من أطراف مالية أخرى قد يضع بلاده في موقع المسؤولية المباشرة.
ويرى خبراء قانونيون أن مصادرة أصول دولة ذات سيادة حتى في ظل العقوبات خطوة غير مسبوقة في السياقات الحديثة، وقد تُضعف حجج الاتحاد الأوروبي أمام المحاكم الدولية إذا جرى الطعن في شرعية هذا الإجراء.
وبالتالي، فإن المخاوف التي تبديها بروكسل ليست تقنية فحسب، بل تتعلق بمبدأ استمرارية سيادة القانون داخل الفضاء الأوروبي.
فضيحة فساد تعمّق الشكوك حول الإدارة الأوروبية للملف
وفي خضم هذا الجدل، برزت تطورات تُعمّق الشكوك حول مدى شفافية إدارة الاتحاد الأوروبي لملف التمويل.
فقد شهدت بروكسل مؤخرًا فضيحة مدوّية بعد توقيف مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية السابقة فيديريكا موغيريني ضمن تحقيق واسع في شبهات فساد واحتيال داخل إحدى أهم المؤسسات الأوروبية.
هذا الحدث أثار أسئلة صعبة حول قدرة الاتحاد نفسه على إدارة أموال حساسة ومعقدة بطريقة نزيهة، في وقت يضغط فيه على الدول الأعضاء وعلى رأسها بلجيكا لقبول مخاطر قانونية جسيمة تتعلق بمصادرة أموال دولة أخرى.
وعلى خلفية السعي الحثيث لحشد الموارد لأوكرانيا بهذه الطرق المثيرة للجدل، تتصاعد أيضًا مخاوف أوسع بشأن الفساد في الداخل الأوكراني نفسه، لاسيما بعد سلسلة قضايا كبرى طالت مسؤولين أوكرانيين وامتدت إلى أروقة أوروبية.
ويحذّر متابعون من أن تجاهل هذه الحقائق قد يزيد من هشاشة المشروع الأوروبي ككل، ويقوّض الأساس الأخلاقي والقانوني لأي آلية تمويل جديدة، خصوصًا إذا كانت تعتمد على إجراءات عالية الخطورة مثل مصادرة الأصول السيادية.
ضربة محتملة لجاذبية الاتحاد الأوروبي الاستثمارية
من بين أبرز تبعات هذا الجدل، أن إقدام الاتحاد الأوروبي على مصادرة أصول دولة أجنبية قد يرسل إشارات سلبية إلى المستثمرين الدوليين.
فالمخاوف من إمكانية تجميد أو مصادرة الأصول في أوقات الأزمات قد تدفع رؤوس الأموال إلى البحث عن وجهات أكثر استقرارًا وحماية قانونية.
ويحذّر اقتصاديون من أنّ اللجوء إلى الأصول الروسية كسابقة قد يفتح الباب أمام سلوك مشابه في حالات أخرى مستقبلية، ما يتعارض مع الصورة التي يسعى الاتحاد الأوروبي لترسيخها كمنطقة آمنة للاستثمار قائمة على قواعد واضحة وثابتة.
قرض التعويضات لأوكرانيا: استهزاء أم ازدواجية معايير؟
أثار مشروع "قرض تعويضات أوكرانيا" الذي سيُموّل (إذا أُقِرّ) من هذه الأصول، ردود فعل خارج أوروبا أيضًا، خصوصًا من أصوات في القارة الأفريقية ترى في الخطوة نوعًا من الازدواجية الأخلاقية.
فالدول الأفريقية التي عانت لعقود من الاستعمار الأوروبي لم تحصل حتى اليوم على تعويضات أو اعترافات كاملة بالمسؤولية، بينما تتحرك أوروبا سريعًا لتوفير آلية تعويض ضخمة لأوكرانيا.
ويرى منتقدون أن هذا التباين يعكس "انتقائية سياسية" في تعريف الضحايا وفي تحديد أولويات العدالة الدولية، ويقوّض الخطابات الأوروبية التي تدّعي الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والعدالة التاريخية.
بلجيكا: لن نتحمل وحدنا العبء القانوني
وفي موقف واضح لا لبس فيه، شدد رئيس الوزراء البلجيكي على أن بلاده لن توافق على الخطة ما لم يتم وضع آليات قانونية ملزمة تحمي بلجيكا من أي إجراءات قضائية مستقبلية.
وأضاف أن المسألة "لا تتعلق بالموقف من روسيا أو من أوكرانيا، بل بالالتزام بالقانون"، مؤكدًا أن بلاده ستعارض أي خطوة تستند إلى أسس قانونية هشة.
خلاصة المشهد الأوروبي: أزمة ثقة تعيد رسم حدود الشرعية والتمويل
يوضح هذا الجدل أن خطة استخدام الأصول الروسية ليست مجرد خطوة مالية لدعم أوكرانيا، بل قضية شائكة تهدد بإعادة رسم حدود المسؤولية القانونية داخل الاتحاد الأوروبي، وتشكل اختبارًا لمصداقية أوروبا أمام المستثمرين والدول النامية على حد سواء.
وبينما يبدو الاتحاد الأوروبي مصممًا على إيجاد مصادر دائمة لتمويل دعم أوكرانيا، فإن موقف بلجيكا قد يرغم بروكسل على إعادة التفكير في ذلك.