القدس المحتلة - خاص صفا تعيش عائلة يعقوب الرجبي في حي البستان ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك حالة من القلق والضغط النفسي الشديدة، بعدما حددت بلدية الاحتلال الإسرائيلي مهلة 21 يومًا لهدم منزلها في الحي. العائلة لا تعرف طعمًا للنوم ولا الراحة، منذ تلقيها قرار هدم بنايتها السكنية في حي البستان خلال الأسبوع الماضي، خشيةً من أن يُصبح منزلها كومة من الركام، بعد انتهاء تلك المهلة.

حي البستان البالغ مساحتة 70 دونمًا، واحدًا من بين ستة أحياء مقدسية يتهددها كابوس الهدم والتطهير العرقي بالكامل في بلدة سلوان، بهدف السيطرة على البلدة ومحيط المسجد الأقصى. ومنذ عام 2005، تسعى بلدية الاحتلال لهدمه بأكمله، لإقامة "حديقة الملك داوود"، إلا أن سكانه البالغ عددهم 1500 نسمة، لا يتوانوا في الدفاع عنه والنضال لأجل التشبث بمنازلهم، ورفض تهجيرهم منه. قلق وخوف يقول الرجبي والألم يعتصر قلبه: "نعيش حالة من القلق والضغط النفسي والمادي منذ تلقينا قرار الهدم، ولا نعرف ماذا سنفعل، ننتظر انتهاء المهلة بفارغ الصبر، كي نعرف مصيرنا إلى أين سيذهب". ويضيف الرجبي في حديث لوكالة "صفا"، "كلما اقترب انتهاء المهلة يزداد خوفنا وتفكيرنا أين سنذهب، لا يوجد لنا مأوى آخر نذهب إليه، حياتنا هنا في القدس ولا نستطيع العيش خارجها". ويشير إلى أنه كان تسلم قرارًا بالهدم قبل نحو 4 سنوات، وتمكن من تقديم استئناف لدى محكمة الاحتلال وتجميد القرار، لكن اليوم صُدر القرار النهائي بضرورة تنفيذ الهدم بيده وإلا ستقوم جرافات البلدية بهدم بنايته. والبناية مكونة من ثلاث شقق سكنية يقطن فيها المقدسي الرجبي وأولاده البالغ عددهم نحو 14 فردًا، جلهم من الأطفال، بالإضافة إلى عدة محال تجارية تعتاش منها العائلة وعائلات أخرى. ويرفض الرجبي فكرة هدم منزله بيده، قائلًا: "لن أهدم بيتي وشقا عمري بيدي، ولن أترك مدينتي التي ولدتُ وترعرعتُ فيها.. نحن سنواصل صمودنا وبقاءنا هنا مهما كلفنا من ثمن". ومنذ عام 1967، لم تتوقف بلدية الاحتلال عن هدم المنازل في المدينة المقدسة، بحجة البناء دون ترخيص، بل تصاعدت وتيرتها بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بسبب انشغال العالم بحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. ومنزل الرجبي واحدًا من بين 115 منزلًا يتهدده كابوس الهدم في حي البستان، بعدما رفضت محاكم الاحتلال وبلديتها تجميد أوامر هدمها، ما يعني تهجير سكان الحي قسرًا، لصالح إقامة "حديقة توراتية" مكانها. معاناة مضاعفة ولا تختلف معاناة المقدسي أحمد أبو شافع من حي البستان عن سابقه، فهو الآخر تسلّم أمر بهدم منزله البالغ مساحته 70 مترًا مربعًا. يقول أبو شافع لوكالة "صفا": "تلقينا أمر من بلدية الاحتلال بهدم المنزل خلال 10 أيام، وإلا ستقوم البلدية بتنفيذ الهدم، ما يعني تحملنا تكاليف الهدم الباهظة لآلياتها". ويوضح أن حي البستان بأكمله مهدد بالهدم لصالح إقامة "حديقة توراتية"، وبهدف تهجير سكانه وإبعادهم عن المسجد الأقصى، نظرًا لأنه يشكل الدرع الواقي والحامي للمسجد المبارك. ويتخوف أبو شافع من إقدام جرافات الاحتلال على هدم المنزل، بعد انتهاء المهلة المحددة، ما يعني تشريد عائلته في العراء. ودائما ما تقتحم طواقم بلدية الاحتلال بلدات وأحياء في القدس، وتُوزع أوامر هدم على عدة عائلات مقدسية، فضلًا عن هدمها لمنازل أخرى، بحجة البناء دون ترخيص. تهجير وإبعاد وحسب لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، فإن بلدية الاحتلال هدمت منذ السابع من أكتوبر، 34 منزلًا في حي البستان ببلدة سلوان. وحول تصاعد عمليات الهدم، يقول ناشط مقدسي لوكالة "صفا"، إن عملية الهدم في مدينة القدس تضاعفت بشكل غير مسبوق، في ظل انشغال العالم بالحرب الإسرائيلية على غزة، وتسليط الضوء على ما يجري من جرائم هناك. ويوضح أن الاحتلال هدُم منذ السابع من أكتوبر، أكثر من 217 منزلًا داخل ما يسمى "حدود بلدية الاحتلال" في القدس، بحجة عدم الترخيص، وذلك بهدف تهجير المقدسيين وإبعادهم عن مدينتهم ومسجدهم الأقصى. ويضيف أن سلطات الاحتلال تسعى من وراء الهدم، إلى تغيير التركيبة السكانية في المدينة، عبر تقليص الوجود الفلسطيني، وتفريغ المدينة من أهلها، لإحلال المستوطنين مكانهم. وتضع بلدية الاحتلال شروطًا تعجيزية أمام حصول المقدسيين على تراخيص البناء، وتجبرهم أحيانًا على هدمها قسرًا، تجنبًا لدفع غرامات باهظة لآليات بلدية الاحتلال.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: القدس هدم المنازل تهجير حي البستان معركة الاحتلال 7 أكتوبر بلدیة الاحتلال فی حی البستان فی القدس

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يبعد صحفياً مقدسياً عن المسجد الأقصى

القدس المحتلة - صفا

أبعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، صحفيًا مقدسيًا عن المسجد الأقصى المبارك، بمدينة القدس المحتلة، عقب اعتقاله قبل يومين خلال خطبة وصلاة الجمعة الماضية، من باحات الأقصى.

وقالت مصادر مقدسية إن قوات الاحتلال أبعدت الصحفي المقدسي مجدي العباسي عن المسجد الأقصى، مدة أسبوع قابل للتمديد لمدة قد تصل لستة أشهر.

ونوهت المصادر إلى أن القرار الإسرائيلي اشترط عودة الصحفي "العباسي" إلى مركز شرطة الاحتلال بعد أسبوع لاستلام قرار جديد بخصوص الإبعاد عن المسجد الأقصى.

ولفتت النظر إلى أن حكومة الاحتلال أبعدت عددًا من الصحفيين عن المسجد الأقصى، مؤخرًا، بقرارات تعسفية لتعرقل وتمنع عمل الصحفيين في الأقصى

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • الاحتلال يبعد صحفياً مقدسياً عن المسجد الأقصى
  • جيش الاحتلال ينصب حاجٍزًا في حزما ويشرع بحملة تحقيق
  • 108 مستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
  • برج اللقلق.. حصن القدس وحاميتها الشمالية الشرقية
  • الاحتلال الاسرائيلي يعتقل فلسطينيين من القدس
  • مستوطنون يعتدون على تجمع بدوي شرق القدس
  • الدويري: مصر أفشلت مخطط تصفية القضية الفلسطينية وترفض أي تهجير لغزة
  • الاحتلال يستولي على 6 دونمات من أراضي الفلسطينيين في القدس