جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-05@19:38:38 GMT

هوس الآثار المتناثرة!!

تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT

هوس الآثار المتناثرة!!

 

 

 

محمد عبد العظيم العجمي

 

هذه الهَبَّة التي استشرى هوسها في المنطقة، لاهثة إثر مكتشفات من الآثار توشك أن تغير خارطة المنطقة وتاريخها! وكأنَّه كلما زاد عمر النقش، زاد التنافس في العمق الحضاري!

فهل الحضارة نقش وكفى؟! وهل الحضارة بعض من رتوش ونقوش ورقوم طال عليها الأمد، ثم أثمرت على إثرها بدعة وجمالًا وأثرًا يُروى؟! أم الحضارة حال من الأثر الإنساني النابض بالحياة وبالعلم والثقافة والدين والجمال!

الحضارة المصرية- على سبيل المثال- لم تستلهم عبقها من نقوش وزخارف ورقوم طال عليها الأمد؛ بل كانت منظومة من البدعة الإنسانية المتكاملة التي أجمع التأمل البشري والفحص العلمي الدقيق، والذوق الإنساني التاريخي، والمعرفة البشرية المتراكمة في ثنايا العقل الإنساني.

. أجمع كل هذا وذاك على أنه كانت هنا لمسة بشرية حضارية فوق العادة لا مجرد طائف عابر من سذاجة الحياة التي لا يحتفل العالم أن يتوقف لديها متأملًا.

لقد جمعت الحضارة المصرية القديمة بين هيكل الحضارة المُبهر، وثقافة الإنسان المُتحضِّر، وتلك هي الفاصلة؛ فأنتجت ثقافة الأسرة والطفل والحقل والحرب والسلم والجوار، وكل ما يتعلق بالثقافة والفنون.

بدعة هذه الحضارة وإعجازها أنها لم (تتقادم) مع الزمن، ولم تبهت رقومها في ثنايا التاريخ حتى تعيد اكتشافها؛ إنما فرضت بدعتها فرضا على العقل والذوق الإنساني حتى أقر لإعجازها مذعنا.

ثم هي تستهل كل يوم، بل كل لحظة على الكشف الإنساني بجديد يذهل عقله، وخوارق يسلم لها العلم مقرا حيالها بعجزه، بل يرجئ كثيرا من تفسيرها إلى حين من الدهر، حتى يمن الزمان عليه بجواب.

الأمر عصيٌّ على التحليل، وأبيٌّ على المطاولة والمنافسة.. ومن الجميل أن يقف العقل البشري العالم راضخًا مُسلِّمًا أمام هذه المنح العبقرية، التي لم يغفل قدرها التاريخ ولا الجغرافيا منذ نشأة الكون والإنسان. أما هوس المراهنات والمسابقات فلا يصدق فيه إلا قول المتنبي:

إِذا شاءَ أَن يَلهو بِلِحيَةِ أَحمَقٍ

أَراهُ غُباري ثُمَّ قالَ لَهُ اِلحَقِ

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يضعف التفكير البشري؟

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، عندما تم إطلاق روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي (ChatGPT)، بات الذكاء الاصطناعي يؤثر بشكل متزايد في حياة الكثيرين.

ووفق تقرير نشر في موقع «هيلث لاين»، فقد غيّرت روبوتات الدردشة مثل «ChatGPT» وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى – مثل ميزة «AI Overview» من «غوغل» – الطريقة التي نتصفح بها الإنترنت ونستخدمها للعثور على إجابات لأسئلتنا الأكثر إلحاحاً.

لذلك، يتعمّق الباحثون في دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على أدمغتنا. وتشير النتائج المبكرة إلى وجود رابط محتمل مثير للاهتمام.

خلصت دراسة أولية من باحثين في مجال الإعلام بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) شملت 54 شخصاً إلى أن الاعتماد على «ChatGPT» في كتابة المقالات يقلّل النشاط الكهربائي في الدماغ ويضعف الإحساس بملكية النص واسترجاع المعلومات، مقارنة بالاعتماد على البحث التقليدي أو التفكير الذاتي. وعندما انتقل مستخدمو «ChatGPT» للاعتماد على أدمغتهم فقط، بقي نشاطهم الدماغي أقل، وقدرة الاستدعاء أضعف، ما يشير إلى احتمال تراكم ما سمّاه الباحثون «ديناً معرفياً» عند الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

ليس باحثو «MIT» وحدهم الذين درسوا هذه الظاهرة منذ أن أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر انتشاراً.

وجدت دراسة لعام 2025 حول استخدام الذكاء الاصطناعي ومهارات التفكير النقدي أن الأشخاص الذين يستخدمونه أكثر – وتشير نتائجها إلى أنهم قد يكونون على الأرجح ممن تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاماً – قد تكون لديهم قدرات تفكير نقدي أقل.

