نفت حكومة غزة، أمس السبت، اتهامات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) لعناصر قالت إنه يشتبه في انتمائهم إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنهب مساعدات إنسانية شمال خان يونس جنوبي القطاع، ووصفتها بأنها "باطلة وتشكل حملة تضليل إعلامي ممنهجة".

جاء ذلك ردا على حديث سنتكوم في تدوينة على منصة إكس، عن أن "المركز الأميركي للتنسيق المدني العسكري بغزة"، رصد في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عبر طائرة مسيرة، عناصر ينهبون شاحنة مساعدات غرب مدينة خان يونس، زاعمة أنهم "يُشتبه بانتمائهم لحماس".

واستنكر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، "بأشد العبارات" هذه ا لاتهامات، وقال إنها "ادعاء مفبرك يهدف لتشويه صورة الأجهزة الشرطية الفلسطينية التي تؤمن القوافل الإغاثية وترافقها حتى وصولها إلى مخازن التوزيع".

وأشار إلى أن الأجهزة الشرطية "قدمت أكثر من ألف شهيد ومئات الجرحى أثناء أداء مهام تأمين المساعدات والكوادر الدولية، وهو ما يدحض أي مزاعم تتعلق بالنهب أو السرقة".

وأكد البيان أن مؤسسات دولية عاملة في غزة "شهدت بعدم ضلوع الأجهزة الشرطية في أي عمليات سرقة، بل أكدت أنها ساهمت في منع مثل هذه الاعتداءات رغم استهدافها المتعمد من قبل قوات الاحتلال بهدف نشر الفوضى".

واعتبرت حكومة غزة أن بيان سنتكوم "يتضمن تناقضات واضحة، إذ يتحدث عن عناصر مشتبه بهم من حماس دون أي دليل مادي أو مرجعية ميدانية، ودون ذكر اليوم أو التاريخ أو الساعة أو الموقع المحدد للحادثة الظاهرة في الفيديو والتي نشكك فيها بشكل واضح، في محاولة واضحة لتمرير معلومة مضللة للرأي العام".

وأكد البيان أن "كل المؤسسات الدولية العاملة في غزة أكدت مرارا في بيانات رسمية أنه لا توجد أي حالات موثقة لسرقة أو نهب للمساعدات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بل إن اللصوص يتبعون لعصابات خارجة عن القانون يغذيها الاحتلال".

إعلان

وادعت القيادة المركزية في تدوينتها ذاتها أن الشركاء الدوليين أدخلوا خلال الأسبوع الماضي أكثر من 600 شاحنة مساعدات وبضائع إلى غزة يوميا، معتبرة أن ما جرى "يقوض هذه الجهود" لافتة إلى أن نحو 40 دولة ومنظمة دولية تعمل ضمن المركز المشترك للتنسيق المدني العسكري لتسهيل تدفق المساعدات إلى القطاع.

وقالت حكومة غزة في بيانها إن عدد المنظمات العاملة فعليا في تقديم الإغاثة الإنسانية لا يتجاوز 22 منظمة فقط، "يعاني معظمها من المنع والتضييق من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يعرقل إدخال المساعدات ويقيد حركتها بشكل ممنهج".

وتساءلت حكومة غزة عن سبب تجاهل القيادة المركزية الأميركية انتهاكات إسرائيل منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رغم توثيق استشهاد نحو 250 فلسطينيا، معظمهم مدنيون، وإصابة أكثر من 500 آخرين، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال.

كما تساءلت عن غياب أي إدانة لمنع إدخال المساعدات والوقود رغم نصوص الاتفاق، حيث لم يُسمح إلا بـ10% من الكميات المطلوبة من الوقود، و24% فقط من إجمالي المساعدات المقررة.

ودعت الحكومة، الإعلام والوسطاء والدول الضامنة للاتفاق إلى "التدخل العاجل لوضع حد لهذه الممارسات التضليلية، وإلزام الاحتلال باحترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ التزاماته كاملة".

انتهاكات إسرائيلية

وكانت حكومة غزة قالت في بيان سابق أمس السبت إن 3203 شاحنات مساعدات وتجارية دخلت القطاع منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى نهاية الشهر ذاته.

في المقابل، كان من المفترض أن يدخل القطاع خلال الفترة نفسها، الممتدة على مدى 22 يوما، 13 ألفا و200 شاحنة، بمعدل 600 شاحنة يوميا، وفق ما تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار.

وأشار البيان إلى أن الشاحنات التجارية التي دخلت القطاع توزعت على 293 شاحنة أغذية، و220 شاحنة بضائع، و82 شاحنة ملابس، و23 شاحنة أدوات منزلية، و10 شاحنات معدات مختلفة، و6 شاحنات محروقات، و4 شاحنات مخصصة للقطاع الصحي، وشاحنة واحدة محملة بقطع غيار مركبات.

وبحسب البيان، بلغ المعدل اليومي لدخول الشاحنات (مساعدات وتجارية) نحو 145 شاحنة فقط، من أصل 600 شاحنة يفترض دخولها يوميا وفق الاتفاق، بما فيها 50 شاحنة وقود ومحروقات، ما يعني أن نسبة التزام إسرائيل لا تتجاوز 24% من الكميات المفترض إدخالها.

ولم تفلح المساعدات الإنسانية الشحيحة الواصلة إلى القطاع بموجب اتفاق وقف النار بين حماس وإسرائيل، في كسر المجاعة أو البدء بمعالجة آثارها، خاصة أن ذلك يترافق مع تدهور حاد في الأوضاع الاقتصادية لمعظم الفلسطينيين ما يحول دون قدرتهم على شراء المواد الغذائية.

وأنهى الاتفاق، عامين من حرب الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي، وخلفت 68 ألفا و858 شهيدا فلسطينيا، وما يزيد على 170 ألف جريح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات اتفاق وقف إطلاق النار تشرین الأول حکومة غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: 24 ألف طن مساعدات دخلت غزة منذ بدء الهدنة

أحمد شعبان (جنيف، غزة)

أخبار ذات صلة لبنان: لا تراجع عن قرار حصر السلاح والانتخابات النيابية في موعدها إسرائيل تقصف غزة وتعيد جثامين 30 فلسطينياً

