عروس مُهداة للنيل (8)
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
مُزنة المسافر
الخلاخيل والقُلل والوجوه النضِرة والقلوب الوجِلة من الوقوع في فخ الشك، والأرجل التي ترجَّلت للبحث عن الحق، لم تجد غير نسائم الهوى، ووجدت وشاحًا يُغطِّي جسد نوسة، إنها غائبة عن الوعي، إنها رائحة نحو نوم مستمر.
نوم الهوى ربما؟
وهل من نوى بعد هذا؟
هل هي بحاجة لأن تكون بجانب رمزي حتى لا تصبح عيَّانة؛ بل هي مريضه بحبه، لقد هربت لكن حكاية الغياب لم تعد مقنعة، وأين هو رمزي يرى مرضها هذا، وهل تشخيصه سليمًا؟ أن تُحبس حبس السنين، وترى نفسها بين أبواب موصدة، وعيون ملبدة بالغيرة.
يقول مدبولي لنوسة إن العشاء جاهز وإنه لا بُد أن تنزل لتتناول العشاء مع رمزي بيه، لا من أحد في المنزل، عزمي بيه خرج للصيد مع بضعة أصدقاء ولم يعد، ونازلي هانم في القاهرة منذ أيام.
رمزي: حلو الأكل يا نوسة؟
نوسة: الأكل؟ ها.. لا بأس.
الحياة لم يعد لها طعم فما بالك الأكل يا رمزي، إنها بحاجة للحقل والشمس، إنها بحاجة للسنابل وعيدان القصب والفل والسيسبان، وماذا عن القرية؟، وأين أهلها؟، وأين هو عبدالرؤوف أفندي.
خلف باب السراي، عبدالرؤوف ينتظر أن يفتح أحد له الباب، يظهر أمامه مدبولي الذي يعرقل دخوله داخل صالون القصر، يهرول نحو السفرة حيث تجلس نوسة بهدوء ورمزي يقف ليرحب بعبدالرؤوف.
رمزي: أهلًا وسهلًا يا عبدالرؤوف أفندي.
عبدالرؤوف: وهي فيها أهلا وسهلًا يا رمزي بيه؟
رمزي: اجلس، تناول معنا الغداء.
يعتب عبدالرؤوف على رمزي أنه أخذ نوسة بالقوة، إنها ابنته التي يحبها كثيرًا، يُذكِّره أنه غريب، والغرباء لا يمكنهم لمس ابنته نوسة، وقعت عين عبدالرؤوف على البندقية المعلقة على الجدار، وخشي أن يقول أكثر!
الوجع الذي في قلبه من كلام أهل القرية، ثرثرتهم ترهق ظهره، وكيف يرد؟ وهو يعتاش من ماهيَّة شهرية يقدمها له رمزي بيه في ظرف خاص، وهو الأفندي الذي خدم العائلة منذ زمن بعيد، وأين هو عزمي بيه يرى ما يفعل ابنه؟
رمزي: بص كويس للبندقية دي.
عبدالرؤوف: وما لها البندقية؟
رمزي: ستصوب أفكارك، وتغير كل فكرة قديمة تعرفها، نوسة لن تغادر السراي دون أمري.
تمالك أعصابك يا عبدالرؤوف، وامضي بمِسبحتك، وجلابيتك وقلبك الخائف، واخزي الشيطان، وانظر نحو الأمل الذي لن يغيب، إنها لن تروح مع طلق رصاصة، ولن تروح في مقطورة صغيرة رائحة للمدينة، ستعود للقرية على أجمل حصان.
وقد يكون حصانًا أبيض، يأخذها لعِش الزوجية، إنه يحبها وحبه جنوني، والشاويش لن يصدقك، ونقطة شرطة القرية لن تُدين ابن البيه، إنه يقف ويحدق بك وكأنه هرم واقف ينتظر عبور نور الشمس، لن يغير رأيه، لن يبدد وعيه.
وماذا عن نوسة؟
هل دخل أحشائها أي عفريت وولعها بالكبريت؟
وهل لها نية أن تدخل فصل الدفاع عن الحرية؟
أنتِ يا نوسة، هل تجدين في ملاعق رمزي بيه ما يغرك؟ كل ملعقة على السفرة تقول بالثراء، وهل يعجبكِ دلاله المعتاد لكِ يا نوسة، لكن الغلابة بانتظارك، والعدالة تقول بسؤالك: مش حرام؟
أن يكون وحش هذا الغرام سببًا في تدمير ماضٍ جميل بينكما.
وهل هو من نصيبك يا نوسة حتى تكوني في سراياه محبوسة؟، يا سلام لو تخرجين وترين الدنيا كيف صارت، وهل تشعرين بالحرية تختلج نفسك المعذبة؟، اذهبي نحو الهواء وغردي في السماء بأحلى طقطوقة، ودعي رجليك تعانق القبقاب وتروح لأراضي الغربة بدلًا من هذه الوحدة.
يا ليتك تعرفين ما في خزانة قلبه.
وتفتحين كل أبواب حبه.
سترين السراب طريقًا واضحًا.
والغياب صدقيني بحر غائب عن عينيه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جنيفر لورانس تنتقد إقحام النجوم في السياسة وتستعد لعمل مع سكورسيزي ودي كابريو
انتقدت الممثلة الأميركية جنيفر لورانس الدور السياسي للمشاهير في الولايات المتحدة، معتبرة أن مواقفهم العلنية لا تؤثر في نتائج الانتخابات، بل تسهم في تعميق الانقسام الداخلي.