يشير المؤلف إلى هذا باسم «التفريغ المعرفي»، ويعرّفه بأنه انخفاض الحاجة إلى التفكير المستقل بسبب الاعتماد على أتمتة المهام التحليلية.

وتقترح دراسة أخرى من عام 2025 أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يحوّل جوانب من التفكير النقدي النشط إلى فهم أكثر سلبية بـ3 طرق:

– الاسترجاع والفهم: من جمع المعلومات إلى التحقق من المعلومات.

– التطبيق: من حل المشكلات إلى دمج استجابة الذكاء الاصطناعي.

– التحليل والتركيب والتقييم: من تنفيذ المهمة إلى الإشراف على المهمة.

وبشكل عام، وفقاً لمراجعة بحثية لعام 2024، فإن الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام التي تتطلب تفكيراً أعمق قد يعرّض الأفراد لخطر:

– انخفاض المشاركة الذهنية.

– إهمال المهارات المعرفية، مثل الحسابات أو استرجاع المعلومات. – تراجع القدرة على التذكر.

– تقصير مدى الانتباه ومشكلات التركيز.

– عدم القدرة على تطبيق المعرفة في مواقف جديدة.

– مخاوف أخلاقية واجتماعية، مثل انخفاض التفاعل بين البشر والعزلة الاجتماعية.

– تحديات نفسية، مثل انخفاض الثقة بالنفس.

كيفية تقليل تأثير الذكاء الاصطناعي على الدماغ؟
الجواب ليس ببساطة استخدام الذكاء الاصطناعي أقل. صحيح أن تجنّبه في المهام التي تتطلب تفكيراً أعمق عندما تستطيع هو خطوة أولى رائعة، لكنه ليس ممكناً دائماً.

مع اكتساب أدوات الذكاء الاصطناعي شعبية، قد تصبح جزءاً من عملك، وقد يتم تشجيع استخدامها، أو حتى طلبها، في بعض الحالات.

بدلاً من ذلك، فكّر في كيفية استخدامك للذكاء الاصطناعي. عند استخدامه بطرق معينة، يمكن أن يساعد في تعزيز التفكير الأعمق، وإلهام الإبداع، وتحسين الكفاءة.

قد يساعدك أن تعرف علامات التحول من التفكير النقدي النشط إلى السلبي المذكورة أعلاه. على سبيل المثال:

– هل تستخدم الذكاء الاصطناعي للتحقق من المعلومات بدلاً من محاولة العثور على مصادر وفهمها بنفسك؟

– هل تستخدم الذكاء الاصطناعي لتطبيق الأفكار بدلاً من محاولة حل المشكلات؟

– هل تستخدم الذكاء الاصطناعي للمقارنة أو الربط أو الدمج أو الحكم على الأفكار بدلاً من تحليلها وتركيبها وتقييمها؟

الخلاصة
تشير الأبحاث الناشئة إلى أن الإفراط في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليها قد يؤثر بشكل عميق على فهمنا وقدراتنا على التفكير النقدي.

ومع ذلك، فإن الأدلة الحالية التي تدعم هذه الفرضية لا يمكنها سوى تفسير وجود ارتباط، وليس سببية، بين انخفاض التفكير العميق والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي. هذا المجال العلمي لا يزال جديداً وفي طور التطوّر.

من ناحية أخرى، الذكاء الاصطناعي ليس دائماً أمراً سلبياً. فقد تكتشف أنه يمكن أن يلهم الإبداع أو يشجع التعلم عندما لا يُستخدم بوصفه مصدراً وحيداً للإجابات أو الحلول.

مقالات مشابهة

  • البشري يفتتح معرض صور شهداء الحسينية في الحديدة
  • الرئيس القيرغيزي: مصر بحق مهد الحضارة الإنسانية وموطن أعرق تراث في التاريخ
  • تجمع القصيم الصحي يوضح خطوات تجنب الآثار السلبية للتوتر
  • فنّ الحوار.. لغة العقل وأدب الاختلاف
  • أطول رحلة طيران في التاريخ... ماذا تعرف عن طائرة هاسيندا التي حلّقت 64 يومًا دون توقف؟
  • فؤاد عوده من إيطاليا: مصر تُهدي الإنسانية أعظم متحف في التاريخ الحديث
  • المتحف المصري الكبير..حين تتجسد الحضارة في حجر وتتنفس مصر من جديد| مثقفون ومؤرخون يتحدثون عن المشروع الأعظم في التاريخ
  • أسامة الجندي: صناعة الحضارة تبدأ من الشخص الواعي والعقل سر تكريم الإنسان
  • هل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يضعف التفكير البشري؟