تعول حكومة اليمن المعترف بها دولياً على دور قطري لدعم جهودها للمضي في مسار الإصلاحات، وتنفيذ خطة التعافي الاقتصادي، وتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن. جاء ذلك في اجتماع عقده بالدوحة رئيس الحكومة سالم بن بريك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إذ عبر بن بريك بحسب ما ورد في وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، عن تطلع حكومته التي تمر بأزمة مالية صعبة تعرقل خطتها الإصلاحيّة، إلى دور قطري لمساعدتها في عدة مجالات اقتصادية وتنموية وإنسانية.

 

وحدّد بن بريك 5 مجالات تحتاج حكومته لتعاون قطري في مساندتها ودعمها، حيث تشمل مجالات التنمية، والبنية التحتية، والطاقة، والتعليم، والصحة، بما يسهم في دعم خطط التعافي الاقتصادي وتحقيق الاستقرار. وأكد خبراء اقتصاد على أهمية الإقدام على مثل هذه الخطوة من قبل الحكومة اليمنية بالنظر إلى الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه دولة قطر في دعم هذه الجهود الحكومية والتي أشاد بن بريك بمواقفها الثابتة في دعمها للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وما تقدمه من مساعدات تنموية وإنسانية للشعب اليمني.

 

الخبير الاقتصادي اليمني محمد علي قحطان، أستاذ الاقتصاد بجامعة تعز، قال في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن تحرك رئيس الحكومة اليمنية نحو دولة قطر لطلب الدعم يأتي بعد أن استنفد كل جهوده للحصول على دعم الدول الرئيسية لدعم الحكومة "الشرعية" (السعودية والإمارات). وأشار قحطان إلى أن الدولتين وجهات دولية عديدة مانحة تضع شروطاً لأي دعم في الآونة الأخيرة ورئيس الوزراء عاجز في تحقيق ما تضعه من الشرط.

 

يأتي ذلك في ظل وضع الحكومة المالي الصعب حيث تعجز عن مواجهة التزامات مهمة مثل رواتب الموظفين، مع تعثر جهودها في الحصول على دعم دولتي التحالف "السعودية والإمارات" وصندوق النقد الدولي، إذ يواجه الدعم السعودي الذي تم الإعلان عنه الشهر الماضي- نحو 300 مليون دولار، تعثر في عملية تخصيصه وإتاحته للاستخدام والذي تم ربطه بالعديد من المطالب والاشتراطات التي يجب على الحكومة التعامل معها وتنفيذها.

 

وأوضح قحطان أن الشروط التي تضعها الدول الداعمة والمؤسسات التمويلية الدولية ترتبط بمواجهة الفساد وهناك نفوذ قوي لجيوب الفساد في مراكز اتخاذ القرار السياسي يعجز في مواجهته. وبناء على ذلك كما يرى قحطان يمكن استخلاص أن رئيس الوزراء توجه لقطر للحصول على ما يريد من الدعم المالي السريع لمواجهة العجز في سداد رواتب الموظفين. وتزايدت الضغوط التي تواجهها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتي تعاني من أزمة مالية خانقة جعلتها عاجزة عن صرف رواتب الموظفين في مناطق إدارتها، بالرغم من إعلانها مؤخراً حل الأزمة بعد دخول الموظفين للشهر الرابع على التوالي بدون استلام مرتباتهم، حيث قامت بصرف راتب شهر واحد فقط.

 

إضافة إلى الضغوط الخارجية التي تتعرض لها من قبل الدول والمؤسسات والصناديق الداعمة والمانحة والتي يلاحظ بحسب مصادر مطلعة، تغير كبير في استراتيجيتها في تقديم الدعم للحكومة اليمنية وربطه باشتراطات ومطالب تلزم الحكومة بضرورة السيطرة على الإيرادات العامة وإعادة الدورة النقدية للبنك المركزي اليمني في عدن، في حين يذهب البعض إلى المطالبة بإنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسة النقدية العامة المتمثلة في البنك المركزي اليمني الذي يعمل برأسين في كل من عدن وصنعاء.

 

ودفع ذلك مجلس القيادة الرئاسي في اليمن إلى إقرار خطة أولويات الإصلاحات الاقتصادية الشاملة المقدمة من رئيس الحكومة وزير المالية سالم بن بريك، حيث أصدر بذلك مرسوماً رئاسياً تضمن مجموعة من القرارات والإجراءات لتنفيذها خلال الفترة القادمة، منها ما يتعلق بمعالجة الاختلالات القائمة في عملية تحصيل الموارد العامة في المحافظات وتوريدها من خلال إلزام كافة المحافظات، بعملية توريد كافة الإيرادات المركزية إلى الحسابات المخصصة لها (حساب الحكومة العام) طرف البنك المركزي اليمني وفروعه في المحافظات، ومنع الصرف من هذه الموارد تحت أي مبرر.