أعلن مسؤول في الأمم المتحدة أنه تم إدخال أكثر من 24 ألف طن من المساعدات الأممية إلى قطاع غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، داعياً إسرائيل إلى السماح للمنظمات غير الحكومية بالعمل.
ورغم أن حجم المساعدات ارتفع بشكل كبير منذ سريان الهدنة في العاشر من أكتوبر، فإن العاملين في المجال الإنساني ما زالوا يواجهون نقصاً في التمويل ومشاكل في التنسيق مع إسرائيل، وفق الأمم المتحدة. 
وقال نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية رامز الأكبروف الخميس «منذ وقف إطلاق النار، أدخلنا أكثر من 24 ألف طن من المساعدات عبر جميع نقاط العبور، واستأنفنا التوزيع على مستوى المناطق والأسر».
بدوره، أشار مدير برنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط سامر عبد الجابر إلى أن البرنامج تمكن خلال عشرين يوماً من تسلم 20 ألف طن من الغذاء في غزة».
في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل ويعاني كارثة إنسانية، لا يزال الخوف من العودة إلى الحرب يطارد السكان المنهكين الذين يكافحون باستمرار للحصول على الماء والغذاء. 
وأضاف أن تنفيذ الخطة الأميركية المكونة من 20 نقطة يظل أمراً محورياً وشرطاً ضرورياً حتى نتمكن من تقديم مساعدة إنسانية شاملة، داعيا للسماح للمنظمات غير الحكومية بالمشاركة في توزيع المساعدات في غزة. وأعرب عن أسفه لأن مشكلة تسجيل المنظمات غير الحكومية المستمرة لا تزال تبطئ العمليات، مؤكداً الدور الأساسي للمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر إن الخبر السار أنه بفضل وقف إطلاق النار، تمكنا من إدخال مساعدات أكثر بكثير من ذي قبل، وهذا تقدم حقيقي، لكنه مجرد قطرة في محيط، إنها مجرد بداية لما يتعين علينا القيام به، مشيراً إلى أنه لم يتم تأمين سوى ثلث قيمة النداء الإنساني البالغة أربعة مليارات دولار للعام 2025. 
وألحقت الحرب على مدى عامين أضراراً بالعديد من البنوك أو دمرتها كما فعلت بالمنازل والمدارس والمؤسسات الأخرى في أنحاء القطاع. ورغم إعادة فتح أبوابها في 16 أكتوبر، أي بعد ستة أيام من إعلان وقف إطلاق النار، إلا أن جميع سكان القطاع الذين اصطفوا في الطوابير طويلة أمام أبوابها غادروا بخيبة أمل. 
في الأثناء، شدد المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، عدنان أبو حسنة، على أن الأوضاع الإنسانية في غزة لا تزال بالغة الخطورة، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن حجم المساعدات الإنسانية التي تصل القطاع لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، إذ يعيش مئات الآلاف من الأسر الفلسطينية بلا مأوى، في ظل ندرة الخيام وصعوبة الحصول على مستلزمات الإيواء.
وذكر أبو حسنة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن إسرائيل لا تزال تمنع دخول نحو 6000 شاحنة  تحتوي على مواد غذائية تكفي سكان القطاع لمدة 3 أشهر، إضافة إلى آلاف الخيام ومستلزمات الإيواء وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية. وذكر أن الوضع الصحي في القطاع يوشك على الانهيار الكامل نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وتدمير المستشفيات، ويوجد حالياً مئات الآلاف من المرضى والجرحى لا يتلقون العلاج الكافي، وهناك 6 عيادات مركزية فقط تابعة للأونروا لا تزال تعمل.  وقال المسؤول الأممي: «إن غالبية سكان القطاع من النازحين، وقد عاد الكثيرون منهم إلى منازلهم ليجدوها مدمرة بالكامل، حيث أسهمنا في إعادة تشغيل 20 مركز إيواء لتوفير الحد الأدنى من الخدمات الإنسانية»، مضيفاً، أن «الأونروا» نجحت في إعادة العملية التعليمية في مدارسها اعتباراً من 18 أكتوبر الماضي، حيث عاد نحو 300 ألف طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة بعد وقف الحرب، وتم تقسيم النظام الدراسي إلى فصلين، مدة كل منهما أربعة أشهر.
وأوضح أبو حسنة أن التعليم في مدينة غزة يتم بصورة افتراضية، بينما يتلقى نحو 10 آلاف طالب تعليمهم المباشر في بعض مراكز الإيواء التي جُهّزت لاستيعابهم، معرباً عن أمله في توسيع نطاق التعليم المباشر ليشمل مدينة غزة وشمال القطاع وشرق خان يونس خلال الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • مباشر. تصعيد إسرائيلي بعد فشل تسليم جثث الرهائن واتهامات أمريكية لحماس بنهب مساعدات غزة
  • غزة.. الجيش الأمريكي يكشف بفيديو ما فعلته حماس بشاحنة مساعدات
  • إحصائية توثق عدد شاحنات المساعدات الواردة إلى غزة منذ 10 أكتوبر
  • “حكومي غزة” يفنّد أكاذيب القيادة المركزية الأمريكية بشأن مزاعم نهب شاحنة مساعدات
  • الإعلام الحكومي بغزة يرد على مزاعم أميركية بشأن "نهب شاحنة مساعدات"
  • "الحكومي بغزة" ينفي مزاعم أمريكية حول نهب شاحنة مساعدات
  • تمثل 24% من الكميات المفترضة.. دخول 3203 شاحنات مساعدات فقط إلى غزة
  • الأمم المتحدة: 24 ألف طن مساعدات دخلت غزة منذ بدء الهدنة
  • 7.2 آلاف طن من المساعدات الإماراتية تصل مصر لنقلها إلى غزة