2025-10-24@18:44:21 GMT
إجمالي نتائج البحث: 5

«الیسار الوظیفی»:

    لقد جاءت "الثورة التونسية" وجميعُ محطاتها الانتخابية -منذ المرحلة التأسيسية- لتؤكد وجود "قوى نوعية" أو "أقليات أيديولوجية" لا علاقة لأهميتها بقاعدتها الانتخابية أو عمقها الشعبي. فقوة هذه "الأقليات" ترتبط أساسا بالدولة وبالمجتمع المدني، وكذلك بتقاطعاتها الاستراتيجية في أغلب الأحيان مع النواة الصلبة لمنظومة الاستعمار الداخلي (المرّكب الجهوي-الأمني-المالي) رغم بعض الخلافات أو الصراعات السياقية التي فرّقت بينهم سواء قبل الثورة أو بعدها. ورغم اختلاف مسميات هذه "الأقليات" واختلاف مرجعياتها الأيديولوجية، فإنها تشترك جميعا في أصولها اليسارية الماركسية أو القومية (بجناحيها الناصري والبعثي). ولعلّ أهم هذه الأقليات هي تلك التنظيمات المنتمية إلى "العائلة الوطنية الديمقراطية" المعروفة اختصارا باسم "الوطد" (الوطنيون الديمقراطيون). وهي "عائلة" كان لها تأثير عظيم -من خلال تموقعاتها المختلفة في الإعلام والثقافة والنقابات المهنية والأمنية والمنظمات الحقوقية وغيرها- في...
    لقد جاءت "الثورة التونسية" وجميعُ محطاتها الانتخابية -منذ المرحلة التأسيسية- لتؤكد وجود "قوى نوعية" أو "أقليات أيديولوجية" لا علاقة لأهميتها بقاعدتها الانتخابية أو عمقها الشعبي. فقوة هذه "الأقليات" ترتبط أساسا بالدولة وبالمجتمع المدني، وكذلك بتقاطعاتها الاستراتيجية في أغلب الأحيان مع النواة الصلبة لمنظومة الاستعمار الداخلي (المرّكب الجهوي-الأمني-المالي) رغم بعض الخلافات أو الصراعات السياقية التي فرّقت بينهم سواء قبل الثورة أو بعدها. ورغم اختلاف مسميات هذه "الأقليات" واختلاف مرجعياتها الأيديولوجية، فإنها تشترك جميعا في أصولها اليسارية الماركسية أو القومية (بجناحيها الناصري والبعثي). ولعلّ أهم هذه الأقليات هي تلك التنظيمات المنتمية إلى "العائلة الوطنية الديمقراطية" المعروفة اختصارا باسم "الوطد" (الوطنيون الديمقراطيون). وهي "عائلة" كان لها تأثير عظيم -من خلال تموقعاتها المختلفة في الإعلام والثقافة والنقابات المهنية والأمنية والمنظمات الحقوقية وغيرها- في...
    إن الحديث عن يسار وظيفي (وهو يسار متشكل من كيانات ماركسية وقومية ناصرية وبعثية) يعني منطقيا وجود يسار غير وظيفي، أي وجود يسار قد نختلف في توصيفه؛ فهو عند البعض يسار وطني وعند آخرين يسار ثوري أو يسار جديد، ولكننا لن نختلف في أنه لن يكون متذيلا للمنظومة الحاكمة ولا خادما لها بالمعنى التقليدي الذي تحدث عنه بول نيزان (كلاب الحراسة الذين كانوا يتشكلون زمن نشر الكتاب -سنة 1932- من الفلاسفة والمنظرين والمثقفين)، وبالمعنى الذي وضعه من بعده سيرج حليمي (كلاب الحراسة الجدد الذين يتشكلون من الإعلاميين والصحفيين والخبراء والمحللين). فحراسة النظام والتقاطع الاستراتيجي مع نواته الصلبة ومع الخيارات التأسيسية للدولة-الأمة، ولو رافق ذلك أحيانا اتخاذ مسافة نقدية من الواجهة السياسية لمنظومة الاستعمار الداخلي أو التحرك ضدها في بعض...
    إن الحديث عن يسار وظيفي (وهو يسار متشكل من كيانات ماركسية وقومية ناصرية وبعثية) يعني منطقيا وجود يسار غير وظيفي، أي وجود يسار قد نختلف في توصيفه؛ فهو عند البعض يسار وطني وعند آخرين يسار ثوري أو يسار جديد، ولكننا لن نختلف في أنه لن يكون متذيلا للمنظومة الحاكمة ولا خادما لها بالمعنى التقليدي الذي تحدث عنه بول نيزان (كلاب الحراسة الذين كانوا يتشكلون زمن نشر الكتاب -سنة 1932- من الفلاسفة والمنظرين والمثقفين)، وبالمعنى الذي وضعه من بعده سيرج حليمي (كلاب الحراسة الجدد الذين يتشكلون من الإعلاميين والصحفيين والخبراء والمحللين). فحراسة النظام والتقاطع الاستراتيجي مع نواته الصلبة ومع الخيارات التأسيسية للدولة-الأمة، ولو رافق ذلك أحيانا اتخاذ مسافة نقدية من الواجهة السياسية لمنظومة الاستعمار الداخلي أو التحرك ضدها في بعض...
    مهما اختلفنا في أسباب فشل الانتقال الديمقراطي سياسيا واقتصاديا، ومهما تنازعنا في تحديد الأطراف الداخلية والخارجية المسؤولة عن قتل "الحلم الثوري"، فإنه من الصعب أن لا نتفق حين يتعلق السجال بدور الاغتيالات السياسية في تعطيل ذلك المسار وضرب مشروع المواطنة القائم على التعايش بين العلمانيين والإسلاميين؛ بعيدا عن منطقي الاستئصال والتكفير. فقد تسبّب اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد ومن بعده القيادي القومي الحاج محمد البراهمي في إنهاء تجربة "الترويكا" -وهي أول تجربة للحكم المشترك بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس بالاستناد إلى صناديق الاقتراع- كما سرّع الاغتيالان في عودة ورثة المنظومة القديمة ووكلائها لمركز القرار؛ بدءا بحكومة التكنوقراط وانتهاء بمرحلة التوافق التي فرضها نداء تونس على النهضة أو قبلت بها هذه الأخيرة نتيجة حسابات سياسية خاطئة. فالتوافق لم يكن يعني...
۱