الصلاة.. تعرف السُّترة بأن هى ما يجْعَلُه المصلي أمامَه لمنْعِ المرورِ بين يديه، ومن المعلوم شرعًا أنَّ اتخاذها أمر مطلوب شرعًا على جهة الاستحباب؛ لما فيه من عدم التشويش على المصلي من قِبل المارة حال صلاته، ولأنَّ فيها كف بصره عما وراءها، وجمع خاطره بربط الخيال بها كي لا ينتشر؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ وَلْيَدْنُ مِنْهَا» أخرجه الأئمة: أبو داود (واللفظ له)، وابن ماجه والبيهقي في "السنن".

السترة في الصلاة:

واتخاذ السترة في الصلاة يعين المكلف على استحضار الخشوع، وحضور القلب، وعدم التشويش عليه من قِبل المارة حال صلاته، وهو أمر مطلوب ومستحب شرعًا، وتتحقق السترة طولًا بذراع -(46.375) سم- فأكثر، وعرضًا بما يجعلها واضحة للناظر حتى يتحقق المقصد منها، فإذا اتّخذ المصلّي سترةً حَرُم على المارّ المرور بينه وبينها، واقتصر على المرور من ورائها، أمّا إذا لم تكن له سترة، فإنَّ حدّ المانع من المرور يكون بمقدار ما يشغله المصلّي في أداء صلاته، من موضع قدميه إلى موضع سجوده.

حكم السُّترة في الصلاة

ومحلُّ استحباب اتخاذ السُّترة -على المُختار- إنَّما هو في حال ما إذا خشي المصلي أن يمُرَّ من أمامه أحدٌ، ولا بأس بتركِها إذا أمِن المرورَ، كأن يكون في مكان ليس فيه سواه، أو في صف متقدِّم بحيث لا يتقدم عليه بين يديه أحدٌ. ينظر: "مراقي الفلاح" للعلامة الشرنبُلالي الحنفي (ص: 134، ط. المكتبة العصرية)، و"شرح مختصر خليل" للعلامة الخَرَشِي المالكي (1/ 278، ط. دار الفكر).

مقدار السترة في الصلاة

والسُّترة للمُصَلي في الصلاة تكون بكلِّ ما يُعَد ساتِرًا، ويجزئ منها قدْرُ مؤخرة الرَّحْلِ، وهي: العُود أو الخَشَبة الذي في آخِرِ الرَّحلِ ويستنِد إليها الراكبُ؛ لما جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن سُترة المصلي؟ فقال: «مِثلُ مُؤْخِرة الرحْلِ» رواه الإمام مسلم.

قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (1/ 231، ط. إحياء التراث العربي): [وأمَّا مؤخرة الرحل فبضم الميم بعده همزة ساكنة ثم خاء مكسورة، هذا هو الصحيح... وهي العود الذي يكون خلف الراكب] اهـ.

ضوابك الفقهاء في السترة أثناء الصلاة

وقد اختلف الفقهاء في ضابط السترة طولًا وعرضًا، فذهب الحنفية إلى أنَّ طولها ذِراع وعرضها أُصبع، وعلَّلوا ذلك بأنَّ ما دونه لا يظهر للناظر من مسافة بعيدة، فلا يتحقق الغرض من اتخاذ السترة حينئذ.

قال الإمام الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق" (1/ 160، ط. الأميرية): [ينبغي أن يكون طولُها ذراعًا وغِلَظُها غلظَ الأصبع؛ لما رويناه، ولأنَّ ما دون ذلك لا يبدو للناظر من بعيد فلا يحصُل به الغرض] اهـ.

وذهب المالكية إلى أنَّ أقلَّها عرضُ رمح وطولُ ذراع وإلَّا فلا يحصُل بها المراد من تجنب المرور بينها وبين المصلي.

قال العلامة أحمد الدردير المالكي في "الشرح الكبير -مع حاشية الدسوقي-" (1/ 246، ط. دار الفكر): [أشار لقَدْرِها بقوله: (في غِلَظِ رُمحٍ وطولِ ذراعٍ)، لا ما دونهما] اهـ.

الصلاة 
قال الشيخ الدسوقي المالكي محشيًا عليه: [(قوله: في غِلَظِ رمح)، أي: إن أقلَّ ما تكون أن تكون في غِلَظِ رُمْحٍ فأولى ما كانت أغلظَ منه، وأمَّا لو كانت أدنى من غلظِ الرمح فلا يحصل بها المطلوب. (قوله: وطول ذراع)، أي: من المرفق لآخر الإصبع الوسطى، والمراد أنَّه لا بد فيها أن تكون طول ذراع فأكثر في الارتفاع بين يديه] اهـ.

وذهب الشافعية إلى أنَّها تكون في طولها ثلثي ذراع فأكثر، أمَّا العرض فلا حد له، فيستوي فيه الغليظ والدقيق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «استَتِرُوا في صلاتِكم ولو بسَهْمٍ» أخرجه البيهقي في "السنن"، وابن خزيمة في "صحيحه".

قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 184، ط. الكتاب الإسلامي): [(فإن لم يجد) سترة من جدار، أو نحوه (فعصا) مثلا (يغرزها، أو متاع) يجمعه، وليكن كلٌّ منهما (قدر مؤخرة الرحل) ثلثي ذراع فأكثر] اهـ.

وقال العلامة الدَّمِيري الشافعي في "النجم الوهاج" (2/ 233، ط. دار المنهاج) في خصوص الغِلَظِ: [ولا ضابط لعرضِها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «استَتِرُوا في صلاتِكم ولو بسَهْمٍ»] اهـ.

وذهب الحنابلة إلى أنَّها تكون في طولها ذراعًا فأكثر، أمَّا العرض فلا حد له، فيستوي فيه الغليظ والدقيق.

المرور بين يدي المصلي في أثناء الصلاة 
وقد نهى الشرع الشريف المكلفَ عن المرور بين يدي المصلي، فعن أبي جُهيم رضي الله عنه، قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لو يَعْلَم المارُّ بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقِفَ أربعين خيرًا له من أن يَمُرَّ بين يديه» متفق عليه.

قال العلامة ابنُ دقيق العيد في "إحكام الأحكام" (1/ 282، ط. مطبعة السنة المحمدية): [فيه دليلٌ على منْعِ المرور بين يدي المصلي إذا كان دون سُترة، أو كانت له سترةٌ فمرَّ بينه وبينها، وقد صُرِّحَ في الحديث "بِالْإِثْمِ"] اهـ.

مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير


- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.

- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002

- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول  الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.

- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.

- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.

- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.

- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).

- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.

- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.

- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.

المتحف المصري الكبير
الفراعنة
مصر 
العالم 
الحضارة 
توت عنخ امون 
الرئيس السيسي 
موكب الملوك 
الجيزة 
الأهرامات
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصلاة إتقان الصلاة أثناء الصلاة اداء الصلاة المتحف المصری الکبیر صلى الله علیه المرور بین بین یدیه إلى أن

إقرأ أيضاً:

أهمية تنظيم الوقت وترتيب المهام والأولويات

الوقت.. أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن مَن أتقن تنظيم وقته، وترتيب مهامه حسب أولوياتها؛ فقد سعى نحو هدفه، وأدّى واجبه نحو دينه ونفسه، وتغلّب على عقبات حياته.

أهمية تنظيم الوقت وترتيب المهام:

قال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ». [أخرجه الترمذي]


الوقت:

خلق الله تعالى الإنسانَ وأودعَهُ هذه الحياةَ وخلق له الزَّمنَ ليضبط ويقدر به حركته فيها، فَيُقدِّرُ أوقاتًا للعمل والنوم والأكل والانتقال وغيرهم، وحدَّد الله تعالى للمسلم نمطًا زمنيًّا عامًّا يجب أن يحكم حياته، فعليه أن يدرك أنه في حياة مؤقَّتة في هذه الدنيا، وأن حياةَ الخلودِ تنتظره في الآخرة، وهو فيها إما في الجنة إنْ آمنَ بالله وعمل صالحًا، أو النار إن أعرض عن طاعة ربه وكفر به.

احترام الوقت:

وعلى الإنسان أن يغتنم وقته في طاعة الله وألا يضيِّعه فيما لا يغنيه شيئًا، كما طلب الله سبحانه وتعالى من عباده أن يؤدوا عددًا من العبادات في أوقات معينة عليهم أن يلتزموا بها وأن يحرصوا على عدم الانشغال بغيرها في أوقاتها؛ كالصيام المفروض في شهر رمضان، أو الأوقات الخمسة يوميًّا للصلاة المفروضة، فيجب أن تؤدَّى كل صلاة خلال الفترة الزمنية المسموح بأدائها فيها، وألا يجاوز المسلم أي فترة منها دون أداء الصلاة المفروض عليه أداؤها فيها.


هذه الأُطُر الزمنية تحكم السياق العام لحياة المسلم، تُرشده لضرورة أن يكون وقته منضبطًا في العموم؛ فيعتاد على تنظيم وقته وتقدير المدد الزمنية التي تستغرقها مجالات حركته في الحياة، ويجعلها مرتبطة بتلك المواقيت المأمور بمراعاتها شرعًا لأداء العبادات.

الوقت
وقد أدرك الفقهاء هذه الأهميَّة للوقت في التَّصور الإسلامي، فبنوا تصوراتهم لكثير من الأحكام بناءً على هذا الاعتبار، فتحدَّثوا عن مفهوم "واجب الوقت" الذي يعني تعيُّن أداء عبادةٍ أو تصرف معين في هذا الوقت دون غيره، كأداء الصلاة المفروضة في آخر وقتها، فهذا الوقت الذي يسع أداء الصلاة قبل خروج وقتها يكون أداء الصلاة فيه مُتَعَيَّنًا، ولا يجوز فعل أي شيءٍ آخر فيه بخلافه، فأداء الصلاة في هذه الحالة يُسمَّى واجب الوقت، وكذلك وقت صلاة الجمعة؛ فقد حرَّم الله فيه البيع والشراء حتى تُقْضَى.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ۞ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة:9-10].

أهمية الوقت

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ» رواه الترمذي، وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ».

وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190]، وقوله: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۞ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إبراهيم: 33-34].

وأوضح الحقُّ جل شأنه أهمية اختصاص كل وقتٍ بأمر مُعَيَّن؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [القصص: 73].

وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾ [الإسراء: 12] ، وقال أيضًا: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ۞ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ [النبأ: 9-10].

الوقت في الشرع
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في "تفسيره" -في تفسير سورة العصر- ما ملخصه ومعناه: أقسم بالله تعالى بالعصر -الذي هو الزمن-، لما فيه من الأعاجيب، لأنه يحصل فيه السَّراء والضَّراء، والصِّحة والسِّقم، والغنى والفقر؛ ولأن العمرَ لا يقوم بشيء نفاسة وغلاء.
 

مقالات مشابهة

  • الأزهر: الإحسان إلى الوالدين أفضل عمل عند الله تعالى بعد أداء الصلاة
  • حكم مصافحة المصلين بعد الصلاة شرعًا
  • فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
  • هل تأخر قبول دعائك؟.. عجائب الصلاة على النبي في استجابة الدعاء
  • البابا تواضروس يواصل سلسلة أصحاحات متخصصة
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • القبض على عاطل كسر ذراع شقيقه بعد التعدي عليه بعصا خشبية
  • أهمية تنظيم الوقت وترتيب المهام والأولويات