من الجوع إلى الفخامة.. القصة وراء أغلى أرز في العالم
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فيما يحمل بين يديه صندوقًا أسود أنيقًا منقوشًا عليه بالذهب عبارة "أفضل أرز في العالم"، ثمة ملامح شك تعلو وجه الشيف الياباني كينيتشي فوجيموتو.
ويقول الشيف المُقيم في هونغ كونغ وصاحب مطعم "سوشي فوجيموتو" وهو يشير إلى قدر الأرز الذي يغلي داخل مطبخه:"غالبًا ما تكون هذه المنتجات تجارية جدًا وغير جيدة بالضرورة".
وبعد أكثر من 20 عامًا من الخبرة تحت إشراف أساتذة سوشي حائزين على نجوم ميشلان، واجه الشيف عددًا لا يحصى من أنواع الأرز. لكنه لم يرَ شيئًا مثل هذا من قبل.
فلا يكتفي صناّع أرز "Kinmemai Premium" بالقول إنه أفضل أرز في العالم، بل إنّ موسوعة غينيس للأرقام القياسية اعتمدته في العام 2016، كأغلى أرز في العالم.
لكن هل يرقى حقا إلى مستوى هذا الادعاء؟
استعانت CNN بفوجيموتو للمساعدة على الإجابة على هذا السؤال.
بالنسبة لأيّ شيف ياباني، يعتبر أن الاختبار المهم للأرز يتمثّل بشطف حبيبات الأرز ونقعها، قبل وضعها داخل قدر من الحديد زهري اللون مملوءًا بالماء، وتسخينها.
ويشرح فوجيموتو:"الأرز يُعتبر غذاء الروح في اليابان؛ بالنسة للسوشي، يُعد الأرز الجزء الأهم، إذ أنّ 80% من جودة السوشي تأتي من الأرز و20% فقط من السمك".
والآن، بدأ العدّ التنازلي للحظة الحقيقة. ويعلّق فوجيموتو: "سنعرف خلال 15 دقيقة".
هذا الأرز ينتج منه ألف صندوق فقط سنويًايُعد الأرز غذاءً مقدّسًا وأساسيّاً في اليابان منذ حوالي 3,000 عام.
واليوم، يوجد أكثر من 300 نوع تُزرع عادة في أنحاء البلاد، مع تطوير أنواع جديدة باستمرار.
وقد اكتسبت الأطباق والمشروبات المصنوعة من الأرز الياباني، مثل السوشي وكعكات الموتشي والساكي، شهرةً عالمية خلال العقود الأخيرة. بيد أنّ صادرات الأرز الياباني لم تحقّق مستوى النجاح ذاته.
في العام 2016، يُقرّر كيجي سايكا، الرئيس الحالي لشركة Toyo Rice Corporation، البالغ من العمر 91 عامًا، أن يتولّى بنفسه مهمة الترويج لهذا الغذاء الأساسي.
وتعد الشركة التي تتخذ من مدينة واكاياما مقرًا لها منتجة لآلات طحن الأرز، بالإضافة إلى بيعها أرز "Kinmemai"، ويعني اسمه حرفيًا "أرز البراعم الذهبية"، وهو نوع يُقدّر لقيمته الغذائية العالية ومذاقه المميز.
يقول سايكا لـCNN في مكتب الشركة بطوكيو:"شعرت أنّ على اليابان أن تُظهر للعالم بشكل أفضل مدى روعة الأرز الياباني".
أما التحدي فتمثّل في كيف يمكن رفع مكانة الأرز الياباني عالميًا من دون إنفاق ضخم على التسويق؟
ويروي سايكا أنّه "في تلك اللحظة خطرت لي فكرة موسوعة غينيس للأرقام القياسية. كان علينا أن نفعل شيئًا لم يسبق لأحد القيام به".
وبثقةٍ تامة بأنه قد صنع أشهى أرز في العالم، طرح سايكا بالعام ذاته Kinmemai Premium في الأسواق، بسعر مذهل بلغ 9,496 ينًا يابانيًا للعلبة التي تزن 840 غرامًا، أي ما يعادل نحو 109 دولارات أمريكية للكيلوغرام الواحد في العام 2016.
ويضيف: "في وقت كان سعر الأرز العادي يتراوح بين 300 إلى 400 ين (1.95 و2.60 دولارًا) للكيلوغرام، تساءلت عمّا إذا كان أحد سيشتريه فعلًا. لكن المدهش أنّ الطلبات بدأت تتزايد".
ما بدأ كمحاولة لمرة واحدة أصبح منذ ذلك الحين إصدارًا سنويًا، بفضل الطلب المستمر.
ففي هذا العام، طُرحت صناديق كينميمي بريميوم في الأسواق بسعر 10,800 ين (أي حوالي 73.4 دولارًا أمريكيًا للصندوق الواحد).
ومع إنتاج 1,000 صندوق فقط، نفدت الكمية بسرعة بعد إطلاقها في 22 أغسطس/ آب.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: غذاء موسوعة غينيس هونغ كونغ الأرز الیابانی أرز فی العالم
إقرأ أيضاً:
قاعدة الـ80% من الشبع.. سرّ ياباني لحياة أطول وصحة أفضل
تتقاطع هذه الممارسة اليابانية مع مفاهيم حديثة مثل "الأكل الواعي" و"الأكل الغريزي"، اللذين لا يقومان على الحميات الغذائية، بل على تنمية الوعي الذاتي وتعزيز التواصل مع إشارات الجوع والشبع الداخلية.
كشفت مراجعات بحثية حديثة أن فلسفة "هارا هاتشي بو" ــ التي تدعو إلى التوقّف عن الأكل عند بلوغ 80% من الشعور بالشبع ــ مرتبطة بانخفاض السعرات الحرارية اليومية ومؤشر كتلة الجسم على المدى الطويل، رغم غياب دراسات مخصصة لتقييم هذا المبدأ بمعزل عن الأنماط الثقافية والغذائية الأوسع.
وتنبع هذه الممارسة من تعاليم كونفوشيوسية يابانية عمرها قرون، وتُطبّق على نطاق واسع في مناطق مثل أوكيناوا، حيث يُعدّ السكان من الأطول عمراً والأكثر صحةً في العالم. وأعاد الاهتمام العالمي بأساليب فقدان الوزن تسويق "هارا هاتشي بو" كاستراتيجية غذائية مما يشوّه جوهرها الأصلي كممارسة يومية قائمة على الوعي، لا على التقشّف.
فلسفة لا حميةوتُركّز "هارا هاتشي بو" على الاعتدال، لا على التقييد. وبدل أن تفرض قيوداً خارجية على الكم أو النوع، تعلّم الفرد كيف يصغي إلى إشارات جسده: متى يبدأ الأكل، ومتى يتوقّف. وتشير الأدلة المتاحة والمستمدة من دراسات على الأنماط الغذائية الشاملة في المجتمعات التي تمارس هذه العادة، إلى أنها ترتبط بانخفاض اكتساب الوزن على المدى البعيد، وباستهلاك يومي أقلّ للسعرات الحرارية.
كما لوحظ أن الرجال الذين يتّبعون هذا النهج يميلون تلقائياً إلى تناول كميات أكبر من الخضروات وأقلّ من الحبوب، ما يعكس تحوّلاً تلقائياً نحو خيارات غذائية أكثر توازناً.
Related بلدة إسبانية تطلق نظام حمية غذائية لتخسيس سكانها 100 ألف كيلوغرام أول علاج من نوعه للأطفال المصابين بالصدفية.. إدارة الغذاء والدواء الأميركية توافق على دواء Tremfyaمدينة إسبانية تطلق مشروع حمية غذائية لخسارة 100.000 كيلوغرام في سنتين انعكاس على السلوك في العصر الرقميوتشير الأدلة إلى أن نحو 70% من البالغين والأطفال يستخدمون أجهزتهم الرقمية أثناء تناول الطعام، وهو سلوك يرتبط بزيادة استهلاك السعرات الحرارية، وانخفاض تناول الفواكه والخضروات، وازدياد سلوكيات اضطرابات الأكل من التقييد إلى الإفراط.
وتؤكد اختصاصية تغذية مطّلعة على الظاهرة أن المجتمعات المعاصرة "تُفرط في الحديث عن الطعام، وتنشره على وسائل التواصل، لكنها نادراً ما تستمتع به". وتضيف أن "هارا هاتشي بو"، عبر دعوتها إلى البطء والتذوّق والانتباه، قد تعيد الاتصال المفقود بين الإنسان ووجبته، وتدعم وظائف الهضم، وتوجّه نحو خيارات أكثر تغذية.
وتتقاطع الممارسة اليابانية مع مفاهيم معاصرة مثل "الأكل الواعي" (Mindful Eating) و"الأكل الغريزي" (Intuitive Eating)—اللذين لا يعتمدا على الحميات، بل على تعزيز العلاقة مع إشارات الجوع والشبع الداخلية.
وتشير الأبحاث إلى أن هذه الطرق تقلّل الأكل العاطفي وتحسّن نوعية الطعام دون فرض قيود، لأنها تُحقّق نتائج صحية تدوم طويلاً، بدلاً من الدورة المعتادة: حمية قصيرة يليها عودة الوزن المفقود.
ولمن يرغب في تبني هذه الممارسة، تقترح المصادر المهنية سبع خطوات أساسية:
1.التأمّل قبل الأكل: التمييز بين الجوع الجسدي والعاطفي.
2. إبعاد المشتّتات: تناول الطعام بعيداً عن الشاشات.
3. التمهّل في المضغ: جعل الأكل تجربةً حسّيةً لا وظيفةً روتينية.
4. الاستهداف الصحيح للشبع: التوقّف عند مستوى 8 من 10 (رضا دون امتلاء مفرِط).
5. المشاركة الاجتماعية: مشاركة الوجبات مع الآخرين كجزء من معناها الإنساني.
6. التركيز على الجودة الغذائية: ضمان احتواء الوجبات على فيتامينات، معادن، وألياف.
7. التعاطف مع الذات: تجنّب السعي إلى الكمال، والتركيز على الوعي بدل الشعور بالذنب.
ورغم فوائدها، قد لا تناسب "هارا هاتشي بو" الفئات ذات الاحتياجات الغذائية الخاصة، كالرياضيين، الأطفال، كبار السن، أو المرضى. كما أن اختزالها في شعار "كل أقل" يحوّلها من فلسفة توازن إلى أداة محتملة للتقييد، ما قد يُحفّز دورة ضارة من الحرمان يليها الإفراط، وهو عكس تماماً ما تدعو إليه.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة حمية صحية الصحة الغذاء دراسة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم