عربي21:
2025-11-02@21:52:34 GMT

الشغل الشاغل للبنانيين: هل يمكن تفادي الحرب؟

تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT

ما الذي يتوخى اللبنانيون اجتنابه في حاضر هذه الأيّام؟ هل المطروح – وبالتالي المراد اجتنابه – هو حملة تدميرية إسرائيلية شاملة جديدة تقارن بشهري «حرب التحطيم» الفاصلة ما بين «حرب الإسناد» (أكتوبر 2023-سبتمبر2024) وبين «وقف الإطلاق من جانب واحد» أي الحرب الأحادية المستمرة منذ عام كامل وبلا كلل من الجانب الإسرائيلي، ومن دون أي احتمال ردّ من جانب «حزب الله»؟

ما نصطلح على تسميته هنا «حرب التحطيم» المقصود به تلك المرحلة الحاسمة التي خرجت فيها «حرب الإسناد» عن مألوفها المخادع طيلة الأشهر العشرة التي سبقتها ـ والخدعة الذاتية كانت أن حرب الإسناد يمكنها أن تطول على هذا النحو ولا تعطي مجالاً للعدو كي يذهب بعيداً ويستهدف البنى التحتية الأساسية للحزب في إطار صراع شامل.



لقد جرى في هذه الحرب التنكيل بآلاف الكوادر على أوسع نطاق من خلال تفجير أجهزة النداء، وتصفية طاقم قيادات الصف الأول والثاني في «الحزب» وتدمير عشرات آلاف الوحدات السكنية وجزء غير يسير من ترسانة الصواريخ إن لم يكن معظمها. فماذا يعني بالتالي أن يشعر اللبنانيّون اليوم، ولو بأشكال وصيغ مختلفة، بأنّ «حرب وقف إطلاق النار من جانب واحد» باتت تتعثر أكثر فأكثر، وأن خطر «حرب تحطيم ثانية» لا يمكن استبعاده بذريعة عدم التهويل على الذات؟
جاء اتفاق وقف إطلاق النار ليحدّ من الأعمال القتالية المكثفة، لكنه عملياً لم يحل أي مشكلة
لقد جاء اتفاق وقف إطلاق النار ليحدّ من الأعمال القتالية المكثفة، لكنه عملياً لم يحل أي مشكلة، ومن بعد سقوط نظام آل الأسد في سوريا زادت إسرائيل من تفسيرها الأحادي للاتفاق، بمثل ما توسعت في الداخل اللبناني وعربياً وغربياً المطالبة بنزع سلاح «الحزب».
مقارنة بالوضع عشية هجمات أجهزة النداء فقد تضاعفت عزلة «حزب الله» خارج المجال الشيعي. أما من ضمن هذا المجال فإنه من الاستعجال بمكان تقدير الهمس وملامة الحاضرين بكثافة وعلى أوسع نطاق على أنهما بداية لخروج حقيقي على النموذج الذي أرساه هذا الحزب ضمن الطائفة.

غياب حسن نصر الله لا يجعل الانفكاك عن نموذجه سهلاً لدى الشيعة، لكن صعوبة الانفكاك لا تجعل نصر الله حاضراً إلا كغائب. ما زال «حزب الله» يظهر ما تيسّر من غريزة بقاء، لكن تحويل هذه المثابرة إلى واقع حيوي متجدد ليس من الواضح كيف له أن يتمّ. لم تعد للحزب تغطية رسمية لا في بيان قسم ولا في بيان وزاري، لا بل صارت الحكومة تتعهد بنزع سلاحه وهو يبحث عن عراضات يكسر فيها «رمزياً» إرادتها. كيف يمكن بعد ذلك الاستبشار بأن مقاتلي الحزب يمكنهم اليوم إحراز نتائج لم يحققوها في المواجهة الحامية الماضية؟

لا المقاومة العسكرية قادرة ولا التفاوض الدبلوماسي قادر على إعادة الجيش الإسرائيلي الى ما وراء الخط الأزرق اليوم.

لقد صارت وراءنا تلك المرحلة التي يمكن أن يؤرّخ لها بين انسحاب إسرائيل من نطاق توغلها البري المحدود في حرب تموز 2006 وما بين دخول حزب الله في حرب إسناد غزة في خريف 2023 وهي المرحلة المتصفة بهدوء الجبهة الجنوبية في مقابل مضاعفة عديد قوات اليونيفيل، في مقابل إعادة بناء حزب الله أنفاقه ومنشآته وترسانته في المنطقة الحدودية في سهو عن اليونيفيل. وكل خارطة أوهام يطرح صاحبها كيفية أن يعود أدراجه الى الواقع الجنوبي واللبناني الحاصل بين تموز 2023 وخريف 2024 ليست سوى مكابرة بلا طائل. هناك مواقع وتلال تحتلها إسرائيل اليوم.

هناك منع منهجي لإعادة إعمار المناطق المنكوبة. وهناك مشاحنة في الداخل أي الطريقين أجدى، المقاومة العسكرية أو التفاوض؟ المفارقة أن هذه المشاحنة تتواصل في الوقت نفسه الذي يظهر فيه أنه لا المقاومة العسكرية قادرة ولا التفاوض الديبلوماسي قادر على إعادة الجيش الإسرائيلي الى ما وراء الخط الأزرق اليوم. إذاً؟ لا يمكن إعادته؟ إلا بمفاوضات مباشرة؟ هل هذا ما هو مطروح اليوم؟

ليس مطروحاً أقله أن تنسحب إسرائيل بانسيابية الى ما وراء الخط الأزرق. من الصعب التخيل – في المقابل – كيف يمكن لبنان بهذه الهشاشة أن يذهب الى تفاوض مباشر مع إسرائيل؟ أما المقاومة المسلحة فربما كانت تكثر من خطاب أنها لن تترك «الإسرائيلي يتوغل بعد أكثر»، لكنه لا يظهر كيف لها أن تسترجع ما تحتله إسرائيل جنوباً، ولا أن تقلع بحماية عملية إعادة الإعمار في ظل تكرار التصريحات الإسرائيلية بهذا الخصوص.

طالما أن إسرائيل تضرب و«حزب الله» لا يرد، فهذا لن يبدل نوعيا مما يحصل منذ عام في صيغة «حرب وقف إطلاق النار». إسرائيل تركز على ضرب ما للحزب. والحزب يركز على ما يسميه «استعادة التعافي». لكل عالمه. لكن دينامية التصعيد الإسرائيلي في الأيام الأخيرة تنذر بأسابيع أكثر سوءا.

وهي تشي بأن نوعية الاستهداف الإسرائيلي المحتملة ليس هدفها الضرب المتواصل حتى سحب سلاح الحزب وإنما رفع نوعي لمستوى الضغط على الدولة والمجتمع اللبنانيين ورفع مستوى الضغط الداخلي المدعوم أمريكيا وعربيا على الحزب. أي أن ما يحرك إسرائيل ليس شيئا من قبيل «لم ينجز الجانب اللبناني المطلوب منه وعادت الكرة إلى ملعبنا».

يقف لبنان عند نقطة حساسة. اجتناب حرب تحطيمية جديدة هو مصدر لانتظار وقلق متواصلين. في الوقت نفسه، فإن خطر الشقاق الداخلي ليس واهياً. الانقسام على خلفية الموقف من «حزب الله» وسلاحه يزيد يوماً بعد يوم بالنسبة إلى «المجتمعات اللبنانية» المتداخلة. هناك من يكابر، ويحسب أنه ما زال قادراً على اعتراض سبيل نزع السلاح كجملة. وهناك في المقابل من ينادي على سحب السلاح ويكابر على واقع أهلي ليس من السهل فك الارتباط بينه وبين هذا السلاح حتى الآن. في وضع هذا، شبح تجدد الحرب الشاملة هو شبح يصنع للناس أوقاتها وأيامها.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه اللبنانيون حزب الله لبنان الولايات المتحدة حزب الله الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

انتحار أحد أقدم كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بإقدام أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي على الانتحار، بعد تعرضه لأزمة نفسية حادة.

اقرأ ايضاًهل اقتربت واشنطن من "ضرب" قواعد عسكرية في فنزويلا؟

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "ضابطا كبيرا في الجيش أقدم على الانتحار بعد تعرضه لأزمة نفسية حادّة خلال عمله في قسم تشغيل المسيّرات أثناء حرب الإبادة على قطاع غزة".

وأضافت الصحيفة، أن الضابط سبق وأن طالب بوقف الحرب على القطاع وأن الحرب قد استنفذت اهدافها منذ زمن.

ويعتبر الضابط من "أقدم ضباط الجيش في وحدة تشغيل المسيّرات"، وفق الصحيفة ذاتها، مشيرة إلى أن انتحاره يأتي بعد فترة من تعرضه لصدمة نفسية حادة بسبب استمرار الحرب على القطاع واستمرار الكيان في ارتكاب الفظائع هناك".

وتضاعفت عمليات الانتحار في صفوف جنود جيش الاحتلال هذا العام بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة وغالبيتها لأسباب متعلقة بالقتال في غزة والإصابة بأزمات نفسيّة حادّة.

وأظهر تقرير جديد لمركز البحوث والمعلومات في الكنيست (البرلمان) "بيانات مقلقة" بشأن محاولات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين.

وبناءً على طلب النائب عوفر كاسيف، بيّن أنه بين يناير/كانون الثاني 2024 ويوليو/تموز 2025، تم تسجيل 279 محاولة انتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.

اقرأ ايضاًمجازر ونهب واغتصاب تطارد عائلات النزوح في الفاشر

من جانبها، ووفقا لصحيفة "هآرتس"، فقد توفي 36 جنديا نتيجة الانتحار خلال الفترة نفسها.

وأسفرت حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل على قطاع غزة، عن استشهاد 68 ألفا و531 فلسطينيا، وإصابة 170 ألفا و402 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند انتحار أحد أقدم كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب توقف مفاجئ لمسلسل "حب ودموع" بعد 7 حلقات لهذا السبب! بالفيديو: حفلة في منتجع ترامب تثير الجدل عبدالله السدحان يوضح حقيقة خلافه مع ناصر القصبي ويرد على انتقادات ظهور زوجته لماذا نهر الليطاني مهم لإسرائيل Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحذر من تصعيد مع حزب الله وتلوّح بضرب بيروت
  • 4 قتلى بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوبي لبنان
  • انتحار أحد أقدم كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب
  • عراقجي: إيران منعت حرب العدو الإسرائيلي من التوسع في المنطقة
  • "تشنغ" تتولى زعامة المعارضة في تايوان وتحذر من الحرب مع الصين
  • مقتل شخص بضربة إسرائيلية على جنوب لبنان
  • نائب الحزب يُحذّر: الجيش الإسرائيلي في مرحلة عدوانية جديدة
  • معاريف: إسرائيل تراقب عملية الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله
  • حزب الله يعيد تسليح نفسه.. وتحذيرات من تجدد الحرب مع إسرائيل