اتفاقية لبدء أعمال إنشاء أول منشأة لوقود الطيران المستدام في الفجيرة
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةوقّعت شركة الإمارات للبترول «إمارات» مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة «مينا للوقود الحيوي» خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم على هامش فعاليات «أديبك 2025»، بحضور معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، لتوفير قنوات محلية تُعزّز مسار التنفيذ التجاري لمشروع بناء أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات ضمن منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة.
وأعلنت «مينا للوقود الحيوي» خلال الحدث عن إطلاق أول مناقصة من مرحلتين للهندسة والتوريد والإنشاء والتشغيل الخاصة بالمنشأة الجديدة في الفجيرة. وتشمل الحزمة الأولى من المناقصة تصميم وتنفيذ المرافق الخاصة باستلام المواد الخام وتخزينها وتوزيعها، إضافة إلى مرافق تخزين الوقود المستدام والمنتجات الثانوية الناتجة عن عملية المعالجة. أما الحزمة الثانية من المناقصة، والتي من المقرر طرحها خلال الربع الأول من عام 2026، فستغطي وحدات المعالجة الرئيسة الخاصة بتكرير الوقود المستدام، إلى جانب البنية التحتية المساندة، مما يشكّل خطوة محورية نحو الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الكامل لأول منشأة من نوعها في دولة الإمارات.
وقال علي خليفة الشامسي، مدير عام شركة الإمارات للبترول «إمارات» إن بناء منظومة وطنية متكاملة لإنتاج الوقود الحيوي، يتطلب تعاوناً بين المستثمرين وشبكات التوزيع إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة.
وأكد أنه من خلال اتفاقية التعاون بين «إمارات» و«مينا للوقود الحيوي»، تتحول هذه الرؤية إلى واقع ملموس عبر إنتاج كميات متزايدة من الوقود المستدام المعتمد والمعالج محلياً في الفجيرة، ما يمنح شركات الطيران مساراً موثوقاً لتقليل انبعاثاتها الكربونية.
وأشار إلى أن دعم تطوير هذا المسار في منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة، يؤسس لقدرات إنتاجية محلية يعتمد عليها قطاع الطيران في الدولة، ويسهم في تحقيق أهداف خريطة الطريق الوطنية للوقود المستدام للطيران 2030 واستراتيجية الحياد المناخي 2050، مع الحفاظ على القيمة الاقتصادية وفرص العمل والخبرات داخل الدولة.
ومن جهته قال محمد سعيد الرقباني، رئيس مجلس إدارة «مينا للوقود الحيوي» إن المنشأة ستعمل على إنتاج وقود طيران مستدام معتمد دولياً، وفقاً لأعلى معايير الجودة والانبعاثات، حيث ستنتج المرحلة الأولى 125 مليون لتر سنوياً، أي ما يعادل نحو 18% من مستهدفات السياسة العامة لوقود الطيران المستدام في الإمارات بحلول 2030، على أن تتضاعف القدرة الإنتاجية إلى 250 مليون لتر سنوياً في المرحلة الثانية، لتسهم بما يصل إلى 36% من إجمالي الإنتاج المستهدف.
وأضاف أن حجم الاستثمار في المرحلة الأولى يقدر بنحو 200 مليون دولار، فيما تبلغ المرحلة الثانية 100 مليون دولار إضافية، ما يجعل المشروع أحد الركائز الرئيسة لخريطة طريق الإمارات بهذا المجال، وخطوة مهمة نحو تحقيق استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، مؤكداً أن هذا التقدّم يمثّل مرحلة مهمة في ترجمة رؤية المشروع إلى واقع ملموس، ويعزز مكانة دولة الإمارات كمركز إقليمي لإنتاج وقود الطيران المستدام، مع ضمان توافر إمدادات مستقرة من الفجيرة إلى أسواق الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي والأسواق العالمية.بدوره قال الكابتن سالم الأفخم، مدير منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة، إن إطلاق أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات من الفجيرة يشكل علامة فارقة ويجسّد التزام مشترك بتحقيق استراتيجية الحياد المناخي 2050، والمضيّ قدماً في التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة. وأوضح أن المشروع ينسجم مع رؤية الإمارة، ودولة الإمارات عموماً، في تعزيز القيمة الاقتصادية محلياً من خلال الجمع بين الاستثمار والابتكار والقدرات الصناعية لبناء منظومة متكاملة تعزّز الاستدامة الاقتصادية والبيئية على المدى الطويل، منوهاً بأن منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة تواصل تطوّرها من كونها واحدة من أكبر ثلاثة مراكز عالمية لتخزين وتزويد السفن بالوقود إلى منظومة طاقة متكاملة تجمع بين القدرات التصنيعية والتقنيات المتقدمة لتحويل المواد الأولية إلى وقودٍ أكثر استدامة وأعلى قيمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: وقود الطیران المستدام فی دولة الإمارات أول منشأة
إقرأ أيضاً:
«الطيران المدني» تواصل تنفيذ برامج اعتماد الطائرات الكهربائية العمودية في الدولة
دبي (الاتحاد)
تواصل الهيئة العامة للطيران المدني، جهودها في قيادة التحول العالمي في مجال التنقل الجوي، وبصفتها الجهة الوطنية المنظمة لقطاع الطيران، تشرف الهيئة على اعتماد عدد من الطائرات الكهربائية العمودية للإقلاع والهبوط «eVTOL» المخصّصة لعمليات التاكسي الجوي والطائرات المسيرة للشحن الجوي، بما يمثل بداية عصر جديد في النقل الجوي الحضري.
