ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: بر الوالدين عبادة عظيمة ووسيلة لرفع الكربات
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر، مساء الأربعاء، ملتقى السيرة النبوية الرابع والثلاثين تحت عنوان: «مكانة الوالدين في السنة المطهرة»، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات الأسبوعية التي يعقدها الجامع الأزهر بالظلة العثمانية، بحضور عدد من العلماء والباحثين وطلاب العلم.
استضاف الملتقى كلًّا من: فضيلة الأستاذ الدكتور السيد زلط، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، وفضيلة الأستاذ الدكتور أسامة مهدي، أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار الحوار الإعلامي الدكتور علاء عرابي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
                
      
				
وخلال حديثه بالملتقى، أكّد الدكتور السيد زلط أن الإسلام رفع مكانة الوالدين إلى مرتبة العبادة والطاعة بعد أن كان البرّ بهما في الجاهلية قائمًا على العرف والعادة، موضحًا أن مجيء الإسلام جعل برّ الوالدين أمرًا إلهيًّا يُتقرّب به العبد إلى الله تعالى، مستشهدًا بقوله عز وجل: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، مبينًا أن اقتران الإحسان إلى الوالدين بعبادة الله تعالى يبرز عظم منزلتهما، ويؤكد أن برّهما أحد أركان الإيمان العملي.
وأضاف أن الوالدين هما أصل الوجود ومصدر العطاء في حياة الإنسان، فالأب يسعى لتأمين حاجات أبنائه، والأم تبذل جهدها وتضحي براحتها، مؤكدًا أن كل نجاح يحققه الأبناء هو ثمرة لتربيتهما ودعائهما، وأن العمل على رضاهما من أعظم ما يتقرّب به العبد إلى ربه.
من جانبه، أوضح فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة مهدي أن برّ الوالدين هو مفتاح تفريج الكروب ورفع البلاء، داعيًا كل من ضاقت به السبل إلى أن يبرّ والديه ويجعل ذلك خالصًا لله، لأن زوال الغمّة يبدأ من عندهما. واستشهد فضيلته بحديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، وكيف جعل أحدهم برَّه بوالديه وسيلةً يتوسل بها إلى الله ففرّج عنه بسببه، مؤكدًا أن برّ الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله.
وتابع أن بعض الأبناء يخطئون حين يقدّمون راحتهم على رضا والديهم، فينسون أن «رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين»، كما أخبر النبي ﷺ، داعيًا فضيلته إلى جعل البرّ بهما خبيئةً صالحة بين العبد وربه تكون له سببًا في الفرج والرحمة.
وفي كلمته، أكّد الإعلامي الدكتور علاء عرابي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم، أن الحديث عن برّ الوالدين حديث عن أعظم القيم التي أكدت عليها السنة النبوية، موضحًا أن هذا الخلق الجليل هو أساس صلاح الأسر واستقرار المجتمعات، وأنه من مظاهر الإيمان الصادق وحسن الصلة بالله عز وجل. وأشار إلى أن هذه الملتقيات العلمية في رحاب الجامع الأزهر تمثل منابر للتربية والتنوير، تُعيد للأمة وعيها بقيم الإسلام ومقاصده العليا، وتغرس في الأجيال روح البرّ والإحسان والوفاء، مؤكّدًا أن من وُفّق لبرّ والديه فقد فاز بخيرَي الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب السيرة النبوية الجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: الإمام أبو حنيفة كان منهجه التيسير والسعة والرفق بالناس في فقه المعاملات
عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان: مذهب الإمام أبو حنفية في فقه المعاملات" بحضور أ.د عماد عبد النبي محمود، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وأ.د محمد صلاح حلمي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وأدار الحوار الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.
في بداية الملتقى قال فضيلة الدكتور محمد صلاح: "الإمام أبو حنيفية، كانت له رؤية في مذهبه حول الأحكام الضابطةِ لمعاملات الناس، وقد كانت رؤيتُهُ في فقهِ المعاملاتِ رؤيةً حكيمةً راعَتِ المصلحةَ، وكان عملُهُ بالتجارةِ جعلَهُ يكون مُمَارِسًا للمعاملاتِ من خلالِ اختلاطِهِ بالناسِ، فعرَفَ حِيَلَ التجارِ ومكرَ المكّارينَ، فجاءَ فقهُهُ مُعالجًا لهذه الحِيَلِ، ولو تأمّلنا في واقعنا نجدُ من أكبر المشكلاتِ التي يعيشها الناس، معظمها خلافات قائمة على أمور مادية، وكان يحتاط لنفسه ويتورع في المعاملات الخاصة به.
وأوضح فضيلة الدكتور محمد صلاح، العلماء في كثير من المسائل التي توجد فيها المصلحة العامة كما في مسألة "التسعير"، فلو لم يذهب أبو حنيفة إلى هذا الرأي، كيف سيكون الحال في مسألة السلع العامة التي تقوم عليها حياة الناس كالسلع البترولية أو الأدوية، ما لم يكن هناك سعر محدد؟ كيف سيكون الحال في حالة كان المتحكم تاجرًا جشعًا؟ وقد ظهرت براعة أبي حنيفة في مسألة الوديعة، حيث ذهب بعض العلماء إلى أن الربح للمودَع مقابل ضمانه لرأس المال، وذهب آخرون إلى أن الربح كله لصاحب المال لأن الزيادة نشأت بفعل ملكه، أما الإمام أبو حنيفة، فكان له رأي حكيم يقطع الطريق على استغلال الأمانات، حيث ذهب هو وتلميذه محمد بن الحسن إلى أن الربح لا يحل للمودَع ولا لصاحب المال، بل يجب على المودَع التصدق به كله، ويضمن لصاحب الوديعة رأس ماله فقط. هذا الحكم يضمن ألا يستغل الأمين الأمانة للربح، ويحفظ حق المالك الأصلي.
من جانبه قال فضيلة الدكتور عماد عبد النبي كان الإمام أبو حنيفة يتمتع بقوة عقل ورجاحة، كما كان ورعًا لا يتعلم العلم من أجل أن يقال عالم، وإنما تعلم من أجل أن يخشى الله سبحانه وتعالى، وكان الإمام أبو حنيفة بارعًا في باب المعاملات، لأن الكثير من المشاكل تحصل بسبب المال، وكثير من النزاعات كان سببها المال. لذلك كان فقه المعاملات بالصعوبة ما كان، لذلك جاءت براعته في هذا الباب من كثرة خشيته، وقد طبق ذلك على نفسه، وهو ما يظهر عند شرائه متاعًا وكان بالمتاع ثوب به عيب، وعندما علم أبو حنيفة أن بالمتاع الذي باعه ثوبًا معيبًا، ولم يستطع معرفة من اشترى الثوب، فقد تبرع بقيمة كل المتاع لله من أجل أن يبرأ من الذنب.
وأوضح فضيلة الدكتور عماد، أن الإمام كان منهجه التيسير والسعة والرفق بالناس في الأحكام، فكان مطبقًا بذلك لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا خُيِّرَ بين أمرين اختار أيسرهما"، ونجد الإمام أبو حنيفة خالف الجمهور في كثير من المسائل كتفريقه بين الفاسد والباطل في فقه المعاملات، وهما عند جمهور الأصوليين مترادفان، وقد فرق الإمام أبو حنيفة في ذلك من أجل السعة في الأمر.
يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.
 جلسة تحفيزية من ممدوح عيد للاعبي بيراميدز قبل لقاء التأمين الأثيوبي
جلسة تحفيزية من ممدوح عيد للاعبي بيراميدز قبل لقاء التأمين الأثيوبي