حين تنطفئ الأضواء وتبقى أنت
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
في زحمة الحياة، يعتاد بعضنا أن يعيش على تصفيق الآخرين، كأنّ نبضه لا يتحرك إلا حين يسمع المديح. يراقب وجوههم ليعرف قيمته، وينتظر كلماتهم ليطمئن إلى نفسه. لكنه لا يدرك أن هذا الانتظار الطويل يُطفئه ببطء، لأن الضوء الذي يأتي من الخارج لا يدوم، بينما النور الحقيقي لا يولد إلا من الداخل.
السعادة ليست مرآة يحملها الآخرون لنراك جميلاً، بل هي نبع خفيّ يسكن صدرك، لا يسمعه أحد سواك.
حين تتصالح مع نفسك، وتدرك أنك لست في سباق مع أحد، تُصبح حراً. لا يهمك من يراك ولا من يغيب عنك. فالقيمة لا تُستمد من نظرات الناس، بل من يقينك أنك كائن جميل بما تحمل، لا بما يُقال عنك.
اجعل ميزانك داخلك، وقرارك منك، وسلامك فيك. لا تبحث عن نفسك في قلوب الآخرين، فقد يضيعك ازدحامها. كن لنفسك وطنًا، ولروحك مأوى، ولحياتك معنى.
في النهاية، لا يذكُر الناس من كنتَ أمامهم، بل ما كنت عليه حين غابوا عنك.
والسعادة – صدقًا – ليست ما يُمنح، بل ما يُبنى بهدوء في أعماقك.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الملك الذهبي يطل من السماء.. توت عنخ آمون يخطف الأضواء في افتتاح المتحف الكبير (صور)
في مشهد أسطوري لا ينسى، خطف الملك توت عنخ آمون الأضواء من الجميع خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، ليكون النجم الأبرز في ليلة تاريخية جمعت بين سحر الماضي وروعة التكنولوجيا الحديثة.
شهدت سماء المتحف عرضًا مبهرًا بتقنية الهولوغرام، ظهر خلاله مجسم ثلاثي الأبعاد للملك الذهبي توت عنخ آمون، وهو يطل على الحضور في مشهد يجمع بين الواقعية والخيال، وسط أنغام موسيقية ساحرة ومؤثرات ضوئية تروي قصة أحد أعظم ملوك التاريخ المصري القديم.
تفاعل الحضور بانبهار مع العرض الذي استخدم أحدث تقنيات العرض الرقمي، داخل مشهد يحاكي لحظة اكتشاف مقبرته الشهيرة في وادي الملوك عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر.
وخلال العرض، ظهرت لقطات أرشيفية نادرة على الشاشات العملاقة، وثقت مراحل نقل مقتنيات المقبرة، من التابوت الذهبي والعجلات الحربية إلى التماثيل الصغيرة والحلي التي أبهرت العالم بدقتها وجمالها.
وقد خصتت فقرة فنية خاصة احتفاءً بالملك الذهبي، الذي تعرض مقتنياته بالكامل لأول مرة داخل قاعتين مخصصتين له داخل المتحف: قاعة "الدنيا" التي تضم مقتنياته الحياتية، وقاعة "الآخرة" التي تحاكي رحلته في العالم الآخر، بما تحويه من مشاهد رمزية وأثرية غاية في الإبداع.
ويعد ظهور توت عنخ آمون بتقنية الهولوغرام في سماء المتحف لحظة رمزية تعكس عبقرية المصري القديم وتقدير الحاضر لتاريخه، مؤكدة أن الحضارة المصرية قادرة دائمًا على الدمج بين العراقة والتكنولوجيا في عرض إرثها الخالد للعالم.
يعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية، من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني، ويقع على بُعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، في موقع استراتيجي يربط بين الماضي والحاضر.
ويُعرض داخل المتحف لأول مرة المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تضم أكثر من 5000 قطعة أثرية نادرة، تم إعدادها بعناية لتُعرض بتقنيات إضاءة وعرض متطورة تحافظ على قيمتها الجمالية والتاريخية.