وبحسب بيان صحفي صادر عن الهيئة اليوم، تتبع عملية الاعتماد إطاراً منظماً يستند إلى الأدلة، يبدأ من مرحلة التقديم والمراجعة الفنية وصولاً إلى اختبارات الطيران والتقييم التشغيلي، لضمان استيفاء كل طائرة لأعلى معايير السلامة والأداء الدولية. وتُحدد الجداول الزمنية للبرامج بالتنسيق مع المتقدمين للاعتماد، بناءً على مدى جاهزيتهم وقدرتهم على استيفاء جميع المتطلبات التنظيمية، مع إمكانية تعديلها عند الحاجة.
وقال سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إن الهيئة كانت من أوائل الجهات التنظيمية في العالم، التي تبنّت وطبّقت الأطر التنظيمية الخاصة بالتنقل الجوي المتقدم، ويرتكز نهجنا على جعل السلامة والموثوقية في صميم كل مرحلة، لضمان تحقيق الابتكار في مجال الطيران وفق أعلى مستويات الدقة والانضباط التي تميّز منظومتنا الرقابية.
أخبار ذات صلةوأكد أن منهجية الهيئة في الاعتماد تتماشى مع المبادئ وأفضل الممارسات المتبعة لدى أبرز سلطات الطيران العالمية، بما يضمن الحفاظ على مستوى إشراف يتوافق مع المعايير الدولية المعترف بها، ومن خلال التعاون الوثيق مع الشركاء بالجهات الحكومية في الدولة، وكذلك الهيئات الدولية المعنية بالاعتماد، شكّلت الهيئة فرقاً متخصّصة للإشراف على كل برنامج من برامج الطائرات الكهربائية العمودية، تضم نخبة من الخبراء تجمع بين الكفاءة الفنية والفهم التشغيلي والقدرة التنظيمية، ويُمكّن هذا النهج الاستباقي الهيئة من التكيّف بسرعة مع التقنيات الجديدة مع ضمان الامتثال الكامل لمتطلبات السلامة والتشغيل.
بدوره قال المهندس عقيل الزرعوني، المدير العام المساعد لقطاع شؤون سلامة الطيران بالهيئة، إن عملية الاعتماد في الهيئة تستند إلى هيكلية واضحة وشفافة ومبنية على الأداء، ويتم تحديد الجداول الزمنية للبرامج وفقاً لجاهزية المتقدم ومدى قدرته على استيفاء جميع متطلبات الاعتماد، نحن نركّز على تمكين الابتكار من خلال مسار اعتماد قوي وفعّال.وبحسب الهيئة فإن كل تطور يخضع لإشراف دقيق وبالتعاون الوثيق مع الشركات المصنعة للطائرات، لضمان الالتزام الكامل بمعايير السلامة. وبصفتها الجهة الوطنية المعنية بتنظيم شؤون الطيران، تواصل الهيئة العامة للطيران المدني التزامها بتمكين دمج حلول التنقل الجوي الجديدة بأمان ضمن منظومة الطيران في دولة الإمارات، بما يضمن أن تعمل كل الطائرات في أجواء الدولة وفق إطار تنظيمي حديث ومرن ومعترف به عالمياً، يعزز ثقة المجتمع ويكرّس ريادة الإمارات في طيران المستقبل.
وفي سياق متصل، تنظم الهيئة العامة للطيران المدني، اليوم الاثنين، مؤتمر سلامة الطيران في دولة الإمارات 2025 تحت شعار «الذكاء الاصطناعي ومستقبل سلامة الطيران: سماء ذكية ورحلات أكثر أماناً». ويستمر المؤتمر لمدة يومين، ويجمع نخبة من الجهات المعنية بقطاع الطيران والجهات الحكومية لتبادل أفضل الممارسات، ومناقشة أحدث المستجدات التنظيمية، واستكشاف أبرز الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات التكنولوجية الناشئة التي تسهم في رسم ملامح مستقبل سلامة الطيران.