قال على أبودشيش ​خبير الآثار المصرية ومدير مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح، بل رسالة حضارية خالدة من مصر إلى العالم، تُجسّد الإرادة والعبقرية التي استطاعت أن تُزاوج بين عظمة الماضي وبراعة الحاضر."

المتحف المصري الكبير 

أوضح أبودشيش، أن المتحف المصري الكبير ​يُعدّ أضخم متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويقف شامخًا على بُعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، مُشكّلًا معها "المثلث الذهبي" الذي لا مثيل له.

أشار خبير الآثار، إلى المشروع القومي العملاق، الذي وُلد من رحم الحلم ليصبح حقيقة، يُمثل نقطة تحوّل في مسار حفظ التراث العالمي، وبوابة مصر للعالم نحو استعراض تاريخها العريق بأحدث التقنيات.


​تفاصيل البناء وقاعات العرض: حكاية تُروى بتكنولوجيا العصر


أفاد أنه ​صُمم المتحف على مساحة هائلة تبلغ حوالي 100 ألف متر مربع، ويخصص 45 ألف متر منها للعرض المتحفي. وتبرز فيه فكرة العرض التي تعتمد على التسلسل الزمني وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لتقديم تجربة غامرة للزائر.

لفت أن ​الدرج العظيم: هو قلب المتحف النابض، حيث يصعد الزائرون تدريجيًا عبر العصور، تحيط بهم أعمال نحتية ضخمة لملوك الفراعنة، ما يخلق إحساسًا مهيبًا برحلة عبر التاريخ.

استكمل قائلا، إن ​قاعات العرض الدائم: تمتد على مسطح 18 ألف متر مربع، وتضم عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تحكي قصة الحضارة المصرية القديمة منذ عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الروماني.


أوضح أن ​متحف الطفل ومركز المؤتمرات: يشتمل الصرح على مساحات مخصصة للتوعية الثقافية للنشء، ومعامل ترميم هي الأكبر في الشرق الأوسط، وقاعات مؤتمرات تعزز دوره في سياحة المؤتمرات والأحداث العالمية.

​كنوز توت عنخ آمون: عودة الملك إلى بيته الكبير

أكد أنه ​لأول مرة في التاريخ، ستُعرض مجموعة كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون كاملة في مكان واحده ٥٣٩٨ قطعه فريده 
هذه المجموعة، التي عُثر عليها كاملة في مقبرته عام 1922، هي درة التاج في المتحف.


​قاعات الملك الذهبي

أضاف أنه خُصصت مساحة عرض ضخمة لاستقبال المجموعة المذهلة، لتُقدم تجربة لا تُنسى للزائرين، حيث يمكنهم مشاهدة القناع الذهبي الشهير، وكرسي العرش، والحلي والمجوهرات، والأواني الكانوبية.


​"البيت الكبير لملك توت عنخ آمون"

تابع أن المتحف الكبير أصبح هو المستقر الأخير لهذه الكنوز النادرة، مما يرفع من قيمته الرمزية والتاريخية عالميًا.


​مركب خوفو

معجزة الأخشاب الخالدة
​يُعد مركب الملك خوفو (المركب الأولى) الذي تم اكتشافه بجوار الهرم الأكبر، أحد أهم المعروضات التي تؤكد براعة المصريين القدماء.
​متحف مركب خوفو: تم نقل المركب، وهو أقدم وأكبر أثر عضوي خشبي في تاريخ البشرية، بالكامل في عملية هندسية معقدة إلى مبنى مخصص له داخل المتحف الكبير. هذا المبنى مزود بتقنيات متقدمة للتحكم في درجات الحرارة والرطوبة لضمان حفظ الأخشاب النادرة.

​المركب الثانية: كما سيتمكن الزوار من مشاهدة عملية ترميم وإعادة تجميع قطع مركب خوفو الثانية كجزء من تجربة متحفية تفاعلية. "هنا يلتقي التاريخ بالهندسة المعاصرة".


​الأهمية الشاملة: أبعاد تتجاوز جدران المتحف

​1. الأهمية السياحية والاقتصادية:
​المتحف هو "قاطرة التنمية السياحية"، حيث من المتوقع أن يجذب ما يزيد عن 18 مليون زائر سنويًا، مما ينعش القطاع السياحي ويُدر العملة الصعبة. إنه يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية مصر لجذب نوعية جديدة من السائحين المهتمين بالسياحة الثقافية، ويُتوقع أن يحدث "طفرة نوعية" في الإشغالات الفندقية والاقتصاد القومي.


​2. الأهمية الثقافية والحضارية:
​المتحف هو "نافذة مصر على ثقافات العالم" و"دليل على أن الحضارة المصرية قادرة على الحوار والمشاركة". إنه يبرز الهوية المصرية المعاصرة ويعزز الدور الثقافي لمصر على المستوى العالمي، ويساهم في توعية النشء بالحضارة المصرية وإحياء الحرف والفنون التراثية.


​3. الأهمية السياسية والاستراتيجية:
​يمثل المتحف الكبير "قوة مصر الناعمة" على الساحة الدولية.

إنجاز هذا المشروع العملاق رغم التحديات المالية والسياسية يعكس "إرادة دولة لا تقهر" ويؤكد على استقرارها وقدرتها على تحقيق الإنجازات الكبرى.

إنه يمثل منصة عالمية لتوحيد الجهود الدولية حول قضايا التراث والحضارة، ويعزز مكانة مصر كـقائدة حضارية"في المنطقة والعالم.


​ختامًا، المتحف المصري الكبير ليس مجرد مستودع للآثار، بل هو "أيقونة خالدة" تضيء سماء القاهرة، ومفخرة لكل مصري، ودعوة مفتوحة للعالم لاستكشاف "سر الخلود" الذي أخفته الحضارة المصرية القديمة، مُقدمًا دليلاً قاطعًا على أن مصر تستثمر في تاريخها لتصنع مستقبلها.

طباعة شارك المتحف المصري الكبير حفل المتحف المصري الكبير مصر المتحف الكبير حفل المتحف الجديد

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير حفل المتحف المصري الكبير مصر المتحف الكبير حفل المتحف الجديد المتحف المصری الکبیر المتحف الکبیر

إقرأ أيضاً:

برلماني: المتحف المصري الكبير رسالة حضارية تؤكد ريادة مصر الثقافية وقوتها الناعمة

أشاد النائب مدحت الكمار، عضو مجلس النواب، بالاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير يوم السبت المقبل، مؤكدًا أن هذا الصرح العملاق يمثل واحدًا من أعظم المشروعات الثقافية والحضارية في القرن الحادي والعشرين، ويعكس قدرة الدولة المصرية على الجمع بين عظمة التاريخ وروح الحداثة.

غدا.. خارجية البرلمان تناقش قانون فرض رسم لمباني الوزارةبرلماني: المتحف المصري الكبير إنجاز يليق بعظمة مصر وحضارتهاوزير الخارجية: الدبلوماسية البرلمانية تلعب دورا مهما في دعم المواقف الوطنيةوزير الخارجية يبحث مع رئيس النواب التنسيق لانتخابات البرلمان بالخارج

وقال الكمار، في تصريح صحفي اليوم، إن المتحف المصري الكبير يُجسد قوة مصر الناعمة ويعبر عن مكانتها التاريخية والحضارية الفريدة التي تمتد جذورها عبر آلاف السنين، مشيرًا إلى أن افتتاحه المرتقب يعيد التأكيد على ريادة مصر الثقافية في المنطقة والعالم.

وأضاف عضو مجلس النواب أن المتحف سيكون جسرًا ثقافيًا بين الماضي والمستقبل، ومنارة عالمية للبحث والتعليم والتفاعل الحضاري، فضلًا عن دوره في تنشيط السياحة وتعزيز الصناعات الثقافية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

وأوضح نائب القليوبية أن اختيار موقع المتحف المطل على أهرامات الجيزة يجسد رؤية هندسية وروحية عبقرية، تجمع بين أصالة الماضي وروعة الحاضر، مؤكدًا أن مصر استطاعت من خلال هذا المشروع أن تقدم للعالم نموذجًا مبهراً في صون التراث الإنساني وتقديمه برؤية عصرية.

واختتم النائب مدحت الكمار حديثه بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير السبت المقبل سيكون حدثًا عالميًا فارقًا ورسالة واضحة بأن مصر قادرة على قيادة حوار الحضارات واستثمار إرثها الثقافي لتأكيد مكانتها كقوة ناعمة مؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي.

طباعة شارك النائب مدحت الكمار مجلس النواب المتحف المصري الكبير المشروعات الثقافية

مقالات مشابهة

  • بسمة وهبة: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث التاريخي يعكس عبقرية الإدارة المصرية
  • مجدي شاكر: المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري بل رسالة حضارية للعالم
  • خبير آثار لـ "الوفد": المتحف المصري الكبير يجمع بين عبقرية الماضي وتكنولوجيا المستقبل
  • وزير الخارجية:المتحف المصري الكبير رسالة حضارية من أرض الكنانة إلى العالم
  • مدير تعليم الإسكندرية: المتحف المصري الكبير رسالة خالدة من الحاضر إلى الماضي
  • خبير آثار يكشف عن أهم قطع ستعرض لأول مرة بالمتحف المصري الكبير (خاص)
  • برلماني: المتحف المصري الكبير رسالة حضارية تؤكد ريادة مصر الثقافية وقوتها الناعمة
  • رئيس التعبئة والإحصاء: المتحف المصري الكبير يجسد عبقرية المصريين عبر العصور
  • الصناعات الغذائية: افتتاح المتحف المصري الكبير رسالة حضارية تؤكد عظمة مصر