الثورة نت:
2025-10-31@09:18:30 GMT

دماء الشهداء تبني المستقبل

تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT

 

تمر ذكرى الشهداء لعام 1447هـ، لتذكرنا بأن كل قطرة دمٍ سالت في سبيل الوطن كانت حجرًا في بناء صرح الأمة وعزتها. إن الشهداء لم يرحلوا عبثًا، بل تركوا خلفهم رسالة واضحة لكل الأجيال: أن الحرية والسيادة الوطنية لا تُحفظ إلا بالتضحيات، وأن التعبئة والجاهزية المستمرة هما الضمانة الحقيقية لحماية الأرض والمكتسبات.

في هذه الذكرى، نستحضر تضحيات الأبطال الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، ونعاهدهم بأن تبقى دماؤهم نبراسًا يوجه خطانا، وأن تبقى الجاهزية الوطنية عالية، والتعبئة مستمرة. فكل جهد، وكل تضحية، وكل لحظة يقظة، هي وفاء حيّ لدماء الشهداء، وامتداد لمسيرة صمودهم التي أرست قيم العزة والكرامة.

الشهداء هم رمز البطولة والوفاء، وهم الذين حفروا أسماءهم بحروف من نور على صفحات التاريخ الوطني. كل تضحية قدموها كانت رسالة صريحة: الوطن أغلى من كل شيء، والسيادة لا تُهدى، بل تُحفظ بالعزيمة والشجاعة. ومن دمائهم، نستلهم العزم على مواجهة كل التحديات، واليقظة الدائمة، والاستعداد المستمر في كل المجالات.

التعبئة والجاهزية العالية ليستا شعارًا عابرًا، بل منهج حياة يعكس إدراك الشعب العميق للتضحيات التي قدمها أبطالنا. فهي خطة مستمرة لضمان أمن الوطن وصون المكتسبات، وتحقيق الوفاء لكل دمٍ سال في سبيل الأرض والكرامة. ومن هذا المنطلق، فإن ذكرى الشهداء هي دعوة صريحة لكل مواطن، أن يكون حاضرًا وفاعلًا في ميادين الدفاع عن الوطن، سواء على صعيد العمل أو المشاركة المجتمعية أو دعم المؤسسات الوطنية.

تتجاوز هذه الذكرى حدود الحداد والاستذكار لتصبح منصة لإحياء القيم الوطنية، وتعزيز روح الوحدة والتلاحم بين كل فئات المجتمع. كل خطوة نحو رفع مستوى الجاهزية، وكل دعم للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، هو وفاء حيّ لتضحيات الشهداء، وإعلان صريح بأن دماءهم لم تُسفك عبثًا. إنها دعوة للتضامن الوطني، وتأكيد على أن الأمة التي تنسى شهداءها تخاطر بفقدان هويتها، بينما الأمة التي تكرمهم وتواصل مسيرة الجاهزية الوطنية تبني مستقبلًا مشرقًا وآمنًا.

تحمل هذه المناسبة رسالة واضحة لكل الأجيال القادمة: إن التضحية من أجل الوطن ليست حدثًا عابرًا، بل واجب مستمر. وأن الحفاظ على الجاهزية واليقظة، ورفع مستوى التعبئة الوطنية، هو السبيل لضمان أمن الوطن وحماية مستقبله. إن دماء الشهداء زرعت فينا درسًا خالدًا بأن الوطن لا يُحفظ إلا بوعي جماعي، وأن كل فرد مسؤول عن حماية مكتسباته والعمل على رفع مستوى صمود المجتمع.

في هذه الذكرى، نستذكر أيضًا الأمثلة الحية للشهداء الذين واجهوا أصعب الظروف بصلابة وإيمان. كل قصة بطولة، وكل موقف تضحية، يعزز فينا الإصرار على الحفاظ على الأرض والمكتسبات الوطنية. فالاستعداد الدائم، والتدريب المستمر، والمراقبة الواعية لكل تهديد، هي الترجمة العملية لوفائنا للشهداء.

كما تحمل هذه الذكرى رسالة قوية لكل المعتدين: الشعب الذي يقدّر دماء شهدائه، ويعزز التعبئة والجاهزية في كل لحظة، لن يسمح لأي قوة أن تتعدى على أرضه أو تهدد سيادته. فالتضحيات التي قدمها الشهداء ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي قاعدة صلبة لبناء الأمة وسياج يحمي حاضرها ومستقبلها، ويجعل من كل تهديد فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية وتعميق الشعور بالانتماء والولاء.

