أثارت تصريحات أحمد الشرع، الرئيس السوري، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى الاستثمار المستقبلي (FII)، موجة واسعة من الجدل في الأوساط المصرية، بعدما أشار إلى أن **السعودية وتركيا وقطر والإمارات هي دول ناجحة ومواكبة للتطور، في حين انتقد مصر والعراق معتبرًا أنهما أقل تقدمًا.

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث حاول الشرع أن يُظهر هذه الدول كأمثلة للتطور، في حين كانت مواقف مصر الساعية للنهضة الاقتصادية والاجتماعية محورًا مهمًا في سياستها الداخلية والخارجية.

 تصريحات تحمل انتقاصًا لدور القاهرة الإقليمي

حملت تصريحات الشرع نبرة انتقاص واضحة من دور مصر الإقليمي، لا سيما في ظل ما تشهده مصر من جهود تنموية واسعة على المستوى الداخلي، بما في ذلك مشروعات البنية التحتية الكبرى والمشاريع القومية، فضلاً عن دورها المحوري في دعم الاستقرار الإقليمي ومساندة الدول العربية في مواجهة التحديات والأزمات.

المراقبون اعتبروا أن تصريحات الرئيس السوري تغفل حقيقة الدور الكبير الذي تلعبه مصر في المنطقة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، كما أن حديثه يتناقض مع الجهود الحقيقية التي تقوم بها الدولة المصرية لتحقيق الاستقرار والنمو.

 انتقادات مصرية واسعة لحديث الشرع

وصف عدد من الخبراء والسياسيين المصريين حديث أحمد الشرع بـ "غير المؤفق"، مُعتبرين أنه يعكس فهمًا قاصرًا للواقع المصري، حيث أكدوا أن مصر كانت وما زالت ركيزة أساسية في محيطها العربي، وأنها لا تُقاس بـ معايير اقتصادية سطحية فقط، بل بتاريخها ومواقفها الثابتة تجاه قضايا الأمة العربية، ولا سيما في مواجهة التحديات الإقليمية.

ورغم الانتقادات الواسعة التي لاقت تصريحات الشرع، تجاهلت الجهات الرسمية المصرية الرد المباشرعلى ما قاله، في إشارة إلى ثقة الدولة المصرية في مكانتها وعلاقاتها المتينة مع الدول العربية، كما أكدوا أن النجاح لا يُقاس بالكلام فقط، بل بالإنجازات الملموسة على الأرض.

سوريا.. مقتل جنديين وإصابة ثالث باستهداف قسد لنقطة أمنية

 تصريحات الشرع تضر بمناخ التعاون الإقليمي

تأتي تصريحات الشرع في وقت حساس، حيث تسعى الدول العربية إلى تعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الكبرى. ويرى المراقبون أن مثل هذه التصريحات تضر بمناخ التقارب الإقليمي الذي بدأ يتشكل مؤخرًا بين العديد من الدول العربية، وخصوصًا في ظل دعوات لتعزيز الوحدة العربية لمواجهة التحديات المشتركة.

حملات تحريضية ضد مصر:

لم تكن هذه التصريحات هي الأولى من نوعها ضد مصر، حيث دأب أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم تحرير الشام الإرهابي، المعروف أيضًا باسم أحمد الشرع، على استغلال المنابر الإعلامية التابعة لتنظيمه لبث رسائل تحريضية ضد الدولة المصرية. وقد بدأ هذا الهجوم بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة المصرية في شمال سيناء، والتي حظيت بتأييد دولي واسع لمكافحتها الإرهاب بفعالية.

الجولاني كان قد اعتبر تحركات مصر في شمال سيناء "عداءً للإسلاميين"، متجاهلًا أن مصر كانت ولا تزال خط الدفاع الأول عن المنطقة ضد الإرهاب والتطرف، وقد قدمت تضحيات كبيرة في هذا المجال لحماية أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

الشرع: السعودية قبلة الاقتصاد ومفتاح انفتاح سوريا على العالم

ظهور محمود فتحي: محاولة ابتزاز رخيصة

في إطار هذا الجدل، أثار ظهور محمود فتحي، أحد المتهمين الرئيسيين في اغتيال النائب العام المصري الراحل هشام بركات عام 2015، مع أحمد الشرع موجة من الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي. جاء ذلك بعد تداول بعض المنصات الإعلامية مشاهد وتصريحات له، رغم صدور حكم نهائي بإعدامه في القضية.