 

وبالرغم من اشتراطات صندوق النقد الدولي لعودة التعاون مع الحكومة اليمنية والتفاوض على حصولها على الدعم والتمويل والقروض المقدمة من الصندوق، إلا أنه يحذر من تردي الأوضاع الراهنة في اليمن، حيث يشير صندوق النقد الدولي، إلى أن سنوات من الحرب الأهلية تركت اليمن واحداً من أكثر بلدان العالم هشاشة، إذ يواجه أزمة إنسانية حادة وضعفا كبيرا في الاقتصاد الكلي. وعلى مدار العقد الماضي، انكمش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنحو 27%، وتراجع متوسط دخل الفرد، وأدى انخفاض قيمة العملة والتضخم إلى كبح الدخول الحقيقية. وتُصنف الأزمة الإنسانية في اليمن من بين أسوأ الأزمات في العالم، حيث يحتاج أكثر من نصف السكان إلى مساعدات إنسانية عاجلة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الحکومة الیمنیة فی الیمن بن بریک

إقرأ أيضاً:

مدبولي يؤكد لنظيره اليمني دعم مصر للحكومة الشرعية ولتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الدكتور سالم صالح بن بريك، رئيس مجلس وزراء الجمهورية اليمنية، في مقر الإقامة، على هامش القمة الأولى لقادة التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، التي تنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، ويشارك فيها الدكتور مصطفى مدبولي، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وذلك بحضور السفير/ وليد الفقي، سفير مصر لدى قطر.

وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن ترحيبه برئيس الوزراء اليمني، مُعرباً عن تقديره للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.

وأكد رئيس الوزراء، دعم مصر للحكومة الشرعية في اليمن، وكذا دعمها لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق، مُؤكداً ثوابت الموقف المصري تجاه الأوضاع في اليمن والقائم على دعم مصر الراسخ للحكومة الشرعية في عدن، ووحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها، فضلاً عما يمثله أمن واستقرار اليمن من أهمية قصوى للأمن الإقليمي.

كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولي، عن التطلع لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق، مُؤكداً إدراك مصر لحجم التحديات التي تواجهه، ودعمها للجهود التي تستهدف توحيد الصف اليمني واعلاء المصلحة القومية اليمنية بما يعبر باليمن الشقيق إلى الاستقرار.

وأشار رئيس الوزراء إلى أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر على ضوء التداعيات السلبية الراهنة على أمن حركة الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر.

ومن جانبه، أكد الدكتور/ سالم صالح بن بريك، عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، مُشيداً بالدعم المصري لليمن خلال الأزمة الراهنة، وما تحظى به الجالية اليمنية من حفاوة الاستقبال في مصر.

وأشار رئيس مجلس الوزراء اليمني، إلى التداعيات السلبية الحالية في اليمن على أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر وقناة السويس، فضلاً عن التداعيات السلبية للأزمة على اليمن ذاته ومقدراته الاقتصادية.

وأعرب الدكتور سالم صالح بن بريك، عن تطلعه لتحقيق الأمن والاستقرار في قطاع غزة ومتابعة تنفيذ اتفاق شرم الشيخ، بما ينعكس على تحسن الأوضاع في المنطقة بصفة عامة، وأمن البحر الأحمر بصفة خاصة.

وعلى مستوى التعاون الثنائي، أعرب عن تطلعه للاستفادة من الخبرات المصرية في قطاعات مثل الكهرباء والجمارك والضرائب، مُؤكداً أهمية عقد اللجنة المشتركة بين البلدين، ومُنوهاً كذلك إلى إمكانية التعاون في قطاع الصحة ومختلف المجالات الأخرى.

وأكد رئيس مجلس الوزراء اليمني، أهمية التعاون بين البلدين الشقيقين عبر تنفيذ مشروعات مشتركة على ضوء وجود مدن ومناطق يمنية تحظى بالأمن والاستقرار.

ومن جانبه، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أهمية عقد اللجنة المشتركة في أقرب وقت ممكن مع إمكانية عقد منتدى لرجال الأعمال بين البلدين على هامش أعمال اللجنة.

وخلال اللقاء، دار نقاش حول تطورات الأوضاع في اليمن وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

طباعة شارك مدبولي قطر الدوحة رئيس الوزراء اليمني

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة اليمنية يوجه صفعة للإنفصالين: ''لا نبحث مقترح حل الدولتين ونسعى لشراكة وطنية''
  • الحكومة الفلسطينية تعلن تعميم خطة التعافي وإعمار غزة على الدول والمؤسسات الدولية
  • واردات الوقود في موانئ الحكومة اليمنية ترتفع بأكثر من 10%
  • الحكومة الفلسطينية تُعمّم البرنامج التنفيذي لخطة التعافي وإعمار غزة
  • رئيس الوزراء يلتقي نظيره القطري ويتطلع لدعم اقتصادي لمساندة الحكومة اليمنية
  • فالوكنر: نتطلع لقمة استثمارية بين رئيس الوزراء البريطاني والرئيس السيسي لتعزيز التعاون الاقتصادي
  • مدبولي يؤكد لنظيره اليمني دعم مصر للحكومة الشرعية ولتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن
  • بولس ومسؤول قطري يبحثان صراع السودان والعنف بالفاشر
  • أكثر من 79 ألف مستفيد.. مشروع سعودي جديد لدعم الشعب اليمني صحيًا