البابا تواضروس يواصل سلسلة أصحاحات متخصصة
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من كنيسة الشهيد مار مينا الأثرية بفم الخليج في مصر القديمة، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وصلى قداسته صلوات العشية بمشاركة نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات، وعدد من أحبار الكنيسة وعقب العشية رتل خورس الشمامسة وكورال الكنيسة عددًا من الألحان الكنسية وشجعهم قداسة البابا، ثم تحدث نيافة الأنبا يوليوس مُرًحبًا بقداسة البابا وعرض لتاريخ الكنيسة التي يرجع تاسيسها للقرن الخامس الميلادي، وتم تكريم الحاصلين على شهادات الدكتوراه والماچستير من أبناء الكنيسة.
واستكمل قداسة البابا سلسلة "أصحاحات متخصصة"، وتحدث اليوم عن موضوع "رحلة في السكون وصوت الله في الصلاة"، وقرأ جزءًا من الأصحاح الثالث من سفر صموئيل الأول والأعداد (١ - ١٠)، مشيرًا إلى صوت الله أثناء الصمت في الصلاة.
وشرح قداسته أن الصلاة تحتوي على أمر مهم جدًّا وهو حالة الصمت لكي يتكلم الله، مثلما يحدث في طريقة المرابعة (الأنتيفون) في التسبحة، فعندما يصمت أحد الفريقين إما أن ينتظر سماع صوت الله في قلبه، وإما يصلي في داخله "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ".
وأوضح قداسة البابا رحلة السكون وصوت الله أثناء الصلاة، من خلال السبع محطات التالية:
١- الصمت المقدس هو شرط السماع، لأن الله يتحدث في الهدوء، فالهدوء الخارجي والداخلي هو طريق السماع الروحي، "لَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الرِّيحِ. وَبَعْدَ الرِّيحِ زَلْزَلَةٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الزَّلْزَلَةِ. وَبَعْدَ الزَّلْزَلَةِ نَارٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي النَّارِ. وَبَعْدَ النَّارِ صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ" (١مل ١٩: ١١، ١٢).
٢- القلب النقي هو أذن الله، فالله اختار قلب طفل (صموئيل النبي) ولم يختر عقل شيخ (عالي الكاهن)، لأن قامة السماء هي قامة الطفل، وقال القديس يوحنا ذهبي الفم: "القلب النقي يصير مرآة يرى فيها الإنسان وجه الله، أما القلب المملوء شهوات فلا يقدر أن يُميّز حتى صوته".
٣- الله ينادي بصبر ومحبة، فمن حنو الله أنه يكرر النداء ولا ييأس من الإنسان، "هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ" (رؤ ٣: ٢٠).
وأوصى قداسته: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ» (١ صم ٣: ١٠)، أن نكرر هذه الآية باستمرار في حياتنا اليومية، لكي نسمع صوت الله في داخلنا.
٤- التمييز يحتاج مشورة روحية، ويتمثّل ذلك في دور عالي الكاهن (المشورة)، فالله يتكلم معنا من خلال المرشدين الروحيين، ومن النِعَم الموجودة في كنيستنا القبطية وجود أب اعتراف لكل أحد منا، "فَبَادَرَ إِلَيْهِ فِيلُبُّسُ، وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ، فَقَالَ: «أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟» فَقَالَ: «كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟»" (أع ٨: ٣٠، ٣١).
٥- الطاعة هي مفتاح السماع، مثلما استجاب عمليًّا صموئيل النبي بعد أن أخذ المشورة، وهذا هو السمع الحقيقي، والقديس باسليوس الكبير قال: "مَنْ يسمع ولا يطيع كمَنْ يسمع لحنًا جميلًا ولا يتحرك قلبه، أما الطاعة فهي انسجام مع نغمة السماء".
٦- الله دائمًا يعلن صوته للأمناء، والله لا يبوح بأسراره إلا للذين يسمعونه بأمانة، لذلك عندما وجد قلبًا مطيعًا (قلب صموئيل) سلّمه رسالة، والقديس مكاريوس الكبير قال: "الله لا يعلن أسراره إلا للذين جعلوا آذان قلوبهم طاهرة، لأن الصوت الإلهي لا يدخل إلى قلب مزدحم".
٧- مَنْ يسمع صوت الله يتحوّل إلى رسالة للآخرين، ويعمل على نقل صوت الله للعالم، "ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ قَائِلًا: «مَنْ أُرْسِلُ؟ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» فَقُلْتُ: «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي»" (إش ٦: ٨).
