الكيان الصهيوني يتوغل في المنطقة من بوابة الامارات
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
فقد كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن حكومة العدو الصهيوني منحت موافقتها لشركة أمنية عسكرية صهيونية تُدعى "كونتروب" (Controp) للعمل في الإمارات عبر المنفذ الاقتصادي وبشكل علني.
ووفقًا للصحيفة، ستقوم الشركة بإنشاء فرع رسمي لها في الإمارات، يتولى إنتاج وتسويق أنظمة كهربونية وأمنية متطورة، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاقيات التطبيع قبل خمس سنوات.
ويتيح هذا القرار للشركات الصهيونية العمل مباشرة في السوق المحلية الإماراتية وفي الأسواق المجاورة، ضمن منطقة التجارة الحرة في أبوظبي.
كما ستكون الشركة مملوكة بالكامل للجانب الصهيوني وتحت إدارة صهيونية خالصة، مع بقاء السيطرة الكاملة بيد الشركة الأم داخل الكيان.
وستشمل أنشطة الفرع الجديد مجالات التسويق والمبيعات والصيانة والدعم الفني والإنتاج. وتُعد هذه الخطوة، بحسب الصحيفة، ركيزة أساسية في استراتيجية "كونتروب" التوسعية، الهادفة إلى تعزيز حضورها في المنطقة بعد اتفاقيات التطبيع.
وأضافت "معاريف" أن القرار يقضي بعدم نقل المعرفة التقنية أو بيع الأجهزة الحساسة إلا بعد موافقة مسبقة من حكومة الكيان، ما يؤكد استمرار التحكم الإسرائيلي الكامل في مسار التكنولوجيا الأمنية داخل الإمارات.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تتجاوز البعد الاقتصادي البحت، إذ تمثل خطرًا أمنيًا حقيقيًا على المنطقة، نظرًا إلى طبيعة عمل تلك الشركات المتخصصة في المجالات العسكرية والتكنولوجية، والتي تُستخدم غالبًا كـأذرع تجسس واختراق في الدول العربية والإقليمية.
ويحذر الخبراء من أن إنشاء مثل هذه الشركات في المنطقة يندرج ضمن مخططات الكيان الصهيوني التوسعية، الهادفة إلى ترسيخ وجوده الأمني والاستخباراتي تحت غطاء التعاون الاقتصادي والتقني.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
معاريف: الأميركيون ينسقون مع الجيش الإسرائيلي ويدركون مراوغة نتنياهو
قال المحلل السياسي لصحيفة معاريف ران أديليست إن الإدارة الأميركية باتت تدرك أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى إلى إشعال مواجهة عسكرية جديدة مع حركة حماس من خلال الادعاء بأنها تخرق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليس لأسباب أمنية أو إستراتيجية، بل كمحاولة للهروب من المحاكمة والضغوط الدولية المتزايدة عليه، في ظل مسار سياسي جديد نحو "تدويل الصراع" يقوده الأميركيون وشركاؤهم الإقليميون.
وأوضح أديليست أن مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ومستشاره جاريد كوشنر رصدوا بوضوح الخطوة الوحيدة المتبقية أمام نتنياهو لإيقاف مسار التسوية التي تم التوصل لها في شرم الشيخ المصرية، وهي "الادعاء بأن حماس تخرق اتفاق وقف إطلاق النار، لتبرير هجوم جديد".
ويضيف "نتنياهو يبحث عن حرب، وهم (الأميركيون) يعرفون تماما لماذا.. لأنه يريد الإفلات من محاكمته".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير روسي: هذا هو رد موسكو المحتمل إذا هوجمت بتوماهوكlist 2 of 242 مليون أميركي مهددون بالجوع بسبب الإغلاق الحكوميend of listوأشار المحلل السياسي إلى أن واشنطن ترى في زعم نتنياهو بأن حماس تتعمد تأخير تسليم جثث الجنود الإسرائيليين مجرد ذريعة سياسية داخلية هدفها تحريك الرأي العام وخلق مبرر لتجديد القتال. ويرى أن هذا "التمسكن" يتجاهل الصورة الكبرى التي تعمل عليها الإدارة الأميركية، وهي مشروع تسوية شامل قد يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية بمشاركة دولية واسعة.
ويصف أديليست وصول كوشنر وويتكوف إلى إسرائيل بداية الأسبوع بأنه خطوة شبيهة بـ "زيارة مبعوثي المافيا إلى تاجر خضار يرفض دفع الإتاوة"، في إشارة ساخرة إلى الضغوط التي مارسها المبعوثان لإقناع نتنياهو بضرورة الالتزام بمسار التسوية الذي ترعاه واشنطن.
وبحسب المقال، تلت زيارة كوشنر وويتكوف زيارة أخرى قام بها جاي دي فانس، نائب ترامب، وماركو روبيو، وزير خارجيته، للتحقق من "مدى التزام إسرائيل بالاتفاقات". ومع ذلك، يصرّ نتنياهو وشركاؤه -كما يقول أديليست- على تجاهل حقيقة أن "بنود اتفاق شرم الشيخ ماتت يوم وُلدت"، لأن الواقع الجديد على الأرض يتشكل من خلال نشاط ميداني أميركي متزايد يتم بتنسيق مباشر مع الجيش الإسرائيلي.
إعلانكما يؤكد المحلل السياسي أن أهداف الجيش الإسرائيلي لم تعد متطابقة مع أهداف الحكومة، وأن المؤسسة العسكرية تتحرك حاليا ضمن تصور مشترك مع البنتاغون لتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ، مشيرا إلى أن "مؤتمر شرم الشيخ كان بمثابة الإعلان غير الرسمي عن محاولة دولية شاملة لإبعاد نتنياهو ورفاقه عن أي دور في ترتيبات الشرق الأوسط المقبلة".
حماس باقية.. ومسار نحو الدولة
ويقول أديليست إنه "ليس من الصعب فهم حاجة القوى الأجنبية المتجهة إلى غزة للتفاهم مع حماس"، مضيفا أن هذه القوات "لن تقاتل الحركة بل ستعمل على ضمان ألا تهاجمها إسرائيل".
ويضيف أن "ملف إدارة القطاع سينتقل إلى حكومة خبراء تتولى إعادة الإعمار، في حين يجري التحضير لتعيين توني بلير منسقا دوليا عاما للمهمة، وهو ما سيضع حكومة سموتريتش أمام اختبار صعب، لأن بلير معروف بدعمه إقامة دولة فلسطينية" حسب رأي المحلل السياسي.
ويحذر المحلل السياسي من هشاشة هذا المسار قائلا "السؤال المتفائل القَلِق هو ما الذي يمكن أن ينهار؟ والجواب: كل شيء".
ويشير أدليست إلى أن تصريحات عدد من المشاركين في المؤتمر، مثل المراسلة كلاريسا وارد من سي "إن إن" (CNN)، التي قالت إن هدفه "تمهيد الطريق نحو دولة فلسطينية"، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك الذي أكد أن "في وثيقة ترامب زخم حقيقي نحو الدولة الفلسطينية"، تكشف أن الاتجاه الدولي أصبح واضحا.
ويضيف أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد من جانبه أن المطلوب هو "استمرار الزخم".
وبحسب المقال، فإن "انتشار القوات الأجنبية في القطاع سيكون المؤشر الحقيقي على جدية العملية"، موضحا أن الهدف هو "منع إسرائيل من العودة إلى غزة"، وأن حديث ترامب عن "استئناف القتال بكل قوة" ليس سوى خطاب سياسي فارغ.
يقول المحلل السياسي إن "استعادة جثث الجنود مطلب عادل"، لكنه يتساءل "هل التأخير في ذلك سبب كافٍ لإشعال الجبهة مجددا والتضحية بجنود أحياء؟"، ويجيب "الجواب لا".
ويضيف أن لحماس بدورها مصلحة في الهدوء، لأنها تسعى إلى الاندماج في الجهد الدولي لإعادة الإعمار وتعزيز مكانتها السياسية في الضفة الغربية.
وينقل أديليست عن مركز الأبحاث الإسرائيلي "تمرور" بإشراف الباحث شاؤول أريئيلي، نتائج استطلاع حديث في الضفة الغربية أظهر أن 43% من السكان يعارضون نزع سلاح حماس ويفضّلون حكومة مشتركة بين فتح وحماس.
ويرى أن هذه المعطيات تضع إسرائيل أمام واقع جديد، وأن مصلحتها الأمنية الحقيقية تكمن في فترة هدوء طويلة تسمح بإعادة بناء الجيش وتسليحه، لا في إشعال حرب جديدة من أجل بقاء حكومة ترى في الحرب وسيلة البقاء الوحيدة.
تفنيد ادعاءات نتنياهوويتطرق أديليست للوضع الداخلي الإسرائيلي، ويقول إن تمرير قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية من خلال الكنيست سيفاقم أزمة الجيش، داعيا رئيس الأركان إيال زامير إلى مواجهة الحكومة علنا. ويقول إن عليه أن يكون "ليس فقط قائدا عسكريا، بل أيضا سياسي ورجل دولة يعمل مع الجيش الأميركي لتنفيذ سياسة شرم الشيخ".
ويرى أن "الحكومة تعيش في عالم خيالي، إذ تطالب بفتح ممر بري إلى درعا لإنقاذ الدروز، وهو أمر لن يحدث، في حين أن مطالبتها بنزع سلاح حزب الله تعني عمليا إشعال حرب أهلية في لبنان.
إعلانويصف هذا النهج بأنه "نتاج يمين غبي يفتقر إلى بوصلة واقعية"، ويضيف أن "إسرائيل يجب أن تترك اللبنانيين يحلّون مشاكلهم، وألا تتورط مجددا في المستنقع اللبناني كما حدث في كل الحروب السابقة".
ويحثّ الكاتب الحكومة الإسرائيلية على بناء علاقة حذر واحترام مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتوصل إلى وقف إطلاق نار متفق عليه مع سوريا، والتوقف عن التلويح بـ "حلقة النار للإخوان المسلمين".
ويؤكد أن "امتلاك الدول أو المنظمات أسلحة لا يعني أنها ستستخدمها غدا، فالسلاح في المقام الأول أداة ردع، لا وسيلة حرب لمن لا يريدها".
ويختم أدليست مقاله بالقول إن السؤال الأهم هو "متى وكم من القوات الأجنبية ستدخل غزة وكيف ستعمل مع حماس، وكيف ستتصرف الحكومة الإسرائيلية الهستيرية".
ويضيف أن الجيش الإسرائيلي هو الجهة الوحيدة التي بدأت فعلا بتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ بتنسيق مع الجيش الأميركي، في حين يتظاهر نتنياهو ووزير دفاعه بأنهما من أعطيا الأوامر، ويفسر ذلك بالقول إن "الاعتراف بذلك سيُفسد على نتنياهو الانتخابات التمهيدية والانتخابات العامة".