دراسة جديدة: الطاقة المظلمة قد تتغير مع الزمن وتعيد تشكيل الكون
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
صراحة نيوز -يتوسع الكون باستمرار، وتزداد المسافات بين المجرات مع مرور الوقت، لكن هل كان التوسع مستمراً بالوتيرة نفسها منذ الانفجار العظيم؟ وهل تبقى الطاقة المظلمة، القوة الغامضة التي تدفع بعض المجرات بعيداً عن بعضها، ثابتة إلى الأبد؟ دراسة جديدة تجيب ربما بالنفي.
في ورقة نُشرت بدورية فيزيكال ريفيو دي، استخدم فريق دولي من علماء الكونيات محاكاة فائقة الدقة لتتبع تطور الكون في حال تغيرت الطاقة المظلمة مع الزمن، خلافاً للاعتقاد السائد بأنها ثابتة.
وقال توماكي إيشياما، الأستاذ المشارك بجامعة تشيبا: “تُظهر محاكاة الكون أن الاختلافات في الخصائص الكونية، مثل كثافة المادة، لها تأثير أكبر على تكوين البنية مقارنة بالطاقة المظلمة المتغيرة”.
منذ اكتشاف تسارع توسع الكون أواخر التسعينيات، شكّلت الطاقة المظلمة أحد أكبر ألغاز الفيزياء الحديثة، إذ تمثل حوالي 70% من محتوى الكون وفق النموذج الكوني القياسي الذي يفترض ثباتها. ومع تراكم البيانات من التلسكوبات والمسوح الكونية، بدأت تظهر إشارات صغيرة تشير إلى احتمال تغير هذه الطاقة مع الزمن.
وأحدث هذه الإشارات جاءت من مشروع ديزي، أكبر مسح طيفي للمجرات حتى اليوم، الذي يرسم خريطة ثلاثية الأبعاد دقيقة للكون، وأظهرت نتائجه ميلاً طفيفاً نحو “الطاقة المظلمة الديناميكية”.
لتحليل هذه الظاهرة، نفذ الباحثون ثلاث محاكيات ضخمة باستخدام الحاسوب العملاق الياباني فوجاكو، أحد أسرع الحواسيب في العالم، لتقسيم الكون إلى مليارات الجسيمات الافتراضية التي تمثل المادة المظلمة، وتركها لتتفاعل جاذبياً عبر الزمن.
وقارن الفريق ثلاثة نماذج للكون: النموذج القياسي للطاقة المظلمة الثابتة، نموذج محافظ لكن مع طاقة مظلمة متغيرة، وأخيراً نموذج مستند إلى بيانات ديزي مع طاقة مظلمة ديناميكية وقيم كونية أساسية متغيرة.
وأظهرت النتائج أن تأثير تغير الطاقة المظلمة وحده محدود، لكن إذا تغيرت القيم الكونية الأساسية مثل كثافة المادة، تصبح الاختلافات أكثر وضوحاً، حيث تتشكل المجرات والتجمعات بشكل أسرع، ويظهر عدد أكبر من العناقيد المجرية الضخمة منذ حوالي 10 مليارات سنة، مع اختلاف يصل إلى 70% مقارنة بالنموذج الثابت.
كما أظهرت المحاكاة أن “المسطرة الكونية”، المستخدمة لقياس تمدد الكون عبر تذبذبات الباريونات الصوتية، تقصر بنسبة 3.7% في نموذج الطاقة المظلمة المتغيرة، وهو ما يتوافق مع ملاحظات ديزي.
رغم ذلك، شدد الباحثون على أن معظم القيم الكونية الأساسية تبقى مقيدة ضمن حدود ضيقة، مثل حاصل ضرب كثافة المادة الكونية في مربع ثابت هابل، ما يحافظ على توازن الكون بدقة حتى مع تغير الطاقة المظلمة.
ويختتم إيشياما: “مسوحات المجرات المستقبلية ستُحسّن القياسات بشكل كبير، وهذه الدراسة توفر أساساً لتفسير هذه البيانات”.
وبعد عقدين من البحث، يبقى لغز الطاقة المظلمة قائماً، لكن هذه الدراسة تُظهر أن التغيرات الطفيفة فيها قد تكون كافية لتعديل نمط تشكل المجرات وتجمعاتها، بينما تظل القوانين الكونية الأساسية ثابتة، مؤكدةً أن الكون أكثر تعقيداً مما كنا نظن، لكنه منضبط بقواعد دقيقة تمنع الفوضى.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا علوم و تكنولوجيا الطاقة المظلمة
إقرأ أيضاً:
الأنفاق المظلمة.. رحلة أخرى في طريق الضياع
ليس الموت هو فقط انفصال الروح عن الجسد، أو نهاية إنسان، فالموت قد يكون في صور أخرى غير النمطية التي نعرفها، أشخاص يعيشون بيننا لكننا لا نحسبهم من الأحياء؛ لأنهم لا يمارسون حياتهم العادية كما ينبغي، بل يدخلون أنفسهم في أنفاق مظلمة من الضياع وعدم الإحساس بالأشياء التي تحدث من حولهم، لا يشغلون أذهانهم بأشياء أخرى غير تأمين الأكل والشرب وهم لا يختلفون عن بعض المخلوقات الأخرى التي أذهب الله عقلها.