ووفقًا للعديد من المراقبين، يُعد هذا الظهور بمثابة محاولة ابتزاز رخيصة تهدف إلى تشويه صورة مصر في سياق تصعيد حملات الدعائية ضد مؤسسات الدولة. هذه الحملات سبق وأن استخدمتها جماعات الإرهاب والفوضى في السنوات الماضية، لتعكير صفو العلاقة بين مصر ودول المنطقة.

الظهور الإعلامي لمحمود فتحي مع أحمد الشرع يُعد محاولة أخرى لتوظيف هذه الشخصيات المعروفة في محاولات زعزعة الاستقرار الداخلي* في مصر، وإعادة فتح الملفات القديمة التي تستهدف مؤسسات الدولة المصرية في فترة حساسة للغاية.


 مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير


- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.

- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002

- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول  الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.

- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.

- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.

- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.

- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).

- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.

- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.

- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.

المتحف المصري الكبير
الفراعنة
مصر 
العالم 
الحضارة 
توت عنخ امون 
الرئيس السيسي 
موكب الملوك 
الجيزة 
الأهرامات

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد الشرع القاهرة الإقليمي حملات تحريضية أبو محمد الجولاني المتحف المصري الكبير الأهرامات الفراعنة العالم الرئيس السيسي توت عنخ آمون موكب الملوك المتحف المصری الکبیر الدولة المصریة تصریحات الشرع الدول العربیة أحمد الشرع

إقرأ أيضاً:

افتتاح المتحف المصري الكبير.. مصر تعيد رسم الخريطة الثقافية للشرق الأوسط

على بعد 2 كيلومتر من أهرامات الجيزة، حيث يقف التاريخ شاهدًا على أعظم حضارة عرفها الإنسان، يفتتح المتحف المصري الكبير بعد غد /السبت/ لا ليكون مجرد مخزن للآثار، بل ليؤدي دورا استراتيجيا في إعادة تشكيل الخريطة الثقافية للشرق الأوسط، وليعلن أن مصر لم تعد تكتفي بحراسة الماضي، بل تقود مستقبل الوعي الحضاري في المنطقة.


بمساحته التي تتجاوز نصف مليون متر مربع، وبمقتنياته التي تضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية من عصور مختلفة، يعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، لكنه في جوهره أكثر من مجرد متحف؛ إنه منصة ثقافية إقليمية تجمع بين العرض، والتعليم، والبحث، والتفاعل الدولي.


هذا الصرح هو مركز جذب ثقافي وسياحي لا لمصر وحدها، بل للعالم العربي بأسره، فزيارته باتت تعني الدخول إلى تجربة تمتد من الفراعنة إلى المستقبل، وتكشف عن وجه جديد للمنطقة: وجه يتحدث بلغة الإبداع والمعرفة، لا بلغة الصراعات والانقسامات.


ومنذ بدء تشغيله التجريبي قبل عام، أثبت المتحف المصري الكبير أن القوة الناعمة المصرية تعود إلى الصدارة، ولكن بأدوات القرن الحادي والعشرين، فمن خلال المعارض المؤقتة، وورش الترميم، والبرامج التعليمية، والمبادرات الرقمية، أصبح المتحف منبرا للحوار الثقافي بين الحضارات، ومركزا لإحياء روح التعاون بين المتاحف الإقليمية والدولية.


وأعاد المتحف تعريف "الدبلوماسية الثقافية" المصرية؛ فبينما تستخدم الدول مؤسساتها الثقافية لتوسيع نفوذها، تستخدم مصر المتحف لتعيد التأكيد على ريادتها الحضارية، ولتربط بين ماضي المنطقة وحاضرها في سياق إنساني شامل.


ويضم المتحف مركزا بحثيا وترميميا يعد من الأحدث في العالم، حيث يتوافد إليه علماء وآثاريون من دول عربية وأجنبية لتبادل الخبرات.