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت النجمة التي كانت من أبرز الأصوات المعارضة لإدارة دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، إنها اليوم تعيد تقييم موقفها، مؤكدة: "لا أريد أن أكون جزءا من المشكلة، وإذا لم يكن بمقدوري قول شيء يقدّم حلا أو يُهدّئ الأجواء، فلن أتكلم".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد أشهر من اعتزاله الإخراج.. محمد سامي يطل كممثل في رمضان 2026list 2 of 2هل يتجه القضاء اللبناني لإسقاط تهم بارزة في قضية الفنان فضل شاكر؟end of listوأضافت، "خلال رئاسة ترامب الأولى، كنت أركض كدجاجة مذعورة بلا رأس. أما الآن، فأعيد تقييم موقفي؛ لأنني ببساطة لا أريد أن أكون جزءا من المشكلة".
وتابعت، "المشاهير لا يغيّرون نتائج التصويت، فلماذا أقدّم رأيا لا يضيف شيئا سوى الوقود إلى النار؟ أريد أن أحمي فني. أريد أن يتمكن الناس من الضياع في ما أقدّمه، لا أن ينفروا بسبب آرائي".
وعندما سألتها صحفية "نيويورك تايمز" لولو غارسيا نافارو إن كانت تندم على صراحتها السابقة، أجابت بابتسامة ساخرة: "غالبا! أنا أندم على كل شيء قلته أو فعلته في حياتي. سآخذ أقراص الذاكرة من جميع الكاميرات قبل أن أغادر".
بالنسبة لها، تبدو الدورة الانتخابية القادمة في الولايات المتحدة مختلفة جذريا، "لأننا هذه المرة نعلم تماما ما الذي فعله، وما الذي ينوي أن يفعله، ومع ذلك كان هذا خيارنا".
العودة إلى الشاشة بعد الأمومةتستعد لورانس للظهور في فيلم جديد بعنوان "متّ حبيبي" (Die My Love)، وهو عمل مقتبس عن رواية الأرجنتينية أريانا هاروفيتش، وتنتجه بالتعاون مع المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي. الفيلم يتناول قصة "غريس"، وهي أم تعيش اضطرابات نفسية عميقة، في سرد درامي يتقاطع مع التجربة الشخصية للورانس.
عن هذه التجربة تقول، "قرأت الرواية بعد إنجاب طفلي الأول، وشعرت بارتباط فوري. لم أعانِ من اكتئاب ما بعد الولادة بالمعنى الكلاسيكي، وهذا ما سمح لي أن أغوص في تلك المناطق المظلمة من النص".
إعلانوفي تحليلها لشخصية "غريس"، تتجنب لورانس أي تصنيف نفسي محدد؛ "فبعض النقاد قالوا إنها تعاني من الذهان، أو الاكتئاب، أو الاضطراب ثنائي القطب. لكنني لم أتعامل معها من هذه الزاوية. بالنسبة لي، كانت حالة معقدة، حزينة، متوترة، وغاضبة".
وتضيف أن أخصائية في الصحة النفسية أخبرتها أن الانتحار هو السبب الأول لوفيات الأمهات في السنة الأولى بعد الولادة، "هذا غيّر كثيرا من فهمنا لنهاية الفيلم، خاصة مشهد الغابة والنار.. رأيتها نوعا من التطهّر".
لورانس قالت لـ"نيويورك تايمز" إنها "عاشت تجربة مريرة" حين أنجبت طفلها الثاني، "كنت أعيش وكأن نمرا يلاحقني. قلق شديد، أفكار قهرية لا تتوقف، ووساوس تتعلق بسلامة طفلي".
واعترفت الممثلة البالغة من العمر 35 عاما أنها تعيش بإحساس دائم بالذنب، رغم وعيها بأنها "أم جيدة".
أما أبرز التحديات التي تواجهها، فتتمثّل في الموازنة بين الأمومة والفن، "الأمومة فعل تضحية. لكنها ليست وحدها. الفن أيضا جزء من هويتي. من دون التمثيل، لن أكون مكتملة".
وتابعت، "بعد إنجابي لابني البكر، قلت لنفسي إن التمثيل هو الوظيفة المثالية للأم. لكنني الآن أعيد النظر. كنت أقول ذلك زمن كوفيد. الأمور أكثر تعقيدا".
عمل جديد مع سكورسيزيعلى صعيد آخر، تستعد لورانس للمشاركة في فيلم من إخراج مارتن سكورسيزي، إلى جانب ليوناردو دي كابريو.
وعن ذلك تقول ضاحكة، "لا أدري إن كنت أثق به بعد. عليه أن يثبت نفسه لي أولا!".
أما عن استعدادها للعمل المرتقب، فتقول "أبدأ بالذعر، أتواصل مع مدرّب تمثيل، ألتقي به، ثم لا أراه مجددا. هذه هي طريقتي".
النجمة الأميركية ختمت لقاءها مع "نيويورك تايمز" بالقول إن أكثر من غيّرها كممثلة هو كريستيان بيل، "كنت محرجة من فكرة أن يراني أحدهم أمثل. لكن بيل كان يبدأ الدخول في الشخصية قبل أن يقول المخرج "أكشن". تعلمت منه أن أكون حاضرة قبل الكاميرا".