هم ليسوا مجانين أو ممن يمكن أن نعتبرهم غير آدميين في هيئتهم أو تصرفاتهم، لكنهم مادة أخرى تنفصل عن محتواهم الإنساني، والغريب في الأمر أن البعض منهم يعود إلى حالته الطبيعية عندما يجد من ينقذه من مخاضه العسير، ويفتح له أنوار الشوارع المظلمة التي كان يفترشها وحيدا.
مثل هؤلاء الناس هم من يصنعون حاضرهم المأسوي وينهون مستقبلهم، وينسون ماضيهم، بعضهم وصل إلى هذه المرحلة من انعدام الرغبة في الحياة بعد أن تعرض لحالات عصبية، وظروف معيشية صعبة، لم يستطيعوا مواجهة الواقع أو تحمل شدته، وكما نعلم أن بعض الصدمات يمكن أن تذهب العقل، وتفقد الإنسان شغف العيش والرغبة في تكملة مشوار الحياة، عندما يتملك الأسى القلوب ويذهب العقول، يصبح الإنسان مجرد جسد محطم ينتظر متى يرحل عن الدنيا، لذا كان اليأس من أشد الأمراض قوة ورهبة على الإنسان.
في شوارع المدن، هناك العشرات أو المئات من البشر هم ليسوا أحياء مثلنا، يتنفسون، يأكلون، يشربون، لكنهم ليسوا بشرا مثلنا، بل يقضون يومهم كما يأتي، لا طاقة لهم في البحث عن المستقبل أو الخروج من دائرة الاكتئاب النفسي، يخافون الظلمة رغم أنها ملاذهم القاتم الذي يغوصون فيه ساعات الليل الطويلة، حياة ليس بها بصيص أمل أو رغبة لتغير الواقع إلى ما هو أفضل منه.
بعض الأنفاق يقال إن في آخرها ضوء آخر يعلن عن الحياة، لكن ليست كل الأنفاق يمكن أن نخرج منها سالمين، فالطرقات فيها ضيقة والأفق ليس متسعا كما هي الحياة، بل محدود بمساحة معينة وأجواء مكتومة الأنفاس، لذا يمكن أن يكون هذا النفق هو الشيء الذي ينهي مسيرة إنسان كان يوما شيئا جميلا، لكنه تلاشى وسط تلاطم أمواج المشكلات واختناق الوجع وتوالي النكبات.
من المفارقات العجيبة أن الفقر والبؤس وجهان متلازمان أحيانا لنجاح بعض الناس خاصة الكتاب الكبار، فالإلهام يأتي من المعاناة، والنماذج الإنسانية المحطمة والمنكسرة والمتشردة يمكن أن تصنع نصا أو عملا كتابيا جميلا، رغم أن الكاتب لم يتذوق طعم الانكسار الذي ألم بالذين تحدث بلسانهم وعايش معاناتهم، فكما هو معروف ومتداول " أن الكاتب أو الأديب لا يمكنه أن ينتج عملا أدبيا ذو قيمة عالية المستوى دون أن يكون في عمله قدر من المعاناة الشخصية أو إحساس بمعاناة الآخرين في فقرهم وبؤسهم أو حتى في تحولاتهم الاجتماعية والنفسية ومراحل مرورهم التاريخية بها".
إذن الأنفاق التي نحاصر بها أجسادنا وأرواحنا قد لا نستطيع أن نخرج منها بسهولة، وكم من إشخاص تعرضوا للهزائم النفسية ودخلوا في دوامات الضياع ولم يخرجوا منها إلا إلى مقابرهم وبعضهم لم يجد من يواري سوأته بعد أن تحلل في مكان موته دون أن يعلم به أحد.
إنارة الطرقات والمنازل بالأمل هي السبيل نحو تجاوز كل عقبة يمكن أن تدمينا أو تجعلنا أشخاصا لا ينظرون إلى الحياة على حقيقتها، بل يرون بأن النفق المظلم هو من سيجعل أجسادهم تنبض بالحياة وسط فيضان من الجراح والمواجع التي جلبوها معهم في مستنقعه الضحل.. كن دائما قريبا من الله، واشغل نفسك في الحلول بدلا من جلد الذات أو تحميل الظروف الأسباب.. فالحياة جميلة مهما قست علينا، والإنسان مطالب دوما بالحفاظ على الأرواح من الهلاك.