هذا الدور البحثي لا يقل أهمية عن دوره السياحي، لأنه يجعل المتحف منصة تعليمية إقليمية تخرج جيلا جديدا من المتخصصين في علوم الآثار والترميم الرقمي.


كما أطلق المتحف مبادرات لتدريب الشباب العربي في مجالات الثقافة والتراث، ما يضعه في قلب مشروع نهضة ثقافية عربية تسعى إلى توحيد الجهود لحماية التراث المشترك، في وقتٍ تواجه فيه المنطقة تحديات كبيرة من النزاعات والتهريب والدمار الثقافي.


وبفضل توظيفه المكثف للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أصبح المتحف نموذجا لما يمكن أن تكون عليه المؤسسات الثقافية المستقبلية في الشرق الأوسط.


فهو لا يقدم التاريخ كأحداث منتهية، بل يعيد صياغته في تجربة حسّية تفاعلية تجعل الزائر شريكا في الفهم والاكتشاف.


إن هذا الدمج بين الهوية والابتكار هو ما يمنح المتحف قوته الإقليمية؛ فهو يبرهن أن الحفاظ على التراث لا يعني الجمود، بل التطور الذكي الذي يربط الماضي بالمستقبل.


انعكاسات المتحف المصري الكبير تجاوزت حدود مصر، إذ دفعت العديد من دول المنطقة إلى إعادة التفكير في كيفية إدارة تراثها، سواء من خلال تحديث متاحفها أو إنشاء شراكات ثقافية جديدة مع المتاحف المصرية، كما سيصبح جاذبا للفعاليات الدولية، من مؤتمرات التراث إلى معارض الفنون، ما يجعله مركزا للتفاعل بين الشرق والغرب، وبين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص.


في عالم يتنافس على رواية تاريخه، قررت مصر أن تكتب روايتها بلغة معاصرة من خلال المتحف المصري الكبير، فهو ليس مجرد مشروع وطني، بل مشروع حضاري إقليمي يعيد رسم صورة الشرق الأوسط كمنطقة تمتلك ذاكرة حية وإرادة مستقبلية.


وبافتتاح المتحف المصري الكبير، تستعيد مصر موقعها الطبيعي كبوابة الثقافة في الشرق الأوسط، ومركز إشعاع حضاري يعيد تعريف دور المنطقة في المشهد الثقافي العالمي.


فكما كانت مصر قديما منارة العالم القديم، ها هي اليوم تضيء طريق الشرق الأوسط الثقافي الجديد، حيث يصبح التراث قوة ناعمة، والتاريخ لغة مشتركة، والمستقبل مساحة للإبداع المشترك.
 

طباعة شارك أهرامات الجيزة أعظم حضارة عرفها الإنسان المتحف المصري الكبير إعادة تشكيل الخريطة الثقافية للشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • هدى الاتربي تشيد بافتتاح المتحف المصري الكبير وتكشف عن مفاجأتين في السينما والدراما
  • جمارك مطاري القاهرة وسفنكس يستعدون لاستقبال زوار المتحف المصري الكبير (صور)
  • افتتاح المتحف المصري الكبير.. مصر تعيد رسم الخريطة الثقافية للشرق الأوسط
  • أخبار التوك شو| أحمد موسى: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث تاريخي.. السفير الفرنسي بالقاهرة يزور مصابي غزة بالعريش ويشيد بشجاعة سيدة فلسطينية
  • أستاذ أثار مصرية: المتحف المصري الكبير مساحته 5 أضعاف المتحف البريطاني.. وضعفين متحف اللوفر
  • «الوزراء»: المتحف المصري الكبير أول «متحف أخضر» في إفريقيا والشرق الأوسط
  • مجلس الوزراء: المتحف المصري الكبير أول متحف أخضر في إفريقيا والشرق الأوسط
  • رئاسة الوزراء: المتحف المصري الكبير أول متحف أخضر يُسجَّل في إفريقيا والشرق الأوسط
  • طلب عاجل من أحمد موسى لوزير الداخلية قبل أيام من افتتاح المتحف المصري الكبير.. وفنادق الجيزة نسبة الإشغال فيها 100% قبل احتفالية المتحف المصري| أخبار التوك شو