اقرأ أيضًا:
شبورة مائية ونشاط رياح.. تعرف على حالة الطقس حتى الإثنين المقبل
بخطوات ميسرة.. إجراءات استخراج قرار علاج على نفقة الدولة مجانًا
محافظ القاهرة: تزيين الطرق بأعلام الدول المشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
البابا تواضروس الثاني سلسلة أصحاحات متخصصة كنيسة الشهيد مار مينا الأثرية صلوات العشية البابا تواضروس يواصل سلسلة أصحاحات متخصصة أخبار ذات صلةالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير مهرجان الجونة السينمائي الطريق إلى البرلمان زيادة أسعار البنزين سعر الفائدة اتفاق غزة خفض الفائدة نصر أكتوبر توقيع اتفاق غزة احتلال غزة مؤتمر نيويورك ترامب وبوتين صفقة غزة هدير عبد الرزاق البابا تواضروس الثاني يوم على الافتتاح مؤشر مصراوي البابا تواضروس قداسة البابا صوت الله
إقرأ أيضاً:
قداسة البابا يلتقي وفود العائلتين الأرثوذكسيتين في لوجوس
التقى قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم الاثنين وفود كنائس العائلة الأرثوذكسية البيزنطية والعائلة الأرثوذكسية الشرقية، المشاركين في المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي الجارية أعماله حاليًا في مركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ورحب قداسة البابا بوفود الكنائس معربًا عن سعادته بزيارتهم لمصر ومشاركتهم في مؤتمر مجلس الكنائس العالمي، ثم حدثهم عن مصر وتميزها التاريخي والجغرافي والحضاري لافتًا إلى أن المصريين يعيشون معًا حول نهر النيل في وحدة وطنية طبيعية بفعل ما اكتسبوه من النهر الهادئ.
كما تحدث قداسته عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعراقتها، وعن أعداد أبنائها وعدد الإيبارشيات والأديرة داخل مصر وخارجها، والخدمات الاجتماعية والتعليمية التي تقدمها للمجتمع من خلال المستشفيات والمدارس ورياض الأطفال التي تنشئها لهذا الغرض.
وأشار قداسة البابا إلى المكتبة البابوية واصفًا إياها بأنها المكتبة الأكبر في المجال القبطي، وأنها تضم مجالات عديدة في الفنون والأيقونات وغيرها.
استضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا الحدث الكبيروعقب الكلمة تحدث العديد من أعضاء الوفود معبرين عن تقديرهم وامتنانهم لاستضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا الحدث الكبير.
وأعربوا كذلك عن شكرهم العميق لقداسة البابا على رؤيته الثاقبة بالترتيب لاستضافة المؤتمر. كما أبدوا انبهارهم بمركز لوجوس بتجهيزاته وإمكاناته المميزة، وبأديرة وادي النطرون التي تحمل الروحانية الأرثوذكسية الأصيلة، والرصيد الزاخر للرهبنة القبطية. وعبروا عن انبهارهم أيضًا وسعادتهم بزيارة الأهرامات بالجيزة خلال جولتهم السياحية التي قاموا بها أمس.
وأجاب قداسة البابا على سؤال أحد الحاضرين والذي دار حول الوحدة المسيحية، قائلاً: "الخطوة الأولى نحو الوحدة المسيحية هي الوحدة الأرثوذكسية."
وأضاف: "في العام الماضي، هنا وفي هذه القاعة، كان هناك اجتماع بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والبيزنطية، شارك فيه عدد من الأساقفة والأساتذة ممثلين عن كنائسهم. وأحلم أن يجتمع بطاركة الأرثوذكس معًا (من العائلتين) هنا في مصر، ليُقدّموا صوتًا أرثوذكسيًا واحدًا للعالم المسيحي كله.
واستكمل: "أعتقد أن هذه هي قاعدة الوحدة المسيحية، لأن الوحدة المسيحية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال وحدة الكنائس الأرثوذكسية جميعها"
وعن العلاقة مع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، قال قداسته: "أود أن أشارككم شيئًا عن علاقتنا بالكنيسة الروسية، فهي في نظري علاقة مثالية بين كنيستين. فهناك لجنة تعاون بين الكنيستين تعمل على أربعة مستويات: المستوى الرهباني، والمستوى الكهنوتي، والمستوى الاجتماعي، والمستوى اللاهوتي. وهناك زيارتان من الكنيسة الروسية إلى مصر كل عام، وكذلك زيارتان من الكنيسة القبطية إلى الكنيسة الروسية. نحن نبني فهمنا المشترك معًا.