الشرع: سوريا جذبت استثمارات بقيمة 28 مليار دولار منذ سقوط الأسد
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، أن بلاده نجحت في جذب استثمارات بقيمة 28 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الماضية، منذ الإطاحة بحكومة بشار الأسد عام 2024.
جاء تصريح الشرع خلال مشاركته في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في العاصمة السعودية الرياض، وقد شكّل أول إعلان رسمي عن حجم التدفقات المالية الجديدة إلى سوريا، بعد أكثر من عقد من الحرب والدمار.
الشرع، الذي استُضيف في النسخة التاسعة من المنتدى بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، شدد في كلمته على أن "الفرص في سوريا هائلة، وهناك مجال للجميع"، مؤكداً أن بلاده باتت "مركزًا تجاريًا مهمًا لنقل البضائع" في المنطقة.
عودة سوريا إلى الخريطة الاقتصاديةيأتي هذا الإعلان في وقت بدأت فيه سوريا مهمة شاقة لإعادة بناء اقتصادها المنهار بعد حرب خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين ومدنًا مدمّرة.
بعد سنوات من العزلة والعقوبات، تسعى الحكومة الانتقالية إلى استعادة الثقة الدولية وجذب رؤوس الأموال الأجنبية. ووفق تقديرات البنك الدولي، فإن "الحد الأدنى التقديري لتكلفة إعادة إعمار البلاد يبلغ نحو 216 مليار دولار".
وقد لعبت السعودية دورًا محوريًا في هذا التحول، مستندة إلى ثروتها النفطية الضخمة. ففي نيسان/أبريل، تعهدت الرياض إلى جانب قطر بسداد 15 مليون دولار من ديون سوريا للبنك الدولي.
كما وقّعت في تموز/يوليو اتفاقيات استثمار وشراكة مع دمشق بلغت قيمتها 6.4 مليارات دولار لدعم جهود إعادة الإعمار. وتبعتها في آب/أغسطس صفقات إضافية تجاوزت 14 مليار دولار، شملت مشاريع في مطار دمشق وقطاعات النقل والعقارات، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية السورية.
من العزلة إلى الانفتاح الدبلوماسيكانت السعودية أول وجهة خارجية للشرع في شباط/فبراير الفائت، حيث حظي بدعم مباشر من ولي العهد الذي قاد جهودًا دبلوماسية لإعادة سوريا إلى المشهد الدولي.
في أيار/مايو، نجح الأمير محمد في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا، ما فتح الباب أمام عودة الاستثمارات الأجنبية. كما نظم اجتماعًا تاريخيًا جمع بين ترامب والشرع الذي كان مدرجاً على قائمة المطلوبين لدى السلطات الأمريكية، بسبب دوره السابق في قيادة "هيئة تحرير الشام"، وعلاقاته الموثقة حينها بداعش.
Related خلال لقاء الشرع.. مظلوم عبدي يرفع سقف المطالب الكردية ويدعو لمنطقة حكم ذاتي في سوريا"لحظة تاريخية".. مجلس الشيوخ الأمريكي يقرّ إلغاء "قانون قيصر" تمهيدًا لإنهاء العقوبات على سوريااختطاف أطفال وقتل معلمة: سوريا تغرق في دوامة انفلات أمنيوخلال الأشهر الماضية، كثّف الشرع جولاته الدولية، فزار عدداً من العواصم والتقى قادة عالميين، من بينهم خصوم سابقون في روسيا، في إطار مساعيه لتعزيز الدعم الدبلوماسي والاقتصادي لحكومته.
وفي أيار/مايو الماضي، وقعت سوريا اتفاقًا للطاقة بقيمة 7 مليارات دولار مع ائتلاف من الشركات القطرية والتركية والأمريكية، في خطوة تهدف إلى إنعاش قطاع الطاقة المنهار وإعادة دمج البلاد في النظام الاقتصادي العالمي.
اليوم، وبعد عام واحد فقط على سقوط الأسد، تبدو سوريا أمام مشهد اقتصادي وسياسي جديد، تقوده تحالفات غير مألوفة، وتمويلات ضخمة، وطموح لاستعادة موقعها كمحور استثماري وتجاري في الشرق الأوسط.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة سوريا السعودية سقوط الأسد استثمار اقتصاد أحمد الشرع
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حروب إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حروب سوريا السعودية سقوط الأسد استثمار اقتصاد أحمد الشرع إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حروب غزة تهريب المخدرات الصحة إيران باكستان ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
الشرع من السعودية: مستعد أن أقدم ما تبقى من عمري لأرى سوريا ناهضة وقوية
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن أعمال مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار 2025” في الرياض، أنه مستعد لتقديم ما تبقى من عمره ليرى سوريا ناهضة وقوية، موضحاً أن الهدف هو إعادة بناء البلاد من خلال الاستثمار، وليس الاعتماد على المساعدات والمعونات، بحسب ما نقلت سانا.
وأشار الشرع إلى الأهمية الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية في المنطقة، وأن الاقتصاد الإقليمي مرتبط بالأمن والاستقرار، لافتاً إلى أن سوريا تمثل ركناً أساسياً في استقرار المنطقة، وأن الفشل الذي شهدته خلال الـ14 سنة الماضية كان له تأثيرات استراتيجية كبيرة، واستغله بعض الأطراف لإثارة القلاقل، بما في ذلك انتشار المخدرات والهجرة غير المنظمة.
وأوضح أن أول زيارة خارجية لهم كانت إلى السعودية تقديراً لدورها المحوري، مشيراً إلى أن سوريا فتحت صفحة جديدة خلال 10 أشهر فقط وعادت إلى موقعها الإقليمي والدولي بدعم من عدة دول، وعلى رأسها السعودية، معتبراً أن سوريا اليوم اقتصادها متنوع ويملك موارد متنوعة، ولا يعتمد على قطاع واحد.
وأضاف الشرع أن قوانين الاستثمار في سوريا تم تعديلها لتصبح من الأفضل عالمياً، وأنه خلال الستة أشهر الأولى تم ضخ استثمارات بقيمة 28 مليار دولار، مشيراً إلى أن الفرص الاستثمارية في البلاد غنية، وقد بدأت الاستثمارات تنمو بشكل جيد.
ولفت إلى أن هناك شراكات استثمارية مع دول عدة مثل السعودية وقطر والإمارات وتركيا، بالإضافة إلى مشاريع مع البحرين والأردن، كما أن بعض الشركات الأمريكية شاركت في الاستثمار، مؤكداً أن السعودية داعم رئيسي لاستقرار سوريا وازدهارها، وأن الرهان الأكبر هو على الشعب السوري الذي صمد وانتصر رغم المعاناة.
وشدد الشرع على حماية المستثمرين وفق القوانين، واعتبر أن التكامل الاقتصادي بين سوريا والدول الأخرى سيخلق مستقبلاً اقتصادياً متكاملاً، مؤكداً أنه مستعد لتقديم كل ما يمكن لرؤية سوريا قوية وناهضة، وأن سوريا ستحتل مراتب اقتصادية متوازنة على المستوى الإقليمي والدولي خلال سنوات قادمة.