هل يجوز إطلاق وصف "الجمعة السوداء".. أمين الفتوى يجيب
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤالٍ ورد من أحد المشاهدين، يقول فيه: "مع بداية شهر نوفمبر من كل عام تنتشر مصطلحات مثل الجمعة البيضاء أو السوداء أو الصفراء، والتي تُعلن من خلالها المحلات التجارية عن تخفيضات على السلع، فما حكم إطلاق هذه الألوان على يوم الجمعة؟".
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات في برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن يوم الجمعة يوم مبارك لا يجوز وصفه بأوصاف منفّرة مثل "الجمعة السوداء"، مؤكدًا أن الجمعة يوم خير وبركة ورحمة، وقد عظّمه الله في كتابه وجعل فيه ساعة استجابة.
وأكد الدكتور فخر أن الأفضل أن يُطلق على هذا اليوم أوصاف طيبة مثل "الجمعة المباركة" أو "الجمعة البيضاء" أو "الجمعة الطيبة"، لما تحمله من معانٍ محببة إلى النفس وتبعث على التفاؤل والسكينة، بخلاف الألفاظ التي توحي بالسوء أو الكآبة.
وأشار إلى أن بعض الناس يبررون استخدام تعبير "الجمعة السوداء" بكونه مصطلحًا عالميًا قادمًا من الغرب، لكن ذلك لا يبرر استعماله في ثقافتنا الإسلامية، لأن الأسماء والمعاني لها أثر في النفوس، ولا ينبغي للمسلم أن يردد ما لا يليق دون وعي أو تدبر.
وتابع قائلًا إن الأولى أن نكون نحن أصحاب المبادرة في إطلاق المصطلحات التي تتوافق مع قيمنا وديننا، بدلًا من التقليد الأعمى لما يقوله الآخرون، مضيفًا: "ليس ضروريًا أن نمشي وراء الناس في كل ما يقولون، حتى إذا دخلوا جحر ضبٍّ دخلناه معهم"، في إشارة إلى وجوب التميّز في الوعي والمفاهيم.
وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء، على أن الأصل في تسمية الأشياء أن تكون بما يليق بشرفها ومكانتها، مشيرًا إلى أن يوم الجمعة خير أيام الأسبوع، فينبغي أن يظل اسمه مقرونًا بالنور والبركة والفضل لا بالسواد أو التشاؤم.
اقرأ المزيد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور علي فخر دار الافتاء المصرية الإفتاء المصرية الإفتاء المتحف الکبیر أمین الفتوى
إقرأ أيضاً:
التصرف الشرعي الصحيح حال علمك بأن هذا الشخص اغتابك.. أمين الفتوى يوضح
أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التصرف الأمثل تجاه من يغتاب الإنسان هو التزام الحلم والعفو، لا الدخول في مواجهة أو جدال قد يزيد الأمور توترًا، موضحًا أن الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب التي تزرع الكراهية وتقطع أواصر المودة بين الناس.
وخلال لقاء تلفزيوني ، أوضح الشيخ كمال أن الغيبة كما وصفها النبي ﷺ هي «ذكرك أخاك بما يكره»، سواء كان الكلام صحيحًا أو غير ذلك، أما النميمة فهي نقل الحديث بين الناس لإشعال الفتنة، وقد نهى الإسلام عنها نهيًا شديدًا بقوله ﷺ: «لا يدخل الجنة نمام» رواه مسلم.
وأضاف أن الحكمة تقتضي ألا يواجه الإنسان من اغتابه، لأن المواجهة في الغالب تُثير العداوة وتفتح باب الشيطان، مشيرًا إلى أن من تمام العقل والورع أن يعفو المؤمن ويعرض عن اللغو، مستدلًا بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾، مبينًا أن من ينقل الكلام يُعد داخلًا في دائرة النميمة المحرمة.
وبيّن الشيخ محمد كمال أن المواجهة لا تكون إلا إذا ترتب ضرر واضح من الغيبة أو النميمة، كالإضرار بالسمعة أو العمل أو الحياة الأسرية، وفي هذه الحالة يُستحب أن يكون الحوار هادئًا ومتزنًا، فيبدأ المسلم بالقول: «لو في حاجة مضايقاك مني، تعال نتفاهم»، دون أن يوجه اتهامًا مباشرًا، حتى لا تتحول النية الحسنة إلى خصومة.
كما أشار إلى أن من أراد التوبة من الغيبة فعليه أولًا أن يتوب إلى الله توبة صادقة، ثم يذكر من اغتابه بخير في نفس المجلس الذي أساء فيه، فيقول عنه كلامًا طيبًا يرد به اعتباره، شرط ألا يؤدي ذلك إلى فتنة أو ضرر.
وأكد الشيخ كمال أن العفو والتسامح هما قمة الإيمان، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾، وقول النبي ﷺ: «ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا»، داعيًا إلى نشر ثقافة الستر والإصلاح بين الناس، والابتعاد عن تتبع العيوب أو نقل الكلام.