“حشد”تحذّر من تداعيات عرقلة العدو الإسرائيلي لعمل “أونروا” بغزة وتطالب بتحرك دولي عاجل
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
الثورة نت /..
حذرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشـد)، اليوم الخميس، من تداعيات عرقلة العدو الإسرائيلي لعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في قطاع غزة، مطالبة بتحرك دولي عاجل لدعم الأونروا ووقف الانتهاكات “الإسرائيلية” بحق الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في ورقة سياسات جديدة أصدرتها الهيئة بعنوان: “استمرار الاحتلال الإسرائيلي في عرقلة عمل وكالة أونروا في قطاع غزة”، أعدّتها الباحثة لبنى ديب.
تناولت الورقة واقع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في ظل استمرار العدوان والحصار المفروض على القطاع، وما نتج عنه من قيود وانتهاكات ممنهجة طالت موظفي الوكالة ومقارها وبرامجها الإنسانية والخدمية، ما فاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في القطاع.
وأوضحت أن العدو الإسرائيلي ينتهج سياسة ممنهجة لإضعاف أونروا كمؤسسة دولية، عبر استهداف مقارها بالقصف المباشر، ومنع إدخال المساعدات، وملاحقة موظفيها، وتقييد عملها الميداني، ما أدى لاستشهاد وإصابة المئات من المدنيين والنازحين داخل مراكز الإيواء التابعة للوكالة، وتدمير بنيتها اللوجستية وقدرتها على تقديم الخدمات الأساسية.
وبيّنت أن العدو الإسرائيلي استخدم أيضًا أدوات سياسية واقتصادية للضغط على الدول المانحة لوقف أو تقليص تمويل أونروا، في محاولة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين من جذورها، بوصف الوكالة الشاهد الدولي الأبرز على نكبة اللاجئين وحقهم في العودة.
وأشارت إلى أن هذا الضغط أدى إلى تراجع خطير في ميزانية الوكالة وانعكاس مباشر على حياة مئات آلاف الأسر الفلسطينية الفقيرة في غزة.
ونبهت ورقة “حشـد” إلى أن تعطيل أونروا لا يهدد فقط الوضع الإنساني، بل أيضًا السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي، في ظل اعتماد أكثر من 70% من سكان غزة على خدماتها.
وتطرقت إلى التحديات الداخلية التي تواجهها “أونروا” جراء الحصار والعدوان، ومنها نقص التمويل وصعوبة الوصول إلى الفئات المستهدفة، معتبرة أن استهداف الوكالة يندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها سلطات العدو الإسرائيلي ضد المدنيين في القطاع.
ودعت الهيئة إلى تحرك دولي عاجل لضمان تمكين أونروا من أداء مهامها دون قيود، وتوفير تمويل مستدام وكافٍ بعيدًا عن الابتزاز السياسي، وإحالة ملف استهداف أونروا إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتباره جريمة حرب، وإنشاء صندوق دعم عربي وإسلامي طارئ لتعويض نقص التمويل وضمان استمرار الخدمات، وتفعيل دور الأمم المتحدة في حماية موظفي أونروا ومقارها، وإطلاق حملات مناصرة دولية لفضح السياسات “الإسرائيلية” تجاه الوكالة.
وأكدت الهيئة الدولية أن حماية “أونروا” وضمان استمرار دورها الإنساني تمثل أولوية وطنية ودولية، كونها صمام الأمان الأخير للاجئين الفلسطينيين، وأن الدفاع عنها هو دفاع عن حق اللاجئين في الحياة والكرامة والعودة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
“الأورومتوسطي”: العدو الإسرائيلي يقتل بمعدل 10 فلسطينيين يوميًا منذ وقف إطلاق النار في غزة
الثورة نت /..
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن العدو الإسرائيلي يواصل تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ولكن بوتيرة أقل ضجيجًا ومنهجية جديدة تقوم على خرق وقف إطلاق النار بشكل يومي عبر قصف محدود، يتطور كل بضعة أيام إلى حملات قصف واسعة تستهدف المدنيين في مراكز النزوح والمنازل والخيام.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له، اليوم الجمعة، أن العدو الإسرائيلي ينفذ منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر /تشرين أول الجاري، سياسة التصعيد المتدرج، فيتحول من قصف متقطع إلى موجات إبادة واسعة.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن العدو الإسرائيلي قتل 219 فلسطينيًا، ضمنهم 85 طفلًا، منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار، بمعدل قتل يزيد على 10 فلسطينيين يوميًا وإصابة نحو 600 آخرين، بواقع إصابة 28.5 يوميًا، وهي معدلات مرتفعة وتدلل على أن العدو الإسرائيلي لم يتوقف عن منهج القتل الذي بدأه قبل أكثر من عامين.
وبيّن الأورومتوسطي أنه إلى جانب إطلاق النار والقصف اليومي، نفذ العدو الإسرائيلي موجتي عدوان كبيرتين، أولاهما يوم 19 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، أسفرت عن استشهاد 47 فلسطينيًا، بينهم 20 طفلًا و6 نساء، وثانيهما يوما 28 و29 أكتوبر/تشرين أول، حيث استشهد خلالهما 110 فلسطينيين، بينهم 46 طفلًا و20 امرأة.
وأشار إلى أن القصف المدفعي وإطلاق النار ونسف المباني تكرر في اليومين الماضيين وحتى صباح اليوم الجمعة في الأحياء الشرقية لخانيونس جنوبي القطاع وفي مدينة غزة، ما يشير إلى أن العدو الإسرائيلي يسعى لتكريس أمر واقع جديد تبيح فيه لنفسها باستمرار أعمالها الحربية في المنطقة التي تسيطر عليها في قطاع غزة، والتي تمثل نحو 50% من مساحة القطاع، وإخراجها من معادلة وقف إطلاق النار، رغم أن كل ذلك يجري دون أعمال قتالية أي تنفيذ عمليات بهدف التدمير وإعدام سبل الحياة مستقبلًا.
وأشار إلى أن فريقه الميداني وثّق تحرّكاتٍ لآليات العدو الإسرائيلي في مخيم جباليا شماليّ قطاع غزة، حيث وضع كتلا إسمنتية صفراء في مناطق محددة كإشاراتٍ لتحذير السكان من الاقتراب منها؛ وأدّى ذلك إلى موجة نزوحٍ جديدةٍ شملت مئات السكان والنازحين الذين كانوا عادوا إلى المخيم وشرعوا بمحاولاتٍ لترتيب شؤون حياتهم وسط واقعٍ مدمرٍ بالكامل تقريبًا.
ونبه المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق في موجة العدوان الواسعة الأخيرة يومي 28 و29 أكتوبر/تشرين أول عشرات الغارات التي افتقرت في مجملها لمبدأ الضرورة والتمييز، ما يؤكد أنها جاءت في إطار الانتقام والعقاب الجماعي والاستمرار في جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
على سبيل المثال، أشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت في مدينة غزة مساء يوم الثلاثاء 28 أكتوبر/تشرين أول، منزلًا لعائلة “البنا” في حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرة مدنيين، بينهم 4 أطفال و3 نساء. وبعدها بوقت قصير، استهدفت غارة إسرائيلية أخرى مركبة مدنية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، فقتلت أسرة مكونة من 5 أفراد كانت بداخلها، وهم: “عايش سعدي عايش” العمصي (33 عامًا) وزوجته “هبة غازي عيسى القدرة” (28 عامًا)، وأطفالهما: “أنس” (8 أعوام) و”سعدي” (6 أعوام) و”ريما” (3 أعوام)، إضافة إلى إصابة آخرين بجروح.
كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلين لعائلة “أبو دلال” في مخيم النصيرات وسط القطاع فجر يوم الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين أول الجاري، ما أدى إلى استشهاد 18 فلسطينيًّا، بينهم 7 أطفال و3 نساء، أغلبهم من أسرة واحدة.
وفجر اليوم ذاته، قصفت الطائرات الإسرائيلية أيضا خيمة للنازحين في مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 8 فلسطينيين بينهم سيدة و5 من أبنائها، بينهم 3 أطفال.
واستخدمت القوات الإسرائيلية طائرة مسيّرة مفخخة فجر اليوم نفسه في استهداف خيمة نازحين وسط ساحة بلدية دير البلح وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد زوجين وأطفالهما الثلاثة من عائلة “العطار.”
وتكررت الهجمات في حي الأمل وشارع اليرموك ومخيمات البريج والنصيرات ودير البلح، حيث سوّيت منازل بالخيام، وتحولت مراكز إيواء المدارس إلى مقابر جماعية.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن هذه الجرائم لا تُعدّ حوادث منفصلة، بل تمثل نمطًا متعمّدًا يعكس توجهًا واضحًا لدى المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي نحو تقويض وقف إطلاق النار من خلال انتهاج سياسة “القتل المتقطع”، بما يُبقي العدوان العسكري في حالة استمراريةٍ دائمة، ويُتيح مواصلة جريمة الإبادة الجماعية تحت غطاء من الصمت الدولي والتواطؤ السياسي.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن أخطر ما يجري حاليًا هو ما يبدو كمخطط لإعادة رسم الخريطة الجغرافية لقطاع غزة، عبر فرض تقسيم فعلي بين شرقه وغربه، واقتطاع أجزاء واسعه من جنوبه (رفح) وشماله (بيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء من مخيم جباليا)، وإقامة مناطق حمراء وصفراء تمنح فيها إسرائيل نفسها بدعم أميركي صلاحيات مطلقة في الاستهداف والتدمير.
وحذر بأن هذا التقسيم يؤدي عمليًا إلى تفكيك وحدة النطاق الجغرافي، وتحويل القطاع إلى مساحة غير قابلة للحياة، ودفع السكان نحو الهجرة القسرية باعتبارها الخيار الوحيد للبقاء.
وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لفرض حماية فورية للمدنيين، ووقف جميع أشكال القصف والحصار، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وإطلاق آلية دولية للمساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة.