أبو الهوش والثور ..المنصات تشتعل بالشتائم.. والزعماء يتنافسون في قاموس الإهانات
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
5 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: تعيش الساحة السنية وفق مراقبين مرحلة “الانفجار البارد” كما وصفها أحد أساتذة العلوم السياسية في بغداد، مشيراً إلى أن التنافس بين الزعامات تحول من صراع نفوذ خفي إلى سباق مفتوح على الشاشات والمنصات.
و التصريحات الحادة التي يتبادلها السياسيون السنة “تعكس أزمة هوية سياسية لا خلافاً شخصياً فقط” حيث غياب القيادة الموحدة وتراكم الصفقات داخل الكواليس جعلا الساحة مكشوفة أمام كل ما هو فوضوي وانفعالي.
وأكد مراقبون أن السجال بين الزعامات السنية تجاوز حدود السياسة إلى ميدان التسقيط الشخصي، بعدما امتلأت المنصات بعبارات نابية وأوصاف جارحة استخدمت كأدوات للإهانة لا للنقد، إذ تبادل السياسيون ألقاباً مثل “أبو الهوش” و”الثور” و”الإناء ينضح بما فيه”، فيما انتشرت تسميات أخرى أكثر حدة مثل “سياسي الحواسم” و”تاجر المناصب” و”زعيم الفوتوشوب”، لتتحول المناظرات إلى ساحة تراشق لفظي مفتوحة على كل الاحتمالات.
وقال متابعون إن مثل هذه المفردات لا تعبّر فقط عن أزمة أخلاقية في الخطاب العام، بل تكشف أيضاً عمق الانقسام داخل المكون السني وغياب الضوابط التي تحفظ هيبة العمل السياسي، في وقت تتجه فيه البلاد نحو انتخابات يفترض أن تقوم على التنافس بالبرامج لا بالشتائم.
وأفاد مصدر مطلع في أحد التحالفات الانتخابية بأن “كثيراً من الحملات الإعلامية الأخيرة موجّهة لتهيئة الرأي العام لمعركة صناديق الاقتراع المقبلة”، مؤكداً أن المال السياسي بدأ يتحرك مبكراً عبر دعم صفحات وتيارات تتبنى لهجة التصعيد وتغذية الانقسام.
وأشار إلى أن بعض الزعامات تحاول إثبات حضورها الشعبي عبر الهجوم لا عبر البرامج، في حين تتراجع الملفات الخدمية إلى أدنى أولويات الخطاب الانتخابي.
وأكد مراقبون أن المشهد الحالي لا يختلف كثيراً عن ما سبق انتخابات 2018، حين أكلت التفاهمات المؤقتة نتائج صناديق الاقتراع، غير أن الجديد اليوم هو اتساع الفضاء الإلكتروني كساحة مواجهة.
وأوضحوا أن “تويتر” و”فيسبوك” أصبحا منصتين لتصفية الحسابات أكثر من كونهما أدوات ترويج سياسي، حيث تُدار عبرهما حملات ممنهجة تشبه “غرف عمليات رقمية” تديرها أطراف متصارعة على النفوذ في المحافظات الغربية والشمالية.
وأشار أكاديمي متخصص في الشأن الانتخابي إلى أن “أزمة الزعامة السنية ليست إلا مرآة لعجز الدولة عن إنتاج مشروع وطني جامع”، مبيناً أن المكون السني اليوم يعيش ارتباكاً بين الولاء للمراكز السياسية داخل بغداد وبين ضغوط القوى الإقليمية التي تدفع باتجاه إعادة توزيع الأدوار.
وأضاف أن هذه التوترات قد تدفع باتجاه تحالفات اضطرارية في اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات، لكنها لن تُخفي حجم الشرخ الداخلي الذي يزداد عمقاً كل يوم.
ورأى متابعون أن الأصوات الداعية إلى “هدنة إعلامية” لم تعد تجد صدى، وأن لغة التراشق اللفظي تحولت إلى جزء من خطاب التعبئة الانتخابية، فيما تبقى المفوضية والهيئات الرقابية عاجزة عن ضبط الإيقاع في ظل تدفق الاتهامات والشتائم بين القيادات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تركيا تسيطر على مياه العراق لخمس سنوات: اتفاق تاريخي أم تنازل خطير؟
3 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: في ظل أزمة مياه حادة تهدد الأمن الغذائي والاقتصادي في العراق، حيث يصل مؤشر الجفاف إلى 3.7 درجات على مقياس يصل إلى 5، أبرمت بغداد وأنقرة اتفاقية ثنائية حديثة تهدف إلى تنظيم تدفقات نهري دجلة والفرات.
اللجنة البرلمانية للزراعة والمياه أكدت على ضرورة جعل الاتفاق ملزماً قانونياً، مع تحديد حصص مائية دقيقة لمواجهة التغيرات المناخية المتسارعة، التي أضرت بالزراعة والثروة الحيوانية، مما أدى إلى تراجع الإنتاج وارتفاع التكاليف المعيشية.
الاتفاق يشمل جوانب اقتصادية إيجابية، مثل تبادل الخبرات وتنفيذ مشاريع مشتركة في القطاعين الزراعي والصناعي، لتعزيز التعاون المتبادل.
ومع ذلك، يثير قلقاً بشأن سيطرة تركيا على إدارة السدود وتوزيع الإطلاقات لمدة خمس سنوات، مع نقل التقنيات اللوجستية حصرياً تحت إشرافها.
مصادر مطلعة أفادت بتعهد أنقرة بإطلاق مليار متر مكعب قريباً، دون التأثير على خزانها البالغ 90 مليار متر مكعب، مما قد يوفر استقراراً مؤقتاً عبر دفعات منتظمة.
ورغم الوعود بزيادة الإطلاقات لإنهاء الأزمة، يتطلب الاتفاق آليات واضحة للطوارئ المناخية، مثل زيادة التدفقات في حالات الجفاف الشديد.
البرلمان يدعو إلى شمولية الاتفاق لحماية الأمن المائي الوطني، مع إشراك الرأي العام في تفاصيله لتعزيز الوعي الشعبي بقضية تمس حياة الملايين.
هذا التوازن بين الفوائد المشتركة والمخاطر المحتملة يجعل الاتفاق نقطة تحول محتملة، شريطة تنفيذه بفعالية وشفافية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts