أمازون تطلق Alexa+ في تطبيق Amazon Music
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
أعلنت شركة أمازون عن إطلاق المساعد الذكي المحسّن Alexa+ داخل تطبيقها الشهير Amazon Music، ليصبح المستخدمون الآن قادرين على التفاعل مع الموسيقى بطريقة أكثر ذكاءً وواقعية. الإصدار الجديد متاح حاليًا في مرحلة الوصول المبكر للمشتركين في برنامج Alexa+ Early Access، ويمكن استخدامه على أجهزة iOS وAndroid بعد تحميل أحدث نسخة من التطبيق.
المساعد الجديد يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقديم تجربة استماع موسيقية مخصصة تتجاوز الأوامر الصوتية التقليدية، فبدلاً من مجرد البحث عن أغنية أو تشغيل قائمة محددة، يمكن للمستخدم الآن التحدث مع Alexa+ بلغة طبيعية كما لو كان يتحدث مع صديق يفهم ذوقه الموسيقي.
للوصول إلى المساعد الذكي، يكفي الضغط على زر "A" في الزاوية اليمنى السفلية من شاشة التطبيق. من هناك، يمكن للمستخدم أن يبدأ المحادثة بطرح أي سؤال يتعلق بالموسيقى، مثل "شغّل آخر أغنية لتايلور سويفت" أو "ابحث عن الأغنية التي كانت في مسلسل كذا". كما يستطيع البحث اعتمادًا على كلمات معينة من الأغنية، أو حتى بحسب الحالة المزاجية أو العصر الموسيقي المفضل لديه.
وتتيح Alexa+ تجربة أكثر تفاعلاً بفضل ميزة المتابعة السياقية، حيث يمكن للمستخدم طرح أسئلة متتالية لتضييق نطاق البحث دون الحاجة إلى إعادة ذكر التفاصيل في كل مرة. على سبيل المثال، بعد أن يقترح المساعد قائمة من الأغاني، يمكن للمستخدم ببساطة أن يقول: "أريد شيئًا أكثر هدوءًا" أو "أضف المزيد من موسيقى الجاز".
أمازون تؤكد أن Alexa+ ليست مجرد “دي جي” رقمي، بل خبير موسيقي متكامل قادر على سرد قصص عن الأغاني والفنانين والألبومات. يمكن للمستخدمين الاستفسار عن معنى كلمات أغنية، أو عن خلفية إصدارها، أو حتى عن مواعيد الحفلات القادمة لفنان معين. هذا النهج يعكس رغبة الشركة في جعل المساعد الذكي أكثر إنسانية في تفاعله مع المستمعين.
ولا تقتصر قدرات Alexa+ على تشغيل الأغاني فحسب، بل تمتد إلى إنشاء قوائم تشغيل مخصصة بالكامل. يمكن للمستخدم مثلاً أن يطلب: "أنشئ قائمة لأغاني الصباح من التسعينيات تبدأ بأغنية لمايكل جاكسون"، أو "شغّل موسيقى هادئة للعشاء". كما يمكنه أيضًا تحديد ما لا يريد سماعه، مثل "بدون موسيقى راب" أو "تجنب الأغاني الحزينة".
يُذكر أن أمازون بدأت بإطلاق Alexa+ تدريجيًا عبر أجهزتها الذكية المختلفة منذ مطلع العام، مثل أجهزة Ring الأمنية وKindles الحديثة ونظام Vega لأجهزة التلفزيون الذكية، بالإضافة إلى مكبر الصوت الجديد Echo Studio الذي يدعم التفاعل الصوتي المتطور.
ورغم إشادة المستخدمين الأوائل بسهولة المحادثة وطبيعية الردود، إلا أن بعض التقارير أشارت إلى أخطاء بسيطة في الأداء، مثل عرض تواريخ أو أيام خاطئة في بعض الإجابات. ومع ذلك، ترى أمازون أن Alexa+ يمثل قفزة نوعية في تطوير تجربة الصوت التفاعلي داخل منظومتها الرقمية.
حالياً، تتوفر Alexa+ مجانًا في مرحلة الوصول المبكر لجميع مستخدمي Amazon Music، وستصبح مجانية لاحقًا لمشتركي Amazon Prime، بينما ستتوفر للمستخدمين غير المشتركين مقابل 20 دولارًا شهريًا.
بهذا التحديث، تُعيد أمازون رسم حدود تجربة الاستماع الرقمية، حيث لم يعد المستخدم يكتفي بالضغط على تشغيل، بل أصبح يعيش تجربة موسيقية متكاملة تحاكي الذوق الشخصي وتستجيب للصوت والمزاج في الوقت نفسه، Alexa+ لا تُغنيك فقط عن البحث، بل تُفكر معك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: یمکن للمستخدم
إقرأ أيضاً:
أمازون تبرم شراكة بـ38 مليار دولار مع OpenAI
أعلنت شركة أمازون عن توقيع اتفاقية شراكة سحابية متعددة السنوات مع شركة OpenAI بقيمة 38 مليار دولار، لتزويدها بقدرات حوسبة ضخمة من خلال خدمات Amazon Web Services (AWS).
تأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة فقط من إعلان OpenAI انتهاء عملية إعادة هيكلتها المؤسسية الطويلة، والتي منحتها حرية أكبر في التعاون مع شركات غير مايكروسوفت، التي تُعد أحد أبرز المستثمرين في الشركة.
الاتفاقية الجديدة تتيح لـ OpenAI الوصول إلى آلاف وحدات معالجة الرسومات (GPU) من طرازات NVIDIA GB200 وGB300 المتقدمة، والتي تُعد من أقوى الشرائح المخصصة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
ووفقًا لما أعلنته أمازون، ستبدأ عملية تزويد OpenAI بهذه القدرات فورًا، مع توقع استكمال كامل السعة المتفق عليها بحلول نهاية عام 2026، إلى جانب إمكانية التوسع بشراء سعة إضافية في عام 2027 وما بعده.
وبحسب بيان أمازون، فإن هذه الشراكة الجديدة "ستُمكّن ملايين المستخدمين حول العالم من مواصلة الاستفادة من قدرات ChatGPT المتطورة"، إذ تهدف إلى دعم تدريب الجيل القادم من النماذج اللغوية الضخمة وتحسين كفاءتها ودقتها في التعامل مع اللغات والمهام المتقدمة.
تأتي هذه الاتفاقية في توقيت حرج بالنسبة لـ OpenAI، التي تسعى إلى تنويع شركائها في البنية التحتية السحابية بعد سنوات من الاعتماد الكبير على مايكروسوفت عبر منصة Azure. وكانت الشركة قد واجهت قيودًا في عقودها السابقة تمنعها من التعامل مع منافسين لمايكروسوفت في مجال الحوسبة السحابية، إلا أن إعادة الهيكلة الأخيرة منحتها الحق في توقيع اتفاقيات جديدة بحرية أكبر.
وبموجب الاتفاقية الجديدة مع أمازون، يبدو أن OpenAI تسعى لتخفيف الضغط عن بنيتها التحتية القائمة وتحقيق توازن بين شركائها، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تقدمها.
لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو: كيف ستتمكن OpenAI من تغطية التزاماتها المالية الضخمة في ظل هذه العقود المتزايدة؟ تشير تقارير صحيفة The Information إلى أن الشركة تُحقق حاليًا إيرادات سنوية تُقدر بنحو 12 مليار دولار فقط، بينما التزمت سابقًا بإنفاق نحو 250 مليار دولار على خدمات Azure التابعة لمايكروسوفت خلال السنوات المقبلة.
كما أن OpenAI لا تزال ملتزمة باتفاقية تقاسم الإيرادات مع مايكروسوفت، والتي تنص على استمرار الشراكة حتى في حال تطوير الشركة لما يُعرف بـ"الذكاء الاصطناعي العام" (AGI) — وهو الشكل الأكثر تقدمًا من الذكاء الاصطناعي القادر على أداء مهام البشر العقلية بشكل متكامل.
هذه الخطوة من OpenAI تعكس رغبتها في تجنب الاعتماد الكامل على شريك واحد في البنية التحتية، خصوصًا في ظل احتدام المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون وجوجل ومايكروسوفت. فبينما تواصل الأخيرة ضخ استثمارات ضخمة في OpenAI، تعمل أمازون على تعزيز موقعها من خلال تطوير بنيتها السحابية ودعم الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر AWS.
ويرى محللون أن هذه الصفقة تُعيد رسم خريطة التحالفات التقنية الكبرى، وتؤكد أن سباق الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد منافسة في تطوير النماذج، بل أصبح سباقًا على تأمين البنية التحتية القادرة على تشغيلها بكفاءة. كما تُبرز الصفقة مدى الارتباط بين صناعة الذكاء الاصطناعي وسوق الخدمات السحابية، الذي يُتوقع أن يتجاوز تريليونات الدولارات خلال العقد المقبل.
وبينما تخوض OpenAI هذه المرحلة الجديدة من التوسع، يبدو أن الشركة تمضي بخطى ثابتة نحو بناء نظام بيئي متعدد الشركاء يضمن لها مرونة أكبر واستقرارًا في الأداء، وهو ما قد يُشكّل نموذجًا جديدًا لعلاقات التعاون بين شركات الذكاء الاصطناعي ومزودي الخدمات السحابية حول العالم.