الجزيرة:
2025-11-02@18:33:54 GMT

برج اللقلق.. حصن القدس وحاميتها الشمالية الشرقية

تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT

برج اللقلق.. حصن القدس وحاميتها الشمالية الشرقية

برج اللقلق هو نصب تاريخي يقوم في الجهة الشمالية الشرقية من أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس، أنشئ في العهد الأيوبي، وأعيد بناؤه في العهد العثماني لتعزيز حماية المدينة المقدسة.

شكل موقعه الإستراتيجي هدفا للاحتلال الإسرائيلي، الذي حاول السيطرة على المساحة المجاورة له والممتدة نحو 16 دونما، لكنه لم يتمكن إلا من 5 دونمات، نتيجة المقاومة القانونية التي تبناها الفلسطينيون، وخاصة بعد تأسيس مركز جمعية برج اللقلق على معظم مساحته.

الموقع

يقع نصب برج اللقلق التاريخي على مرتفع في الجهة الشمالية الشرقية من سور البلدة القديمة في القدس، ويشرف على المسجد الأقصى وجبل الزيتون، إضافة إلى معالم تاريخية أخرى مثل المقبرة اليوسفية، التي يعتقد أنها تعود للفترة الأيوبية، ومتحف روكفلر للآثار الفلسطينية، الذي تأسس في عهد الانتداب البريطاني.

تشير الروايات إلى أن اسم "اللقلق" أطلق على البرج لأن الطائر كان يحلق في أنحائه باستمرار.

وتحيط البرج أرض تقارب مساحتها 16 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع)، تمتد من باب الساهرة غربا إلى باب الأسباط جنوبا، أقام المقدسيون مركز برج اللقلق غير الربحي على ما يفوق 9 دونمات منها، في حين سيطر الاحتلال الإسرائيلي على 5 دونمات أخرى.

برج اللقلق أنشئ في العهد الأيوبي وأعيد بناؤه في العهد العثماني لتعزيز حماية القدس (موقع فلسطين في الذاكرة)تاريخ البناء

عقب تحرير القدس من الاحتلال الصليبي في القرن الـ12، شرع الفاتح صلاح الدين الأيوبي في مشروع إصلاحي شامل يهدف إلى تحصين المدينة وإعادة بناء أسوارها وأبوابها وأبراجها التي دمرتها الحملات الصليبية.

وكان من بين إنجازاته بناء الجزء السفلي من برج اللقلق عام 1187، لتعزيز تحصينات الجهة الشمالية الشرقية من سور البلدة القديمة، نظرا إلى أنها المنطقة التي اجتاح الصليبيون القدس عبرها.

إعلان

ثم أعيد بناء البرج في القرن الـ16 في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي عمل على تجديد سور القدس بين عامي 1538 و1542.

أصبح البرج يتألف من طابقين بارتفاع يقارب 12 مترا، ويمكن الوصول إليهما عبر باب صغير في الجهة الغربية، وطغى عليه الطراز المعماري العثماني، إذ تتميز واجهتاه الشمالية والشرقية بزخارف هندسية، كما يحتوي على نافذة مصممة على شكل زهرة.

أما جدرانه الشمالية والشرقية والجنوبية التي تشكل جزءا من سور المدينة، فتبرز فيها ثغرات طولية الشكل كانت تستخدم لأغراض الرماية.

مخططات استيطانية

أعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية في القدس عام 1991 نيتها بناء 240 وحدة استيطانية على أراضي برج اللقلق، مما دفع المقدسيين إلى التصدي لهذه المخططات، فأقاموا أنشطة متواصلة في الحي، ومكثوا فيه أكثر من 40 يوما لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته.

كما حاول أهالي الحي إثبات ملكيتهم لأراضي الحي لدى محاكم الاحتلال، فتمكنوا في نهاية المطاف من ضمان ملكية 9 دونمات ونصف الدونم تعود لعائلتين مقدسيتين، وهما عائلة درويش والخالدي.

في حين سيطرت بلدية الاحتلال على نحو 5 دونمات بزعم أن الكنيسة الأرثوذكسية البيضاء، التي كانت تملك الأرض، قد باعتها لها، فمنحتها البلدية بدورها إلى الجمعيات الاستيطانية، التي حاولت الشروع في الحفريات وتنفيذ مخططها الاستيطاني، لكن الضغط السياسي الدولي حال دون نجاحها.

وفي عام 2013 طرحت وزارة الإسكان الإسرائيلية مجددا خطة لإقامة حي يهودي على الأراضي التي سيطرت عليها، بمشروع يصل الحي الجديد مع حي "حارة اليهود"، الذي يقطنه نحو 5 آلاف مستوطن في قلب البلدة القديمة.

يحقق تنفيذ المخطط سيطرة كاملة للاحتلال على الجهة الشمالية الشرقية للمسجد الأقصى المبارك، ويسفر عن تهجير مئات المقدسيين من أكثر الأحياء اكتظاظا في المدينة.

المجلس التشريعي في القدس

عقد الفلسطينيون عام 1998 جلسة للمجلس التشريعي الفلسطيني على أراضي برج اللقلق برئاسة أحمد قريع رئيس المجلس آنذاك، وكانت المرة الوحيدة التي نظم فيها المجلس فعاليات في بيت المقدس.

أثار عقد المجلس التشريعي على أراضي برج اللقلق حفيظة سلطات الاحتلال والمستوطنين، مما أدى إلى وقوع صدامات بعد انعقاده، فأعلنت الحكومة الإسرائيلية على إثر ذلك إيقاف تنفيذ مشروعها الاستيطاني على أراضي البرج مؤقتا.

جمعية برج اللقلق

تأسست جمعية برج اللقلق عام 1991 على الأراضي المجاورة للبرج والملاصقة للسور القديم، التي تبلغ مساحتها حوالي 9 دونمات ونصف الدونم، وهي ثاني أكبر مساحة مفتوحة داخل البلدة القديمة بعد المسجد الأقصى المبارك.

تقدم الجمعية أنشطة متنوعة تخدم المقدسيين من مختلف الأعمار، وتركز على سكان حي باب حطة بشكل خاص.

وتهتم بالأنشطة الرياضية، خاصة كرة القدم وكرة السلة والجودو والتايكوندو، إلى جانب برامج تمكين المرأة، وتعزيز الهوية المقدسية لدى الشباب، ودعم التجار المحليين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات البلدة القدیمة على أراضی فی العهد

إقرأ أيضاً:

جنود الاحتلال يسرقون ثمار الزيتون ويطردون مزارعين من رام الله

أبعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي،  مزارعين فلسطينيين من أراضيهم في قرية سنجل شمال مدينة رام الله، قبل أن يُوثق بعض الجنود وهم يسرقون ثمار الزيتون من الأشجار في البساتين نفسها، بعدما أعلنوا المنطقة "عسكرية مغلقة" دون أي أساس قانوني وفق خرائط "الإدارة المدنية" الإسرائيلية.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجنود سلّموا المزارعين أمر الإغلاق بدعوى أن جني الزيتون يتطلب تنسيقاً مسبقاً مع الجيش، في حين تُظهر خرائط "الإدارة المدنية" أن المنطقة مفتوحة ولا تخضع لأي قيد أو شرط من هذا النوع.

وأوضحت مصادر فلسطينية أن جنود الاحتلال وصلوا إلى المكان بعد حضور مستوطن إسرائيلي تجول طوال الأسبوع الماضي في البساتين الفلسطينية لمنع أصحابها من الحصاد، مشيرة إلى أن وجوده الدائم عادةً ما يتبعه صدور أمر عسكري بإغلاق المنطقة.


وقال مزارعون من البلدة إن المستوطن هددهم بالسلاح أكثر من مرة وطالبهم بمغادرة أراضيهم، مؤكدين أنه كان يضع يده على سلاحه بطريقة استفزازية كلما حاولوا العمل في الأرض.

وفي حادثة موثقة بالفيديو، ظهر المستوطن وهو يعرض على المزارعين أمر إغلاق عسكري قائلاً: "أنا الجيش، اخرج من هنا"، قبل أن يركل دلو الزيتون الذي جمعوه.


من جهته، أصدر جيش الاحتلال بياناً زعم فيه أن قواته وصلت إلى المكان بعد اندلاع رشق بالحجارة بين فلسطينيين ومستوطنين، وقال: "عملت القوات على تفريق المتورطين، ولهذا الغرض فُرض أمر منطقة عسكرية مغلقة".

وفي واقعة مشابهة هذا الأسبوع في قرية ترمسعيا شمال رام الله، أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع على مزارعين فلسطينيين بعد وصول مجموعة من المستوطنين إلى الموقع، وادعى قائد القوة أن المنطقة مغلقة عسكرياً بـ"أمر متجدد يومياً"، لكنه فشل في تقديم أي وثيقة رسمية تثبت ذلك.

وردّاً على استفسار "هآرتس"، أقرّ الجيش الإسرائيلي بأن الضابط تصرف بناءً على اعتقاد خاطئ بوجود أمر إغلاق، واصفاً سلوك القوات بأنه "غير مقبول".

ويُعد موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية مصدر رزق رئيسي لآلاف العائلات الفلسطينية، وغالباً ما يشهد اعتداءات متكررة من المستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي.

وتقع بلدة سنجل على الطريق الواصل بين رام الله ونابلس، وتمتد على مساحة تقارب 16 ألف دونم، وقد أصبحت في السنوات الأخيرة هدفاً للتوسع الاستيطاني، إذ أُقيمت على أطرافها مستوطنات عدة أبرزها "معالي ليفونه" و"إفرام" و"شيلو"، إلى جانب معسكر للجيش الإسرائيلي.

وخلال العام الماضي، استولت سلطات الاحتلال على نحو 32 دونماً من أراضي البلدة، وأقامت سياجاً حديدياً بطول 1500 متر وارتفاع 60 متراً، حوّل سنجل إلى ما يشبه "السجن الكبير"، بحسب الأهالي.

ويقول سكان البلدة إن الجنود في المعسكر يوفرون الحماية للمستوطنين بشكل دائم، فيما يتزعم جندي سابق في جيش الاحتلال يُعرف باسم "مخائيل شمله" عصابة من المستوطنين تسعى إلى طرد المزارعين الفلسطينيين بالقوة أو بوضع اليد التدريجي على الأراضي.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏

مقالات مشابهة

  • جنود الاحتلال يسرقون ثمار الزيتون ويطردون مزارعين من رام الله
  • القدس: مستوطنان يعتديان على أصحاب المحال التجارية.. اعتقال 4 مواطنين
  • عناتا.. بلدة مقدسية يخنقها الجدار والاستيطان ويُحولها لمنطقة "منكوبة"
  • الاحتلال يستولي على 6 دونمات من أراضي الفلسطينيين في القدس
  • الاحتلال يغلق المدخل الرئيسي لبلدة دير دبوان شرق رام الله
  • الشرقية.. إغلاق جزئي لشارع القدس بالتقاطع مع شارع الرياض بالقطيف غدًا
  • تشييع جثمان الشهيد يامن حامد في سلواد
  • أمانة الشرقية: إغلاق جزئي لتقاطع شارعي القدس والرياض بالقطيف غدًا
  • عشرات آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى