الأسبرين يظهر قدرة على خفض خطر الإصابة أمراض القلب لدى مرضى السكر
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
كشفت دراسة أمريكية أن الاستخدام المنتظم للأسبرين بجرعات منخفضة يمكن أن يحمي المصابين بداء السكر من النوع الثاني من مضاعفات قاتلة.
ووجدت الدراسة الأولية الجديدة أن تناول الأسبرين بجرعة منخفضة قد يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية الخطيرة لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني والمعرضين لخطر مرتفع لأمراض القلب والأوعية الدموية.
وستعرض هذه الدراسة في الجلسات العلمية 2025 لجمعية القلب الأمريكية، وهي تستند إلى تحليل البيانات الصحية الإلكترونية لأكثر من 11500 بالغ مصاب بالسكري من النوع الثاني على مدى عقد كامل.
ولضمان دقة النتائج، استبعد الباحثون الأشخاص المعرضين لخطر النزيف من عينة الدراسة.
وكشفت النتائج عن فروق كبيرة بين مستخدمي الأسبرين بجرعة منخفضة وغير المستخدمين، حيث انخفض خطر الإصابة بالنوبة القلبية بين المتناولين إلى 42.4% مقارنة بـ 61.2% لغير المتناولين.
كما انخفض خطر السكتة الدماغية إلى 14.5% مقابل 24.8%، وانخفض خطر الوفاة من أي سبب إلى 33% مقابل 50.7%.
ولاحظ الباحثون أن هذه الفائدة تظهر بشكل أكبر لدى المرضى الذين يتناولون الأسبرين بشكل منتظم ومستمر، كما أن التحسن كان ملحوظا بغض النظر عن مستويات السكر في الدم، مع أنه كان أكثر وضوحا لدى المرضى الذين كانت مستويات السكر في دمهم تحت السيطرة.
وعلقت الدكتورة أليشا كينات، الباحثة الرئيسية في الدراسة، بأن "حجم الفائدة كان مفاجئا"، مع التركيز على أن الدراسة لم تتضمن تتبعا لحوادث النزيف، وهو أمر بالغ الأهمية في التقييم الشامل لسلامة استخدام الأسبرين.
من جانبه، أوضح الدكتور أميت خيرا، الذي لم يشارك في الدراسة، أن "هذه النتائج تطرح أسئلة مهمة للبحث المستقبلي"، مشددا على أن "القرار النهائي بتناول الأسبرين يجب أن يتخذ بعد مناقشة شاملة مع الفريق الطبي، مع الأخذ في الاعتبار المقايضة بين فوائده المحتملة ومخاطر النزيف المعروفة".
ويأتي هذا البحث في سياق أن أمراض القلب والأوعية الدموية ما تزال تمثل السبب الرئيسي للوفاة بين المصابين بداء السكري من النوع الثاني. وتجدر الإشارة إلى أن التوصيات الحالية لجمعية القلب الأمريكية لا تنصح باستخدام الأسبرين بجرعة منخفضة للوقاية الأولية من أمراض القلب لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين ليس لديهم تاريخ مرضي سابق بأمراض القلب.
ورغم أهمية هذه النتائج، إلا أن للدراسة بعض القيود، كونها دراسة قائمة على الملاحظة وليست تجربة سريرية عشوائية، كما أن الاعتماد على السجلات الطبية في تحديد مدى انتظام تناول الدواء قد لا يعكس الواقع بدقة كاملة.
ويبقى القرار النهائي لاستخدام الأسبرين بجرعة منخفضة كوسيلة للوقاية من الأمراض القلبية الوعائية لمرضى السكري من النوع الثاني قرارا فرديا، يجب أن يتخذ تحت إشراف طبي دقيق، بعد موازنة دقيقة للمنافع والمخاطر المحتملة لكل حالة على حدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: داء السكر الأسبرين أمراض القلب الأوعية الدموية جمعية القلب الأمريكية السکری من النوع الثانی
إقرأ أيضاً:
واحدة من كل 5 وفيات في أوروبا بأمراض القلب يمكن تفاديها
أكدت الوكالة الأوروبية للبيئة، اليوم الاثنين، أن واحدة من كل خمس وفيات ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في أوروبا يمكن تفاديها من خلال الحد من المخاطر البيئية، مثل تلوث الهواء ودرجات الحرارة القصوى والتعرض للمواد الكيميائية الضارة.
وأفادت الوكالة بأن "أمراض القلب والأوعية الدموية تُعد السبب الرئيسي للوفاة في الاتحاد الأوروبي: إذ توفي أكثر من 1,7 مليون شخص بسببها في عام 2022"، ما يمثل ثلث إجمالي الوفيات.
ويُعزى ما لا يقل عن 18% من هذه الوفيات إلى عوامل بيئية، إذ يموت 130 ألف شخص سنويا نتيجة تلوث الجسيمات الدقيقة، وتُسجل 115 ألف حالة وفاة بسبب البرد أو الحر الشديدين.
كذلك، يُشخّص ما لا يقل عن 6 ملايين إصابة جديدة بأمراض القلب والأوعية الدموية سنويا، ما يُكلّف أوروبا حوالي 282 مليار يورو.
وتُعدّ معدلات الوفيات هذه أمرا "قابلا للتعديل من خلال التدخلات والسياسات"، بحسب الوكالة الأوروبية للبيئة التي تشدد على "الأهمية البالغة للاستجابة لهذا الوضع".
أشارت الوكالة، ومقرها كوبنهاغن عاصمة الدنمارك، إلى أن الاتحاد الأوروبي "يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدف خطة عمل القضاء على التلوث، والمتمثل في خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن تلوث الهواء بأكثر من 55% بحلول عام 2030، مقارنة بعام 2005".
مع ذلك، لا يزال الطريق طويلا لبلوغ هذا الهدف، إذ يتطلب خصوصا زيادة الوعي العام بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالعوامل البيئية المسببة للضغوط، والحد من ضوضاء النقل، وتعزيز القواعد المتبعة على صعيد المواد الكيميائية.