وفي ختام هذه الذكرى، نقولها بكل وضوح إن دماء الشهداء لن تذهب سدى. التعبئة والجاهزية العالية هما عهدنا لهم، ولأرضنا، ولأجيالنا القادمة. كل خطوة نحو حماية الوطن، كل تضحية في سبيل الكرامة، هي وفاء حيّ لدمائهم الطاهرة. إن ذكرى الشهداء ليست لحظة عابرة، بل نبراس حياة، ومصدر قوة، وصرخة عزيمة، ورسالة صمود للأعداء: الوطن حاضر، والأبطال باقون، والعزيمة لا تنكسر.

إن الوفاء لدماء الشهداء، والتأكيد على التعبئة والجاهزية العالية، هما الضمان الحقيقي لاستمرار صمود الوطن، وحماية مكتسباته، وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة. ففي كل لحظة نستذكر فيها شهداءنا، نعيد التأكيد على أن التضحية من أجل الوطن ليست خيارًا، بل واجب وطني مستمر، وأن العمل من أجل الدفاع عن الأرض والسيادة هو أسمى أشكال الوفاء لتضحيات الأبطال الذين قدموا حياتهم بلا تردد.

إن هذه الذكرى السنوية تعلمنا أن الوفاء لا يكون بالكلمات وحدها، بل بالعمل والجهد المستمرين، وأن الاستعداد والتعبئة الوطنية ليسا مجرد شعارات، بل أدوات عملية تحفظ الوطن، وتقوي قدرته على مواجهة كل المخاطر. فالشهيد الذي ضحى بحياته هو من أعطانا أعظم درس في الولاء والانتماء، وعلينا أن نحافظ على هذا الإرث بوعي وصدق.

وختامًا، يظل شعار الذكرى السنوية هذا العام: “وفاءً لدماء الشهداء.. التعبئة والجهوزية عالية”، رسالة حية لكل من يقرأ ويشهد، بأن الوطن لن يُهزم، وأن دماء الشهداء تبقى نبراسًا للمستقبل، وقوة دافعة لكل المواطنين للعمل والإخلاص والدفاع عن الأرض والسيادة.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الجوائز العربية… والثقافة التي تضيء أفق المستقبل

صراحة نيوز- بقلم /. أ.د. أسعد عبد الرحمن

في الثالث عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025، اختتمت أعمال الجمعية العمومية (الدورة الخامسة) من “منتدى الجوائز العربية” تحت مظلة “جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة”، في حدث جمع ممثلي خمس وثلاثين جائزة عربية من مختلف العواصم الفكرية والثقافية. وبالفعل، لم يكن اللقاء مجرد احتفال رسمي، بل فضاءً حيًا ينبض بالإرادة الثقافية في زمن تحاصره الانقسامات السياسية والمجتمعية، مؤكدًا أن الفكر لا يُهزم، وأن الإبداع يظل قادرًا على الجمع والبناء حيث تهدم السياسة وتنكسر الشعارات.
تميزت هذه الدورة برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة (هيئة الثقافة والفنون في دبي)، التي أكدت في كلمتها أن “المنتدى” يمثل منصة تجمع أبرز قادة الفكر والثقافة والعلوم في المنطقة، وتسلط الضوء على دور الإنجازات الفكرية في الارتقاء بالمجتمعات، وأن استضافة امارة دبي للمنتدى تعكس مكانتها مركزًا رائدًا للفكر والإبداع والثقافة، وتؤسس لحوار معرفي فريد من نوعه، على قاعدة أن المعرفة هي الاستثمار الأسمى في الإنسان، وأن الإبداع سبيل الأمم إلى النهوض والتجدد.
وفي قلب هذا الفضاء الحيوي، حقق هذا التجمع قيمة مضافة على صعيد مهمتين مركزيتين، لم تقتصر الأهمية فيهما على اللقاء المباشر والتنظيم الدقيق والفعال للجهة المضيفة (جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة)، بل على أثرهما العميق في الواقع الثقافي العربي. المهمة الأولى كانت تحقيق التفاعل المفترض بين الجوائز العربية، وتعزيز الابداع الثقافي، وتعميق الصلات، ورسم إطلالة مشتركة على واقع الجوائز وآفاقها المستقبلية. في هذا السياق، شكل التفاعل الحي تعافيًا جماعيًا بعد سنوات من الانقطاع، وأعاد للوشائج بين المؤسسات الحياة، وجعل الحوار بين الجوائز أكثر عمقًا وصدقًا. الدورة، عالية التنظيم، أثبتت أن النجاح لا يُقاس بعدد الكلمات أو الصور، بل بجودة اللقاءات، وصدق التفاعل، واحتكاك العقول، ودفء التواصل، الذي جعل كل مشارك في هذا اللقاء النوعي يشعر بأنه جزء من كيان ثقافي حي، ممتد، متشابك، ويربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
أما المهمة الثانية فكانت تمكين وتثبيت وتوسيع الوشائج العربية في زمن مزقته الانقسامات المجتمعية والسياسية، ظهر “منتدى الجوائز العربية” بقيادة كل من الأستاذ الدكتور عبد العزيز السبيل أمين عام “المنتدى” ونائبته السيدة فالنتينا قسيسية (الرئيس التنفيذي لمؤسسة شومان)، والأستاذ جمال بن حويرب (المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة)، كمساحة فريدة لإعادة نسج النسيج الثقافي العربي. وكانت كلمات بن حويرب بمثابة بيان معرفي بليغ حين أكد أن استضافة دبي لهذا “المنتدى” ليست مجرد احتضان لحدث عربي رائد، بل تأكيد على دورها محطة عالمية لإنتاج المعرفة وصناعة الأفكار، ووجهة للتواصل بين المبدعين والمفكرين، ومختبرًا للحلول التي تمكّن المجتمعات من بناء مستقبل أكثر إشراقًا. وكانت القاعدة الواضحة حاضرة في كل لحظة: “كلما أفسدت السياسة جانبًا من الحياة العربية، أصلحته الثقافة”.
بفضل هذه الرؤية، لم تعد الجوائز مجرد تكريم رمزي، بل جسورًا تجمع العقول والقلوب، وتعزز الثقة في قدرة الثقافة على البناء والتكامل. وفي الوقت نفسه، كانت رؤية الوشائج تتعزز وتتوسع، لتؤكد أن الثقافة العربية حين تتوحد، تصنع وحدة قائمة على الفكر والإنسان، لا على المصالح أو الشعارات.
وفي امتداد هذا المعنى، جاءت فعاليات هذه الجمعية العامة لتترجم الأهداف إلى مبادرات عملية رائدة؛ إذ أطلق “المنتدى” بالشراكة مع مؤسسة الفكر العربي “منصة الجوائز العربية”، وهي قاعدة بيانات عربية شاملة وموثوقة تستقبل الجوائز العربية التي تستوفي معايير الانضمام، وتقدم معلومات وافية عن كل جائزة، وتعمل كدليل معرفي يوحد المرجعيات ويعزز التواصل بين الجوائز في مختلف البلدان العربية. كما شهدت الدورة تكريم عدد من المؤسسات الحكومية العربية تقديرًا لدورها في دعم الإبداع وتعزيز التميز، في طليعتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة لاحتضانها الجائزة الأم، ومؤسسات ثقافية أخرى كان حضورها شاهدًا على رسوخ روح التعاون العربي في خدمة الثقافة.
وفي الختام، لم يُقَس النجاح باللوحات المزخرفة أو أعداد الجوائز، بل في الحراك الحي للوعي الثقافي العربي، وفي الأثر العميق الذي تركه “المنتدى” على كل حاضر: إدراك أن الفكر ما يزال ممكنًا، وأن الجمال ما زال سبيلًا للخلاص، وأن الجوائز العربية أكثر من تكريم، إنها رسالة حية تؤكد أن الثقافة تصنع المستقبل حين تصنع الإنسان.

مقالات مشابهة

  • مديرية التحرير تدشن فعاليات الذكرى السنوية للشهيد
  • تدشين فعاليات الذكرى السنوية للشهيد في القبيطة بلحج
  • فعالية خطابية في حجة تدشيناً لأنشطة الذكرى السنوية للشهيد
  • تدشين فعاليات الذكرى السنوية للشهيد في محافظة حجة
  • تدشين فعاليات الذكرى السنوية للشهيد في مأرب
  • أمن البيضاء يحيي الذكرى السنوية للشهيد 
  • مؤسسة كهرباء الحديدة تحيي الذكرى السنوية للشهيد
  • الجوائز العربية… والثقافة التي تضيء أفق المستقبل
  • لقاء تحضيري في تعز تدشيناً لفعاليات الذكرى السنوية للشهيد